البكتيريا النافعة
توجد البكتيريا (بالإنجليزيّة: Bacteria) بأعداد كبيرة في البيئة، إذ تتنوع في خصائصها وأنواعها، وتَنقسم إلى نوعين رئيسيين وهما بكتيريا ضارة وبكتيريا نافعة، حيث يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من البكتيريا النافعة بل ويعتمد عليها في كثير من العمليات الداخلية، إذ توجد في معدة الإنسان، وتنتشر داخلها وتُساهم في عملية هضم الطّعام، وإنتاج فيتامينات حَيويّة، بالإضافة إلى إنتاج جُزيئات صغيرة تُساهم في تحفيز الدِّماغ على العمل، وتقوم بنقل الإشارات إلى جهاز المناعة، وقد تمّ إجراء البحوث المُختصّة في تركيب البكتيريا النّافعة، لتوضيح اختلاف تأثير كمية البكتيريا الموجودة في جسم الانسان على صحته.[١][٢]
أهمية البكتيريا النافعة
قد توصل العم من خلال العديد من الأبحاث إلى العديد من فوائد البكتيريا النافعة، ومن أهمها:[٣]
- تُشير الدِّراسات الصَّادرة عن الجمعية الأمريكية النفسية (بالإنجليزية: American Psychological Association APA) على أنّ البكتيريا تُساهم في تحسين الصحة النَّفسية من خِلال تزويد الدِّماغ بالسيروتونين بنسبة تصل إلى 95٪، إذ إنها مادة كيميائية عَصبية تُنظم العمليات الفسيولوجيّة والعقليّة وتَشمل الذّاكرة، والتَّعلُم، والحالة النَّفسية.
- تمّ التوصل إلى أنّ البكتيريا المُفيدة قد تلعب دوراً في التَّحكُم بالقلق والتَّوتر، ويَنجُم هذا النوع من البكتيريا من خلال تحفيز البريبايوتك- الكربوهيدرات.
- تم إجراء أبحاث حول بكتيريا تُدعى باكتيرويديز (بالإنجليزيّة: Bacteroides)، حيث تم تجريبها على الفئران، وثد توصلت الأبحاث إلى أنّها تعمل على الحد من أعراض تُشبه التَّوحد.
- تُساعد البكتيريا على هضم الطعام للإنسان والعديد من الحيوانات، حيث إنها تَهضُم المواد المُعقدة التي يَعجز جسم الإنسان عن هضمها وتفتيتها، بما في ذلك الأحماض الدُّهنية قصيرة السِلسلة، والعديد من الكربوهيدرات.[٤]
- تُعد البكتيريا النافعة هامة جداً للنباتات، إذ يوجد عدد كبير من الميكروبات المُختلفة والمُرتبطة بجذور النباتات، والتي تُعدّ ضرورية لصحة النباتات، حيث تعمل على وقايتها من مُسببات الأمراض، وتُساعد في عملية نمو الأشجار، وتحسين الإنتاجية.[٤][٥]
- تُعتبر البكتيريا النافعة ضروريّة في عملية إعادة تدوير المُغذّيات في البيئة.[٤]
- تُعدّ بكتيريا البروبيوتيك من أنواع البكتيريا الهامة، إذ يتم استخدامها كبديل آمن لعلاج المرضى المُصابين باضطرابات التئام الجروح، وذلك من خلال تحريض الخلايا الليفية، ومُساعدة الجلد على استعادة صحته، كما أنّها تعمل كحاجز وقائي ومناعي، إذ تتجازو وقايتها المُضادات الحيوية لمُسببات الأمراض.[٦]
- قد توَفِر البكتيريا الموجودة في جذر النبات مواد غذائية تُفيد النباتات، أو قد تُنتِج مُضادات حيوية لردع البكتيريا والفطريات التي تُلحق الضّرر بالنبات، وتَسهُم التجارب في تطوير دور البكتيريا المُفيدة في الجذور، من خلال استخدامها كأسمدة حيوية أو لمكافحة الأمراض البيولوجية، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجيّة الزِّراعية.[٧]
أنواع البكتيريا النافعة
تتعدد أنواع لبكتيريا وأهميتها، ومن أهم الأنواع وأبرزها:
- الملبنة الحمضة (بالإنجليزيّة: Lactobacilli acidophilus): يَسهُم هذا النوع من البكتيريا في الحد من بعض أنواع الإسهال، كما أنّها تَسهُم في علاج التهابات الخميرة المَهبلية، وغالباً ما تتواجد في الحليب، أو الأطعمة المُصنعة من الحليب، إذ إنه يُعدّ وسط مُناسب لنموها، كما توجد في الأمعاء، والمَهبل عند البالغين، أما عند الأطفال الرُّضع فتوجد في المسالك المِعوية، ومن الجدير بالذكر أن هذه البكتيريا هي التي تتسبب في مَنح اللبن طعمه الحامض، ويتم استخدام بعض أنواعها في صُنع الزبادي والجبن.[٨]
- الإشريكية القولونية (بالإنجليزيّة: Escherichia coli): يوجد هذا النوع من البكتيريا في البيئة، والأطعمة، وفي أمعاء الإنسان والحيوان، وتتعدد أنواعها إذ يتغلب فيها عدد البكتيريا المُفيدة على عدد البكتيريا الضَّارة، إذ تُسبب البكتيريا الضَّارة منها بعض الأمراض للكائنات الحيّة، مثل الإسهال، والتهابات المسالك البولية، وأمراض الجهاز التَّنفُسي، والالتهاب الرئوي وغيرها.[٩]
- المكورات العقدية (بالإنجليزيّة: Streptococcus thermophilus): تُعدّ المكورات العقدية بكتيريا مُهمة جداً وذلك لآثارها الإيجابيّة، وعلى الرّغم من قِلة تنوعها من الناحية الفسيولوجية، والكيميائية الحيويّة إلا أنّ خصائصها مُهمة تجارياً، إذ تُستخدم مع البكتيريا الملبنة الحمضة لتصنيع العديد من مُنتجات الألبان المُخمرة المُهمة، بما في ذلك الزبادي وجبن موزاريلا، مما أدى إلى زيادة استهلاك هذا النوع من البكتيريا في الفترة الأخيرة، إذ إنه في عام 1998م أُصدرت إحصاءات تابعة لوزارة الزراعة الأمريكية حول موضوع زيادة إنتاج جبنة الموزاريلا واللبن، والتي تصل قيمتهما إلى ما يُقارب 5 مليارات دولار، إذ تصل إنتاجيّة جبنة الموزاريلا إلى أكثر من 1.02 مليار كيلوغرام، وتصل إنتاجيّة اللّبن إلى أكثر من 0.62 مليار كيلوغرام.[١٠]
المراجع
- ↑ Sonya Collins (20-8-2014), “What Is Your Gut Telling You?”، www.webmd.com, Retrieved 31-3-2019. Edited.
- ↑ Jennifer Yttri, “Bacteria: the Good, the Bad, and the Ugly”، www.center4research.org, Retrieved 31-3-2019. Edited.
- ↑ Honor Whiteman (11-3-2015), “The gut microbiome: How does it affect our health?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-3-2019. Edited.
- ^ أ ب ت “Beneficial Bacteria”, askabiologist.asu.edu, Retrieved 14-4-2019. Edited.
- ↑ “The rhizosphere microbiome and plant health”, www.sciencedirect.com, Retrieved 14-4-2019. Edited.
- ↑ “Probiotics or pro-healers: the role of beneficial bacteria in tissue repair.”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17-4-2019. Edited.
- ↑ “Plant Beneficial Bacteria”, www.nature.com, Retrieved 17-4-2019. Edited.
- ↑ “Lactobacillus Acidophilus”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “E. coli (Escherichia coli)”, www.cdc.gov,5-4-2019، Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ “Streptococcus thermophilus LMD-9”, genome.jgi.doe.gov, Retrieved 16-4-2019. Edited.