محتويات
فضائل سورة الواقعة
سورة الواقعة لها فضائل وفوائد كثيرةٌ تعود على قارئها، نذكر منها ما يأتي:
- تبعث سورة الواقعة في النفس البشرية الرضا والقناعة في كلِّ الأمور، وتُحَبِّبها بالسعيَ والعملَ لليوم الآخر، والبُعد عن الدنيا وملذّاتها، فتصفو النفسَ وتَسعد، وهذا هو الغنى الحقيقي والسعادة الحقيقية.[١][٢]
- تُذكّر سورةُ الواقعة المسلمَ باليوم الآخر وما أعدّه الله -تعالى- للمؤمنين الصالحين في الجنّة، وما أعدّه للكافرين من عذابٍ في نار جهنم.[١]
- تُبيّن سورة الواقعة للمسلم مظاهر قدرة وعظمة الله -تعالى- في خلق الإنسان، والنبات، والماء، والنار، والميزان، والنجوم، وغيرها من مظاهر القدرة والبعث لله -تعالى-.[١]
- تُبعِدُ سورة الواقعة الفقرَ عن من يقرأها كلُّ ليلة، وقد ورد ذلك واشتُهر في حديثٍ ضعيف، فقد رُوي أنّ الصحابي عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مَرِضَ، فذهب لزيارته عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فشكى له ذنوبه ورجاءِه لرحمة الله -تعالى-، فأراد أن يأتي له بطبيبٍ فرفض، ثم عرض عليه أن يُعطيه نصيبه من الأموال، حتى لو لم يتمكّن من الاستفادة منه فتستفيد منه بناته من بعده، فأخبره ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه لا يخشى على بناته الفقر؛ فقد سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَن قرأ سورةَ الواقعةِ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبْهُ فاقةٌ أبدًا)،[٣] وهذا الحديث ضعيف عند العلماء، لكنّه يؤحذ به في فضائل الأعمال،[٤][٥] وذكر الشيخ الغزالي أنّ المراد بالغِنى؛ القوة على عبادة الله -تعالى-، والاستمرار في تلقّي العلم، وحضور دروس العلم.[٢]
معلومات عن سورة الواقعة
تعريف بسورة الواقعة
سورة الواقعة سورةٌ مكيّة عدد آياتها ستٌ وتسعون آية، تحدّثت سورة الواقعة عن اليوم الآخر، وذكرت أحوال الصالحين يوم القيامة وما أعدَّ الله -تعالى- لهم من نعيم الجنَّة، وأحوال من خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وذكرت أحوال الكافرين الضّالين وما أعدّ الله -تعالى- لهم من العذاب والوعيد في نار جهنّم، وأخبرت السورة عن برهان البعث من ابتداء الخلقة، ودليل البعث يوم القيامة، وعرضت ذلك بالأمثلة كمثال الحرث والزرع، وذكرت خلق الماء والنار، وذكرت النجوم والميزان وآيات البعث والقوّة، ودلائل قدرة الله -تعالى- وعظمته، وغير ذلك من الآيات والدلائل،[٦][٧] وسمّيت بسورة الواقعة؛ لأنَّ الواقعة تعني يوم القيامة، وقد تحدّثت عنها، وتحدّثت عن أخبار الأوّلين والآخِرين، وأخبار أهلِ الجنّة وأهل النّار، وأخبار أهل الدنيا وأهل الآخرة.[٨]
موضوعات سورة الواقعة
تحدّثت سورة الواقعة عن موضوعات كثيرةٍ، نذكرمنها ما يأتي:[٩][١٠]
- ذكرت سورة الواقعة في مقدّمتها يوم القيامة، وما يحدث في هذا اليوم من أحداثٍ عظيمةٍ وأمورٍ ثقيلةٍ تبعث في النفس الرهبة والخوف، حيث ترجّ وتتزلزل الأرض، وتتفتّت الجبال، وأخبرتنا عن ذلك من الآية الأولى حيث قال الله -تعالى-: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)[١١] إلى الآية السادسة من قول الله -تعالى-: (فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا).[١٢]
- ذكرت سورة الواقعة أحوال الناس يوم القيامة، حيث يكونون على ثلاثة أقسامٍ؛ أصحاب اليمين، وأصحاب الشِّمال، والسابقون، وتُبيّن النّعيم الدائم لأصحاب اليمين، والعذاب الأليم لأصحاب الشِّمال، وخاطب الله -تعالى- عباده بأسلوب الترغيب والترهيب رحمةً ورأفةً بهم.[١٣]
- ذكرت سورة الواقعة بعد ذلك آلاء الله -تعالى- ونِعَمه، ومظاهر قدرته في خلق الماء والزرع والنار، ووجوب شكر الله -تعالى- على نعمه العظيمة وتسبيحه وتمجيده وحده، وتُبيّن للناس أنَّ مَنْ أوجد وخلق كلّ هذا قادرٌ على البعث والإحياء مرةً أخرى للحساب يوم القيامة، والله -سبحانه وتعالى- وحده القادر على البعث؛ لأنّ الإعادة والبعث أسهل من بداية الخلق عادةً، وهذا للتقريب فالله -سبحانه- لا يُعجزه شيء، ومن أدلّة البعث التي ذكرتها الآيات؛ الجَنين، وأنَّ الله -تعالى- قادر على خلقه بإبداعٍ، قال الله -تعالى-: (نحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ* أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ* أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ).[١٤]
- وإنبات الزرع، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ* أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)،[١٥] وإنزال الماء على الأرض الميتة فتَحيى بإذن الله، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ)،[١٦] ثم يذكر خلق النار ومظاهر قدرته فيها، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ* أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ).[١٧]
- ذكرت سورة الواقعة أنَّ جميع الناس سيموتون، ولكلّ واحدٍ منهم أجلٌ معيّنٌ لا يمكن تبديله أو تأخيره، وأنّه -سبحانه وتعالى- لا يُعجزه شيءٌ.
- ذكرت سورة الواقعة مكانة وعَظمة القرآن الكريم وعلوِّ منزلته، وقد أقسم الله -تعالى- بمواقع النجوم، وتقبيح ما يفعله الكافرون من تكذيب وجحود للنعم التي أنعم الله -تعالى- بها عليهم فقابلوها بالكفر والنكران.
- ذكرت سورة الواقعة في نهايتها أنّ كلّ ما جاء فيها هو حقٌّ ويقين، لذا يجب على المسلم أن يؤمن به ويسبّح باسم الله العظيم، فالقرآن وحدةٌ كاملةٌ متكاملةٌ، فهو حقُّ اليقين.
إنَّ الغرض الأساسيّ الذي تحدّثت عنه سورة الواقعة، هو ذكر يوم القيامة وتفصيّل جزاء المؤمنين وجزاء الكافرين يوم القيامة، وتُعدُّ مثالاً لأسلوب الدعوة بالترغيب والترهيب، وهي بهذا تكون مناسبةً في موضوعاتها التي ذكرتها، و موضوعات السور التي قبلها، فقد جاءت سورة الرحمن للتحدّث عن النّعم التي أنعم الله -تعالى- بها على الإنسان، ومطالبته بشكر الله -تعالى- على هذه النّعم والابتعاد عن إنكار وجَحد هذه النّعم، وجاءت سورة الواقعة بعدها لتبيّن ثواب الشاكرين لنعم الله -تعالى-، وعقاب الجاحدين لنِعَمه وفضله -سبحانه وتعالى-، فذكرت الآيات الماء والنار وما تضمّنه من النّعمة والمنّة، وذكرت أنَّ قراءة المصحف تكون على طهارة، وذكرت أحوال الناس حين الموت وما يُصيبهم في سكرة الموت، وختمت السورة حديثها بإثبات الكبرياء والعظمة للحقِّ -سبحانه وتعالى-، فقال الله -تعالى-: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ).[١٨][١٩]
المراجع
- ^ أ ب ت محمد حجازي (1413 هـ)، كتاب التفسير الواضح (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الجيل الجديد، صفحة 592، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الهرري (1421 هـ – 2001 م)، كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 339-340، جزء 28. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 289، ضعيف.
- ↑ مصطفى العدوي، كتاب سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 2، جزء 48. بتصرّف.
- ↑ مكب بن أبي طالب (1429 هـ – 2008 م)، كتاب الهداية إلى بلوغ النهاية (الطبعة الأولى)، الشارقة: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة الشارقة، صفحة 7251-7252، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ مقاتل بن سليمان (1423 هـ)، كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث، صفحة 213، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ محمد حجازي (1413 هـ)، كتاب التفسير الواضح (الطبعة العاشرة)، بيروت: دار الجيل الجديد، صفحة 592، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ محمد الهرري (1421 هـ – 2001 م)، كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت-لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 339، جزء 28. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1393 هـ، 1973 م – 1414 هـ، 1993 م)، كتاب التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة الأولى)، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، صفحة 1232-1233، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ محمود غريب، كتاب سلسلة حتى لا نخطأ في فهم القرآن، صفحة 3-7. بتصرّف.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 1.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 6.
- ↑ أحمد الغرناطي ( 1410 هـ – 1990 م)، كتاب البرهان فى تناسب سور القرآن، المغرب: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 328-329. بتصرّف.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 58-60.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 63-64.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 68- 69.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 71-72.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 96.
- ↑ جعفر شرف الدين ( 1420 هـ)، كتاب الموسوعة القرآنية-خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 116-117، جزء 9.