السيرة النبوية

جديد كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي

عمر الرسول عند نزول الوحي

ذهب العُلماء في أشهر أقوالهم، وأهلُ السيرة والآثار أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان عُمرهُ أربعين سنة عندما نزل الوحيُ عليه، لقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (بُعِث النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو ابنُ أربعينَ سنَةً)،[١][٢] وكان بداية نُزول الوحيِ عليه في شهرِ رمضان،[٣] وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد نُزول الوحي عليه ثلاث عشرةَ سنة في مكة، ثُمّ هاجر بعدها إلى المدينة، وبقي فيها عَشرة سنين، وتوفي وكان عُمُره ثلاثٌ وستون سنة،[٤] فكانت مُدة نُزول الوحيِّ عليه ثلاثًا وعشرين سنة، وكان ينزل الوحي عليه بالسورة كاملة، أو آياتٍ مُتفرِقات، فيضُمُّها النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى بعضها حتى يكتَمِل نُزولها.[٥]

تعريف الوحي

يأتي الوحيّ في اللُغة بِعدة معانٍ، فقد يكون بِمعنى الإلهام، ومنه قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)،[٦] أي ألهم الله -تعالى- النحل، وقد يأتي بِمعنى الأمر، كقوله تعالى:(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ)،[٧] ويُسمى الوحيُ وحياً؛ لأن الله -تعالى- يستُره عن جميع البشر،[٨] وأمّا في الإصطلاح: فهو إخبار الله -تعالى- أنبياءه وإعلامهم بما يُريد، سواءًا أكان عن طريق كِتابٍ، أو مَلَك، أو مَنامٍ، أو إلهام.[٩]

ابتداء نزول الوحي على الرسول

كان بدء نُزول الوحي على النبي -عليه الصلاة والسلام- في المنامات والرؤى بتحقُّقها كما يراها، لحديث عائشة -رضي الله عنها-: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ)،[١٠] ثُمّ غلب على النبي حُبُّ الاختلاء بنفسه فكان يمكث في غار حراء عدّة ليال يتعبَّد فيهن ويتأمّل، حتى جاءه الوحي في ليلة من الليالي التي كان يتعبّد بها، فقال له: اقرأ، فأجابه النبي -عليه الصلاة والسلام-: ما أنا بِقارئ، فأخذه وغطَّه حتى أتعبه، فقال له مرةً أُخرى: اقرأ، فأعاد عليه نفس الجواب، فأخذه وغطَّاه مرةً أُخرى، وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فغطّاه مرةً ثالثة، ثُمّ أطلقه وقرأ عليه الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، وهي قوله تعالى:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[١١][١٢][١٣]

ونظراً لأهمية الوحي في الدين كان الإمام البُخاريّ قد بدأ صحيحه بِكتاب بدء الوحيّ؛ لبيان أنه من أُصول الشرع، والإيمان، وأن ما يأتي بعد ذلك من أحكام الدين فهو مبنيٌ عليها، وأمّا الإمامُ مُسلم فابتدأ كتابه بالإيمان؛ لأنه هو الأصل وما سواه فهو مبنيٌ عليه؛ لأن الوحي أساسٌ للأحكام الفرعيّة والأصليّة.[٩]

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 6390، أخرجه في صحيحه .
  2. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 216، جزء 4. بتصرّف.
  3. أكرم ضياء العمري (1994)، السِّيرةُ النَّبَويَّةُ الصَّحيْحَةُ مُحَاوَلَةٌ لِتَطبِيْقِ قَوَاعِدِ المُحَدِّثيْنَ فِيْ نَقْدِ روَايَاتِ السِّيْرَةِ النَّبَويَّةِ (الطبعة السادسة)، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، صفحة 124، جزء 1. بتصرّف.
  4. مجير الدين بن محمد العليمي (2009)، فتح الرحمن في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر ، صفحة 272، جزء 3. بتصرّف.
  5. مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار (1431)، شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (الطبعة الأولى)، عمان – الأردن: دار ابن الجوزي، صفحة 27. بتصرّف.
  6. سورة النحل، آية: 68.
  7. سورة المائدة، آية: 111.
  8. سَلَمة بن مُسْلِم العَوْتبي الصُحاري (1999)، الإبانة في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، مسقط – سلطنة عمان: وزارة التراث القومي والثقافة، صفحة 506، جزء 4. بتصرّف.
  9. ^ أ ب محمد بن عبد الله الخرشي المالكي أبو عبد الله، شرح مختصر خليل للخرشي، بيروت: دار الفكر للطباعة، صفحة 59، جزء 1. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4956 ، صحيح.
  11. سورة العلق، آية: 1-5.
  12. إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (1976)، السيرة النبوية (من البداية والنهاية لابن كثير) ، بيروت – لبنان: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 385، جزء 1. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، روضة المحدثين، الإسكندرية: إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة، صفحة 8، جزء 1. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى