تغيّر درجة الحرارة
إنّ درجة الحرارة هي إحدى العوامل الرئيسيّة التي تحدّد حياة الناس بشكلٍ عام بحسب المنطقة التي يعيشون فيها، فنجد أطباع الناس ونشاطاتهم تتغيّر بتغيّر درجة الحرارة، ولهذا تعتبر درجة الحرارة ذات أهمّيّة كبيرةٍ بالنسبة لسكان الأرض، وبالرغم من أنّنا جميعاً نعيش على نفس الكوكب، إلّا أنّنا نلاحظ تغيّراً كبيراً في درجة الحرارة بالذهاب من منطقةٍ إلى أخرى على الأرض، أو بتغيّر الفصول الأربعة، وترجع هذه التغيّرات إلى عددٍ من الأسباب إلّا أنّ أبرزها وأهمّها هو زاوية سقوط أشعّة الشمس على سطح الأرض والتي تعتبر المصدر الأول للطاقة على سطح الأرض.
أثر اختلاف زاوية سقوط الشمس على الحرارة
يبرز تأثير اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على درجة الحرارة عند المقارنة ما بين القطبين وخطّ الاستواء، أو مقارنة نفس المنطقة بين الصيف والشتاء، ففي خط الاستواء على سبيل المثال تكون زاوية سقوط أشعة الشمس تسعين درجة، فبالتالي ستغطّي الحزمة الساقطة من الأشعة الشمسيّة نفس مساحتها، أيّ أنّ متراً مربعاً واحداً من الأشعة سيسقط على مترٍ مربعٍ واحدٍ من سطح الأرض، في حين أنّ المتر المربع الواحد من أشعة الشمس سيغطّي ضعف تلك المساحة، وبما أنّ الطاقة التي تحملها كلا الحزمتين من الأشعة تكون متساوية، فإنّ طاقة الحزمة الأولى ستتوزّع على مساحةٍ أقلّ من طاقة الحزمة الثاني، وبالتالي ستكون درجة حرارة المنطقة الثانية، أي عند خطّ الاستواء وبقربها – والتي تكون زاوية سقوط أشعة الشمس فيها أقلّ من ثلاثين درجةً بكثير فقد تصل إلى أقل من درجةٍ واحدة – أقلّ بكثيرٍ من رجة الحرارة عند خط الاستواء.
اختلاف زاوية سقوط الشمس في الفصول
أمّا بالنسبة لفصول السنة واختلاف درجات الحرارة من فصلٍ إلى آخر فترجع إلى ميلان محور الأرض عن مدارها حول الشمس بحوالي 23.5 درجة، وهو ما يسبّب اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على المنطقة نفسها على الأرض من شهرٍ إلى آخر وتعاقب الفصول، واختلاف الفصل بين النصف الجنوبيّ والشماليّ من الكرة الأرضية نتيجة تبادلهما زاوية سقوط أشعّة الشمس بتبادلهما المواقع إن أردنا التعبير عنها بذلك، ويمكننا أنّ نلاحظ هذا الأمر مرةً أخرى في القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، فيتوجّه القطب الشمالي من الكرة الأرضية نحو الشمس من 20 آذار إلى حوالي 22 أيلول فيمرّ في مدة نهارٍ تستمر لستة أشهر تقريباً، بينما يدخل في الليل لمدة ستة أشهرٍ أخرى أيضاً في الفترة التي تليها، ويحدث العكس في القطب الجنوبي من الكرة الأرضية.