محتويات
الشرك بالله
يعرف الشرك لغةً بأنه اتخاذ شريك، أي جعل أحدهما شريكاً للآخر، أما شرعاً فهو اتخاذ ند أو شريك مع الله سبحانه تعالى في العبادة، أو في الربوبية، أو في الصفات والأسماء، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الند هو المثيل والنظير، لذلك نهى الله سبحانه وتعالى عن اتخاذ الأنداد، وذمّ من يتخذهم من دون الله، فقال سبحانه وتعالى: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 22]، علماً أنّ الكثير من الناس يجهلون ما هو الشرك بالله، وهذا ما سنعرفكم عليه في هذا المقال.
أقسام الشرك بالله
الشرك الأكبر
يعرف الشرك الأكبر بأنه صرف ما هو حق لله إلى غيره، كحقه في الألوهية، والربوبية، والصفات، والأسماء، ولهذا الشرك عدة أنواع، هي:
- الشرك الظاهر: مثل شرك عبادة الأصنام، والأوثان، والأموات، والقبور، والغائبين مع عبادة الله.
- الشرك الخفي: مثل شرك المتوكلين على غير الله من الآلهة، أو كشرك المنافقين، ويعتبر هذا الشرك خفي لأنّ أهله يظهرون الإسلام، ويخفون الشرك والكفر، وهذا النوع من الشرك يخرج صاحبه من الملة، ويدخله نار جهنم، ويخلّده فيها.
- شرك الاعتقادات: هو اعتقاد أن هناك أحد يشترك مع الله في قدرته على الخلق، وإحياء الناس، وإماتتهم، وفي معرفة الغيب أو يملك هذا الكون، ويتصرف به مع الله، أو الاعتقاد بأن هناك من يطاع مع الله طاعةً مطلقة، أو يشرك مع الله أحداً في التعظيم والمحبة، كأن يحب أحداً كما يحب الله، وهذا النوع من الشرك لا يغفره الله.
- شرك الأقوال: وهو الاستغاثة، أو الدعاء، أو الاستعانة بغير الله سواء أكان نبياً أم ملَكاً، أم ولياً، أم جِنّيّاً، وغيرهم من المخلوقات التي لا تقدر على ما يقدر عليه الله، أو الاستهزاء بالدين، وهذا الشرك يعتبر عند الله ذنباً عظيماً لا يغفر.
- شرك الأفعال: وهو الصلاة، أو السجود لغير الله، أو سن قوانين تضاهي حكم الله، ثمّ إلزام الناس بالتحاكم إليها، أو ناصر الكفار وظاهرهم على المؤمنين.
الشرك الأصغر
يعرف الشرك الأصغر بأنه أي وسيلة تؤدي إلى الشرك الأكبر، أو أنه شرك لم يصل إلى درجة الشرك الأكبر كما ورد في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ولهذا الشرك عدة أنواع، هي:
- شرك التعلق ببعض الأسباب: هو الإيمان بالأسباب التي لم يأذن الله سبحانه وتعالى بها، مثل: تعليق الخرز، والكف كأحد أسباب الحفظ، ودفع الشر والحسد.
- شرك تعظيم بعض الأشياء: هو تعظيم بعض الأمور والأشياء، وإيصالها إلى مقام الربوبية، كالحلف بغير الله، وما شابهه.
- الشرك الظاهر: هو كلبس الخيط، أو الحلقة، أو التمائم.
- الشرك الخفي: هو الشرك الذي يراد به الرياء وطلب رضا الناس قبل رضا الله.
- شرك الاعتقادات: هو الاعتقاد بشيء لم يجعله الله سبباً في الضر أو النفع، أو الاعتقاد بشيء يجلب البركة، وهو ليس كذلك.
- شرك الأقوال: هو الحلف بغير الله دون الاعتقاد بتعظيم المحلوف به، ومساواته بالله.
- شرك الأفعال: هو تعليق التمائم، أو لبس الحلقات لدفع البلاء ورفعه، لأنّ كل من أثبت سبباً لشيء لم يجعله الله سبباً فإنه يشرك بالله.
ضوابط التمييز بين الشرك الأكبر والأصغر
- أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم نصّ صراحةً على أن هذا الفعل أو ذاك من الشرك الأصغر، وذلك كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ :الرِّيَاء. إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً) [حديث صحيح].
- أن يرد لفظ الشرك في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية نكرةً أي غير مقترنٍ بألف ولام، وعادة ما يقصد بهذا الشرك الأصغر.
- أن يفهم الصحابة من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية أن المراد منها هو الشرك الأصغر دون الأكبر، علماً أن فهم الصحابة معتبرٌ، كونهم أعلم الناس بدين الله، وأدراهم بمقصوده.
- أن يوضّح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لفظ الكفر أو الشرك يدل على الشرك الأصغر وليس الأكبر.
الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر في الحكم
يعتبر الشرك الأكبر مخرجاً لصاحبه من الإسلام، ويحكم عليه بالخروج من الإسلام، والارتداد عنه، وبذلك يكون كافراً مرتداً، أما الشرك الأصغر فإنه لا يعتبر مخرجاً لصاحبه من الإسلام، وإنما يوقعه في خطرٍ عظيم، وهذا النوع من الشرك يعتبر كبيرةً من الكبائر.