الحمل و الولادة

كيف يتنفس الطفل في بطن أمه

التّنفس

يتنفّس الإنسان الهواء عن طريق الشّهيق والزّفير، فيدخل الهواء أثناء الشّهيق إلى الأنف، ويمر عبر القصبة الهوائيّة والشّعبتين الهوائيتين إلى الرّئتين حيث توجد الحويصلات الهوائيّة، التي يتم تبادل الغازات بينها وبين الشّعيرات الدّمويّة المحيطة بها، فينتقل الأكسجين من الحويصلات الهوائيّة إلى الدّم في الشّعيرات الدّمويّة عن طريق الانتشار البسيط، وينتقل مع الدّم إلى القلب الذي يضخه إلى خلايا الجسم المختلفة، في المقابل ينتقل ثاني أكسيد الكربون من خلايا الجسم إلى الدّم حتى يصل إلى الشّعيرات الدّمويّة المحيطة بالحويصلات الهوائيّة، فينتشر منها إلى داخل الحويصلات ليتخلّص منه الجسم عن طريق الزّفير.[١]

تنفّس الجنين في الرّحم

يحتاج الجنين أثناء تطوره في رحم الأم إلى الأكسجين كغيره من الكائنات الحيّة، ولكنّه لا يتمكن من استنشاق الهواء إلا بعد خروجه من الرّحم، لذلك فالجنين فعلياََ لا يتنفّس في الرّحم بل يحصل على حاجته من الأكسجين من دم أمه من خلال الحبل السُّري الذي يربط بين الجنين ومشيمة الأم المتّصلة بالرحم. يتكوّن الحبل السري بعد 5-6 أسابيع من بداية الحمل، ويكون الجنين قبل تكوّن هذا الحبل مجرّد كرة من الخلايا لا تحتاج إلى التنفس. يعندما تتنفّس الأم، يتمكّن الحبل السّري والمشيمة من توصيل الدم المُحمّل بالأكسجين إلى الجنين بفضل احتوائه على أوعية دمويّة مرتبطة بالأوعية الدّمويّة في المشيمة، وبالطريقة ذاتها ينتقل الدم المُحمّل بثاني أكسيد الكربون من الجنين إلى الحبل السّري، ومنه إلى دم الأم لتتخلّص منه عن طريق الزّفير.[٢]

يبدأ تطوّر رئتَي الجنين في وقت مبكر من الحمل، إلا أنّ الحويصلات الهوائيّة لا تبدأ بالتّطور حتى الثّلث الأخير من الحمل، والحويصلات الهوائيّة هي الأكياس الصغيرة التي تمتلئ بالأكسجين، ولن يتمكّن الطّفل من التقاط أيّ نفس قبل أن يكتمل نموّها تماماً. عند اكتمال نمو الرّئتين يبدأ الجنين بالتّدرّب على التّنفس؛ أي ممارسة حركات شبيهة بالشّهيق والزّفير ليكون مستعداً للتنفّس بعد الولادة، إلا أنّ هذه الحركات لا تزوّد الرّئتين بالأكسجين، بل تعيد تعبئتها بالسّائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين.[٢]

تنفس الجنين أثناء الولادة

بحلول الأسبوع الأربعين من الحمل يكون الطّفل جاهزاََ للخروج من الرّحم، وأثناء المخاض يبدأ الرّحم بالانقباض والتقلّص، وتؤدي الانقباضات المتتالية للرحم إلى دفع الجنين عبر قناة الولادة، وتساعد أيضاََ على تفريغ رئتي الجنين من السّائل الأمنيوسي وتهيئته للتنفّس، وبعد خروج الجنين من الرّحم يصبح قادراََ على التنفّس إلا أنّه لن يبدأ التّنفس فعلياََ إلا بعد قطع الحبل السّري، حينها يدخل أول نَفَس قوي من الهواء وتمتلئ الرّئتان به، ويتمكّن الطّفل من التنفس لأول مرة دون مساعدة الأم. في بعض الحالات قد يستنشق الطّفل أثناء الولادة أو يبتلع جزءاً من البراز المبكر الذي تنتجه أمعاؤه (العقي)، وفي هذه الحالة يجب على الطّبيب إخراج الطّفل بسرعة من الرّحم، والقيام بالإجراءات الطّبية اللازمة، وتنظيف رئتَيه خوفاََ من تعرّضهما للتلوّث.[٣]

