معلومات إسلامية

ما هو أفضل كتاب تفسير للقرآن الكريم

أفضل كتب التفسير القديمة

تفسير الطبريّ

الطبريّ هو: أبو جعفر، محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبريّ، من طبرستان، طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنةً، يُلقّب بأبي التفسير؛ لِعلمه، واجتهاده، ومعرفته بأحكام القرآن، والقراءات، والناسخ والمنسوخ، فقيهٌ، عالمٌ بالسنّة، والتاريخ، والحديث، عالمٌ بأقوال الصحابة والتابعين، درس وسَمِعَ في الشّام، ومصر، والعراق، وقد اهتم بعدّة أمورٍ في تفسيره، وكان تفسيره من أجلّ التفاسير، إذ قال فيه السيوطيّ: “وكتابه -يعني تفسير ابن جرير- أجلّ التفاسير وأعظمها، فإنّه يتعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعضٍ، والإعراب والاستنباط، فهو يفوق بذلك تفاسير الأقدمين”، والأمور التي اهتمّ بها هي:[١]

  • التفسير بالمأثور، وإنكار التفسير بالرأي، إذ إنّه يهتم بالأسانيد.
  • ذِكْر القراءات الواردة في الآية الواحدة.
  • الاهتمام بالإجماع، وتقديره.
  • الاهتمام بالمذاهب النحويّة، وممّا عُرف من كلام العرب.
  • معالجة الأحكام الفقهيّة.
  • الاهتمام بعلم الكلام.

تفسير الجلالَين

سُميّ تفسير الجلالَين بهذ الاسم، نسبةً إلى العالمَين الذَين ألّفاه، وهُما: جلال الدِّين المحلِّي، وجلال الدِّين السيوطيّ، فقد بدأ الإمام جلال الدين المحلِّي بالتفسير من سورة الكهف، إلى أن وصل إلى سورة النّاس، إلّا أنّه تُوفّي قبل إتمام النَّصف الثاني من التفسير، فأتمّه الإمام جلال الدين السيوطيّ، والقارئ للتفسير لا يلحظ فَرْقاً بين المُؤلِفَين، فتفسيرهما سهلٌ يسيرٌ، مختصر االعبارة، التزما فيه بمنهجٍ معيّنٍ في الكتابة، واعتمدا على ذكر ما يُفهم من الآيات، واختيار أرجح الأقوال وأصحّها، والاهتمام بناحية الإعراب، دون توسّعٍ، مع ذِكْر القراءات.[٢][٣]

تفسير الرّازي

تفسير الرّازي، أو ما يُعرف بالتفسير الكبير، أو مفاتيح الغيب، يقع في ثمانية عشر مجلداً، اعتمد الرازي في تأليفه على الرأي المحمود، وجمع فيه الأبحاث الكثيرة في شتى العلوم، ففيه الكثير من الغرائب، أمّا مَنْهجه؛ فقد اهتمّ بمناسبات الآيات والسُّور، وربطها ببعضها البعض، واهتمّ أيضاً بالعلوم الأخرى؛ كالفلك، والطبّ، وعلم الهيئة، والعلوم الرياضيّة والكلاميّة، وقد توسّع واستطرد فيها، وذَكَر الأحكام الفقهيّة، وأورد عدد المسائل في الآية الواحدة، واهتمّ اهتماماً واضحاً باللغة، والقراءات، وأسباب النُّزول.[٤]

تفسير القُرطبيّ

القُرطبيّ؛ هو: أبو عبد الله، محمّد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاريّ الخزرجيّ الأندلسيّ القُرطبيّ، وُلد في قرطبة، ونشأ فيها، ثمّ انتقل إلى مصر، قدّم لكتابه بمقدّمةٍ في آداب حملة القرآن، وبيّن فضائله، ثمّ وضّح غايته ومقصده من تأليفه للكتاب، وقد التزم بالأمانة العلميّة، والموضوعيّة في الاستفادة من السَّلف، وجمع بين ما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وبين أدوات العلم في عصره، واهتمّ ببيان التعبير القرآنيّ، ومنزلته في اللغة، وأورد تفسير الآيات في أبوابٍ، وقد أورد الكلمات، بالإضافة إلى مصادرها واشتقاقها، مع إيراد الشواهد الشِّعْريّة، وتطرّق إلى الإعراب، والقراءات، وأسباب النُّزول، وتخريج الأحاديث، وبيان غريب الألفاظ، وأقوال الفقهاء.[٥]

تفسير البغويّ

يُعدّ تفسير البغويّ أو ما يُسمّى بمعالم التنزيل من الكتب الأوائل في التفسير، وخاصّةً التفسير بالمأثور، إذ إنّ البغويّ من علماء القرن الخامس الهجريّ، فتفسيره كتابٌ شاملٌ، متنوّعٌ، يعتمد على كتاب الله -تعالى-، وسنّة نبيّه -عليه الصلاة والسلام-، إذ إنّه يُورد النّظائر من الآيات الأخرى التى توضّح المعنى ذاته، أمّا التفسير بالسنّة؛ فالبغويّ له باعٌ طويلٌ، وإلمامٌ واسعٌ بالأحاديث، فيستشهد في تفسيره على الأحاديث الصحيحة والحسنة التي تُبيّن معنى الآية، ولم يتعلّق كثيراً باللغة كغيره من المُفسّرين، وحذف الأسانيد، واختصر في بيان النّاسخ والمنسوخ، والمكيّ والمدني، والآراء في المسألة الواحدة، وغيرها من علوم القرآن.[٦]

تفسير أبي السُّعود

يُعدّ تفسير أبي السُّعود من التفاسير السهلة الميسورة، المنظومة بشكلٍ رصينٍ، فتراكيبه غايةً في الفصاحة والبلاغة، وذلك ممّا اشتُهر به في تفسيره، فقد اهتمّ اهتماماً واضحا بالنواحي البلاغيّة واللغويّة، وخاصّةً علم المعاني، كما بيّن الأغراض البلاغيّة من الآيات، وسرُّ الإعجاز في النظم القرآنيّ، وتتطرّق للنواحي الإعرابيّة، وأوجه الإعراب للآية الواحدة، واستعان بالقراءات في بيان المعنى، ولم يغفل عن أسباب النُّزول، ومناسبات الآيات، بل اهتمّ بها اهتماماً واضحاً.[٧]

تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير؛ تفسير الإمام إسماعيل بن عَمرو بن كثير، ويسمّى كتابه: تفسير القرآن العظيم، يتميّز بالسهولة في عباراته، ووضوح المعنى، والإيجاز في الصياغة بصورةٍ لا تخلّ بالمعنى، وكان يُفسّر بالقرآن أوّلاً، ثمّ بالسنّة النبويّة الصحيحة، ثمّ بأقوال الصحابة والتابعين، ثمّ بدلالات اللغة.[٨][٩]

أفضل كتب التفسير الحديثة

تفسير السعديّ

يُعدّ تفسير السعديّ من المؤلفات الحديثة في علم التفسير، وقد اعتمد في تفسيره على الأسلوب التحليليّ والمُوضوعيّ، ويتميّز بعدّة أمورٍ؛ منها: أنّه سهلٌ وواضحٌ، يعتدل في كتابته، بين الطُّول والقُصْر، وقد وضّح في تفسيره أمور العقيدة، والمنهج الصحيح الذي سار عليه أهل السُّنة والجماعة، وقد ربط تفسيره بالواقع المعاصر، وممّا يميز تفسيره أيضاً عدم اهتمامه وخوضه في التفسيرات العلميّة، وقد اهتمّ بالبلاغة واللغة في تفسيره، واستخراج العِظات والعِبر من القَصص.[١٠]

تفسير ابن عاشور

حذا ابن عاشور حذو المُفسّرين الجُدد في طريقة التفسير، باعتماده على الأسلوب التحليليّ، بتفريع السورة الواحدة إلى أقسامٍ؛ من حيث الإطار الموضوعي الواحد، ويبدأ بالآية؛ فيذكر معانيها، وأسلوب الفصاحة فيها، وما ورد فيها من شِعْرٍ، ثمّ يذكر ما يناظرها من الآيات، ثمّ يستشهد بالأحاديث وآثار السلف التي وردت في ذات الموضوع، ويستعرض المناسبة بينها، وبين الآيات التي سبقتها، ويبيّن الأحكام الفقهيّة عند وقوقوفه على آيات الأحكام، ويذكر اختلاف العلماء فيها، كما أنّه يدفع الإشكالات التي تبدو من ظاهر النّص.[١١]

تفسير محمد رشيد رضا

يعتبر مُحمّد رشيد رضا من المؤلفين المُعاصرين، فقد قصد من تأليفه معالجة واقع المسلمين في ضوء القرآن والسنة، باذلاً جهده لِرفعة ونهضة الأمّة، فقد كان مُدركاً لأحوال المسلمين، داعياً إلى التمسّك بالعقيدة الصحيحة، سار على نَهْج معرفة الغاية من معاني القرآن كما أراد الله -عزّ وجلّ-، وكان تفسيره أوّلاً بآيات القرآن، ثمّ بِما ورد من الأحاديث، ثم ما ورد عن الصحابة والتابعين في صدر الإسلام، وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يتّبع منهج مُفسّرٍ آخرٍ، فقد كان يُفسّر الآيات وِفْق فَهْمه، يشرح المعاني شرحاً مبسّطاً، مع ردّ الشُّبهات، وبيان هَدْي الله للمُسلمين.[١٢]

تفسير الصابونيّ

الصابونيّ هو: الأستاذ مُحمّد علي الصابونيّ، ناشطٌ في القرآن الكريم وعلومه وتفسيره، أستاذ الشريعة في مكّة المكرّمة، وله عدّة مؤلفات في التفسير؛ منها: مُختصر تفسير ابن كثير، ومختصر تفسير الطبريّ، والتبيان في علوم القرآن، وقبسٌ من نورٍ، وصفوة التفاسير، أمّا المعروف بتفسير الصابونيّ؛ فهو تفسيرٌ بسيطٌ موجزٌ، جمع فيه الصابونيّ بين المأثور والمعقول، واستعان بكتب التفسير القديمة؛ كالطبريّ، والكشّاف، وابن كثير، والبحر المحيط، ورُوح المعاني، والملاحظ على الصابونيّ أنّ أسلوبه في كتابة التفسير كان مُيسّراً، مع عنايته بالوجوه البيانيّة واللغويّة.[١٣]

تفسير الزُّحيلي

تفسير الزُّحيلي، أو ما يُعرف بالتفسير المُنير في العقيدة والشريعة والمنهج، فقد بيّن فيه المؤلف أمور العقيدة، والشريعة الإسلاميّة، والقضايا الفكريّة، وقد قسّم المُؤلفّ كتابه في خمسة عشر جزءاً، بحيث شرح في كلّ مُجلدٍ جزأين من القرآن، ويمتاز تفسير الزُّحيلي بالشمول؛ بشموله على اللغة، والإعراب، والتاريخ، والتشريع، والفقه، وغيرها من الأمور.[١٤]

المراجع

  1. محمد علي الحسن (1421 هـ – 2000 م)، المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: موسسة الرسالة، صفحة 260-262. بتصرّف.
  2. حسن محمد أيوب (1425هـ – 2004م)، الحديث في علوم القرآن والحديث (الطبعة الثانية)، مصر: دار السلام ، صفحة 155. بتصرّف.
  3. إسلام ويب (2016-9-30)، “تفسير الجلالين”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  4. عبد الجواد خلف محمد عبد الجواد، مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن (الطبعة الأولى)، مصر: دار البيان العربي، صفحة 140-141. بتصرّف.
  5. طريق الإسلام (2017-03-21)، “الإمام القرطبي “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  6. عفاف عبد الغفور حميد (1983)، البغوي ومنهجه في التفسير (الطبعة الأولى)، بغداد- العراق: مطبعة الإرشاد، صفحة 181-184. بتصرّف.
  7. مسعد أحمد الشايب (2017-3-30)، “منهج تفسير أبي السعود”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  8. إسلام ويب (2016-9-30)، “ابن كثير ومنهجه في التفسير”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  9. سليمان بن إبراهيم اللاحم (1999)، منهج ابن كثير في الفسير (الطبعة الأولى)، السعودية: دار المسلم للصف والإخراج الفني، صفحة 64-65. بتصرّف.
  10. ناصر العبد سليم المرنخ (٣هـ – ٢٠٠٢م)، منهج الشيخ السعدي في تفسيره ” تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان” (الطبعة الأولى)، غـزة : الجامعة الإسلامية ، صفحة 24-25. بتصرّف.
  11. جمال محمود أحمد أبو حسان (1991)، تفسير ابن عاشور التحرير والتنوير (الطبعة الأولى)، الأردن: الجامعة الأردنية -كلية الدراسات العلمية، صفحة 81-82. بتصرّف.
  12. بوحلوفة بدور (2015)، معالم التجديد في تفسير المنار لمحمد رشيد رضا (الطبعة الأولى)، الجزائر: جامعة أبو بكر بلقديد- تلسمان، صفحة 24-25. بتصرّف.
  13. رقم السؤال 39771 ( 2003-4-7)، “الصابوني وكتابه ” صفوة التفاسير “”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  14. منصور أبو زينة (2013)، التفسير المنير للزحيلي -دراسة وتقويم (الطبعة الأولى)، الأردن: جامعة اليرموك، صفحة 2045-2046. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أفضل كتب التفسير القديمة

تفسير الطبريّ

الطبريّ هو: أبو جعفر، محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبريّ، من طبرستان، طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنةً، يُلقّب بأبي التفسير؛ لِعلمه، واجتهاده، ومعرفته بأحكام القرآن، والقراءات، والناسخ والمنسوخ، فقيهٌ، عالمٌ بالسنّة، والتاريخ، والحديث، عالمٌ بأقوال الصحابة والتابعين، درس وسَمِعَ في الشّام، ومصر، والعراق، وقد اهتم بعدّة أمورٍ في تفسيره، وكان تفسيره من أجلّ التفاسير، إذ قال فيه السيوطيّ: “وكتابه -يعني تفسير ابن جرير- أجلّ التفاسير وأعظمها، فإنّه يتعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعضٍ، والإعراب والاستنباط، فهو يفوق بذلك تفاسير الأقدمين”، والأمور التي اهتمّ بها هي:[١]

  • التفسير بالمأثور، وإنكار التفسير بالرأي، إذ إنّه يهتم بالأسانيد.
  • ذِكْر القراءات الواردة في الآية الواحدة.
  • الاهتمام بالإجماع، وتقديره.
  • الاهتمام بالمذاهب النحويّة، وممّا عُرف من كلام العرب.
  • معالجة الأحكام الفقهيّة.
  • الاهتمام بعلم الكلام.

تفسير الجلالَين

سُميّ تفسير الجلالَين بهذ الاسم، نسبةً إلى العالمَين الذَين ألّفاه، وهُما: جلال الدِّين المحلِّي، وجلال الدِّين السيوطيّ، فقد بدأ الإمام جلال الدين المحلِّي بالتفسير من سورة الكهف، إلى أن وصل إلى سورة النّاس، إلّا أنّه تُوفّي قبل إتمام النَّصف الثاني من التفسير، فأتمّه الإمام جلال الدين السيوطيّ، والقارئ للتفسير لا يلحظ فَرْقاً بين المُؤلِفَين، فتفسيرهما سهلٌ يسيرٌ، مختصر االعبارة، التزما فيه بمنهجٍ معيّنٍ في الكتابة، واعتمدا على ذكر ما يُفهم من الآيات، واختيار أرجح الأقوال وأصحّها، والاهتمام بناحية الإعراب، دون توسّعٍ، مع ذِكْر القراءات.[٢][٣]

تفسير الرّازي

تفسير الرّازي، أو ما يُعرف بالتفسير الكبير، أو مفاتيح الغيب، يقع في ثمانية عشر مجلداً، اعتمد الرازي في تأليفه على الرأي المحمود، وجمع فيه الأبحاث الكثيرة في شتى العلوم، ففيه الكثير من الغرائب، أمّا مَنْهجه؛ فقد اهتمّ بمناسبات الآيات والسُّور، وربطها ببعضها البعض، واهتمّ أيضاً بالعلوم الأخرى؛ كالفلك، والطبّ، وعلم الهيئة، والعلوم الرياضيّة والكلاميّة، وقد توسّع واستطرد فيها، وذَكَر الأحكام الفقهيّة، وأورد عدد المسائل في الآية الواحدة، واهتمّ اهتماماً واضحاً باللغة، والقراءات، وأسباب النُّزول.[٤]

تفسير القُرطبيّ

القُرطبيّ؛ هو: أبو عبد الله، محمّد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاريّ الخزرجيّ الأندلسيّ القُرطبيّ، وُلد في قرطبة، ونشأ فيها، ثمّ انتقل إلى مصر، قدّم لكتابه بمقدّمةٍ في آداب حملة القرآن، وبيّن فضائله، ثمّ وضّح غايته ومقصده من تأليفه للكتاب، وقد التزم بالأمانة العلميّة، والموضوعيّة في الاستفادة من السَّلف، وجمع بين ما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وبين أدوات العلم في عصره، واهتمّ ببيان التعبير القرآنيّ، ومنزلته في اللغة، وأورد تفسير الآيات في أبوابٍ، وقد أورد الكلمات، بالإضافة إلى مصادرها واشتقاقها، مع إيراد الشواهد الشِّعْريّة، وتطرّق إلى الإعراب، والقراءات، وأسباب النُّزول، وتخريج الأحاديث، وبيان غريب الألفاظ، وأقوال الفقهاء.[٥]

تفسير البغويّ

يُعدّ تفسير البغويّ أو ما يُسمّى بمعالم التنزيل من الكتب الأوائل في التفسير، وخاصّةً التفسير بالمأثور، إذ إنّ البغويّ من علماء القرن الخامس الهجريّ، فتفسيره كتابٌ شاملٌ، متنوّعٌ، يعتمد على كتاب الله -تعالى-، وسنّة نبيّه -عليه الصلاة والسلام-، إذ إنّه يُورد النّظائر من الآيات الأخرى التى توضّح المعنى ذاته، أمّا التفسير بالسنّة؛ فالبغويّ له باعٌ طويلٌ، وإلمامٌ واسعٌ بالأحاديث، فيستشهد في تفسيره على الأحاديث الصحيحة والحسنة التي تُبيّن معنى الآية، ولم يتعلّق كثيراً باللغة كغيره من المُفسّرين، وحذف الأسانيد، واختصر في بيان النّاسخ والمنسوخ، والمكيّ والمدني، والآراء في المسألة الواحدة، وغيرها من علوم القرآن.[٦]

تفسير أبي السُّعود

يُعدّ تفسير أبي السُّعود من التفاسير السهلة الميسورة، المنظومة بشكلٍ رصينٍ، فتراكيبه غايةً في الفصاحة والبلاغة، وذلك ممّا اشتُهر به في تفسيره، فقد اهتمّ اهتماماً واضحا بالنواحي البلاغيّة واللغويّة، وخاصّةً علم المعاني، كما بيّن الأغراض البلاغيّة من الآيات، وسرُّ الإعجاز في النظم القرآنيّ، وتتطرّق للنواحي الإعرابيّة، وأوجه الإعراب للآية الواحدة، واستعان بالقراءات في بيان المعنى، ولم يغفل عن أسباب النُّزول، ومناسبات الآيات، بل اهتمّ بها اهتماماً واضحاً.[٧]

تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير؛ تفسير الإمام إسماعيل بن عَمرو بن كثير، ويسمّى كتابه: تفسير القرآن العظيم، يتميّز بالسهولة في عباراته، ووضوح المعنى، والإيجاز في الصياغة بصورةٍ لا تخلّ بالمعنى، وكان يُفسّر بالقرآن أوّلاً، ثمّ بالسنّة النبويّة الصحيحة، ثمّ بأقوال الصحابة والتابعين، ثمّ بدلالات اللغة.[٨][٩]

أفضل كتب التفسير الحديثة

تفسير السعديّ

يُعدّ تفسير السعديّ من المؤلفات الحديثة في علم التفسير، وقد اعتمد في تفسيره على الأسلوب التحليليّ والمُوضوعيّ، ويتميّز بعدّة أمورٍ؛ منها: أنّه سهلٌ وواضحٌ، يعتدل في كتابته، بين الطُّول والقُصْر، وقد وضّح في تفسيره أمور العقيدة، والمنهج الصحيح الذي سار عليه أهل السُّنة والجماعة، وقد ربط تفسيره بالواقع المعاصر، وممّا يميز تفسيره أيضاً عدم اهتمامه وخوضه في التفسيرات العلميّة، وقد اهتمّ بالبلاغة واللغة في تفسيره، واستخراج العِظات والعِبر من القَصص.[١٠]

تفسير ابن عاشور

حذا ابن عاشور حذو المُفسّرين الجُدد في طريقة التفسير، باعتماده على الأسلوب التحليليّ، بتفريع السورة الواحدة إلى أقسامٍ؛ من حيث الإطار الموضوعي الواحد، ويبدأ بالآية؛ فيذكر معانيها، وأسلوب الفصاحة فيها، وما ورد فيها من شِعْرٍ، ثمّ يذكر ما يناظرها من الآيات، ثمّ يستشهد بالأحاديث وآثار السلف التي وردت في ذات الموضوع، ويستعرض المناسبة بينها، وبين الآيات التي سبقتها، ويبيّن الأحكام الفقهيّة عند وقوقوفه على آيات الأحكام، ويذكر اختلاف العلماء فيها، كما أنّه يدفع الإشكالات التي تبدو من ظاهر النّص.[١١]

تفسير محمد رشيد رضا

يعتبر مُحمّد رشيد رضا من المؤلفين المُعاصرين، فقد قصد من تأليفه معالجة واقع المسلمين في ضوء القرآن والسنة، باذلاً جهده لِرفعة ونهضة الأمّة، فقد كان مُدركاً لأحوال المسلمين، داعياً إلى التمسّك بالعقيدة الصحيحة، سار على نَهْج معرفة الغاية من معاني القرآن كما أراد الله -عزّ وجلّ-، وكان تفسيره أوّلاً بآيات القرآن، ثمّ بِما ورد من الأحاديث، ثم ما ورد عن الصحابة والتابعين في صدر الإسلام، وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يتّبع منهج مُفسّرٍ آخرٍ، فقد كان يُفسّر الآيات وِفْق فَهْمه، يشرح المعاني شرحاً مبسّطاً، مع ردّ الشُّبهات، وبيان هَدْي الله للمُسلمين.[١٢]

تفسير الصابونيّ

الصابونيّ هو: الأستاذ مُحمّد علي الصابونيّ، ناشطٌ في القرآن الكريم وعلومه وتفسيره، أستاذ الشريعة في مكّة المكرّمة، وله عدّة مؤلفات في التفسير؛ منها: مُختصر تفسير ابن كثير، ومختصر تفسير الطبريّ، والتبيان في علوم القرآن، وقبسٌ من نورٍ، وصفوة التفاسير، أمّا المعروف بتفسير الصابونيّ؛ فهو تفسيرٌ بسيطٌ موجزٌ، جمع فيه الصابونيّ بين المأثور والمعقول، واستعان بكتب التفسير القديمة؛ كالطبريّ، والكشّاف، وابن كثير، والبحر المحيط، ورُوح المعاني، والملاحظ على الصابونيّ أنّ أسلوبه في كتابة التفسير كان مُيسّراً، مع عنايته بالوجوه البيانيّة واللغويّة.[١٣]

تفسير الزُّحيلي

تفسير الزُّحيلي، أو ما يُعرف بالتفسير المُنير في العقيدة والشريعة والمنهج، فقد بيّن فيه المؤلف أمور العقيدة، والشريعة الإسلاميّة، والقضايا الفكريّة، وقد قسّم المُؤلفّ كتابه في خمسة عشر جزءاً، بحيث شرح في كلّ مُجلدٍ جزأين من القرآن، ويمتاز تفسير الزُّحيلي بالشمول؛ بشموله على اللغة، والإعراب، والتاريخ، والتشريع، والفقه، وغيرها من الأمور.[١٤]

المراجع

  1. محمد علي الحسن (1421 هـ – 2000 م)، المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: موسسة الرسالة، صفحة 260-262. بتصرّف.
  2. حسن محمد أيوب (1425هـ – 2004م)، الحديث في علوم القرآن والحديث (الطبعة الثانية)، مصر: دار السلام ، صفحة 155. بتصرّف.
  3. إسلام ويب (2016-9-30)، “تفسير الجلالين”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  4. عبد الجواد خلف محمد عبد الجواد، مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن (الطبعة الأولى)، مصر: دار البيان العربي، صفحة 140-141. بتصرّف.
  5. طريق الإسلام (2017-03-21)، “الإمام القرطبي “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  6. عفاف عبد الغفور حميد (1983)، البغوي ومنهجه في التفسير (الطبعة الأولى)، بغداد- العراق: مطبعة الإرشاد، صفحة 181-184. بتصرّف.
  7. مسعد أحمد الشايب (2017-3-30)، “منهج تفسير أبي السعود”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  8. إسلام ويب (2016-9-30)، “ابن كثير ومنهجه في التفسير”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  9. سليمان بن إبراهيم اللاحم (1999)، منهج ابن كثير في الفسير (الطبعة الأولى)، السعودية: دار المسلم للصف والإخراج الفني، صفحة 64-65. بتصرّف.
  10. ناصر العبد سليم المرنخ (٣هـ – ٢٠٠٢م)، منهج الشيخ السعدي في تفسيره ” تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان” (الطبعة الأولى)، غـزة : الجامعة الإسلامية ، صفحة 24-25. بتصرّف.
  11. جمال محمود أحمد أبو حسان (1991)، تفسير ابن عاشور التحرير والتنوير (الطبعة الأولى)، الأردن: الجامعة الأردنية -كلية الدراسات العلمية، صفحة 81-82. بتصرّف.
  12. بوحلوفة بدور (2015)، معالم التجديد في تفسير المنار لمحمد رشيد رضا (الطبعة الأولى)، الجزائر: جامعة أبو بكر بلقديد- تلسمان، صفحة 24-25. بتصرّف.
  13. رقم السؤال 39771 ( 2003-4-7)، “الصابوني وكتابه ” صفوة التفاسير “”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-29. بتصرّف.
  14. منصور أبو زينة (2013)، التفسير المنير للزحيلي -دراسة وتقويم (الطبعة الأولى)، الأردن: جامعة اليرموك، صفحة 2045-2046. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى