محتويات
رسالة الماجستير
يُطلَبُ من طالب الدراسات العُليا بشكل عام، والماجستير بشكل خاصّ في مُختلَف التخصُّصات، تقديم رسالة مَبنيَّة على البحث العِلميّ، وينبغي عليه ليُنجِزَ هذا المَطلب أن يتعمَّقَ في مجال تخصُّصه، ويُتابِعَ البحوث العِلميّة التي ينشرُها الآخرون، ويُجرِيَ دراسة، أو بَحثاً عِلميّاً مخبريّاً، أو ميدانيّاً بأسلوبٍ عِلميّ؛ حتى يتوصَّل إلى نتائجَ مفيدة، وتُعرَف رسالة الماجستير بأنّها نشرة عِلميّة مُتخصِّصة تَتضمَّن معلومات جديدة مُقدَّمة لأوّل مَرّة، بحيث تُعطِي المعلوماتُ المختصِّين في المجال نفسه المقدرة على تقييم الملاحظات، والتجارب التي أجراها الباحث، أو إعادة التجارب، والإجراءات، والحصول على النتائج نفسها التي تَوصَّل إليها، ومن ثمّ تأكُّدُهم من صِحَّة الاستنتاجات المُستنِدة على نتائج البحث، ويجب أن تكون الرسالة مكتوبة بلغة عِلميّة صحيحة؛ حتى يستطيع القارئ المُختَصّ فَهْمها، ومُتابَعتها، كما يجب أن تكونَ محتويات الرسالة جديدة، وصحيحة، ومفهومة، إضافة إلى أنّ كتابتها تتطلَّب الوضوح، والدقّة.[١]
كيفيّة كتابة رسالة الماجستير
تُكتَب رسالة الماجستير بطريقة البحث العِلميّ التي تَعتمِد على مجموعة من الخطوات، والقواعد، والأدوات، والطُّرُق؛ للوصول إلى نتائج دقيقة، عِلماً بأنّ طريقة البحث العِلميّ لا تختلف باختلاف المواضيع، ومجالاتها، ويُمكِن كتابة رسالة الماجستير حسب الخطوات الآتية:[٢]
- تحديد المُشكِلة: تُعَدّ عمليّة اختيار المُشكِلة العامود الفقريّ لكتابة الرسالة؛ لذا لا بُدّ من أن يختار الباحث المُشكِلة بشكلٍ دقيق، بحيث يكون على عِلم بوجود ظواهر حقيقيّة للمُشكِلة، والتأكُّد من توفُّر معلومات كافية عن المُشكِلة، وتحديد طبيعتها، وفَهْم أبعادها وأثرها، والعوامل المُؤثِّرة عليها، وبعد تحديد المُشكِلة تُصَاغ لفظيّاً بطريقة عِلميّة، وتُحدَّد طريقة وخطّة البحث التي سيتَّبعها الباحث.
- جَمْع البيانات والمعلومات: يجمع الباحث المعلومات المُتاحَة عن المُشكِلة؛ إذ يُمكن له أن يجمع المعلومات لأوَّل مرَّة من مصادر أوّلية، بحيث يستخدم أدوات ووسائل البحث الميدانيّ، كالمقابلات الشخصيّة، والاستقصاءات، وغيرها، كما يُمكِن له أن يجمع المعلومات الموجودة مُسبَقاً من مصادر ثانويّة، كالأبحاث العِلميّة، والمقالات، وغيرها.
- اختيار عنوان الرسالة: إنّ عنوان الرسالة ذو أهمِّية مِحوَريّة؛ فهو يُحدِّد المُشكِلة المُراد دراستها، وبناءً عليه، يتحدَّد مدى اقتراب أو ابتعاد الباحث عن المُشكِلة التي يهتمّ بدراستها، ويُفضَّل أن يكون العنوان جديداً غير وارد في دراسات عِلميّة سابقة، علماً بأنّ اختيار العنوان يتمّ وِفقاً لجانبَين: أحدهما، الجانب الموضوعيّ؛ بحيث يُعبِّر عن مضمون الرسالة، ومحتواها، ومنهج دراستها، والجانب الآخر، هو الجانب الشكليّ؛ حيث يجب أن يكون هذا الجانب خالياً من الأخطاء.
- كتابة المُقدِّمة: من الأفضل أن يُقسِّم الباحث مُقدِّمته إلى أربعة أجزاء، هيَ:
- الجزء الأوّل: يَعرِض فيه الباحثُ المُشكِلةَ، وأسباب اختيارها، وأهمِّية دراستها، والأهداف التي يتمّ السَّعْي للوصول إليها.
- الجزء الثاني: يَشرَح فيه الباحث منهج الدراسة المُستخدَم، والأدوات البحثيّة التي استعان بها كمصادر جَمْعٍ للبيانات والمعلومات، والفترة الزمنيّة التي يُغطِّيها البحث.
- الجزء الثالث: يَضمّ توثيقاً لمصادر البيانات التي استخدمها الباحث، وطُرُق الحصول عليها.
- الجزء الرابع: يَذكُر فيه الباحثُ الصعوباتِ التي مرَّ بها أثناء كتابته للرسالة.
- كتابة الأُسُس العامّة: يَكتُب الباحث القضايا النظريّة التي طَرَحها الآخرون فيما يتعلَّق بالموضوع نفسه، كما يَذكُر الأبعاد الكلِّية والجزئيّة للمُشكِلة، والمُحدِّدات والضوابط التي حكمت الباحث أثناء فترة دراسته.
- حلُّ المُشكِلة: وهو أخطر جزء في الرسالة؛ لأنّ الباحث يهتمّ بِتبنِّي وجهة نَظَرٍ مُعيَّنة، أو ابتكار حلٍّ للمُشكِلة المطروحة، ثمّ إخضاع الحلّ لفَحْصٍ عِلميّ وعَمليّ؛ وذلك لتحديد مدى موضوعيّة الحلّ، ويُتبَِع هذا الجزءَ بجزء آخر يَتضمّن حلولاً بديلة للمُشكِلة.
- الخاتمة: يَكتُب الباحث النتائج، والتوصيات بطريقة دقيقة، وموضوعيّة، ومُوجَزة، بحيث لا تكون مُكرَّرة في الأجزاء السابقة للرسالة، كما يَذكرُ المُحدِّدات التي تُقيِّد التوصيات.
محتويات رسالة الماجستير
حتى تكون رسالة الماجستير مُكتمِلةً، وواضحة، وفيها كلُّ المعلومات التي تحتاجها الرسالة، يجب ألّا تقتصرَ على المعلومات والنتائج البحثيّة التي تَوصَّل إليها الطالب؛ إذ إنّ هناك بعض المحتويات التي يجب أن تَتضمَّنها الرسالة لتُصبِح رسالة علميّة صحيحة، وفيما يأتي المحتويات الأساسيّة لرسالة الماجستير:[١]
- الصفحات الابتدائيّة: وهي جميع الصفحات التي تَسبِقُ صفحة المُقدِّمة، بحيث تُرقَّم هذه الصفحات بالحروف الأبجديّة، وهي تتضمَّن الصفحات الآتية:
- صفحة عنوان الرسالة: تُعَدّ هذه الصفحة واجهة الرسالة؛ فهي تحتوي على عنوان الرسالة؛ لذا لا بُدّ من أن يكون العنوان مفهوماً، وقصيراً، وتتضمَّن صفحة العنوان الاسم الثلاثيّ أو الرباعيّ للطالب، واسم المُشرف على الرسالة، وتخصُّص الطالب، وتاريخ تقديم الرسالة.
- صفحة لجنة المناقشة: ويُكتَب فيها اسم الرسالة، والاسم الثلاثيّ للطالب، والشهادة السابقة لطالب الماجستير، وتخصُّصه، واسم الجامعة، وسنة الحصول عليها، وعبارة: “قُدِّمت هذه الرسالة استكمالاً لمُتَطلَّبات درجة الماجستير تخصُّص ………في جامعة ……”، وأسماء رئيس وأعضاء لجنة المُناقَشة تَسبِقهم عبارة :”وقد وافق عليها”، ثمّ تاريخ مُناقَشة الرسالة.
- صفحة الإهداء، وصفحة الشكر والتقدير.
- صفحة المحتوى: حيث تُرتَّب فيها العناوين الرئيسيّة، والثانويّة، وفروع الثانويّة، كما تكون أمام كلِّ عنوان الصفحة التي يبدأ بها.
- صفحة قائمة الجداول: ويُكتَب فيها رقم الجدول، والصفحة التي تحتوي عليه.
- صفحة قائمة الأشكال: حيث يُكتَب فيها رقم الشكل، والصفحة التي تحتوي عليه.
- صفحة المُلخَّص: ويُفضّل أن تكون منها نسخة عربيّة، ونسخة إنجليزيّة، وهي تبدأ باسم العائلة، ثمّ الاسم الأوّل، ويَذكُر فيها الباحث عنوان الرسالة، واسم الجامعة، والسنة الدراسيّة، واسم المُشرف، ثمّ يَكتُب مُلخَّصاً من فقرة واحدة تحتوي على 350 كلمة، ثمّ يَترُك فراغاً مُزدوَجاً، ويَسردُ الكلمات المفتاحيّة، على ألّا تزيد عن 8 كلمات.
- صفحات النصّ: وتحتوي هذه الصفحات على:
- صفحة المُقدِّمة: وهي تَهدِف إلى إطلاع القارئ على معلومات مُتعلِّقة بمُشكِلة الدراسة، وأهمِّيتها.
- صفحة أهداف الدراسة: حيث تُطرَح فيها أهداف الدراسة على شكل نقاط مُتسلسِلة.
- صفحة مراجعة الأدبيّات: وتُكتَب فيها الدراسات السابقة التي تُذكَر فيها معلومات ونتائج وردت في الأبحاث العِلميّة المنشورة، والمُتعلِّقة بمُشكِلة الدراسة.
- صفحة المنهجيّة وموادّ الدراسة: وهي الصفحة التي تُكتَب فيها كيفيّة دراسة المُشكِلة، والموادّ والأدوات المُستعمَلة أثناء الدراسة والبحث.
- صفحة النتائج: والتي تَعرِض ما تَوصَّل إليه الباحث من دراسته، إذ ينبغي أن تكون النتائج واضحة، وقد يستخدمُ الباحث الأشكال أوالجداول، أو الصور؛ لتوضيح النتائج، إضافة إلى أنّها لا بُدَّ من أن تكون قصيرة، وغير مُكرَّرة.
- صفحة المناقشة: وهي أهمّ جزء في رسالة الماجستير؛ إذ تتطلَّب إيضاحَ المبادئ، والتعميمات، والعلاقات التي تَبرُزُ من خلال نتائج الدراسة، بحيث لا تكون مُكرَّرة من نقاط النتائج، بل تُسرَد مُؤشِّرات نظريّة، وتطبيقات عَمَليّة يُستفَاد منها من النتائج والحقائق التي تَوصَّل إليها الباحث من دراسته.
- صفحة الاستنتاجات والتوصيات: حيث تُذكَر فيها أهمُّ الاستنتاجات على شكل نقاط، وتُذكَر فيها التوصيات لمتابعة الأبحاث والدراسات في الموضوع.
- المراجع والملاحق: بحيث يَذكُر الباحث المراجع التي اعتمدها في رسالته جميعها بطريقة عِلميّة صحيحة، كطريقة كتابة الاسم الأخير للمُؤلِّف، والسنة، وتُرتَّب هذه المراجع هجائيّاً اعتماداً على اسم عائلة المُؤلِّف، أمّا الملاحق؛ فهي وَصْف تفصيليّ لبعض العناصر الأساسيّة للرسالة، والتي لا مجال لإيرادها مع عناصر الرسالة الأساسيّة.
تنسيق رسالة الماجستير
لكلّ جامعة قواعد مُعيَّنة لتنسيق رسائل الماجستير، والدكتوراه، وفيما يأتي صورة عامّة لأهمّ قواعد تنسيق الرسالة:[٣]
- اللغة: التنبُّه إلى الكتابة العربيّة الصحيحة بقواعدها اللغويّة، والنحويّة، وتجنُّب أسلوب الإنشاء والاستطراد، وعدم استخدام ضمائر المُتكلِّم.
- الورق: حيث يُطبَع البحث على ورق بقياس A4، ويُترَك هامشٌ مقداره 3.5سم على يمين الصفحة، و2.5سم على باقي الجوانب.
- الخَطّ: تُفضَّل الكتابة بخَطّ (Traditional Arabic)، بحيث تكون العناوين الرئيسيّة غامقة (Bold)، وبحجم 20، أمّا العناوين الفرعيّة فتكون غامقة (Bold)، وبحجم 18، ويُكتَب النصّ العاديّ بحجم 18، والحواشي بحجم 12.
- الفقرات: يُترَك فراغ في بداية كلِّ فقرة بمقدار 1سم، عِلماً بأنّ الفقرة لا تكون طويلة، إلّا أنّ الفقرات ككلّ لا بُدّ من أن تكون مُتناسِقة معاً.
- الترقيم: تُرقَّم الصفحات الابتدائيّة بالحروف الأبجديّة، أمّا فيما يتعلَّق بباقي أجزاء الرسالة والملاحق، فإنّها تُرقَّم بالأرقام.
المراجع
- ^ أ ب أ.د عدنان العتوم، أ.د قيس النوري، أ.د عفيف عبدالرحمن، وآخرون (2008)، دليل كتابة الرسائل والأطروحات الجامعية ، الأردن : جامعة اليرموك، صفحة 27 ،21-15 ،7-1،3. بتصرّف.
- ↑ د.محمد سعودي، د.محسن الخضيري (1992)، الأسس العلميّة لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراة، مصر: مكتبة الأنجلو المصريّة، صفحة 40-37 ،27،28،29،32،33 ،10،21-16. بتصرّف.
- ↑ أ.د.عبدالله الوليعي، أ.د.بسام الخراشي، د.جمال مصطفى، وآخرون (2017)، دليل كتابة الرسائل العلمية (الطبعة الثالثة)، السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، صفحة 11-13. بتصرّف.