'); }
حلب الشهباء
يعود اسم حلب الشهباء إلى عدّة أسباب، ومنها أنّ مبانيها كانت تبنى بالحجارة الحلبية ذات اللون الأشهب، وقد قيل إنها سميّت بذلك نسبةً إلى بانيها الأول حلب بن مهر، أو نسبةً إلى البقرة الشهباء التي كان يمتلكها إبراهيم حلب، حيث كان يحلبها يومياً، ويوزيع حليبها على العرب المخيمين بجواره، وقيل أيضاً إنّ حلب كلمةً سريانية مأخوذةً من (حلبا)، والتي تعني البيضاء، وإنّ العرب أضافوا كلمة الشهباء لها لتوضيحها، كما ذُكر بأن السريانيين أطلقوا على حلب هذا الاسم بسبب بياض تربتها الناتج عن كثرة سباخها ومادة الحوار فيها؛ لذلك بُنيبت عمائرها بالحوار الأبيض، فكانت مناظرها بيضاء كمناظر مدينة عنتاب والرها.[١]
حلب في العهد العثماني
كانت مدينة حلب العاصمة الإدارية للمناطق التي امتدت شمال سوريا، وبعض المناطق في الأناضول خلال فترة حكم الدولة العثمانية لسوريا في الفترة الواقعة بين عامي 1516م، و1918م، حيث قام الحكام العثمانيين بإدارة شؤونها بالتعاون مع حكامها المحليين، وقد تميّزت سياسة المدينة في ذلك الوقت بالتنافس على النفوذ والسلطة بين القادة المحليين والسلطات العثمانية، كما شهدت المدينة صراعاً عنيفاً بين الفصائل الشعبية واحتلال الجيش المصري في السنوات الممتدة من 1770م إلى 1850م، حيث تمكّنت الدولة العثمانية من استعادة السيطرة عليها، وتنظيم أمورها بشكل أفضل.[٢]
'); }
دخل المجتمع في تجربة الابتكارات الجديدة التي اخذت من أوروبا، والتي شملت المدارس الحديثة، والصرف الصحي، والرعاية الصحية، وإنارة الشوارع، والطباعة، والصحف، والنقل بالعجلات، كما دمجت العائلات المحلية المشهورة نفسها بشكل كامل في إدارة المقاطعة العثمانية، حيث قاموا بزيادة نفوذهم من خلال تملك عدد كبير من الأراضي الريفية.[٢]
نبذة عن مدينة حلب
تُعتبر مدينة حلب من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، ويُعتقد بأنّ سكانها الأصليين بنوا منازلهم على التل في وسط المدينة الحديثة بسبب مزاياه الدفاعية الطبيعية، وخصوبة الأراضي الزراعية فيه، وقربه من مصادر المياه مثل نهر قويق، وتقع المدينة على طول خط السكة الحديدية الذي يصل بين اسطنبول وبغداد، كما أنها ترتبط بالسكك الحديدية إلى دمشق وبيروت، ويوجد فيها طرق تصل إلى دمشق، واللاذقية، وتركيا، بالإضافة إلى مطار دولي.
ازدهرت الأسواق في مدينة حلب، حيث وُجدت فيها أكبر الأسواق التجارية في الشرق الأوسط، والتي يتجمع فيها البائعون لعرض بضائعهم فيها، كما تحتوي المدينة على العديد من الخانات، والمساجد، وبيوت التجار، وتتميز المناطق السكنية التقليدية في المدينة القديمة بالمنازل المتصلة ببعضها، وتشتهر مدينة حلب بعدد من الصناعات الرئيسية، ومنها صناعة الحرير، وصناعة الصابون، والأصباغ، والجلود، والصوف، والفواكه المجففة، والمكسرات، بالإضافة إلى أنها امتلكت سوقاً للمناطق الزراعية المجاورة لها، والتي تنتج القمح، والقطن، والشعير، والخضروات، والفاكهة، والمكسرات، والسمسم، ويُذكر أن حلب اشتُهرت بإنتاج الفستق؛ والذي يصدر عالمياً.[٣]