حشرات و كائنات دقيقة

لماذا سمي فرس النبي بهذا الإسم

فرس النبي

حَشرة فرس النبي (بالإنجليزية: Praying Mantis) أو حَشرة السرعوف هي عِبارة عن حَشرة تَتغذَّى على الحَشرات الضارّة والمزعجة، ولذلك تُعتبَر هذه الحَشرة صديقة المُزارعين، لما لها من فضل كبير في تخليصهم من الحَشرات المُدمِّرة للنباتات، وتتعدَّد ألوان هذه الحَشرة وتتدرَّج من اللون الأخضر الفاتح إلى اللون البنيّ الداكن.[١] وتشتهر هذه الحشرة بحركتها البطيئة وأرجلها الأمامية المنثنية في وضعية تشبه الابتهال، حيث تكون الأفخاذ في هذ الأرجل عريضة وتحتوي على أخدود مبطن بالأشواك الصغيرة.[٢] وتَفترِس فرس النبي الحَشرات التي تنتمي إلى أحد أنواع حَشرة السرعوف نفسها، ويمكن أن تتغذَّى على ضفادع الأشجار الصغيرة، كما أنّه من المُمكن أن تَلتهِم أُنثى السرعوف الذكر من نوعها نفسه،[٣] وتأكل الحنافس، والعناكب، والصراصير، والجنادب، كما تأكل حشة السرعوف السحالي، والفئران.[٤]

وتَعيش حَشرة السرعوف في المناطق المداريّة الحارّة، كما تُوجد حَشرة السرعوف الأوروبيّة في المناطق الأوروبيّة الباردة،[٣] وتعيش هذه الحَشرة في جميع المناطق الاستوائيّة وشبه الاستوائيّة، وتعيش في أجزاء عِدَّة من دول العالم مثل أمريكا الشماليّة، وأمريكا الجنوبيّة، وفي جنوب أفريقيا، وفي أوروبا، وفي الأجزاء الجنوبيّة من آسيا، وبعض أجزاء أستراليا. والجدير بالذكر أنّ تنوُّع أماكن معيشتها يعود إلى تَنوُّعها حيث إنّه يوجد من حَشرة السرعوف أكثر من 2000 نوع حول العالم.[٤]

سبب تسمية فرس النبي

إنّ اسم فرس النبي غير مرتبط بنبيٍ مُعيَّن، بل إنّ كلمة النبي أو كلمة Mantis مُشتقّةٌ من كلمة إغريقيّة تعني النبي أو الكاهن،[٤] وقد سُمِّيت فرس النبي أو السرعوف المُصلِّي (بالإنجليزية: Praying Mantis) بهذا الاسم بسبب انثناء أرجلها الأمامية وكأنّها تُصلِّي،[٣] وقد سمّاها الإغريق بهذا الاسم لاعتقادهم أنّ لديها قُوى خارقة، ومنها أنّها قادرة على البقاء دون حركة لفترة طويلة وهي تَضع رجليها في وضع الصلاة أو الابتهال.[٢]

ظَهرت العديد من الأساطير والخرافات المُتعلِّقة بهذه الحَشرة، ومنها أنّها إذا أكلها حصان أو بغل قد تُؤدِّي إلى مَوته، كما أنّها من المُمكن أن تُسبِّب العمى للأفراد إذا ما لامسوا لُعابها، ولها العديد من الأسماء، فاسمها العلميّ هو (Mantis Religiosa) وتُسمّى بالألمانيّة (Gottesanbeterin)، كما تُسمّى بالفرنسيّة (Prie-Dieu)، وتُسمّى في الهند الغربيّة (God-Horse)، أمّا اسم السرعوف المُصلِّي فهو الاسم الذي يصفها بدقة.[٢]

تصنيف حشرة فرس النبي

فيما يأتي التصنيف العلميّ لحشرة فرس النبي وفقاً لسلم تصنيف الكائنات الحية:[٤]

  • المملكة: الحيوانية (بالإنجليزية: Animal).
  • الشعبة: مفصليات الأرجل (بالإنجليزية: Arthropoda).
  • الصف: الحشرات (بالإنجليزية: Insecta).
  • الرتبة: شبكيات الأجنحة (بالإنجليزية: Dictyoptera).
  • العائلة: سراعيف مصلية (بالإنجليزية: Mantidae).
  • الجنس: Stagomantis.
  • النوع: كارولينا (بالإنجليزية: Carolina).

وصف حَشرة فرس النبي

قد يصل طُول حَشرة فرس النبي إلى نحو 12 بوصةً وذلك تبعاً لنوعها، ولها عِدّة ألوان تتدرَّج من الأخضر مروراً بالورديّ ووصولاً إلى البنيّ، ولحشرة فرس النبي رأس شبيه بالمثلَّث، وتمتلك زوجاً من العيون المركَّبة الحسَّاسة والقادرة على رؤية الحركات بدقة تصل إلى بُعد 60 قدماً، كما أنّ لها قُدرة على الالتفاف بزاوية مقدراها 180 درجة مرّة واحدة وليس على مراحل، وتُعتبَر الحَشرة الوحيدة التي تمتلك هذه القُدرة، أمّا فكُّها فهو قويّ جداً، فهي تمتلك فماً قارضاً قادراً على تفتيت الفريسة تفتيتاً كاملاً.[٤]

لحشرة فرس النبي القُدرة على التمويه لكي تخدع فريستها فيتغيَّر لونها وِفقاً للوسط الذي تُوجد فيه، وقد تمَّ اكتشاف حُجرة مُجوَّفة في جسم بعض الأنواع من السراعيف، والتي تُوجد بها خاصِّية تُمكِّنها من اكتشاف وجود الخفافيش،[٤] والجدير بالذكر أنّه تُوجد بعض أنواع السراعيف تكون إناثها غير قادرة على الطيران، أما وضع أرجلها الأمامية في مَظهر الصلاة فهو ليس إلّا وضعيّة انتظار الفريسة وتُحيُّن الفُرصة المُناسبة للانقضاض عليها.[١]

بالرغم من أنّ حَشرة فرس النبي لها زوج من العيون المُركَّبة التي تُساعِدها على فَكّ الرموز والإشارات البصريّة إلّا أنّها تمتلك أُذناً واحدة، وهي تلك الحُجرة التي تُوجد في الجانب السفليّ من بطنها إلى الأمام من الأرجل الخلفيّة، ولذلك لا يمكن للسرعوف أن يُميِّز اتجاه الصوت وإنّما هو يكشف عن الموجات فوق الصوتيّة، وخاصّة تلك التي تنتج عن الخفافيش، وقد كشفت الدراسات مُؤخَّراً عن أنّ السراعيف لها قُدرةٌ كبيرة على الهرب من الخفافيش، والجدير بالذكر أنّه ليس جميع السراعيف تمتلك أُذناً، فتلك التي لا تمتلك أُذناً هي ذاتها التي لا تستطيع الطيران.[٥]

تكاثُر حَشرة فرس النبي

إنّ موسم تكاثر حشرة فرس النبي هو فصل الصيف، حيث إنّها تتكاثَر بوضع البيض، وتضع الأنثى نحو 12-400 بيضة في فصل الخريف، ويَكون وضع البيض في سائل رغويّ أو كتل رغويّة تتصلَّب ليتكوَّن جراب البيضات، وهي عِبارة عن مِحفظة للبيض تكون شبيهة بالشرنقة وتكون قاسية، وعادة ما تكون ملتصقة بالأشجار لتحمي البيوض خاصّة في فصل الشتاء لتحميها من الريح والبرد، ويكون البيض ذا لون بنيّ فاتح ومُخطَّط حيث تكون الخيوط شبيهة بالعروق. ويُمكن رؤية هذه البويضات بوضوح داخل الجراب عند تساقط الأوراق في فصل الخريف، وتنمو الحشرات الصغيرة بعد أن تفقس البيوض في فصل الربيع، وقد تكون أول وجبة للحشرة الصغيرة أحد أشقائها! كما تتغذَّى على المَنِّ والذباب وهي صغيرة، وتستغرق فصل الصيف بأكمله حتى تنمو وتنضج وتُصبِح حشرةً بالغة، ويُمكن للأنثى أن تتغذَّى على الذكر بعد أن يتمّ اللقاء بينهما.[٣][٤]

المراجع

  1. ^ أ ب “PRAYING MANTIS: BENEFICIAL INSECTS”, www.almanac.com, Retrieved 2018-5-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Mantid”, www.britannica.com, Retrieved 2018-5-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية ، الرياض- المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة لنشر والتوزيع، صفحة 238 الجزء (س: ابن السكن). بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Praying Mantis”, www.pests.org, Retrieved 2018-5-10. Edited.
  5. Debbie Hadley (2018-4-17), “10 Fascinating Praying Mantis Facts”، www.thoughtco.com, Retrieved 2018-5-10. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى