محتويات
كيف يكون الرضا بالقضاء والقدر؟
إن القضاء والقدر من الأمور التي أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بالإيمانِ والتسليمِ بها، بل إن القدر من أركان الإيمان التي لا يستقيم إيمان المرء إلا به، وإن من سنّته -تعالى- أن يقدّر لعبادهِ أمورًا يبتليهم بها، وهذا الابتلاء للناسِ كافّة بمختلف أعراقهم أجناسهم وأشكالهم وألوانهم، وأما عن الرضى بالقضاء والقدر فيكونُ كما يلي:[١]
- الإيمان والتسليم بأن ما يحدث قد قضاه الله -سبحانه وتعالى- وقدّره في علمه.
- الإيمان بأن الله -سبحانه وتعالى- هو مالك هذه الأكوان والمتصرّف بها، فيبتلي من شاء كيفما شاء وأينما شاء.
- إدراك أن الله -سبحانه وتعالى- يتصرف بطريقةٍ حكيمةٍ وبدقةٍ وبعناية، وهو على علم وعفو وحكمة ورحمة، فلا بد من الإيمان بذلك ليستقيم قلب المؤمن ويحسن الظن بالله -سبحانه وتعالى-.[٢]
- إيمان المرءُ أن مقادير الله -سبحانه وتعالى-، لا تتغير إلا بما حددهُ الشرع، ومنها الدعاء؛ فلا يرد القضاءَ إلّا الدُعاء، ومنها أيضًا صلة الرحم وبر الوالدين والالتزام بالطاعات.
- إيقان المؤمن أن كثرة ذكر الله والدعاء وفعل الخيرات من الأمور التي تُشعر الإنسان بمعيّة الله -سبحانه وتعالى-، ويكون ذلك تسليةً لقلب المؤمن بأنّه قريبٌ من الله -تعالى- يرجو رحمته ويخاف عذابه وسخطه.[٣]
معنى القضاء والقدر
القضاء: هو العلم السابق الذي كتبه الله في الأزل، وهو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل.[٤]
القدر: هو ما سبق علم الله به، وجرى القلم بتقديره مما هو مكتوب إلى الأبد، إذ إن الله -سبحانه وتعالى- كتب مقادير الخلائق وكل الأشياء قبل أن تكون في الأزل،[٥] وأنّه علم -سبحانه- أنها ستقع في أوقات لا يعلمها إلا هو -سبحانه وتعالى-.[٦]
الآيات الواردة في القضاء والقدر
لقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحدثت عن قضاء الله وقدره، وهي كما يلي:[٧]
- قال الله -تعالى-: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ).[٨]
- قال الله -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).[٩]
- قال الله -تعالى-: (عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).[١٠]
- قال الله -تعالى-: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).[١١]
- قال الله -تعالى-: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).[١٢]
المراجع
- ↑ سعود الشريم، دروس للشيخ سعود الشريم، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ [أبو فيصل البدراني]، كتاب فقه الابتلاء وأقدار الله المؤلمة، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ [عبد الرحمن بن صالح المحمود]، دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ [سليمان الأشقر، عمر]، كتاب القضاء والقدر للأشقر، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ [سليمان الأشقر، عمر]، كتاب القضاء والقدر للأشقر، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ [عبد الرحمن بن صالح المحمود]، دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ “20 آية تثبت القضاء والقدر”، الالوكة. بتصرّف.
- ↑ سورة الحديد، آية:22-23
- ↑ سورة الانعام، آية:59
- ↑ سورة سبأ، آية:3
- ↑ سورة هود، آية:6
- ↑ سورة التغابن، آية:11