الزنا
يعتبر الزنا من أبشع وأعظم الذنوب بعد الشرك بالله تعالى، وقتل النفس، حيث قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا)،[١] ويرجع السبب في ذلك إلى ما يترتّب عليه من انتهاكٍ للحرمات، وإضاعةٍ للأنساب، وإفسادٍ للمجتمع والمرأة؛ ولذلك أمر االله تعالى بإنزال أشدّ العقوبات بالزاني. وتجدر الإشارة إلى أنّ من الأسباب المؤدّية إلى الزنا: إطلاق البصر إلى ما حرّم الله تعالى النظر إليه، وهو من أمر بغضّ البصر وعدم إطلاقه، فقال تعالى في سورة النور: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)،[٢] وكذلك خروج النساء متبرّجاتٍ ومتعطّراتٍ إلى الأسواق، حيث قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ)،[٣] ومن الأسباب العظيمة المؤديّة للزنا كذلك؛ تأخير زواج الشباب والشابّات، مع أنّ الشهوة تشتدّ بعد البلوغ، وإذا لم يكن لديهم ما يطفئون شهوتهم به بالحلال، فربّما يتّجهون إلى الحرام؛ فيصيبهم عار الدنيا والآخرة. [٤]
كيفية التخلّص من الزنا
يعتبر الزنا من أعظم الذنوب؛ لما له من تأثيرٍ مباشرٍ على القلب، حيث وصف الله تعالى من يقوم بهذا العمل بالخبث، فقال تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ )،[٥] ومن الأمور التي تساعد على التخلص من الزنا ما يأتي:[٦]
- الإقلاع عن الاختلاط والتبرج؛ إذ إنّ دعاة التبرج والسفور، يعانون ممّا دعوا إليه من السوء والانحلال.
- غض البصر عن النساء، سواءً في وسائل الإعلام المرئيّة أو المقروءة، أو غيرها.
- عدم خلوة المرأة بأيّ رجلٍ أجنبيّ إلا بوجود محرمها.
- تذكر عواقب الزنا الوخيمة والحذر منها.
- عدم خلوة الرجل والخادمات في البيت.
- تسهيل المهور، فيجب الاقتداء بالرسول صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة رضوان الله عليهم، في تسهيل المهور؛ إذ إنّ عدم تزويج الشباب الصالحين أصحاب الدين والخلق عند تقدمهم لخطبة النساء، يؤدي إلى فتنة في الأرض وفسادٍ كبيرٍ.
- قراءة القرآن الكريم باستمرار؛ لأنّ المحافظة على قراءة القرآن تمنع من الوقوع في الفواحش، وذلك بسبب ما جاء فيه من الوعيد، والتخويف، والتهديد لمن يرتكب المعاصي والذنوب، بالإضافة إلى قراءة الكتب والمواضيع التي تحذّر من الزنا.
- المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد؛ لأنّ الصلاة تقي الإنسان من الوقوع في الفواحش، كما قال الله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).[٧]
- الالتزام بأوامر الله تعالى، واتباع هدي النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، واجتناب ما نهى عنه الله ورسوله، فقد قال تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ).[٨]
- الدعوة إلى الأخلاق الحميدة والفضيلة بين الناس.
- منع السفهاء من التعرّض للنساء في الأماكن الخاصة فيهنّ.
- تذكّر العذاب المترتب على فاحشة الزنا.
- الغيرة على المحارم؛ حيث يصعب وقوع الإنسان في الزنا في حال كونه غيوراً على شرفه وعرضه، حتى أنّ الله سبحانه وتعالى يغار، وغيرته أن تنتهك محارمه.
- الإكثار من الصيام، والإقبال على الآخرة، والزهد بالدنيا.
- التفريق بين الأبناء في المضاجع، فقد حذر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مبيت الذكور والإناث في مكانٍ واحدٍ، حيث قال:(مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)،[٩] وقال عليه الصّلاة والسّلام: (إذا بلغ أولادُكم سبعَ سنينَ ففرِّقوا بين فُرُشِهم، و إذا بلغوا عشرَ سنينَ فاضْرِبوهم على الصلاةِ).[١٠]
أضرار الزنا
ثمّة أضرارٌ ومفاسد عظيمةٌ للزنا، تعود بالشرّ على الفرد والمجتمع، ومنها ما يأتي:[١١]
- الأمراض التي تصيب الزاني، كالإيدز، والزهري، والسيلان، والهربس، وغيرها.
- نظرة المجتمع للزاني بعين الريبة والخيانة، فلا يأمنه أحدٌ على أهله أوعياله.
- الوحشة التي تظهر على وجه الزاني وفي قلبه، فلا يشعر أحدٌ بالأنس في مجالسته.
- العار الذي يلحق بالفتاة وأهلها؛ بسبب ذلك العمل المُشين، بالإضافة إلى ذهاب كرامتها.
- ضيق الصدر وحرجه؛ إذ إنّ هدف الزاني من معصيته لذة العيش وطيبه، والله تعالى يجازيه بعكس مراده؛ لأنّ ما عند الله لا يُدرَك بمعصيته.
- التجرؤ على اقتراف المزيد من المعاصي، فمن اقترف معصيةً عظيمةً كالزنا قد يجرؤ على ارتكاب معاصٍ أخرى.
- الجمع بين جريمة الزنا والقتل؛ في حال حملت المرأة من الزنا، وقامت بإجهاض الجنين، وإن حملت من الزنا ونسبت المولود إلى زوجها أدخلت على أهلها من ليس منهم، فيرثهم، ويراهم، ويخلو بهم.
- ظهور الزنا سببٌ لغضب الله تعالى، وتكون عاقبة غضب الله تعالى؛ دمار تلك الأمّة التي يشيع فيها الزنا، كما قال عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (ما ظهر الربا والزنا في قريةٍ، إلا أذن الله تعالى بهلاكها).
المراجع
- ↑ سورة الفرقان، آية: 68.
- ↑ سورة النور، آية: 30.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 33.
- ↑ “تحريم الزنا وأسبابه”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية: 26.
- ↑ “فاحشة الزنا”، www.saaid.net.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
- ↑ سورة النساء، آية: 13-14.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 298 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سبرة بن معبد الجهني، الصفحة أو الرقم: 418 ، صحيح.
- ↑ “من مفاسد الزنا”، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2018. بتصرّف.