تنفس الطّفل حديث الولادة

يتراوح عدد الحويصلات الهوائيّة في رئتي الطّفل حديث الولادة ما بين 20- 50 ألف حويصلة هوائيّة، وتكون رئتا الطّفل في هذه المرحلة معرضّتين للخطر؛ لأنّ عظام القفص الصّدري التي تحميهما تكون ليّنة نوعاََ ما، ومع نمو الطّفل وازدياد حاجة جسمه إلى الأكسجين يتزايد عدد الحويصلات الهوائيّة وتتوسّع الرّئتان؛ لتتمكّنا من استيعاب كمية أكبر من الأكسجين، ومع بلوغ الطّفل عامه الثّامن يصبح عدد الحويصلات الهوائيّة 300 مليون حويصلة، وتصبح عظام القفص الصّدري أكثر قوة مع نمو الطّفل، مما يعنيّ أنّها تصبح أكثر قدرة على حماية الرّئتين.[٣]

مشاكل تنفّس الطّفل قبل الولادة وبعدها

في بعض الحالات يولد الجنين والحبل السّري مُلتفّ حول عنقه، وتُسمّى هذه الحالة طبياََ الحبل القفوي (بالإنجليزيّة: Nuchal cord)، وهي حالة تحدث لما نسبته 12-17% من المواليد، وفي الغالب لا يكون لها تأثير سلبي على الجنين؛ لأنّه يأخذ حاجته من الأكسجين عن طريق الحبل السّري، وفي حال كان ملتفّاََ بشدة حول عنق الجنين، فإن كمية الأكسجين داخله قد تكون محدودةً، لذلك يجب على الطّبيب فكّه بسرعة ليتمكّن الطّفل من التّنفس، ومن المشاكل التّنفسيّة الأخرى التي قد يتعرّض لها الطّفل ما يأتي:[٢][٣]

  • نقص التّأكسج (بالإنجليزيّة: Hypoxia)، وهو حالة طبيّة تحدث عندما لا يتمكّن الطّفل من الحصول على الأكسجين بعد الولادة، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالشّلل الدّماغي، وقد يؤدي إلى الموت، وأسباب هذه الحالة الطبيّة كثيرة، منها:[٢]
    • وجود عيب في الحبل السّري، أو خلل في الأوعية الدّمويّة الموجودة فيه.
    • ولادة الجنين بوضعية المجيء المقعدي (بالإنجليزيّة: Breech Presentation) بدلاََ من وضعيّة المجيء الرّأسي، ممّا يحرمه من الأكسجين.
    • عسر ولادة الكتف (بالإنجليزيّة: Shoulder dystocia)؛ وهي حالة من الولادة المتعسّرة، يتأخر خلالها خروج أكتاف الوليد من الرّحم بعد خروج الرّأس.
    • حدوث نزيف غزير أثناء الحمل أو الولادة.
  • مشاكل التّنفس النّاتجة عن الولادة المبكرة؛ أي قبل اكتمال نضج الرئتين، ومنها مرض ذات الرّئة، أو الالتهاب الرّئوي (بالإنجليزيّة: Pneumonia)، ومتلازمة الضّائقة التّنفسيّة (بالإنجليزيّة: Respiratory distress syndrome)، ولتجنّب حدوث الولادة المبكرة ينصح الأطباء الأم الحامل بما يأتي:
    • تجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على بكتيريا أو مواد كيميائيّة ضارة قد تنتقل إلى الجنين، ومنها: اللّحم النّيء، والسّوشي، واللحوم الباردة المُعالجة، والبيض غير المطهوّ.
    • الحد من تناول المشروبات والأغذية التي تحتوي على كافيين.
    • عدم استخدام مستحضرات التّجميل ومستحضرات العناية بالبشرة التي تحتوي على مواد كيميائيّة خطِرة، مثل: حمض السّاليسيليك.
    • استشارة الطّبيب قبل تناول أي نوع من الأدوية، وتجنّب استخدام الأدوية التي أدرجتها إدارة الغذاء والدواء (FDA) كأدوية غير آمنةٍ للأم الحامل.

المراجع

  1. Regina Bailey (12-9-2018), “Respiratory System and How We Breathe”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Zawn Villines (18-8-2017), “How do babies breathe in the womb?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت Kathryn Watson (13-3-2017), “How Do Babies Breathe in the Womb?”، www.healthline.com, Retrieved 22-12-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى