محتويات
'); }
مدة حياة موسى عليه السلام
جاءَ في كتابِ أعمارِ الأعيان أنَّ موسى -عليه السلام- عاش مئةٍ وعشرينَ سنةً،[١][٢] وكانت وفاتُهُ في السابعِ من شهرِ آذارَ، بعدَ الطوفانِ بألفٍ وستة مئةٍ وستةٍ وعشرينَ سنةً، وقبل الهجرةِ النبويّة بألفينِ وثلاثِ مئةٍ وثمانِ وأربعين سنة.[٢]
الأدوارُ التي عاشها موسى عليه السلام
عاشَ نبيُ الله موسى -عليه السلام- العديد من الأدوارِ في حياتِه، فأوّلها؛ عيشهِ في بيتِ فرعون، بجَوٍّ ملؤهُ المحبة من زوجته، ولمَّا كبُر عاشَ -عليه السلام- دوره الثاني الذي خرج فيه من مصر؛ لِكراهيّتهِ لِلظُلم والاضطهاد الواقع على قومِه، وبعد ذلك جاء الدور الثالث الذي عاشَ فيه دور المُكافح، فتزوّجَ ورعى الأغنام، وتقبَّل العناء مُقابل العيش بِحُريّة الاعتقادِ وسلامة النفسِ، ودورهُ الرابع والأخير كان ببعثِه نبيّاً هو وهارون -عليهما السلام- إلى فرعونَ، وانتهى هذا الدور بغرقِ فرعونَ ونجاة بني اسرائيل، ثُمّ بدأت مرحلته مع بني إسرائيل، وتربيَتهِ لهم على العزّة والوحدانيّة بعد أن كانوا يتربّون على الضعفِ والذُلِّ والوثنيّة، وكانت هذه المرحلة من أصعب المراحل في حياة سيدنا موسى -عليه السلام- بعد أن نجّاهُ الله -تعالى- من فرعون،[٣] فكانت حياتهُ عبارةً عن تاريخين وحياتين؛ الأولى كانت مع فرعون ودعوته إلى أن أهلكهُ الله -تعالى-، والثانيّة مع قومهِ إلى أن انتهى بهم الأمر إلى التيهِ في الصحراءِ.[٤]
'); }
فضلُ موسى عليه السلام
يُعدُ نبيُّ الله موسى -عليه السلام- من أعظم أنبياءِ بني إسرائيل، فهو كليمُ الله، وواحدٌ من أُولي العزم، فقد كثُر ذكرُه في القُرآنِ الكريمِ، فذُكرِ مئة وستةٍ وثلاثين مرة، وجاءَ التفصيل في قصّتِه في أربعةِ مواضع من القرآنِ الكريم وهي: في سورةِ البقرة، والأعراف، وطه، والقصص؛ وكُلّ ذلك لأجلِ أن نتفكَّر في قصّتِه، ونتدبّرَ أحواله، وما لاقاهُ من قومهِ، فقد اُرسلَ إلى أعتى مُلوك الأرض في ذلك الزمانِ،[٥] فكان موسى -عليه السلام- أحد الرُّسل الخمسة الذين وصفهم اللهُ -تعالى- بأُولوا العزم؛ أي أصحاب القوّة والشدّة في الدينِ، ففضّلهم اللهُ -تعالى- على غيرهِم من الأنبياءِ لتمسُّكهِم بأمرِ الله -تعالى-، فهو أفضل من غيرهِ من الأنبياءِ ممَّن ليسوا من أولوا العزم.[٦]
كما أنّه أحد الأنبياء الذين اصطفاهم الله -تعالى- واختارهم من بينِ الناس، لِقولهِ -تعالى-: (قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ* وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ)،[٧] ومَنَّ اللهُ -تعالى- عليه بالكثيرِ من الفضائلِ والنِّعم؛ كمُناداتهِ عندَ الطور، وقُربِه من ربِّه، وجعلَ هارون -عليه السلام- نبيَّاً معه، ونجَّاهُ الله -تعالى- ومَن معه من فرعون وجُنوده، ونصرهِ عليهم، وهداهم للصراطِ المُستقيم، وجاءَ ذِكرُ ذلكَ في قولهِ -تعالى-: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ* وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ* وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ* وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)،[٨][٩] ومِمَّا ميَّز وفضَّل اللهُ -تعالى- به نبيَّه موسى -عليه السلام- تكليمَه من وراءِ حِجاب، وكانَ بعض الأنبياء يُكلّمُهم عن طريقِ الوحي، قالَ -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ).[١٠][١١]
المراجع
- ↑ شمس الدين يوسف بن قِزْأُو المعروف بـ «سبط ابن الجوزي» (2013)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الرسالة العالمية، صفحة 526، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب مجير الدين بن محمد العليمي المقدسي الحنبلي (2009)، فتح الرحمن في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 103، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة، زهرة التفاسير ، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 4760-4761، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 1، جزء 233. بتصرّف.
- ↑ عثمان بن محمد الخميس (2010)، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف الدولية، صفحة 326-327. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 5، جزء 254. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 144-145.
- ↑ سورة الصافات، آية: 114-122.
- ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 682-683، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الشورى، آية: 51.
- ↑ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، مجموعة الرسائل والمسائل، بيروت: لجنة التراث العربي، صفحة 140، جزء 3. بتصرّف.