محتويات
سامي وهو في طريقه إلى الملعب
ذات يوم استيقظ سامي في الصباح من أجل الذهاب إلى الملعب ليلعب مع أصحابه كما اعتاد في نهاية كل أسبوع، وبينما هو يمشي في الطريق شاهدَ عجوزًا يحمل الكثير من الأغراض، وهو طاعن في السن وتبدو عليه علامات التعب والإرهاق ويمشي مرة ويتراجعُ أخرى ومن ثم يجلسُ على الرصيف كي يرتاح.
فكّرَ سامي قليلًا وقال في نفسه: هل يساعد ذلك العجوز ويتأخر عن اللعب مع أصحابه والفوز والتغلب عليهم؟ أم أذهب لمساعدة ذلك العجوز المسكين وأكسب من الله الثواب والأجر العظيم على صنيعي، لم يفكر سامي طويلًا وذهب يركضُ نحو ذلك العجوز وبعد أن حيّاه بتحية الإسلام طلب منه أن يأخذ الأغراض من يده ويساعده في حملها.
الرجل الذي يحمل الكثير من الأغراض
لكن الرجل الذي يحمل الكثير من الأغراض تردّد في ذلك وقال لسامي: لا بأس يا بني فأنا أستطيع حملها ولكنني أمشي ببطء شديد بسبب الألم الذي أشعر به في ظهري كل يوم، وبسبب الأوجاع التي ما برحت تُغادرُ جسدي وقدمي ولكنني لا أستطيع حملها والمشي لمسافةٍ طويلة، أخبر سامي العجوز إنّه لن يتركه ويذهب فليس هناك ما يدعوه للاستعجال، ومِن ثمَّ طلب منه أن يعطيه الأكياس ليحملها عنه.
وافق العجوز فورًا وأعطى سامي الأكياس جميعها وشكره على ذلك. مشى سامي بجانب العجوز وبدأ يتحدث إليه، سأل العجوز سامي عمّا يفعله في حياته اليومية وإن كان لديه أيّة هوايات يحبّ ممارستها.
أخبر سامي العجوز بلهفة أنه يذهب صباح كلّ نهاية أسبوع إلى الملعب حتى يُمارس التمارين الرياضية مع أصحابه، أثنى العجوز على سامي وأصحابه وأخبره أنّ الرياضة من الأشياء النافعة جدًّا والتي لا ينبغي أن يتركها أحد، وأنه حتى عندما يكبر في السن يتوجب عليه أن يظلّ يمارسها ليحافظ على لياقته البدنية وصحته سليمة من أي أمراض.
تذَكُر سامي قول النبي (الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه)
ظلّ سامي يمشي بجانب العجوز ويتجاذبا أطراف الحديث حتى وصلا إلى منزل العجوز، صعد سامي الدّرج مع العجوز، ومن ثمّ وضع الأغراض على باب منزله وسأله إن كان في حاجة شيء آخر قبل أن يعود إلى أصحابه.
شكر العجوز سامي ودعا له كثيرًا أن يوفّقه وأن ييّسر الله أمره ويهديه لكل صلاح وخير في حياته، ذهب سامي وبدأ يلعب مع أصحابه في كرة القدم حتى فاز فوزًا عظيمًا، وحينها رفع سامي يديه نحو السماء وشكر ربه وتذكّر قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”.[١]
كانت هذه قصة قصيرة تحكي حسن التصرف للأطفال، وكيف أنّ عليهم تقديم المساعدة للآخرين خاصة كبار السن منهم، وعدم الانشغال بما لا يضرّ وينفع، وإنّما السير في الأمور التي تجلب رضا الله عز وجل عنهم، ولكن حذاري من الذهاب مع الغرباء والدخول إلى منازلهم دون معرفتهم.
المراجع
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:10/46، خلاصة حكم المحدث ثابت.