اضطرابات نفسية

جديد كيف تعرف أنك تعاني من الاكتئاب

الاكتئاب

يمكن تعريف الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) على أنّه الشعور بالحزن، والإحباط، وعدم الاكتراث لأيّ شيء، بشكلٍ مستمر ولفترة طويلة، ممّا يؤثر في حياة الشخص المصاب، وفي أنشطته اليوميّة، وفي الحقيقة يُعدّ الاكتئاب أحد الأمراض الشائعة بين النساء مقارنةً بالرجال، وهنا يمكن القول بأنّ الاكتئاب يختلف بشكلٍ كبير عن حالة تقلّب المزاج التي يعاني منها الأشخاص في حياتهم الطبيعيّة، فالاستجابة العاطفية المؤقتة للتحديات في حياتنا اليوميّة، لا يمكن تصنيفها ضمن أعراض الاكتئاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاكتئاب يُعدّ أحد أكثر الأمراض شيوعاً بين الأفراد حول العالم، وبناءً على تقارير منظمة الصحة العالميّة، نجد أنّ توقّعاتهم تفيد بأنّ حوالي 350 مليون شخص حول العالم يعاني من الاكتئاب، بالإضافة إلى ذلك إنّ نتائج مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها تفيد بأنّ حوالي 7.6% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 12 عام، قد يعانون من الاكتئاب لمدّة أسبوعين على الأقل في إحدى الفترات من حياتهم.[١]

كيفية معرفة المعاناة من الاكتئاب

أعراض وعلامات الاكتئاب

في الحقيقة هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي تمكّن الشخص من معرفة ما إذا كان مصاباً بالاكتئاب، ويمكن القول بأنّ الشخص يعاني من الاكتئاب في حال استمرار هذه الأعراض أو مجموعة منها لمدّة لا تقلّ عن أسبوعين، ومن هذه الأعراض نذكر ما يأتي:[٢]

  • الشعور بالحزن، والقلق باستمرار.
  • فقدان الاهتمام والمتعة في ممارسة الهوايات، والأنشطة.
  • الشعور بالذنب، وانعدام القيمة، والعجز.
  • الشعور باليأس، أو التشاؤم.
  • ملاحظة سُرعة الانفعال.
  • الشعور بالتعب والإعياء، وانخفاض طاقة الجسم.
  • ملاحظة بطء الكلام، أو الحركة.
  • الشعور بالقلق، أو عدم القدرة على البقاء جالساً.
  • مواجهة صعوبة في التركيز، أو التذكّر، أو اتّخاذ القرارات.
  • مواجهة صعوبة في النوم، أو النّوم بشكلٍ مبالغ فيه، كما يعاني المصاب بالاكتئاب من صعوبة في الاستيقاظ من النوم صباحاً.
  • حدوث تغيّرات في الوزن، والشهية للطعام.
  • التفكير حول الموت، والانتحار.
  • المعاناة من آلام الرأس، والمشاكل الهضميّة التي لا تستجيب للعلاج، دون وجود أسباب واضحة لهذه المشاكل.

تشخيص الاكتئاب

في الحقيقة لا يوجد اختبار تشخيصيّ معيّن يمكن من خلاله تشخيص الإصابة بمرض الاكتئاب، حيث يعتمد الطبيب في تشخيص الحالة على معرفة الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب، ومن خلال إجراء الفحص السريريّ لملاحظة بعض العلامات، وقد يسأل الطبيب الشخص عدّة أسئلة متعلّقة بالاكتئاب، مثل السؤال حول شهيّة الشخص للطعام، ونمط النوم، والنشاط، والأفكار التي تخطر في باله، وقد يجري الطبيب في بعض الحالات بعض الاختبارات التشخيصيّة الأخرى، مثل: اختبار تحليل الدم في حال الشك بوجود مشكلة صحيّة أخرى قد ترتبط بالمعاناة من الاكتئاب، مثل عوز فيتامين د، ومشاكل الغدّة الدرقيّة.[٣]

أسباب الاكتئاب

هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تكمن وراء الإصابة بالاكتئاب، ومن هذه الأسباب نذكر ما يأتي:[٤]

  • الجينات: في الحقيقة هناك جينات معينة يحملها الشخص تجعله أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وبالرغم من ذلك فالجينات لا تُعدّ عاملاً قطعيّاً يحدّد إمكانية الإصابة بالاكتئاب أو عدمه، فمن الممكن أن يُصاب الشخص بالاكتئاب بالرغم من عدم حمله لأي من هذه الجينات المسؤولة عن الإصابة بالاكتئاب، حتى أنّ الأشخاص الذين يحملون هذه الجينات من المحتمل أن لا يعانوا من مشكلة الاكتئاب، بالإضافة إلى ذلك إنّ التاريخ العائليّ المرضيّ للإصابة بالاكتئاب، قد يلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض.
  • أحداث الحياة: قد تسهم مشاكل الحياة المختلفة في الإصابة بالاكتئاب، مثل فقدان شخص مقرّب، أو مواجهة صعوبات في بناء العلاقات، أو بسبب التعرّض للمواقف المقلقة بشكلٍ كبير.
  • مشاكل في مرحلة الطفولة: إنّ تعرُّض الشخص لتجارب قاسية أثناء مراحل الطفولة، أو تعرّض الدماغ لإصابة معيّنة في سنّ مبكّرة، يجعل الشخص أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب.
  • هيكليّة الدماغ: حيثُ أظهرت بعض الدراسات التصويريّة حدوث اضطراب في بعض المسارات أو الدوائر العصبيّة في الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الاكتئاب، ولم يتمكّن العلماء من تحديد سبب هذه التغيّرات إلى الآن.
  • أسباب أخرى: هناك عدّة مشاكل صحيّة ترتبط بشكلٍ كبير في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، ومن هذه المشاكل؛ تعاطي المخدرات والكحول، والإصابة بالأمراض المختلفة، والشعور بالألم لفترة طويلة، والشعور بالقلق، وحدوث اضطربات في النوم، والإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

علاج الاكتئاب

يمكن علاج الاكتئاب بعدّة طرق باعتباره أحد الأمراض النفسيّة القابلة للعلاج، حيث تتضمّن الخطّة العلاجية لمريض الاكتئاب ثلاث مكوّنات أساسيّة وهي؛ العلاج النفسيّ، والعلاج الدوائيّ، والدعم، ويمكن توضيح هذه الطرق العلاجيّة على النحو الآتي:[١]

  • العلاج النفسي: وهو أول الخيارات العلاجيّة التي يتمّ اللّجوء إليها في علاج الحالات الخفيفة من الاكتئاب، أمّا في الحالات المتوسطة والشديدة فيتم اللّجوء إلى العلاج النفسيّ بالإضافة إلى العلاجات الأخرى، ومن أنواع العلاج النفسيّ؛ العلاج السُّلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزية: Cognitive-behavioral therapy)، والعلاج النفسيّ الشخصي (بالإنجليزية: Interpersonal psychotherapy).
  • العلاج الدوائي: وهنا يمكن استخدام مجموعة من الأدوية التي يتمّ صرفها بوصفة طبيّة في الحالات المتوسطة والشديدة من حالات الاكتئاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدّة مجموعات دوائيّة متوفّرة، يمكن استخدامها في علاج الاكتئاب، نذكر منها ما يأتي:
    • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، واختصاراً SSRIs.
    • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (بالإنجليزية: Monoamine oxidase inhibitors)، واختصاراً MAOIs.
    • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressant).
    • مضادّات الاكتئاب غير النمطيّة (بالإنجليزية: Atypical antidepressants).
    • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الاختياريّة (بالإنجليزية: Selective serotonin and norepinephrine reuptake inhibitors)، واختصاراً SNRI.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة: تلعب التمارين الهوائية دوراً مهمّاً في السيطرة على الاكتئاب البسيط، فهذه التمارين تحسّن المزاج من خلال رفع مستويات الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) في الجسم، وتحفيز الناقل العصبيّ نورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine).
  • المعالجة بالتخليج الكهربائيّ: (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy)؛ يتمّ اللّجوء إلى هذه الطريقة العلاجيّة في الحالات الشديدة من الاكتئاب، والتي لم تجدي العلاجات الدوائية نفعاً في علاجها.

المراجع

  1. ^ أ ب Markus MacGill (30-11-2017), “What is depression and what can I do about it?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-10-2018. Edited.
  2. “Depression”, www.nimh.nih.gov,1-2-2018، Retrieved 9-10-2018. Edited.
  3. alencia Higuera, “Depression Overview”، www.healthline.com, Retrieved 17-10-2018. Edited.
  4. “What Are the Causes and Symptoms of Depression?”, www.webmd.com,22-4-2018، Retrieved 9-10-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى