قصص وحكايات

جديد كرم عبدالله بن عمر

كرم عبد الله بن عمر

كان ابن عمر تاجراً ناجحاً وذو أمانة، وكان له مُرتّباً وفيراً من بيت مال المسلمين، فهو من أصحاب الدُّخول المُرتفعة، ورغم كل هذه الأموال، إلا أنّه لم يحتفظ بها لنفسه، بل كان يُساعد بها الفقراء والمحتاجين، وكان يُعاتب أولاده عندما يَدعون الأغنياء لموائدهم ولا يَدعون الفقراء معهم، وكان يقول لهم: (تَدْعون الشِّباع، وتَدَعون الجياع)، ورآه ذات مرة أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة، ورآه في اليوم التالي في السوق يشتري لراحلته علفاً دَيْناً، فتوجّه أيوب بن وائل إلى أهل بيت ابن عمر وسألهم، فقالوا له إنّه رضوان الله عليه لم يبت يوم أمس حتى أنفق الأربعة آلاف درهم جميعها، وأخبروه أيضاً أنّه بعد ذلك، أخذ القطيفة وخرج وعاد من دونها، فلما سألناه عنها، أخبرنا أنّه وهبها لفقير،[١] ولم يكن ابن عمر يَحرص على المال، بل كان يَتصدّق به، حيث يرى إنّ المال وسيلة لإدخال السرور إلى قلوب الناس، والتّخفيف عنهم مما هم فيه من الشقاء، فالمال مال الله وهبه لعباده لقضاء حوائجهم به، وكان رضي الله عنه شديد الاهتمام بالأيتام، وكثير الإنفاق في وجوه الخير، قال ميمون بن مهران: (أتى ابن عمر اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يَقم حتى فرّقها)، وأعطاه ابن جعفر في مولاه نافع عشرة آلاف درهم، فقال هو حر لوجه الله تعالى، وكان رضي الله عنه إن أعجبه شيء يَملكه تَصدّق به، وكان يَتصدّق بالسكر لأنّه يُحبّه، عملاً بقوله تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ)،[٢] وفي إحدى المرّات اشتهى حوتاً فَشووها ووضعوها بين يديه، ثم قَدِمَ سائل فأعطاه إياها، وقال نافع عن ابن عمر إنّه لم يمت حتى أعتق ألف إنسان أو زاد، حيث إنّ ابن عمر كان إذا رأى العبد تَقيّاً ورعاً أعتقه، وكان قد اشترى غلاماً بأربعين ألفاً ثم أعتقه، فقال له الغلام: (قد أعتقتني فهب لي شيئاً أعيش به فأعطاه أربعين ألفاً).[٣]

صفات عبد الله بن عمر الجسدية

كان رضي الله عنه رجلاً جسيماً (ضخماً)، وآدم (أسمر اللون)، أصلع الرأس، وكان أيضاً يُحْفي شاربه ويُخفّفه، ويَصبغ لحيته، ويتركها دون أن يحلقها إلا في الحج والعمرة، فإنّه يقصّ منها ما يزيد عن قبضة اليد.[٤]

المراجع

  1. “عبد الله بن عمر”، islamstory.com، 2006-5-1، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-28. بتصرّف.
  2. سورة آل عمران، آية: 92.
  3. الدكتور محمد روّاس قلعه جي (1986)، موسوعة فقه عبد الله بن عمر عصره وحياته (الطبعة الأولى)، بيروت: دار النفائس، صفحة 19-20-21 . بتصرّف.
  4. د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان، بالهمة وصل إلى القمة ( الصحابي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما )، صفحة 4-6. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى