الضفدع
هو أحد الحيوانات التي تتبع مجموعة البرمائيات، وهي فئة من الكائنات أي التي تعيش أجزاءً من حياتها على البرّ واليابسة على حدِّ سواء، وهي تتميَّز بسيقانها الطويلة التي تساعدها على القفز، ولسانها اللَّزج الذي يساعدها على التقاط غذائها. يعيش 4,800 نوعٍ مختلفٍ من الضفادع على مستوى العالم، وهي تُمثِّل بذلك غالبية أنواع البرمائيات الموجودة على الكوكب.[١]
تكاثر الضفدع
تتزاوج الضَّفادع في أوقاتٍ مُعيَّنة من السنة، تختلف من نوعٍ لآخر وحسب المنطقة الجغرافيَّة التي يعيش الحيوان فيها. عندما يحين موسم التزاوج تتَّجه الضفادع غريزياً إلى نهرٍ أو بحيرة قريبة للبحث عن شريك، وفي الكثير من الحالات قد يَختار الضّفدع العودة إلى المكان نفسه الذي وُلِدَ فيه ليرى شريكاً. من المُمكن أيضاً بالنسبة لبعض الأنواع أن تهاجر الضفادع معاً بالمئات أو الآلاف نحوٍ بقاعٍ جغرافيّة مُعيَّنة لتلتقي وتتزاوج فيها.[٢]
تستطيع الضفادع الإناث تمييز شركائها الذكور الذين من نوعها عن طريق صوت النَّقيق الذي يُصدِرُه الذكر، والذي يختلف من نوعٍ إلى آخر، ثم وعند حدوث التزاوج، يتسلَّق الضفدع الذكر على ظهر الأنثى ويتشبَّث بها، وقد يبقى ملتصقاً بها لمُدَّة بضعة أيام. تبدأ حياة الضفدع عند وضع الأنثى للبيوض، حيث تضع العديد من العناقيد التي تحتوي على آلاف البيضات الصَّغيرة، ويكون عددها كبيراً جداً بسبب كثرة المخاطر التي تُحدِّق بالصغار والعدد الكبير منهم الذي يموت قبل أن يكتمل نموُّه.
يقوم بعدها الذكر بإخصاب تلك البيوض وهي داخل الماء، ومن ثمَّ فإنَّ مُعظم أنواع الضفادع تهجر البيض وترحل بعيداً دون الاهتمام بمراقبته أو حمايته، مع أنَّ بعضها قد تحاول البقاء للاعتناء به.[٣] إذ تحمل بعض الضفادع البيوض على ظهرها حتى تفقس، كما أنَّ بعض الأنوع الأخرى تحمي البيوض من خطر المفترسين عن طريق وضعها على أرضية الغابة وإبقائها رطبة. وحتى بعد أن تفقس البيوض وتخرج الشراغيف منها، تقوم بعض الضفادع بحمايتها أيضاً، إمَّا عن طريق وضعها على أرجلها أو وضعها داخل أفواهها، فالشراغيف تكون صغيرة الحجم جداً عند تلك المرحلة، وقد لا يتعدَّى طولها السنتيمتر الواحد تقريباً.[٤]
الشرغوف أو أبو ذنيبة
بعد مُدَّة بضعة أسابيع – تختلف بحسب نوع الضفدع – تفقس البيوض ويخرج منها الشرغوف، أو ما يعرف أيضاً باسم “أبي ذنيبة”، وهو كائنٌ صغير مُفَلطح الشكل، لديه ذيلٌ طويل لكنه عديم الأرجل. يتغذى الصغير أثناء وُجوده داخل البيضة على المُحّ (المعروف بصفار البيض)، والذي يُمكن أن يعيش عليه لمُدَّة ثلاثة أسابيع تقريباً، وأمّا بعد الفقس فهو يتَّجه باحثاً عن أعشابٍ مائيَّة طافية ليتعلَّق بها مستخدماً فمه، ويبدأ بالتغذّي على أنواعٍ مختلفة من الطحالب، ويستطيع التنفس عن طريق الخياشيم.
يشبه شكل أبو ذنيبة الأسماك؛ إذ إنَّ رأسه وجسمه مُتَّصِلان مع بعضهما، ويكون له ذيل طويل يكبر بعد ولادته حتى يتمكن من السباحة والتقاط الطحالب، ويكون الشرغوف حساساً جداً في هذه المرحلة، إذ ثمَّة خطرٌ كبيرٌ بأن يفقد حياته أو يفترسه مخلوقٌ ما، ويُضطرُّ للاعتماد على التمويه – بصورةٍ أساسيَّة – لحماية نفسه، مستفيداً من لونه البني أو الرمادي الباهت لإخفائه بين النباتات المائية.[٥]
التحول إلى الضفدع
بعد شهرٍ تقريباً من الفِقس يبدأ الشرغوف بالتغيُّر، حيث ينمو جلدٌ فوق خياشيمه ليُغطِّيها ويُفقدها قدرتها على العمل، و تبدأ الرئتان بالتكون، واللتان ستُمكِّنانه لاحقاً من العيش والتنفُّس على سطح اليابسة، كما يتغير تركيب جهازه الهضمي استعداداً لتغيُّر غذائه؛ إذ إنَّ الضفدع البالغ يقتات على الحشرات والعناكب والحلازين والأسماك الصَّغيرة ومخلوقاتٍ لافقارية مختلفةٍ أخرى، عوضاً عن الطحالب أو النباتات المائية التي كان يأكلها في مرحلة الشرغوف. بعد ستة إلى تسعة أسابيع من الفقس تقريباً تبدأ أربعة أرجلٍ صغيرة بالظهور حول الشرغوف، وتأخذ عيناه بالتباعد عن بعضهما البعض، ممَّا يزيد من مدى رؤيته، كما يكتسب القدرة على سماع الأصوات، وتزداد مساحة رأسه الذي يتَّخذ شكلاً أكثر نُضجاً، ويتوسَّع جسمه على نحوٍ كبير. من هُنا يصبح الضفدع قادراً على التغذي على أنواع جديدة من الطعام، مثل النباتات والحشرات الميتة، وعند هذه النُّقطة، يبدو مظهره مثل ضفدعٍ بالغ بذيل طويل جداً. وبعدها يصبح ما يعرف بالضفدع الصغير (Froglet)، والذي يمتاز بأنَّ له ذيلاً قصيراً جداً وراء جسده، والذي يتحول خلال شهرٍ إضافيٍّ تقريباً إلى الضفدع البالغ، الذي يكون حيواناً مُكتمل النمو مستعداً للتكاثر.[٦][٣]
تعتبر عمليَّة تطور هذه الحيوانات من الشرغوف أو أبي ذنيبة إلى الضِّفدع البالغ واحدةً من التحولات المُبهرة في الطبيعة، فخلال بضعة أسابيع، تتغيَّر من كائناتٍ مائيَّة عديمة الأطراف إلى ضفادع برمائيَّة مُكتملة النمو قادرة على التنقل بسهولة فوق اليابسة. أثناء هذه العمليَّة، يتغيَّر كل عضو في جسم الضفدع تقريباً ليتناسَب مع نمط حياته الجديد؛ حيث تختلف هذه الكائنات جذرياً من الناحية التشريحية قبل وبعد تطوُّرها هذا، لتتحوَّل من مخلوقاتٍ صغيرة عاجزة إلى ضفادع بالغة قادرة على العيش والتكاثر.[٧]
المراجع
- ↑ Pough, F. H.; Andrews, R. M.; Cadle, J. E.; Crump, M. L.; Savitsky, A. H.; Wells, K. D. (2003). (2003), “The Ecology and Behavior of Ampihibans”، Herpetology Magazine، Issue Third Edition، Page 522-564.
- ↑ Stebbins, Robert C.; Cohen, Nathan W. (1995). A Natural History of Amphibians. Princeton University Press. pp. 154–162. ISBN 0-691-03281-5.
- ^ أ ب </i>، اطّلع عليه بتاريخ 08-05-2016.
- ↑ “Life Cycle of a Frog”، All about Frogs، Retrieved 08-05-2016.
- ↑ Steve Janover، “Metamorphosis – The Life Cycle of a Frog”، Web-based Inquiry – Frogs and Toads، Retrieved 08-05-2016.
- ↑ Stebbins, Robert C.; Cohen, Nathan W. (1995). A Natural History of Amphibians. Princeton University Press. pp. 179–194.
- ↑ “Developmental Biology. 6th edition: The Frog Life Cycle”، The National Center for Biotechnology Information، 2000، Retrieved 08-05-2016.