محتويات
هل ثبتت معرفة أوّل ما خلقه الله؟
وردت عدّة نصوصٍ شرعية في القرآن الكريم تتحدّث عن المخلوقات وخلقها، ومنها استنبط العلماء واجتهدوا في أوّل ما خُلق في هذا الكون، ولكن لم يثبت في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة ما يدلّ على أوّل مخلوقٍ خلقه الله بشكلٍ صريح، ويُمكن تقسيم اجتهادات العلماء في أول ما خلقه الله إلى قسمين:
- أقوال مشهورة ومعتبرة: وهي أقوال قائمة على جمع النصوص الشرعية والاستنباط منها، وهذه الأقوال هي:[١]
- العرش: ورجّح هذا القول ابن تيمية وابن القيّم.
- القلم: ورجّحه ابن الجوزي وابن جرير الطبري.
- الماء: ورجّحه بدر الدين العيني.
- أقوال غير معتبرة: وهي كثيرة، مثل:
- العقل.
- النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-.
اجتهاد أهل العلم في أول ما خُلق
كما أسلفنا سابقاً فقد اجتهد أهل العلم بالجمع بين النصوص في أوّل ما خلقه الله -عز وجل-، مع الإشارة إلى أنّ معرفة هذه المعلومات لا يضرّ الجهل بها، ولا يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة، فقد قال -سبحانه-: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ)،[٢][٣] ونذكر هذه الأقوال والاجتهادات فيما يأتي:
العرش
نُسب هذا القول إلى جمهور العلماء، ورجّحه ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم،[١] وهو عرش الله -عزّ وجل-، حيث قيل إنّ العرش خُلق قبل الكون وتكوينه، واستدلّ الجمهور على ذلك بعدّة أدلّة شرعية، ومنها:[٤]
- قول الله -عز وجل-: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء).[٥]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ).[٦]
القلم
خلق الله -سبحانه وتعالى- القلم لكتابة أحداث الكون ولكتابة قدر المخلوقات، وخُلق القلم قبل خلق السماوات والأرض، واستدلّ بعض أهل العلم على أنّ القلم هو أوّل المخلوقات بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ، قال: ربِّ وماذا أكتبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ).[٧][٨]
وردّ أصحاب القول الأول على هذا القول، ففي الحديث: (كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ)،[٦] ويدلّ لفظ “وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ” على أنّ التقدير كان مع أول خلق القلم، وكان ذلك بعد أنْ خُلِق العرش.[٤]
الماء
حيث إنّ عرش الرحمن يستوي على الماء، وقد استدلّ مَن قال بأنّ الماء هو أوّل ما خلقه الله بعدّة أدلّة وآثار شرعية، ومنها:[٩]
- قول الله -سبحانه-: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ).[١٠]
- حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الذي فيه: (… وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ).[٦]
- قول ابن عباس -رضي الله عنه-: “أول ما خلق الله تعالى الماء قبل العرش، ثم وضع العرش عليه”.
المراجع
- ^ أ ب “ما ترتيب أوائل المخلوقات المذكورة في الشرع وكيف تعرج الملائكة إلى السماء؟”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:51
- ↑ “أول خلق الله”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب شمس الدين الذهبي، كتاب العرش، صفحة 307-312. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:7
- ^ أ ب ت رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2653، صحيح.
- ↑ رواه أبو داود ، في صحيح أبي داود ، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 4700، صحيح.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 213، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:7