علم النفس

جديد كيف أدرس علم النفس

تَطوُّر مفهوم عِلم النَّفس

تَطوَّر مفهوم عِلم النفس تطوُّراً كبيراً خلال الزمن، ففي عهد الإغريق كان التعريف السائد لعلم النفس هو “عِلم الروح”، وفي العصور الوُسطى تمّ استبدال كلمة الروح بكلمة العقل، وأصبح يُنظَر إلى علم النفس على أنّه عِلمُ دراسة الحياة العقليّة، وفي نهاية القرن الثامن عشر بدأ علم النفس بالانفصال عن الفلسفة، وقد عرَّفه فونت بأنّه “العِلم الذي يبحث في ما يُسمَّى بالحياة العقليّة الداخليّة”، ووَرد تعريفه أيضاً بأنّه “العِلم الذي يبحث في الحياة الشعوريّة”، إلّا أنّ علماء التحليل النفسيّ رفضوا هذا التعريف؛ لأنّ الحياة النفسيّة تشمل الشعور واللاشعور معاً؛ لذا ظهر تَعريفٌ أشمل لعِلم النفس يتمثّل بأنّ “علم النفس هو علم الحياة العقليّة الشعوريّة واللاشعوريّة”، و قد عرَّف “مكدوجل” عِلم النفس في عام 1908 بأنّه “العِلم الإيجابيّ الذي يبحث في السلوك العقليّ بجميع مظاهره ووسائل عَمله”، وتَمكَّن الباحثون بعد ذلك من وَضع مفهوم شامل لعِلم النفس، حيث تمّ تعريفه بأنّه “العِلم الذي يبحث في دوافع السلوك ومظاهر الحياة العقلية الشعورية منها واللاشعورية، دراسة إيجابيّة موضوعيّة تُساعد على إفساح المجال للقُوى والمواهب النفسية في ما يُساعد على حُسن التكيُّف مع البيئة، ممّا يُؤدّي إلى تَحسين الصحّة للأفراد والجماعات”.[١]

أساليب دراسة علم النفس

يُمكِن تعلُّم ودراسة مجالات علم النفس من خلال اتّباع الطُّرُق والأساليب الآتية:[٢]

  • تحديد ماهيّة المواضيع النفسية التي يرغب الإنسان في تَعلُّمها، حيث يُقسَّم عِلم النفس إلى عدّة فروع، مثل: مجال تنمية الطفل، وعِلم النفس المعرفيّ، وعِلم النفس الاجتماعيّ الذي يهتمّ بالتفاعُل البشريّ، وعِلم النفس الإكلينيكيّ؛ لذا يجب تحديد المجال المُخصَّص في عِلم النفس الذي يُراد فَهمه والتعمُّق في تفاصيله، واستخدام مُحرِّكات البحث، والمواقع المُتخصِّصة على الإنترنت، مثل موقع جمعيّة عِلم النفس الأمريكيّة؛ لفَهم ماهيّة المواضيع الفرعيّة لعِلم النفس؛ ولتحديد التخصُّص الأقرب إلى اهتمام الإنسان.
  • البَحث عن الكُتب من خلال الإنترنت، أو المكتبة المحلّية، والتي تَتضمَّن المجال النفسي الذي يختاره الإنسان، وقراءتها، وفَهم محتواها جيّداً، إلّا أنّه يجب الابتعاد في البداية عن الكُتب المُخصَّصة لخبراء علم النفس؛ وذلك لأنّ الفئة المستهدفة منها هم الذين يكونون على دراية كبيرة بعِلم النفس، ويمكن معرفة الكتاب المُخصَّص لقراءة الخُبراء من خلال عنوان الكتاب، ووَصف الناشر، بحيث يكون العنوان غير مُلائم أومُحدَّد بشكل كبير، وعادةً ما يُوضّح وَصف الناشر للكتاب الجمهور المُوجَّه إليه.
  • قراءة الكُتب الجامعيّة؛ للحصول على نظرة أكثر أكاديميّة في مجال علم النفس، وعلى الرغم من أنّ الكُتب الجامعيّة أقلّ مُتعة في القراءة مُقارَنة بكُتب الثقافة العامّة، إلّا أنّها يمكن أن تُقدِّم نظرة عامّة أكثر موثوقيّة عن عِلم النفس من كُتب الثقافة العامّة، ومن الأمثلة على هذه الكُتب: كِتاب (مُقدِّمة في تاريخ عِلم النّفس) لمُؤلِّفه هيرغنهان، وكتاب (مُقدِّمة في عِلم النفس) لمُؤلِّفه جيمس كلات.
  • التَّعرف على النّظريات النّفسية المعاصرة من خلال الاستماع إلى ملفّات التّدوين الصوتي التي تَتضمّن مجال عِلم النّفس، كما يمكنك الاستماع إلى المحاضرات المُسجَّلة من قِبل أساتذة عِلم النّفس، وذلك في حال مُواجهة صعوبة في قراءة الكُتب، أو عدم وجود الوقت الكافي للقراءة.
  • وَضع جدول زمنيّ للدراسة؛ إذ يُساعد تنظيم الوقت على التعلُّم بشكل أكثر فعاليّة وانتظام.
  • استخدام القلم والورقة، أو الجهاز الإلكترونيّ؛ لتدوين المُلاحظات والمفاهيم النفسيّة التي يتمّ تعلُّمها.
  • إيجاد صديقٍ أو فردٍ من أفراد العائلة يَرغب في التعرُّف إلى عِلم النفس، وذلك في حال الشعور بصعوبة تحفيز النفس للدراسة.
  • أَخذ دورات في مجال عِلم النفس في الكلّية، أو الجامعة، أو المعاهد المُتخصِّصة في هذا المجال، كما يمكن أَخذ الدروس عبر الإنترنت من خلال مواقع الويب، وذلك في حال الرغبة في التعرُّف إلى عِلم النفس بطريقة أكثر تنظيماً.
  • أَخذ دروس أكثر تَقدُّماً للتعرُّف على مواضيع مُحدَّدة ومُختصّة في المجال الذي يُراد تَعلُّمه، وذلك بَعد فَهم الأساسيّات المُهمّة في مجال عِلم النفس.
  • الاستعانة بأصحاب الخبرة، في حال مُواجَهة بعض الصعوبات في فَهم معلومة ما.

فروع عِلم النفس

يمكن تقسيم علم النفس إلى عشرة فروع رئيسيّة، هي:[١]

  • علم النفس النظريّ أو البحت، وهو الجانب الذي يبحث في الحقائق النفسيّة والنظريّة.
  • علم النفس التطبيقيّ.
  • علم نفس الحيوان، وهو الجانب الذي يبحث في سُلوك الحيوان.
  • علم نفس الإنسان.
  • علم نفس كبار السن.
  • علم نفس الطفولة الذي يُحدِّد سلوك الأطفال، ومشاكلهم، ومراحل نُموّهم.
  • علم النفس الفرديّ الذي يبحث في شخصيّة الفرد.
  • علم النفس الاجتماعيّ الذي يبحث في سلوك الجماعات.
  • علم نفس العاديّين.
  • علم نفس الشواذّ، ويشمل علم نفس العباقرة، وعلم النفس الخاصّ بضِعاف العقول.

أهداف علم النفس

يَكمُن الهدف الأساسيّ لعِلم النفس في ثلاثة جوانب رئيسيّة، هي:[٣]

  • فَهم الظاهرة وتفسيرها: حيث يسعى علم النفس إلى معرفة وفَهم الظواهر السلوكيّة؛ للوصول إلى فَهم كامل وتفسيرات علميّة لأسباب حدوثها.
  • ضَبط الظاهرة: بعد فَهم الظاهرة، وتحديد الأسباب التي أدّت إلى حدوثها، يمكن ضَبط الظاهرة والتحكُّم فيها، من خلال ما يُسمَّى (تعديل السلوك).
  • التنبُّؤ بالظاهرة: أي توقُّع النتائج التي يمكن أن تترتَّب على استخدام معلومات مُعيَّنة في مواقف جديدة، ويتمّ التنبُّؤ بالظاهرة من خلال معرفة أسباب حدوثها، وفَهمها، وتَفسيرها، على سبيل المثال، يمكن من خلال استخدام عِلم النفس التربويّ التنبُّؤ بأنّ الطلّاب الذين يُفضِّلون المجالات الميكانيكيّة، والمهنيّة، يُمكن أن يُحقِّقوا نجاحاً في التعليم الصناعيّ والتقنيّ.

فيديو حقائق لا تعرفها عن نفسك!

يا ترى كم تعرف من الحقائق عن نفسك ككائن بشري؟ مهما كان ما تعرفه فهناك ما هو أغرب بكثير!  :

المراجع

  1. ^ أ ب كامل محمد محمد عويضة، مدخل إلى علم النفس – جزء – 2 / سلسلة علم النفس، لبنان-بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 40-37-38. بتصرّف.
  2. “How to Obtain a Basic Knowledge of Psychology”, m.wikihow.com, Retrieved 6-5-2018. Edited.
  3. عبدالمجيد سيد أحمد منصور ،محمد بن عبدالمحسن التويجري ، علم النفس التربوي: علم النفس والأهداف التربوية ـ سيكولوجية التعلم ـ …، المملكة العربية السعودية-الرياض: العبيكان للنشر، صفحة 21-22. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى