قصيدة ليتنا نحسد
- يقول الشاعر محمود درويش:
تلك المرأة المهرولة المكللة ببطانية
صوف وجرة ماء تجر بيدها اليمنى
طفلاً، وبيدها اليسرى أخته، ومن
ورائها قطيع ماعز خائف، تلك المرأة
الهاربة من ساحة حرب ضيقة إلى ملجأ
غير موجود، اعرفها منذ ستين عاماً
إنها أمي التي نسيتني على مفترق طرق
مع سلة خبز ناشف وعلبة كبريت
أفسدها الندى
وتلك المرأة التي أراها الآن في الصورة
ذاتها على شاشة تلفزيون ملون … أعرفها
جيداً منذ أربعين عاماً، هي أختي التي
تكمل خطى أمها، أمي في سيرة التيه:
تهرب من ساحة حرب ضيقة إلى ملجأ
غير موجود.
وتلك المرأة التي سأراها غداً في
المشهد ذاته، أعرفها هي أيضاً، إنها
ابنتي التي تركتها على قارعة القصائد
كي تتعلم المشي فالطيران إلى ما وراء
المشهد، فلعلّها تثير إعجاب المشاهدين
وخيبة القناصة، إذ إن صديقاً ماكراً
قال لي: آن لنا أن ننتقل، إذ ما
استطعنا، من موضوع يشفق عليه …
إلى ذات تحسد!
قصيدة ابنة الجيران
- يقول الشاعر كريم معتوق:
عطورٌ لابنةِ الجيرانِ
ما زالتْ على ريقي
وتبقى قصةُ الطفلينِ
لحناً في أباريقي
عبرنا سورَ هذا العمر
في سعدٍ وفي ضيقِ
كبرنا لا أقول غداً
أراك ببابنا جدّةْ
تحدثني عن الأمراض
عن عمرٍ شكى حدَّهْ
كتمنا شهقة الطفلين
صمنا هذه المدَّةْ
سواقيها جرارُ الروحِ
تلهث بين أوراقي
على الخدين داليةٌ
تندُّ بوجهها الراقي
ولو عصرت ليَ الخدين
كنتُ بحانها الساقي
كتبت إليك لا أدري
لماذا يخجلُ العنبرْ
إذا ما قلتُ في عينيك
شعرا من فمي أكبرْ
رسمتك قلتُ أكتبها
فغص باسمك الدفترْ
على جدرانها الطيني
أذكر ذلك العنوانْ
وأذكر شهوةً للفحمِ
تجرح جبهة الجدارنْ
وأرسم وجه من أحببتُ
تكتبُ تحته ” الفنانْ ”
عذرتك في ازدحام اليوم
إن لم تدركي الأمسى
سأكذبُ مرةً أولى
لها خوفاً بأن تأسى
سأكتب تحت عنواني
نسيتُ لعلها تنسى
هبي أنّا تلاقينا
وكان لقاؤنا صدفة
وكان الماء في يدنا
يجدد بيعة العفة
فهل تمتد أسئلةٌ
لترجع نظرة الشرفة
هبي أن المسا أضحى
غريباً مثله شعري
وأن الحرف يحرثني
ليزرع غير ما ندري
أنقبل وقفة في البابِ
كالأغراب يا عمري
لكَ البستانُ لو أقوى
منحتكَ عفةَ الغابة
لأنكَ تجعل الدنيا
بعيني جِـدُّ جذابة
وتوصي قلبَ من يهواكَ
أن يغتالَ أحبابه
لقد صيرتَ لي منفى
مقامَ العاشق الولهانْ
وأدخلتَ الجفا روحي
لكيما أعرف العنوانْ
زرعتُ الروح أم أني
قطعتُ براءةَ البستانْ
دخلتُ بشبةِ الأيامِ
أحصيها وتحصيني
أضعت العدَّ مراتٍ
وما زالت تمنيني
تقول الناسُ كل الناسِ
قتلى دون سكينِ
أقول إليك ما سجلتُ
في عمرٍ مضى عني
كتبتُ بكمهِ شكوى
خذي من سردها فني
إذا الأيامُ خانت بي
سأعرفُ أنه مني
نعم أبقيتِ يا سلمى
بصدري خصلةً للماءْ
أجدّلُ سعفها حيناً
وحيناً أغزلُ الأسماءْ
وإن فتشتِ حنجرتي
ستقطرُ من جفاك غناءْ
تركتِ حطامَ أنفاسي
وجرحاً فاتحاً بابهْ
ولملمتِ الهوى والصبرَ
قد شذبتِ أعشابهْ
وكم حطّبتِ في رئتي
لظنك أنها غابةْ
سألتُ العيد عن اسمي
ترى ما زال يذكرني
فحدَّق في أجندته
رأى أشياءَ تشبهني
رأى ولداً من الماضي
عليه خرائطُ المدنِ
رآني قلتُ يا ويلاه
كيف رأيتني بالله
فقال رأيته يمشي
ويضحكُ لا يعيرُ الآهْ
نعم حافٍ بلا نعيلين
يرسم ُ في خطاه الجاهْ
قصيدة نشيد الأم
- يقول الشاعر ماجد البلداوي:
إلى روضة الحنان والأمان
يا سيدَة الحب.. يا كلَّ الحب
يا سيدةَ القلب.. كلَّ القلب
كيف أوزّع وجعي
والحلمُ الورديُّ يهددني باليقظةِ..
يا منْ أمطرتِ الأرضَ
بهذا الجريان،
أمي سيدةُ الروحِ، العمرِ
يا فيضَ حنانْ
يا سورةََ رحمن في إنسانْ
يا قدّاسا يمنحُ للجنةِ كل فتوتها،
ويلون تاريخ الأشياء بلمسة إيمان
يا أمي…. كيف أسطر حرفي
هل تكفي عنك قصيدة شعر واحدة
أو ديوان..
أنتِ نبيةُ حزني، فرحي
عاصمةُ الأحزان
يا كبرَ من كل حروفي
من كل أناشيدي
يا كبرَ من نافذة الغفران
قد أعطاكِ اللهُ ويعطيكِ الحكمةَ، يعطيكِ السلوانْ
سأقبّل أسفلَ قدميكِ القدسيينِ
كي أحظى بالجنةِ
يا سيدة َالحبِ وعاصفة الوجدان
أستغفركِ الآنَ واطلبُ غفرانكِ
اطلبُ غفرانَ الله على كفيكِ
فامتطري الغيمَ
وشدّي أزري
أزرَ الروح….
روحي متعبةٌ وخطاي خفافا يطؤها الحرمانْ
وأنا ما زلتُ أنا
أحبو تحتَ ظلالِ الدهشةِ
اتلوا ما يتيسّر لي من شغفٍ أو أحزانْ
أمي يا كلَ جنانِ الأرض
يا كبرَ عنوان
آهٍ كيفَ اسدّدُ كلَّ ديوني نحوكِ
وانا ثمةُ خطا أو خطآن
قصائد متنوعة في حب المرأة
- يقول الشاعر نزار قباني:
لا أحد قرأ فنجاني..
إلا وعرف أنك حبيبتي
لا أحد درس خطوط يدي
إلا واكتشف حروف اسمك الأربعه..
كل شيء يمكن تكذيبه
إلا رائحة امرأةٍ نحبها..
كل شيءٍ يمكن إخفاؤه
إلا خطوات امرأةٍ تتحرك في داخلنا..
كل شيءٍ يمكن الجدل فيه..
إلا أنوثتك..
- يقول الشاعر ابن نباتة المصري:
بأبي على عين الحبيبة حاجب
لكنه بصبابتي مقرون
لو شامه حتَّى الجنيد لراقه
من حرفها بجبينها ذا النون
حبِّي لها حبّ العلى لتقيها
لم يدر لاحَ أينا المفتون
ذو النسك والخلع التي قرت بها
وتقرّ جنَّات لنا وعيون
يا سيد الوزراء لا مستثنياً
من كانَ من أمثالِهم ويكون
شرفت صفاتك عن مثيلٍ منهمُ
وإذا بجعفر عند بحرك دون
إن كانَ للخلفاءِ مثلٌ يلتقى
في الشامِ أين مراحل المأمون