محتويات
عمر الدولة العثمانية
حكمت الدولة العثمانية لمدةٍ تزيد قليلاً عن ستّمئة عامٍ، وكانت بداية نشأتها من منطقةٍ صغيرةٍ من الأرض تقع بالقرب من مدينة أنقرة، منحها زعيم دولة السلاجقة السلطان علاء الدين للقائد التركي “أرطغرل” الذي فرّ من أمام المغول الذين هاجموا منطقته، فسكنوا في هذه المنطقة التي تقع على الحدود ما بين دولته وبين حدود الدولة البيزنطية، وعند وصول جيوش المغول إلى دولة السلاجقة وقف أرطغرل إلى جانب الحاكم علاء الدين، فاستطاعوا هزيمة المغول.
بعد وفاة أرطغرل سنة 1288م عُيِّن ابنه عثمان خلفاً له، وعمل ببلاط السلطان علاء الدين، ونظراً لشجاعة عثمان وحكمته حظي بتقدير السلطان علاء الدين ممّا أثار حسد وزراء السلطان، وبعد وفاة السلطان علاء الدين انتشرت الفوضى في ربوع الدولة السلجوقية فضعفت قوتها، وهنا اغتنم عُثمان الفرصة، وأعلن استقلاله عن الدولة السلجوقيّة، وأعلن قيام دولته المستقلة، وكان ذلك في عام 1300م، واستمرت حتى عام 1923م.
دور الدولة العثمانية في حماية الدين
كانت الدولة العثمانية الوعاء الذي حفظ الدين الإسلاميَّ بعد أن ضعفت الدويلات التي تدّعي حمايتها للإسلام، فكانت الدولة العثمانية المدافع الأوّل عن الدعوة الإسلاميّة، وهذا منحها قوةً شعبيةً كبيرةً بين الشعوب الإسلاميّة.
مرت الدولة العثمانية بمرحلتين تاريخيتين مهمّتين؛ الأولى كانت تقع بين إعلان السلطان عثمان استقلاله عن دولة السلاجقة، وحتى هزيمة السلطان “بايزيد” أمام هجوم التتار، والمرحلة الثانية تبدأ من إعادة إنشاء الدولة حتى فتح القسطنطينية عام1453م.
أهم إنجازات الخلافة العثمانية
- استطاعت الدولة العثمانية فتح مدينة القسطنطينيّة عاصمة الإمبراطورية البيزنطيّة، وكثيراً من الأمصار الأخرى.
- استطاع آخر سلاطين الدولة العثمانيّة الوقوف في وجه الأطماع اليهودية في إقامة دولةٍ لهم على أرض فلسطين على الرغم من وصول الدولة إلى حالةٍ من الضعف والهوان وتراكم الديون عليها.
- كانت الخلافة العثمانيّة رمزاً لوحدة المسلمين وقوّةً تُدافع عن حقوقهم وقضاياهم أينما كانت.
- شجّعت العلم والعلماء في مراحل كثيرةٍ؛ إذ وصل إلى الحكم سلاطين أقوياء.
سقوط الدولة العثمانية
كانت الخلافة العثمانية تُمثّل العالم الإسلاميّ، وتُعتبر رمز توحُّدِه وقوّته، إلا أنّها وصلت لمرحلةٍ من الضعف في أواخر عهدها حتى أطلق عليها الغرب اسم الرجل المريض، وفي عام 1923م جاء إلى الحكم كمال أتاتورك، فألغى الصبغة الدينية عن الدولة، ونقل عاصمتها إلى أنقرة، وألغى اللغة العربية كلغةٍ رسميةٍ للبلاد، وبذلك يكون عهد الدولة العثمانيّة قد انتهى بعد أن حكمت أكثر من ستّمئة عامٍ.