محتويات
الزّراعة
تُعرّف الزّراعة على أنّها ذلك العلم الذي يهتمّ بصناعة المحاصيل الحيوانيّة والنّباتيّة التي ينتفع بها الإنسان. إنّ حديثنا عن الزّراعة كعلمٌ لَهُوَ أمرٌ جديد؛ إذ إنّ الزّراعة في القِدَم ما هي إلّا عمليّة وضع البذور في الأرض وتركها حتّى تنمو بمساعدة الظّروف الطّبيعيّة، وهنالك ثلاثة أنواع للزّراعة العالميّة، وهي: الزّراعة المتقدّمة؛ وهي التي يُستخدَم فيها أساليبٌ عصريّةٌ في الإنتاج وتُلبّي احتياجات السّكان، أمّا الزّراعة التّقليديّة فهي التي يُستخدَم فيها طرقٌ غير مُتطوّرة في الإنتاج الزّراعي، والنّوع الثالث يُسمّى بالزّراعة النّامية، وهذه الطّريقة تُعتبَر نوعاً بين الزّراعة التّقليديّة والزّراعة المتقدّمة.[١]
إنّ المفهوم الجغرافيّ للزراعة لا بُدَّ من أن يتضمّن مجموعة من الشّروط منها:[١]
- لا بدّ للإنسان من أن يبذل الجهد في تهيئة وتنظيم الحقل لإنتاج المحاصيل الزّراعيّة.
- لا بدّ للإنسان من أن يستقرّ في مكانٍ مُعيّنٍ وثابتٍ.
- لا بدّ للإنسان من الاهتمام الدّائم بالمحاصيل الزّراعيّة.
- لا بدّ للإنسان من العمل على تحسين وزيادة إنتاج المحاصيل الزّراعيّة.
تعلُّم الزّراعة
لمعرفة أساسيات الزّراعة لا بُدّ لنا من أن نجد تُربَة جيّدة للزّراعة فيها، وأيضاً لا بُدّ من توفُّر المعدّات اللازمة للزّراعة، إضافةً إلى سماد عضويٍّ وبعض البذور أو الشّتلات، ومن ثمّ نبدأ بخطوات الزّراعة، وهذه الخطوات هي:[٢]
- تنظيف التّربة من الأعشاب غير المرغوب فيها والضّارة؛ وخصوصاً إذا كانت التّربة قاسية ولم تُستخدَم منذ فترة، ومن بعدها لا بُدّ من إضافة السّماد لها.
- تُترك التّربة فترة مناسبة (أسبوع) حتّى يتحلّل السماد فيها، وفي هذه الفترة نقوم بجمع معلومات حول نوعيّة التربة والمحاصيل المناسبة لديها.
- تحضير الشّتلات المناسبة والبذور (يمكن إحضارها من المشاتل)، ولا بدّ من أن تُحسَب المسافات بين كل شتلةٍ وأخرى؛ بحيث تكون المسافة الفاصلة بين الشّتلات خمسة أمتارٍ تقريباً.
- تُزرَع البذور على بعد مترٍ واحدٍ من الشّتلات؛ وذلك حفاظاً على جذور الشّتلات من أن تتأذّى عند الحرث.
- تهيئة مصادر المياه اللازمة لري الشّتلات.
- تُزرَع البذور بطرقٍ مختلفةٍ، وتعتمد طريقة زراعة البذور على نوع البذور، وكذلك تعتمد على الموسم.
- تحتاج الحديقة إلى الإهتمام بها والإهتمام بريّها بشكلٍ مستمرٍ، وإذا كانت إحدى النّباتات مصابة بإحدى الآفات فلا بدّ من إبعادها عن النّباتات الأخرى، إضافةً إلى إزالة الأعشاب غير المرغوب فيها والضّارة، وكذلك إزالة الأغصان اليابسة، ورشّ النباتات بمبيدٍ حشريٍ في حال إصابتها بإحدى الحشرات.
- ضرورة متابعة كل جديد عن أساليب العناية بالنّباتات والزّراعة الحديثة، إضافةً إلى استخدام أسلوب الرّي بالتّنقيط فهذه الطّريقة سوف تساهم في حلّ مشكلة قلّة المياه.
زراعة الأشجار
طريقة زراعة الأشجار تختلف عن زراعة البذور، وغالبيّة الأشجار تُزرَع في فصل الشّتاء، كما أنّ خطوات زراعة الأشجار تبدأ عند القيام بحفر حفرةٍ على عمق نصف متر في التّراب، ومن ثمّ وضع السّماد فيها وريّها جيّداً، وإن كانت التّربة التي سوف تستخدم للزّراعة تربةً رمليّة، فلا بُدّ من إضافة ترابٍ طينيٍ مخلوطٍ بالسّماد، ومن بعدها توضَع الشّجرة المراد زراعتها في الحفرة، ومن ثمّ تُدعّم الشّتلة بقصبةٍ وتُربَط بالسّاق جيّداً، ومن ثم يتمّ طمرها بالتّراب والضغط عليها جيّداً، وأخيراً ريّها جيّداً بالماء.[٣]
هنالك بعض الأمور التي لا بُدّ من مراعاتها عند القيام بزراعة أي شجرة، وهذه الأمور هي:[٣]
- لا بدّ للشّجرة المراد زراعتها أن تكون جذورها مغطّاةٍ بكيس خيشٍ أو أن تكون بأصيص من البلاستيك.
- لا بدّ من زراعة الشّجرة فور شرائها مع التأكّد من أنّ جذورها لا تزال رطبة.
- لا بدّ من الحذر عند نقل الشّجرة وزراعتها؛ إذ إنّ إصابة قشرتها الخارجيّة وتعرّضها للتّلف يعرّضها للإصابة بالفطريات وكذلك الحشرات.
- لا بدّ من الانتباه إلى وقت زراعة الشّجر؛ إذ إنّ الأوقات الدافئة هي الأفضل.
- لا بدّ من عمل حاجزٍ حول الشّجرة من التراب؛ وذلك حفاظاً على الماء من التّسرّب عند ريّ الشّجرة.
- لا بدّ من وضع السّماد عند زراعة الشّجرة؛ على أن تكون طبقة السّماد مُمتدّة تحت الأرض لمسافة ثمانية سنتيمتراتٍ، ولا بُدّ أيضاً من وضع السّماد للشّجرة مرّة أو مرّتين في السّنة الواحدة.
- لا بدّ من ريّ الشّجرة التي تمت زراعتها يوميّاً، وهذا في أول أسبوعين من زراعتها فقط، ثم تَقِلُّ مرات سقايتها تدريجيّاً مع الحفاظ على التربة رطبةً.
الآفات الزّراعيّة
تتعرّض الأشجار إلى آفاتٍ زراعيّةٍ كثيرةٍ، ومن هذه الآفات:[٤]
- الطّفيليّات: هي نوعٌ من الكائنات الحيّة التي تصيب النّباتات، ومن هذه الطُّفيليّات الدّيدان الثعبانيّة والطّحالب والنّباتات الزّهريّة، وكذلك البكتيريا والفطريات.
- الحشرات: وهي إحدى الكائنات الحيّة الصغيرة؛ حيثُ تنتمي الحشرات إلى المِفصليّات التي هي جزءٌ من المملكة الحيوانيّة.
- عوامل غير طفيليّة: وهي عوامل غير حياتيّة كدرجات الحرارة العالية أو المُنخفِضَة، وكذلك الظروف الجويّة غير المناسبة؛ كالغبار والرّطوبة العالية والرّعد، وكذلك الصّواعق والرّياح.
وهنالك أسبابٌ عديدةٌ لظهور الآفات الزّراعيّة، مثل: تدخّل الإنسان في الطّبيعة بشكلٍ سيءٍ (غير مُتّزنٍ)؛ مما يؤثّر في ازدياد هائلٍ لنوع مُحدد من الكائنات الحيّة الموجودة في البيئة، وهذا الازدياد يُعتبَر آفةً، كما أنّ وجود نوعٍ محددٍ من النّباتات في منطقةٍ معيّنةٍ قد يؤثّر أيضاً في زيادة أعداد الحشرات، وبالتّالي يؤدّي إلى ظهور الآفات الزّراعيّة؛ إذ إنّ هنالك أنواعٌ من الحشرات تتغذّى على نوعٍ محددٍ من النّباتات، وإذا زاد هذا النّوع من النّباتات فإنّنا سوف نجد أعداداً كبيرةً من الحشرات، ففي حقول القطن تنتشر ديدان القطن، وفي حقول القمح نجد الكثير من الجرذان والعصافير، وقد سجّل التّاريخ آفةً زراعيّةً خطيرةً، وهذه الآفة تمثّلت في زيادةٍ هائلةٍ في أعداد الجرذان في هاواي وجمايكا؛ وذلك لقيامهم بزراعة مساحات واسعة وكبيرة من قصب السّكر.[٥]
الزّراعة في الوطن العربي
حاجات الوطن العربي للمحاصيل الزراعيّة كبيرة جدّاً بالمقارنة مع ما تُنتِجُه، فإنتاج الوطن العربي بأكمله من محاصيلٍ زراعيّةٍ لا يَسُدّ احتياجاته، وتعدّ الحبوب وخصوصاً القمح من أهم المحاصيل الزّراعيّة في الوطن العربي إضافةً إلى الدّرنيات والبقوليات والبذور الزّيتيّة، وكذلك الخضروات والفواكه والألياف، إضافةً إلى محاصيل السّكر.[٦]
المراجع
- ^ أ ب حنان الدليمي، “الزراعة مفهومها- اهميتها -مناهج بحثها”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2018. بتصرّف.
- ↑ عوني، “ألف باء زراعة الحديقة”، www.zira3a.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ” كيفية زراعة الأشجار”، www.zira3a.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2018. بتصرّف.
- ↑ سناء المسلماوي (28-11-2012)، “الآفات الزراعية”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2018. بتصرّف.
- ↑ “أسباب ظهور الآفات بنوعيها الزراعي والطبي”، ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2018. بتصرّف.
- ↑ عبد الله لكحل، “الإنتاج الغذائي في الوطن العربي”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2018. بتصرّف.