أشعار منوعة

قصيدة عن الوطن

الوطن

الوطنُ كلمةٌ صغيرةٌ لكن تحمل بين طيّاتها أجمل معاني الحب، فهي الأرضُ التي تقدّم لنا الأمنَ والأمان والتي تعطينا من خيرها، ويتمثّل الوطنُ بالأهلِ والأصدقاء، فمن منا لا يعشقُ وطنه، فنحنُ نضحّي بكل ما نملك في سبيل هذا الوطن، ومهما كتبنا من كلمات عن الوطن لن نعطيه حقّه، وفي هذا المقال سنقدم لكم قصائد عن الوطن.

شعر عن الوطن

وطني..

يا منْ عشقتُ هواءك وتغزّلت بسمائك

وراقصتُ نجومكَ وداعبتُ ترابك

وتمايلتُ دلالاً في أحضانكَ

أحبـك يا وطني وأرتوي بمائك،

وأشقي بعدك وأموت فداءً لك يا وطني وطني..

يا أرضَ المجدِ والعزةِ

سأمزّقُ أعداءكَ وأقهرُ من يتربّصُ بك

سأسقيك أبنائي وأجعلهم أوتادكَ

كلّ ما يزيد حنيني سأعانقُ ترابكَ

وأتمرّغ به عشقاً وهياماً ووفاءً لك

هكذا أشمُّ ولدي وأحضنُ جدّي وأعانقُ أمي وتهدأُ نفسي ويطيبُ عيشي

وطني..

أيّها المجدُ الأبيّ لا وجود لي إلّا بكَ

ولا كرامة لي إلّا بكَ

وكيف أكونُ إلّا بكَ، جبالك صدور أمهاتنا

شامخة تباهياً بكَ وسهولك حضنُ جدّي الحنون ومهدي الهادي الأمين

كلّ ما فيك يا وطني جميلٌ

حتى سموم القهر من أخٍ أو قريبٍ لا يبعدني عنك

ظلم فأنت خيمة زماني وهدوء بالي ووسادة أحلامي

ومصدر عزّتي وولائي..

أنت انتمائي وجميلُ عروقي ومنبتُ ولدي وزهرةُ مستقبلي

وعطرُ مولدي ومهدُ حضارتي وتاريخُ ديني

وطمعُ العالم أجمع بكَ لأصالتك وعروبتك

فأنت يا وطني رمزاً للإسلام

شعر جميل عن الوطن

ولي وطن آليت ألّا أبيعه

وألّا أرى غيري له الدهر مالكاً

عهدتُ به شرخُ الشبابِ ونعمة

كنعمةِ قومٍ أصبحوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ

مآربُ قضّاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكروا أوطانهم ذكرَّتهمُ

عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذالكا

فقد ألفته النفسُ حتى كأنّهُ

لها جسدٌ إِنْ بانَ غودرتُ هالكا

قصيدة عن حب الوطن

وطنُ الإِنسانِ أمٌ

فإِذا عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه

وطنٌ ولكنْ للغريبِ

وأمةٌ ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ

يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها

أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ

يا موطناً عاثَ الذئابُ بأرضهِ

عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ

ماذا التمهلُ في المسير كأنّنا

نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ

هل نرتقي يوماً وملءُ نفوسِنا

وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ

هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا

ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ

واهاً لأصفادِ الحديدِ فإِنّنا

من آفةِ التفريقِ في أصفادِ

شعر أحمد شوقي عن الوطن

اختلاف النهار والليل ينسي

اذكرا لي الصبا، وأيامَ أنسي

وصِفا لي مُلاوةً من شبابٍ

صُورت من تصوّرات ومسِّ

عصفت كالصبا اللعوبِ

ومرت سنةً حلوةً ولذة خلس

وسَلا مصرَ: هل سلا القلب عنها

أو أسا جرحَه الزمان المؤسّي؟

كلّما مرّت الليالي عليه

رقّ والعهد في الليالي تقسّي

مستطارٌ إذا البواخر رنت

أولّ الليل أو عوت بعد جرس

راهب في الضلوع للسفن

فطن كلما ثرن شاعهن بنقس

يا ابنة اليم، ما أبوك بخيلٌ

ما له مولعاً بمنع وحبس؟

أحرام على بلابله الدوح

حلال للطير من كلّ جنس؟

كلّ دارٍ أحقّ بالأهل إلّا

في خبيثٍ من المذاهبِ رجسِ

نَفَسي مرجل، وقلبي شراع

بهما في الدموع سِيري وأرسي

واجعلي وجهك الفنار ومجراك

يد الثغر بين رملٍ ومكسِ

وطني لو شغلت بالخلد عنه

نازعتني إليه في الخلد نفسي

وهفا بالفؤادِ في سلسبيل ظمأٌ

للسواد من عينِ شمسِ

شهدَ الله، لم يغبْ عن جفوني

شخصه ساعةً ولم يخلُ حسي

يصبحُ الفكرُ والمسلة ناديه

وبالسرحة الزكيّة يُمسي

وكأنّي أرى الجزيرة أيكاً

نغمت طيره بأرخم جرس

هي بلقيسُ في الخمائل صرحِ

من عباب، وصاحب غير نكس

حسبها أنْ تكون للنيل عرساً

قبلها لم يُجنَّ يوماً بعرسِ

لبست بالأصيل حلة وشي

بين صنعاء في الثياب وقَسِّ

قدّها النيل، فاستحتْ، فتوارتْ

منه بالجسربين عريٍ ولُبس

وأرى النيلَ كالعقيقِ بواديه

وإنْ كان كوثر المتحسي

ابن ماء السماء ذو الموكبِ الفخم

الذي يحسر العيون ويُخسي

لا ترى في ركابه غير مُثن

بخميلٍ، وشاكر فضل عرس

وأرى الجيزة الحزينة ثكلى

لم تفق بعد من مناحةِ رمسي

أكثرت ضجّة السواقي عليه

وسؤال اليراع عنه بهمسِ

وقيام النخيل ضفرن شعراً

وتجردن غير طوقٍ وسلس

شعر حبيب زيودي عن الوطن

سكبت أجمل شعري في مغانيها

لا كنتَ يا شعر لي إنْ لم تكن فيها

هذي بلادي ولا طولٌ يطاولها

في ساحة المجد أو نجم يدانيها

ومهرة العربِ الأحرارِ لو عطشتْ

نصب من دمنا ماءً ونرويها

يا أيّها الشعر كنْ نخلاً يظلّلها

وكنْ أماناً وحباً في لياليها

وأيّها الوطن الممتدّ في دمنا

حباً أعز من الدنيا وما فيها

بغير كعبتك الشماء ما وقفت

هذي القصائدُ أو طافت معانيها

هذي صفاتك إني إذ أُعدّدها

على الأنام فإني لست أحصيها

وأيّها الأوفياء الحافظونَ على

عهوده البيض آتيها وماضيها

كنتم قناديله في ليلة فإذا

مادت به الأرضُ أصبحتم رواسيها

لكم أزفُّ أناشيدي وإنّ بها

من حبكم عبقاً بالنورِ يذكيها

هذي بلادي بها الأحرارُ قد طلعوا

أقمار حقٍ أضاءت في دياجيها

وعطّروا بالدم القاني مدائنها

وزيّنوا بأمانيهم بواديها

وعلّموا الناس أنّ الموت أُغنية

كان الشهيد بإيمانٍ يغنّيها

ولو تطول دروب الفتح نحن على

قلوبنا وعلى الأهداب نمشيها

إنا رفعنا لك الراياتَ عاليةً

وحسبنا أنّنا كنا سواريها

وحسبنا أنّنا في البر نحملها

بين الضلوع ولم نخذل أمانيها

وهذه الأرضُ لو من قلّةٍ هلكت

فنحن بالحب لا بالمال نحييها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى