كيف تحافظ على الصلاة في وقتها

'); }

كيف تحافظ على الصلاة في وقتها

توجد العديد من الأُمور التي تُعين المُسلم على المُحافظة على الصلاة في أوقاتها، ومنها ما يأتي:[١][٢]

  • التعرُّف على الله -تعالى-: مما يدفع المُسلم إلى محبته وطاعته، فالله -تعالى- هو السميع، الشكور، الصمد الذي يُلجأ إليه عند الخوف، وغير ذلك من أسمائه وصفاته، مع الحرص على هذه المعرفة بشكلٍ يوميّ والاستمرار على ذلك.
  • الاستماع إلى قصص الأنبياء، والصحابة ومن بعدهم من الصالحين والتابعين، بالإضافة إلى قصص الصالحين، والاستماع إلى القُرآن وتدبّره: وذلك يملأ القلب بالرّقة والخشوع ومحبة الله -تعالى-، بالإضافة إلى قراءة بعض الكُتب التي تحتوي على مواعظ ورقائق تُقوِّي الروح، وتُبعدُها عن الشيطان ووساوسه، مع تذكر قولهُ -تعالى-: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).[٣]
  • المُداومة على فعل الطاعات، وتذكُّر الآخِرة، وترك المعاصي، والاستعانة بما يُعين على المُحافظة عليها؛ كصُحبة الصالحين.
  • مُجالسة العُلماء، والاستماع لنصائحهم، مع الإكثار من التوبة، ومجاهدة النفس على الصلاة.
  • معرفة فضلها العظيم، فهي أحبّ الأعمال إلى الله -سبحانه-، وهي صلةٌ للعبد بخالقه، ومعرفة حجم التقصير والذنوب لمن يتغافل عنها ولا يؤدّيها.[٤]
  • المبادرة إلى أدائها في أول وقتها، واستخدام الوسائل التي تُعين على ذلك؛ كالمنبّه، أو طلب تذكير الصديق أو أحد أفراد العائلة بذلك، وغير ذلك من الوسائل.[٤][٥]

'); }

فضل المحافظة على الصلاة في وقتها

إنّ للمُحافظةِ على الصلاة في وقتها الكثير من الفضائل، ومن ذلك ما يأتي:[٦][٧]

  • القيامُ بها والمشي إليها سببٌ لِدُخول الجنة، وحطُّ الخطايا، ورفع الدرجات، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً).[٨]
  • تكفير الذنوب التي بينها وبين الصلاة التي قبلها، لقول النبي: (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ)،[٩] والمُحافظ عليها يكون في ضيافةً في الجنة، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ له في الجَنَّةِ نُزُلًا، كُلَّما غَدَا أَوْ رَاحَ).[١٠]
  • تُصلِّي الملائكة على الإنسان ما دام في مصلّاه، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (المَلائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دامَ في مُصَلّاهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لا يَزالُ أحَدُكُمْ في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أنْ يَنْقَلِبَ إلى أهْلِهِ إلَّا الصَّلاةُ).[١١]
  • الصلاة سببٌ للدفاع عن الإنسان في القبر، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى واحِدٌ، يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ ويَبْقَى عَمَلُهُ)،[١٢] ولِعظيم فضلها يتمنى الميت الرُّجوع إلى الدُّنيا ليُصلِّي، حيث مرّ النبي على قبر، فقال لأصحابه: (رَكْعتانِ خَفيفتانِ بِما تَحقِرُونَ وتَنفِلُونَ يَزيدُهما هذا في عملِهِ أحَبُّ إليه من بقيَّةِ دُنياكُمْ)،[١٣] وهي سببٌ للنجاة من العذاب ومن النار، وسببٌ لرؤية الله -تعالى- في الجنة يوم القيامة، لقوله -تعالى-: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ)،[١٤] والزيادة هي النظر إلى الرحمن -تبارك وتعالى-.
  • العهد من الله -تعالى- بالمغفرة: كما جاء ذلك في العديد من الأحاديث،[١٥] كقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا)،[١٦] بالإضافة إلى الحُصول على الأجر الكبير من الوضوء لها، والمشي إلى المسجد لتأديتها في وقتها جماعة.[١٧]
  • القيام بها في أول وقتها من أفضل الأعمال عند الله -تعالى-: لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (أفضلُ الأعمالِ الصَّلاةُ في أوَّلِ وقتِها).[١٨][١٩]
  • البُعد عن المُنكرات والمُخالفات في الدُّنيا، لِقوله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ).[٢٠][٢١]
  • القيامُ بها سببٌ لانشراح القلب، وقرة العين، والنور في الدُنيا والآخِرة، لقول النبي: (مَن حافَظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ)،[٢٢] وهي سببٌ للترابط بين المُسلمين.[٢٣]

حكم تأخيرالصلاة حتى خروج وقتها

اتّفق الفُقهاء على أن تأخير الصلاة عن وقتها بدون عُذر من الذُنوب العظيمة، ولا يغفره الله -تعالى- إلا بالتوبة والنّدم، كما اتّفقوا على أن تأخيرها بِعُذرٍ كالنسيان، لا يؤاخذ المسلم عليه؛ لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (رُفعَ عنْ أمتِي الخطأُ، والنسيانُ، وما استكرِهوا عليهِ)،[٢٤] وأمّا تأخيرها بعذر النوم مع الأخذ بالأسباب التي تعين على تأديتها في وقتها وعدم التقصير في ذلك لا يؤاخذ به الإنسان كذلك، ولا يُعتبر مُفرِّطاً أو مُقصراً، فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- نومه عن صلاة الفجر.[٢٥]

ومن أخّر صلاته عن وقتها لِعُذرٍ؛ كمن كان خائفاً، أو مريضاً، فلا يَحرُم عليه ذلك، لما حصل مع النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في غزوة الأحزاب، حيث قال: (شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ، مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، ثُمَّ صَلَّاهَا بيْنَ العِشَاءَيْنِ، بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ)،[٢٦][٢٧] فالصلاة واجبةٌ في وقتها على كُل مُسلمٍ، عاقلٍ، بالغٍ، إلا الحائض والنفساء، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لِعُذر.[٢٨]

المراجع

  1. إسلام جمال (2018)، فاتتني صلاة (الطبعة الأولى)، مصر، مؤسسة زحمة كُتاب للثقافة والنشر، صفحة 19-25، 33-34. بتصرّف.
  2. “من الوسائل المعينة على المحافظة على الصلاة”، www.ar.islamway.net، 7-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2021. بتصرّف.
  3. سورة الذاريات، آية: 55.
  4. ^ أ ب محمد منصور، “13 وسيلة للحفاظ على الصلاة”، www.archive.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2021. بتصرّف.
  5. “نصيحة في المحافظة على الصلاة”، www.islamweb.net، 11-6-2000، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2021. بتصرّف.
  6. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب، مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 115-119. بتصرّف.
  7. محمد أحمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 7، جزء 7. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 666، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 669، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 659، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2960، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3518، صحيح.
  14. سورة يونس، آية: 26.
  15. عبد المحسن البدر، شرح سنن أبي داود، صفحة 1، جزء 62. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 667، صحيح.
  17. عبد اللطيف السلطاني (1980)، سهام الإسلام (الطبعة الأولى)، الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، صفحة 71. بتصرّف.
  18. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أم فروة بنت أبي قحافة، الصفحة أو الرقم: 1229، صحيح.
  19. محمود بدر الدين العينى (2008)، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 392، جزء 3. بتصرّف.
  20. سورة العنكبوت، آية: 45.
  21. محمود السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)، السعودية، المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 4، جزء 2. بتصرّف.
  22. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1467، أخرجه في صحيحه.
  23. محمد إبراهيم الحمد، قصة البشرية، السعودية، موقع وزارة الأوقاف السعودية، صفحة 54. بتصرّف.
  24. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الصفحة أو الرقم: 4445، صحيح.
  25. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت، دار السلاسل، صفحة 186، جزء 7. بتصرّف.
  26. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 627، صحيح.
  27. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 450، جزء 2. بتصرّف.
  28. أسامة سليمان، التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 3، جزء 8. بتصرّف.
Exit mobile version