حشرات و كائنات دقيقة

جديد كيف يتغذى النحل

المتطلّبات الغذائية لنحل العسل

يحتاج النحل إلى غذاء يحتوي على جميع العناصر الأساسية، وهي: البروتينات، والكربوهيدرات (السكريات)، والدهون، والمعادن، والفيتامينات، والماء، ولتلبية هذه المتطلّبات يتغذّى نحل العسل على المواد الآتية:[١]

  • الرحيق: هو سائل حلو المذاق، تنتجه الأزهار ويمتصّه النحل، ثمّ يخزنه في الحوصلة أو ما يُسمّى معدة العسل إلى أن يعود إلى الخلية، وهناك يسلّمه إلى النحل العاملات عن طريق تقيّؤه، ويعدّ الرحيق المصدر الرئيسي للكربوهيدرات اللّازمة لنحل العسل للحصول على الطّاقة، إلى جانب الماء، والسكر، والأحماض الأمينية، والبروتينات، كما يشكّل المادّة الخام التي تحوّلها العاملات إلى عسل بعد تبخير بعض الماء منه لاستخدامه كغذاء لاحقاً، ومن الجدير بالذكر أنّ أجزاء فمّ النحل تختلف من حيث الشكل والطول اعتماداً على شكل الزهور التي يفضّل امتصاص الرحيق منها.[٢][٣][٤]
  • حبوب اللقاح: عند زيارة النحلة العاملة للزهرة تلتصق حبوب اللقاح التي تكون على شكل مسحوق لزج لونه أصفر أو أخضر بالشعيرات التي تغطّي جسمها، فتنقله النحلة إلى سلال حبوب اللقاح التي توجد على أرجلها الخلفية، وتعود به إلى الخلية، – وفي بعض الأحيان قد تستهلك النحلة حبوب اللقاح وتخزّنها في الحوصلة إلى أن تصل إلى الخلية – ، وفي الخلية يمزج النحل حبوب اللقاح مع بعض الرّحيق لتشكيل خليط يُسمّى خبز النحل (بالإنجليزيّة: beebread)، وهو غذاء غني بالبروتين يُستخدم لتغذية اليرقات، وتزوّد حبوب اللقاح النحل بالبروتينات، والدهون، والفيتامينات، والمعادن، ومن الجدير بالذّكر أنّ النحل يفرز إنزيمات تمكّنه من تليين طبقات حبوب اللقاح الصلبة؛ حتى يتمكّن من استهلاكها وهضمها بسهولة على عكس الكثير من الحيوانات التي تجد صعوبة في ذلك.[٢][٣][٤]
  • الماء: يحصل النحل على احتياجاته من الماء من أي مصدر قريب من الخلية، بما في ذلك البرك، والمسابح، والجداول المائية، وصنابير الماء غير محكمة الإغلاق، وغيرها، ويزوّد الماء النحل أحيانا بالمعادن، وقد يستخدمه النحل لتخفيف العسل قبل إطعامه لليرقات.[١][٢]

مكوّنات الجهاز الهضمي لنحل العسل

يتكوّن الجهاز الهضمي لنحلة العسل من ثلاثة أقسام رئيسية، هي:[٥][٦][٧]

  • المعي الأمامي: يتكوّن من:
    • الفم: يتكوّن من أجزاء تساعد على امتصاص الرحيق، وهي اللوامس الشفوية (labial palps)، واللسان (Glossa)، والخوذة (بالإنجليزيّة: Galea).
    • المريء: هو أنبوب يمتدّ من الفم في الرأس عبر الصدر إلى الحوصلة في البطن.
    • الحوصلة: هي الجزء الأخير من أجزاء المعي الأمامي، وهي تركيب كروي يستخدمه النحل لتخزين الرحيق مؤقّتاً إلى أن يتمّ توصيله إلى الخلية، وفيها يحدث الهضم الأولي للطعام، ويجدر بالذكر أنّ هناك صمام يفصل بين المعي الأمامي والمعي المتوسّط يُسمّى المعدة الغدية (بالإنجليزيّة: proventriculus) وظيفته سحق وطحن الطعام، وتمريره إلى المعي المتوسّط.
  • المعي المتوسّط: هو الجزء الذي يمتدّ بين المعي الأمامي والخلفي، وتحدث فيه معظم عمليات هضم الغذاء وامتصاص العناصر الغذائية.
  • المعي الخلفي: يتكوّن من:
    • اللفائفي أو الأمعاء الدقيقة: هو الجزء الذي يربط بين المعي المتوسّط والمستقيم.
    • المستقيم: هو الجزء المسؤول عن امتصاص الماء والأملاح في المعي الخلفي.

آلية الهضم لدى نحل العسل

تبدأ النحلة بامتصاص الرحيق من الزهرة من خلال مدّ لسانها داخل الزهرة، ثمّ تشكّل اللوامس الشفوية والخوذة ما يشبه الأنبوب المجوّف حول اللسان ليساعد على امتصاص الرحيق الذي يمرّ في كلّ من البلعوم، والمريء، والحوصلة، والمعدة الغدية حتى يصل إلى التجويف الهضمي (بالإنجليزيّة: ventriculus)، وهناك يتمّ هضمه وامتصاصه، ثمّ يكمل طريقه إلى أنابيب ملبيجي (Malpighian tubes) التي تعدّ بمثابة الكلية فترشّح الفضلات إلى المستقيم، ومنه إلى فتحة الشّرج.[٦]

دور الغذاء في تحديد طبقة نحل العسل

تتكوّن مملكة النحل من ثلاثة أنواع من الأفراد، هم: الملكة، والعاملات، والذكور، وتنتج كلّ من الملكة والعاملة من بويضة مخصّبة، في حين ينتج الذكر من بويضة غير مخصّبة، ويتحدّد مصير اليرقة أو الطبقة (بالإنجليزيّة: caste) التي ستنتمي لها لاحقاً وفقاً لنوع الغذاء الذي تتلقّاه، إذ تتغذّى اليرقة التي ستتطوّر لملكة على كمية وافرة من غذاء ملكات النحل طوال مرحلة اليرقة، أمّا اليرقات الأخرى التي ستنمو لتصبح عاملات فتتغذّى على كمية قليلة من غذاء ملكات النحل خلال الأيام الثلاثة الأولى فقط، وبعد ذلك تتغذّى على مزيج من غذاء ملكات النحل، والعسل، وحبوب اللقاح.[٨]

غذاء أنواع مختلفة من النحل

تتغذّى بعض أنواع النحل على أنواع مختلفة من الغذاء، منها:[٤]

  • الدموع: يتغذّى نوع من النحل غير اللاسع يعيش في تايلاند على دموع الثدييات الكبيرة بما في ذلك البشر للحصول على حاجته من البروتين، ويتميّز هذا النوع ببطنه القابل للتمدّد من أجل تخزين وحمل السوائل، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النحل لا ينقل الأمراض، ولا يؤذي الكائن الذي يتغذّى على دموعه، باستثناء القليل من الدغدغة البسيطة.
  • اللحم المتعفّن: طوّر النحل النسر (بالإنجليزيّة: Vulture bees) الموجود في أمريكا الوسطى والجنوبية من نظامه الغذائي، فأصبح يتغذّى على جيف الحيوانات بدلاً من حبوب اللقاح للحصول على البروتين، ونتيجة لذلك انخفضت قدرته البدنية على حمل حبوب اللقاح الذي كان يشكّل مصدراً للبروتين له سابقاً.
  • الفطريات: يتغذّى نحل غير لاسع يعيش في البرازيل (الاسم العلمي Scaptotrigona depilis) على الفطريات، ويستخدمها أيضاً كغذاء لليرقات، وللحصول على كميات كبيرة من الفطريات بدأ أفراد هذا النوع بزراعة الفطر داخل أعشاشهم.
  • زيوت الأزهار: هي الزيوت التي تفرزها أنواع خاصّة من النباتات الزهرية بدلاً من الرحيق، وتستهلكها مجموعة من النحل يكثر وجودها في المناطق الاستوائية تُعرف باسم (Oil-collecting bees).

تغذية النحل صناعياً

قد يضطرّ مربي النحل لتغذية النحل صناعياً، وخاصّة في الحالات التي يقلّ فيها وجود مصادر للغذاء، أو عندما تكون مصادر الغذاء ذات نوعية غير جيدة، وعندئذ يمكن استبدال الرحيق بمحلول سكري تركيزه 50%، إذ تكفي ملعقة صغيرة بحجم 5 مللتر تقريباً لإطعام 227 نحلة في اليوم الواحد، كما يمكن استخدام بدائل حبوب اللقاح المتاحة في الأسواق على أن تكون سهلة الهضم، وتحتوي على عناصر غذائية بنسب متوازنة، ويمكن تقديم بدائل حبوب اللقاح على شكل مسحوق ومزجه مع كمية متساوية من السكر، ثمّ إضافة محلول سكري إليه لصنع قوام يشبه العجين، ويفضّل أن يزود النحل بماء مضاف إليه ملح بنسبة 0.15-0.3٪.[١][٣]

فيديو معلومات عن النحل

شاهد الفيديو لتعرف معلومات أكثر عن النحل:

المراجع

  1. ^ أ ب ت Amanda Ellis, Jamie Ellis, Michael O’Malley, and others, “The Benefits of Pollen to Honey Bees1”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 4-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “What Bees Eat”, www.cals.arizona.edu, Retrieved 2-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Zachary Huang, “FEEDING HONEY BEES”، www.pollinators.msu.edu, Retrieved 4-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “What do bees eat?”, www.museumoftheearth.org, Retrieved 4-7-2020. Edited.
  5. Jamie Ellis (1-9-2015), “THE INTERNAL ANATOMY OF THE HONEY BEE”، www.americanbeejournal.com, Retrieved 4-7-2020. Edited.
  6. ^ أ ب “Honey Bee Biology, Part 1: The Digestive System”, www.sites.psu.edu, 7-10-2017, Retrieved 4-7-2020. Edited.
  7. “THE INTERNAL ANATOMY OF THE HONEY BEE”, www.entnemdept.ufl.edu, Retrieved 4-7-2020. Edited.
  8. “Reproduction of Honey Bees”, www.honeymell.com, Retrieved 4-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى