صلاة الجماعة
تعدّ الصلاة اللبنة الأساسية التي يقوم عليها دين المسلم، فهي أوّل عملٍ يُحاسب عليه يوم القيامة، فإن صلحت فقد صلح عمله جميعه، أمّا إن كانت صلاته خاطئةً، أو مبنيّةً على أخطاء في الأداء أو في النوايا فإنّ تلك الصلاة لا تُقبل منه، وبالتالي لا يُقبل منه باقي عمله، لذلك يحرص المسلم على أن يؤدي الصلاة بأفضل صورة، والصلاة خلف الإمام في المسجد عادةً ما تكون للصلوات المفروضة، أو تلك الصلوات التي يجتمع عليها الناس كالجمعة، والأعياد، وصلاة القيام، والتراويح في شهر رمضان المبارك، وغير ذلك من الصلوات، وهي كغيرها من الصلوات من حيث كيفية الأداء، باستثناء بعض الأمور الخاصة بالجماعة، وستعرض هذه المقالة بعد توفيق الله كيفية الصلاة وراء الإمام، وما يعتريها من أحوالٍ وأمورٍ هامّةٍ.
كيفية الصلاة وراء الإمام
لا تختلف صلاة الجماعة وراء الإمام في الأداء عن الصلوات الأخرى إلّا في بعض النقاط، وفيما يأتي بيان طريقة الصلاة وراء الإمام بالتفصيل:[١][٢]
- إذا كان المؤتم الذي يصلّي جماعةً وراء الإمام واحداً فقط ولم يكن معه مأموم غيره فإنّه يقف عن يمين الإمام ولا يقف خلفه، دون أن يكون متقدّماً عليه، ولا ينفصل عنه، أمّا إن كانوا جماعةً أكثر من واحد، فإنّهم يقفون خلف الإمام مباشرةً محاذين له، أمّا إن وُجد ما يمنع وقوف الاثنين فأكثر خلف الإمام؛ كضيق المكان، أو لأي سببٍ نحو ذلك، فيجوز أن يقفوا إلى جوار الإمام دون أن يتقدّموا عليه.
- ينبغي على المأموم أن يتابع إمامه في جميع الأحوال، فيستقبل القبلة ويفعل ما يفعل من أركان الصلاة.
- ينوي المأموم الصلاة مقتدياً بالإمام، ولا يُشترط التلفظ بالنيّة، بل يكفي استحضارها في قلبه.
- إذا كبّر الإمام تكبيرة الإحرام يتابعه المأموم قائلاً: (الله أكبر)، وبذلك يكون قد شرع بالصلاة، فلا يجوز له الالتفات أو الحديث.
- يضع المأموم يده اليمنى فوق يده اليسرى فوق صدره.
- يقرأ أي دعاء من أدعية الاستفتاح، ومثاله أن يقول: (اللهمّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهمّ نقّني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهمّ اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)، أو أن يقول: (سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك).
- إذا قرأ الإمام الفاتحة يُنصت له المأموم، ولا يُنازعه في قراءتها حتى ينتهي منها، ويشرع الإمام في قراءة ما تيسّر له من كتاب الله.
- يُتابع المأموم إمامه في جميع أفعال الصلاة، من الركوع، والسجود، والقيام، والجلوس، حتى ينتهي من صلاته على هذا النحو.
- يقول المصلّي في أثناء الركوع: (سبحان ربي العظيم)، مع تكرارها ثلاث مرّاتٍ أو أكثر، حتى يرفع الإمام رأسه.
- بعد أن يرفع الإمام رأسه قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، يقول المأموم متابعاً له: (ربنا ولك الحمد)، ويجوز أن يزيد قائلاً: (ربنا ولك الحمد، ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد).
- يقول المأموم والإمام في السجود: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرّاتٍ أو يزيد، حتى يرفع الإمام رأسه.
- يفعل المصلّي في الركعة الثانية ما فعله في الركعة الأولى، مُتابعاً إمامه.
- بعد أن ينتهي من الركعتين الأوليين يجلس مُتابعاً إمامه، ثمّ يقرأ التشهّد، والصلاة الإبراهيمية، وصيغتهما: (التحيات لله والصلوات الطيبات، السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ)، ثمّ يدعو الله بما شاء من الأدعية التي يتحصّل بها خير الدنيا والآخرة.
- يُسلّم الإمام عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله)، وعن يساره كذلك، ويتابعه المأموم بالتسليم على نفس النحو.
- إذا كانت الصلاة رباعيّة فعل ما فعله في الركعتين الأوليين، من القيام، والركوع، والجلوس، والتشهّد.
أحوال الصلاة خلف الإمام
يوجد للمأموم ثلاثة أحوال؛ بناءً على حالته أثناء الصلاة، وتختلف تلك الحالات باختلاف اتّباعه للإمام، وكيفية متابعته له، وفيما يأتي بيان تلك الحالات:[٣]
- أن يشرع المأموم مع الإمام في الصلاة مع افتتاح الإمام للصّلاة، أو قبل أن ينتقل إلى الركوع، ويستمرّ في متابعته حتى ينتهي من الصلاة بالسلام، وفي هذه الحالة يجب عليه أن يُتابع الإمام، ولا يُخالفه في حركةٍ صغيرةٍ كانت أم كبيرةٍ ما دامت تغيّر من أعمال الصلاة، وتؤثّر فيها؛ لقول المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: (إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ، فإذا رَكَعَ فاركَعوا، وإذا رفعَ فارفَعوا، وإذا صلَّى جالساً فصلُّوا جلوساً).[٤] وقد أُشير إلى كيفية صلاة المأموم خلف إمامه في الفقرة السابقة.
- أن يبتدئ المأموم الصلاة مع الإمام، ثمّ يطرأ أمرٌ يجعله يفارق الصلاة، كأن يتذكّر أنّه ليس على طهارةٍ، أو انتقضت طهارته خلال الصلاة، أو غلبه نزيف الدم؛ كأن ينزل الدم من أنفه، أو من جرحٍ في جسده، أو نحو ذلك، فينبغي عليه أن يخرج من الصّلاة، ويتوضأ إن احتاج لذلك، ثمّ يتابع الإمام لإتمام الصلاة.
- أن يفوّت المأموم شيئاً من الصلاة ثمّ يقتدي بالإمام، ويكون قد صلّى ركعةً أو أكثر من ذلك، فيبنغي عليه الإتمام به، ومتابعته في جميع أحواله، وكأنّه باشر معه في الصلاة منذ بداياتها، فإن انتهى الإمام من صلاته أتمّ المأموم ما فاته من الصلاة.
المراجع
- ↑ “كيفية صلاة الجماعة”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2018. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم الحدادي، “فقط (28) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2018. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد السُّغْدي (1404-1984)، النتف في الفتاوى (الطبعة الثانية)، عمان – الأردن: دار الفرقان، صفحة 88-89. بتصرّف.
- ↑ رواه الإمام الشافعي، في الأم، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم: 8/536، صحيح.