محتويات
المجموعة الشمسيّة
المجموعة الشمسيّة هي اسمٌ يُطلق على النظام الشمسيّ، الذي يَضمُّ الشمس وجميع الكواكب والأقمار السماويّة التي تدور حولها، من كواكب وأقمار تابعة لها، ونيازك، ومذنبات، وكويكبات، وغيرها من السحب الغازيّة، التي تتكوّن من الغازات والغبار. وتحتوي المجموعة الشمسيّة على مئة وخمسين قمراً من الأقمار المعروفة.
من المعروف أنّ أهم جرمٍ سماوي في المجموعة الشمسيّة هو الشمس، لأنها تقع في مركز النظام الشمسيّ وتُسيطر عليه بجاذبيّتها، حيثُ تشكل الشمسُ وحدها حوالي 99.8% من كُتلة المادة الموجودة في المجموعة الشمسيّة،[١] وبالتالي لا تُمثّل الكواكبُ مجتمعةً أيّ شيءٍ يُذكَر مقارنةً بها. وتليها في الأهميّة الكواكب الثمانية، التي تترتب من الأبعد إلى الأقرب من الشمس كما يلي: نبتون، وأورانوس، وزحل، والمشتري، والمريخ، والأرض، والزهرة، وعطارد، ومن بين هذه الكواكب جميعها تعتبر الأرض الكوكب الوحيد الصالح للعيش والحياة. وبشكلٍ عام فإنَّ الكواكب الأبعد عن الشمس أكبرُ حجماً ولها أقمارٌ أكثر، وأما الكواكب القريبةُ من الشمس فهي ذات كتلة قليلة وتفتقرُ للتوابع.[٢]
كوكب عطارد
كان يُرمز لكوكب عُطارد قديماً برمز الصولجان الأسطوري ” ☿ “، وقد عرف السومريّون الذي عاشوا في العراق هذا الكوكب مُنذ ما لا يقلّ عن 5,000 عامٍ من الآن.
اعتقدَ اليونانيون القُدماء أن عطارد كان عبارةً عن كوكبين، وليس كوكباً واحداً، فقد كانوا يرونُه قرب الشمس قبل شروقها، وأحياناً بعد غُروبها، فظنُّوا كلَّ واحدٍ منهُما كوكباً قائماً بذاته، وأعطوُهما أسماءً مُختلفة؛ فالإغريقُ القدماء كانوا يعرفونَ كوكب عُطارد باسمين فعندما يظهرُ في الصّباح (قبل شروق الشّمس) كانوا يقولونَ له أبولو تيمُّناً بإله الشّمس، وأمّا عندما يظهرُ في المساء (بعد غروب الشّمس) فيُسَمُّونه هيرمس، وهو رسولُ الآلهة في أساطيرهم، إذ كانت له في اعتقادهم أجنحةٌ كبيرةٌ تسمحُ له بالطّيران بسُرعةٍ فائقةٍ من مكانٍ لآخر، وأتى الاسم بالتّالي من سُرعة دوران عُطارد حول الشّمس.[٣]
وأما في اللّغة اللاتينيّة فقد كان يُسمّى ميركوري (باللاتينية: Mercury)، وهو رسولُ الآلهة لدى الرومان، مثلهُ في ذلك مثل هيرمس عند الإغريق.[٤] وقد أخذ قُدماء العرب تسمية كوكب عُطارد من كلمة عَطْرَدَ أو طَارَدَ، وذلك لسُرعة تحرُّكه وجريانه المُتَتابع، حيث إنّه يتحرّك ويدور بسرعةٍ حول الشّمس لقُربه الشّديد منها. وتفسير سرعته من ناحية فيزيائيّة أنه كُلَّما اقترب الكوكب من الشّمس تزدادُ سرعة دورانه حولها.[٥]
عددُ أقمار كوكب عطارد
ليس لكوكب عُطارد أيّ أقمارٍ أو توابع طبيعيّة، فهو واحدٌ من كوكبين وحيدَيْن في المجموعة الشمسيّة ليست لهُما أقمارٌ معروفة، والكوكب الآخر هو الزهرة.[٦]
وبشكلٍ عام فإنَّ عُطارد هو واحدٌ من الكواكب الداخليّة في المجموعة الشمسيّة، أي الكواكب التي تقعُ بين الشمس ومنطقة حزام الكويكبات، وتُوجد في هذه المنطقة أربعة كواكب تشتركُ في عددٍ كبير من السِّمات، ومن أهمِّها أنها جميعاً ذات تكوين كيميائيّ معدني، ولها سطوحٌ صخريّة صُلْبة يُمكن الوقوف أو السيرُ عليها، وتمتازُ بكثافةٍ عالية وحجمٍ صغير نسبياً، ولها جميعاً أقمارٌ قليلة جداً مُقارنة بالكواكب الأخرى، والكواكبُ الداخليّة هي الأرض، والزهرة، والمريخ، وعُطارد. فالمجموعة الشمسيّة تحتوي على ثمانية كواكب (منها أربعةٌ داخلية وأربعة خارجية) و149 قمراً، ويتبعُ 146 قمراً من هذه الأقمار الكواكب الغازيّة الخارجيّة، وهي المشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون، بينما لا تُوجد سوى ثلاثة أقمارٍ في باقي النظام الشمسي، واحدٌ منها للأرض، وهو القمر المألوفُ للإنسان، وقمران صغيران جداً يتبعانِ لكوكب المريخ.[٦]
معلومات عن كوكب عطارد
هذه بعض المعلومات والمميزات التي يتميز بها كوكب عطارد عن غيره من الكواكب، وهي كالآتي:[٣]
- يعتبر كوكب عطارد من الكواكب التي لا تتوفر حوله الكثير من الدراسات، وذلك بسبب قُربه الشديد من الشمس، وبالتالي غالباً ما يغرقُ في ضوئها الساطع، فتكونُ رؤيته ودراسته صعبةً جداً من الأرض. وقد أظهرت مُحاولات رصده بالتلسكوبات أجزاءً قليلة من سطحه، ويعتبر المسبار الفضائي مارينر 10 أول مسبار زار كوكب عطارد، ومن بعده ساعدت بعثة ماسنجر بين عامي 2004 و2015 على استكمال استكشافه وتخطيط سطحه بالكامل.
- الظاهرة الجيولوجيّة الوحيدةُ تقريباً على سطح كوكب عُطارد هي الفوّهات الاصطداميّة، التي تخلَّفت عن تساقُط النيازك والكويكبات على سطحه عبر الزمن، وبما أنَّه لا تُوجد عوامل جويّة لمحو آثارها فسطحه مُغطّى بأعدادٍ كبيرة جداً من الفوّهات، وهو يحتوي على مناطق سهليّة، وتوجد له نواة حديدية، تسبب تولّد مجال مغناطيسيٍّ بمقدار واحد بالمئة من قسمة المجال المغناطيسي للكرة الأرضية.
- لا يوجد لعُطارد غلاف جوي يُذكر إلا طبقة رقيقة جداً، ويعني ذلك أن حرارتهُ تختلف بدرجةٍ فائقة بين الليل والنهار؛ لعدم وُجود طريقة لاحتباسها وحفظها، وحرارتُه هي الأكثر شذوذاً بين جميع الكواكب، إذ قد تتراوحُ من 430 درجة مئويّة إلى -180 درجة (تحت الصّفر).
- له كثافةٌ عالية جداً مقارنةً بحجمه الصغير، وذلك لأنَّ نواته كبيرةٌ جداً مُقارنة بباقي كتلته، فهي تشغلُ حوالي 61% من حجمه الكلي (في المُقابل، لا تشغل نواة الأرض سوى 16% من حجمها). وتتألَّفُ هذه النواة من الحديد النقيّ بالكامل تقريباً، ولذلك السبب يحتلّ عطارد المرتبة الثانية في ارتفاع الكثافة من بين كواكب المجموعة الشمسيّة.
- يتركب من عناصر معدنيّة مُختلفة بنسبة 70%، معظمها من الحديد، وثلاثون بالمئة منها من السيليكات.
- لعُطارد أكبر انحرافٍ مداري بين كواكب المجموعة الشمسيّة. فجميع الكواكب تقعُ تقريباً على المُستوى نفسه، ويعني ذلك أنَّه عندَ النظر إلى النظام الشمسي من منظورٍ جانبيّ، ستبدو جميع الكواكب وكأنَّها تدورُ بشكلٍ مُستوٍ، أي على الارتفاع والزاوية نفسيهما تقريباً، وتُسمّى تلك الزاوية “سهل النظام الشمسي”. والسَّببُ في هذا هو أنَّ جميع الكواكب وُلِدَت من السّحابة نفسها. وينحرفُ كوكب عُطارد عن باقي الكواكب بزاوية 7 درجاتٍ تقريباً.
- لدى كوكب عُطادر أكبر شُذوذٍ مداري بين الكواكب، فهوَ يقتربُ ويبتعد عن الشمس مسافاتٍ كبيرة جداً أثناء دورته حولها. فالمسافة بين عُطارد والشمس عندما يكونُ في أبعد نقطةٍ عنها تكونُ أكثر بمرَّتين ممَّا لو كان في أقرب نُقطة إليها.
المراجع
- ↑ Fraser Cain, “CHARACTERISTICS OF THE SUN”، Universe Today, Retrieved 27-11-2016.
- ↑ Kenneth Lang and Harold Zirin, “Sun | Astronomy”، Britannica, Retrieved 16-11-2016.
- ^ أ ب Clark R. Chapman, “Mercury | Planet”، Britannica, Retrieved 14-11-2016.
- ↑ “What Is the Planet Mercury?”, NASA, Retrieved 14-11-2016.
- ↑ كتاب لسان العرب لابن منظور. مصطلح “عَطرَدَ”، مجلد حرف الدال.
- ^ أ ب “Our Solar System: Moons”, NASA, Retrieved 12-11-2016.