محتويات
حمل الزوجة
كان هناك زوجان يعيشان حياة سعيدة ولكن الحظ لم يحالفهما ولم تنجب الزوجة أيّ أطفال، ولكنها كانت تحلم بإنجاب أطفال وظلّت موقنة بأنّ الله عز وجل سيهبها طفلًا جميلًا، وذات يوم نظرت من النافذة التي كانت تطلّ على حديقة كبيرة تعود لساحرة قاسية يخاف منها الجميع، فرأت أنواعًا كثيرة من الثمار اللذيذة والزهور الجميلة.
رؤية الزوجة للثمار الساحرة
اشتهت الزوجة إحدى النباتات وتمنّت لو أنها تأكل بعضًا منها، لكنها حاولت ألّا تُفكر بالأمر لأنها تعرفُ أنّ الساحرة العجوز قاسية، ويُمكن أن تتسبّب لها بالأذى، لكنها وفي صباح اليوم التالي وقفت على النافذة وظلت تنظرُ إلى تلك الأشجار والنباتات الجميلة، وزادت رغبتها في تلك الثمار حتى ذَوَت وضعُفت كثيرًا.
عندما حضر زوجها إلى المنزل استغربَ من حال زوجته، وسألها عن سبب ما هي فيه، فأخبرته أنّها تشتهي تلك النبتة الموجودة في حديقة الساحرة الشريرة وأنها ستموت لو لم تأكل بعضًا منها، لم يستطع الزوج تحمُّل ما سمعه من زوجته لأنه يُحبّها، فقرّر أن يقفز إلى حديقة الساحرة.
تسلق الزوج لسور حديقة الساحرة
لم يُفكّر الزوج طويلًا فقرّر أن يتسلق سور حديقة الساحرة، وما إن قفز إلى تلك الحديقة حتى وصل إلى الثمار وقطف بعضًا منها وأخذه إلى زوجته، سَعدت الزوجة كثيرًا بما أحضره زوجها، وقامت بإعداد السلطة اللذيذة من تلك الثمرة وأكلتها بِنهمٍ شديد، ولكن الغريب أنّ الزوجة ظلت تشعر برغبة شديدة في أن تأكل المزيد من تلك الثمرة، ممّا دفع الزوج إلى أن ينتظر اليوم التالي ويقفز في الليل إلى الحديقة مرّة أخرى ويقطف بعض الثمار لزوجته.
ما إن بدأ الزوج بقطف بعض الثمار حتى شعر بخوف شديد، فقد ظهرت له الساحرة وبدأت تنظر إليه بغضبٍ وسألته عمّا يفعله في حديقتها، أخبرها أنّ زوجته ترغب في تناول بعض الثمار وأنّها ستموت ولو لم تتناولها، وسامحته على ذلك وسمحت له أن يأخذ ما يريد لكنها في المقابل اشترطت عليه شرطًا واحدًا.
أخذ الساحرة ربانزل من والديها
كان شرط الساحرة هو أن يعطيها الزوج الطفل الذي ستُنجبه زوجته حالما تلده، وافقَ الزوج من شدّة خوفه وعاد للمنزل وأعطى زوجته النبتة، وما إن بدأت الزوجة بالمخاض، حتى حضرت الساحرة فورًا وأخذت الطفلة من والديها وأسمتها ربانزل.
قرّرت الساحرة أن تربّي ربانزل عندها كما لو كانت والدتها، ووضعتها في بيتها الذي يقع على ارتفاع عالٍ فوق شجرة عالية، وكان لهذا المنزل شباك صغير، كبرت ربانزل وأصبح شعرها طويلًا جدًّا ولونه أشقر، وكانت كلما خرجت الساحرة من المنزل وعادت إليه نادت: ربانزل، ربانزل، أسدلي شعرك! وتقوم ربانزل بفك ضفائرها وإنزال شعرها حتى تصعد الساحرة عليه وتدخل المنزل.
سماع الأمير لصوت ربانزل
كانت ربانزل تُحبّ الغناء بصوت عالٍ كلّما شعرت بالملل، وفي يوم من الأيام مرّ الأمير بجانب المكان وسمع ربانزل تُغنّي بصوتها العذب فجذبه صوتها وخفق قلبه له، ولكنه لم يعرف كيف يصعد إلى ذلك المكان وحدثَ أن جاءت الساحرة وبدأت تنادي: ربانزل، ربانزل أسدلي شعرك! فأنزلت شعرها وصعدت الساحرة، وبعد ذلك عرف الأمير كيفية الصعود إلى ذلك المكان، حضر في اليوم التالي مساء وبدأ يُنادي روبانزل، روبانزل، أسدلي شعركِ! فقامت بإنزال شعرها حتى يتسلق الأمير عليه.
خافت ربانزل في بادئ الأمر لأنها لم ترَ رجلًا من قبل، ولكن الأمير هدّأ من روعها ووقع في حبها وظلّ يزورها كل حين، ولكن ربانزل أخطأت وتحدّثت عن الأمير أمام الساحرة، اكتشفت الساحرة الأمر وأرسلتها إلى الصحراء، وجلست تنتظرُ الأمير وما إن وصل الأمير حتى قالت له إنّ حبيبته أصبحت في مكان بعيد ولا يُمكنه الوصول إليها، حزن الشاب حزنًا شديدًا وقفز من ذلك المكان المرتفع، ممّا تسبّب بغرز الشوق في عينيه.
بدأ الأمير البحث عن ربانزل، فقطع الغابات وهو لا يستطيع رؤية شيء، وكان لا يتغذى إلا على أوراق الشجر، وما إن وصل الصحراء حتى جذبه صوتٌ يعرفه، وكانت تلك هي روبانزل، فأخذها وعادَ لقصره الكبير وكان الجميع في انتظارهم وأقاموا لهما حفلًا كبيرًا رائعًا.
خلاصة القصة
تحكي القصة الحبّ الكبير الذي كان في قلب الأمير تجاه ربانزل التي ربّتها الساحرة وأسرتها في الصحراء حتى تُبعدها عن الأمير، ولكنّه وجدها في نهاية المطاف وعاشا معًا عيشةً سعيدة.[١]
المراجع
- ↑ الأخوين غريم، كتاب رابونزل وقصص أخرى، صفحة 73 -76. بتصرّف.