ثقافة إسلامية

كيف أبعد وساوس الشيطان عني

إغواء الشيطان

تعتبر المعركة القائمة بين الإنسان والشيطان معركةً قديمة منذ بدء الخلق، وذلك بعد أن رفض الشيطان الخضوع لأمر الله بالسجود لآدم عليه السلام، وبعدها أقسم الشيطان بغواية جميع خلق الله، فكان السبب في خروج آدم وحواء من الجنة إلى الدنيا، حيث قال الله على لسانه: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص: 82-83]، ولأجل ذلك فقد عرف الشيطان مداخل نفس الإنسان، واستغلّ جهل البعض، وسعيهم وراء رغباتهم وشهواتهم، وبذلك استطاع أن يتسلل إلى قلوبهم وهم في غفلة من أمرهم، وأن يسيطر عليها، وفي هذا المقال سنعرفكم على الطرق التي يمكن اتباعها للتخلص من الشيطان.

كيف أبعد وساوس الشيطان

الصحبة الصالحة

إن الرفقاء الصالحين، يبينون طريق الهدية، ويحفظون من الانقياد في طريق الضلالة، فقد قال تعالى: ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]، حيث يكون الناس يوم القيامة في حالة من العداء والمشاحنة إلا الذين تحابوا في الله عزّ وجل، وكانوا صادقين وناصحين في صحبتهم، أما رفقاء السوء فهم الذين يجرون العبد إلى طريق الشيطان، خاصةً في بداية طريق توبته، لذلك يجب الابتعاد عنهم.

التدبر في خلق الله

إن التدبر في مخلوقات الله، والتدبر في هذا الكون الفسيح، يجعل المسلم يستشعر عظمة الله في قلبه، وبذلك يكون متأسياً بقوله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [ آل عمران: 190-191]، وكما يُنصح بقراءة الكتب التي تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم سواء في خلق الإنسان أو في خلق الكون.

المداومة على ذكر الله

إنّ ذكر الله هو الطريقة التي تحمي العبد من الشيطان، والحصن الذي لا يستطيع الشيطان دخوله، وقد أخبر الله بأن الشيطان وسواس خناس، فإذا غفل العبد عن الذكر استحكم الشيطان على قلبه، أما إذا ذكر العبد الله عزّ وجل خنس وهرب، فليس هناك شيء أشد على الشيطان من الذكر، وليس هناك شيء أحب إليه من الغفلة، قال تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) [المجادلة:19].

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله عزّ وجل، ويستعيذ من الشيطان، فقد روى أبي سلمة بن عبدالرحمن عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” يقول: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ قالَ همزُهُ المَوتَةُ ونفثُهُ الشِّعرُ ونفخُهُ الكِبرُ) [صحيح].

طرق أخرى تبعد الشيطان

  • قراءة قصص التائبين إلى الله، فهي تقوي النفس، وتبين سعة رحمة الله، وتزيد الهمة في طاعة الله، وتجنب وسوسة الشيطان.
  • المداومة على قراءة الأذكار في الصباح والمساء، والنوم، والدخول إلى الخلاء.
  • تجنب أماكن الشبهات، ومواطن إثارة الشهوات.
  • زيارة القبور، وتذكر الآخرة، وتخيل النفس في القبر، كما كان يفعل الصحابة والسلف الصالح.
  • الصلاة في جماعة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استَحوذَ عليهمُ الشَّيطانُ ، فعليكُم بالجماعةِ ؛ فإنَّما يأكلُ الذِّئبُ من الغنَم القاصيةَ) [صحيح].
  • الإكثار من الصوم، حيث يقوي العزيمة، ويسد مجاري الشيطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغواء الشيطان

تعتبر المعركة القائمة بين الإنسان والشيطان معركةً قديمة منذ بدء الخلق، وذلك بعد أن رفض الشيطان الخضوع لأمر الله بالسجود لآدم عليه السلام، وبعدها أقسم الشيطان بغواية جميع خلق الله، فكان السبب في خروج آدم وحواء من الجنة إلى الدنيا، حيث قال الله على لسانه: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص: 82-83]، ولأجل ذلك فقد عرف الشيطان مداخل نفس الإنسان، واستغلّ جهل البعض، وسعيهم وراء رغباتهم وشهواتهم، وبذلك استطاع أن يتسلل إلى قلوبهم وهم في غفلة من أمرهم، وأن يسيطر عليها، وفي هذا المقال سنعرفكم على الطرق التي يمكن اتباعها للتخلص من الشيطان.

كيف أبعد وساوس الشيطان

الصحبة الصالحة

إن الرفقاء الصالحين، يبينون طريق الهدية، ويحفظون من الانقياد في طريق الضلالة، فقد قال تعالى: ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]، حيث يكون الناس يوم القيامة في حالة من العداء والمشاحنة إلا الذين تحابوا في الله عزّ وجل، وكانوا صادقين وناصحين في صحبتهم، أما رفقاء السوء فهم الذين يجرون العبد إلى طريق الشيطان، خاصةً في بداية طريق توبته، لذلك يجب الابتعاد عنهم.

التدبر في خلق الله

إن التدبر في مخلوقات الله، والتدبر في هذا الكون الفسيح، يجعل المسلم يستشعر عظمة الله في قلبه، وبذلك يكون متأسياً بقوله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [ آل عمران: 190-191]، وكما يُنصح بقراءة الكتب التي تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم سواء في خلق الإنسان أو في خلق الكون.

المداومة على ذكر الله

إنّ ذكر الله هو الطريقة التي تحمي العبد من الشيطان، والحصن الذي لا يستطيع الشيطان دخوله، وقد أخبر الله بأن الشيطان وسواس خناس، فإذا غفل العبد عن الذكر استحكم الشيطان على قلبه، أما إذا ذكر العبد الله عزّ وجل خنس وهرب، فليس هناك شيء أشد على الشيطان من الذكر، وليس هناك شيء أحب إليه من الغفلة، قال تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) [المجادلة:19].

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله عزّ وجل، ويستعيذ من الشيطان، فقد روى أبي سلمة بن عبدالرحمن عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” يقول: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ قالَ همزُهُ المَوتَةُ ونفثُهُ الشِّعرُ ونفخُهُ الكِبرُ) [صحيح].

طرق أخرى تبعد الشيطان

  • قراءة قصص التائبين إلى الله، فهي تقوي النفس، وتبين سعة رحمة الله، وتزيد الهمة في طاعة الله، وتجنب وسوسة الشيطان.
  • المداومة على قراءة الأذكار في الصباح والمساء، والنوم، والدخول إلى الخلاء.
  • تجنب أماكن الشبهات، ومواطن إثارة الشهوات.
  • زيارة القبور، وتذكر الآخرة، وتخيل النفس في القبر، كما كان يفعل الصحابة والسلف الصالح.
  • الصلاة في جماعة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استَحوذَ عليهمُ الشَّيطانُ ، فعليكُم بالجماعةِ ؛ فإنَّما يأكلُ الذِّئبُ من الغنَم القاصيةَ) [صحيح].
  • الإكثار من الصوم، حيث يقوي العزيمة، ويسد مجاري الشيطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغواء الشيطان

تعتبر المعركة القائمة بين الإنسان والشيطان معركةً قديمة منذ بدء الخلق، وذلك بعد أن رفض الشيطان الخضوع لأمر الله بالسجود لآدم عليه السلام، وبعدها أقسم الشيطان بغواية جميع خلق الله، فكان السبب في خروج آدم وحواء من الجنة إلى الدنيا، حيث قال الله على لسانه: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص: 82-83]، ولأجل ذلك فقد عرف الشيطان مداخل نفس الإنسان، واستغلّ جهل البعض، وسعيهم وراء رغباتهم وشهواتهم، وبذلك استطاع أن يتسلل إلى قلوبهم وهم في غفلة من أمرهم، وأن يسيطر عليها، وفي هذا المقال سنعرفكم على الطرق التي يمكن اتباعها للتخلص من الشيطان.

كيف أبعد وساوس الشيطان

الصحبة الصالحة

إن الرفقاء الصالحين، يبينون طريق الهدية، ويحفظون من الانقياد في طريق الضلالة، فقد قال تعالى: ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]، حيث يكون الناس يوم القيامة في حالة من العداء والمشاحنة إلا الذين تحابوا في الله عزّ وجل، وكانوا صادقين وناصحين في صحبتهم، أما رفقاء السوء فهم الذين يجرون العبد إلى طريق الشيطان، خاصةً في بداية طريق توبته، لذلك يجب الابتعاد عنهم.

التدبر في خلق الله

إن التدبر في مخلوقات الله، والتدبر في هذا الكون الفسيح، يجعل المسلم يستشعر عظمة الله في قلبه، وبذلك يكون متأسياً بقوله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [ آل عمران: 190-191]، وكما يُنصح بقراءة الكتب التي تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم سواء في خلق الإنسان أو في خلق الكون.

المداومة على ذكر الله

إنّ ذكر الله هو الطريقة التي تحمي العبد من الشيطان، والحصن الذي لا يستطيع الشيطان دخوله، وقد أخبر الله بأن الشيطان وسواس خناس، فإذا غفل العبد عن الذكر استحكم الشيطان على قلبه، أما إذا ذكر العبد الله عزّ وجل خنس وهرب، فليس هناك شيء أشد على الشيطان من الذكر، وليس هناك شيء أحب إليه من الغفلة، قال تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) [المجادلة:19].

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله عزّ وجل، ويستعيذ من الشيطان، فقد روى أبي سلمة بن عبدالرحمن عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” يقول: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ قالَ همزُهُ المَوتَةُ ونفثُهُ الشِّعرُ ونفخُهُ الكِبرُ) [صحيح].

طرق أخرى تبعد الشيطان

  • قراءة قصص التائبين إلى الله، فهي تقوي النفس، وتبين سعة رحمة الله، وتزيد الهمة في طاعة الله، وتجنب وسوسة الشيطان.
  • المداومة على قراءة الأذكار في الصباح والمساء، والنوم، والدخول إلى الخلاء.
  • تجنب أماكن الشبهات، ومواطن إثارة الشهوات.
  • زيارة القبور، وتذكر الآخرة، وتخيل النفس في القبر، كما كان يفعل الصحابة والسلف الصالح.
  • الصلاة في جماعة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استَحوذَ عليهمُ الشَّيطانُ ، فعليكُم بالجماعةِ ؛ فإنَّما يأكلُ الذِّئبُ من الغنَم القاصيةَ) [صحيح].
  • الإكثار من الصوم، حيث يقوي العزيمة، ويسد مجاري الشيطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى