'); }
عيد الأضحى
في كلّ عام يحتفل المسلمون حول العالم بعيدين، الأول هو عيد الفطر السعيد، ويسميه البعض بالعيد الصغير، ويأتي بعد انتهاء صيام شهر رمضان الكريم مباشرة، والثاني هو عيد الأضحى الذي يُقدم فيه المسلمون الأُضحيات من الأنعام، وذلك اقتداءً بسيدنا ابراهيم عليه السلام، وتقرباً إلى الله عز وجل، ويأتي هذا العيد بعد يوم من وقفة عرفة وأداء مناسك الحج، وتتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في بلاد المسلمين، وفي هذا المقال سنُخصص الحديث عن عيد الأضحى في دولة ليبيا.
عيد الأضحى في ليبيا
يُسمى عيد الأضحى في ليبيا بعيد الفداء والتضحية، ويتميّز الليبيون بعادات مختلفة قد تكون غريبة لدى المُطّلع عليها لأول مرة، ومن تلك المظاهر أنّ ربة البيت تكحّل صباح أول يوم في العيد عيني الأضحية بقلم الكحل الأسود، أو ما يُعرف بالكحل العربي، ثمّ ما تبلث أن تشعل النيران والبخور، ويشرع أهل الدار أو الموجودون بالتهليل والتكبير، فيما يتم صبغ الكبش بالحناء في ليلة العيد.
'); }
بالنسبة لذبح الأضحية فيذهب الليبيون إلى أسواق الماشية لاختيار خروف العيد أو غيره من الأنعام قبل قرابة أسبوع من مجيء العيد، ويتمتعُ أهل ليبيا ببعض الشعائر الخاصة بأُضحية العيد، فقبل الذبح يُقدَم القليل من الماء لها، ثمّ تحفر حفرة في الأرض ليوضع فيها الكبش أو الخروف، ويكون رأسه بالقرب من الحفرة، وموضوعاً باتجاه القبلة، ويثبت أحد الرجال بيده اليسرى أرجل الكبش، وبيده اليمنى عنقه، فيما يهم رجل آخر بذبحه وِفق أصول الشريعة الإسلاميّة، وقبل العيد في مدينة طرابلس يخرج بعض الحدادين الى شوارع مُعينة حاملين معهم أحجار السَن الكبيرة لبرد السكاكين وبعض أدوات الذبح الأخرى، ثمّ يستقبلون الزبائن الذين ينتظرون دورهم لذبح الأضاحي.
أكلات العيد في ليبيا
من أبرز أكلات العيد في ليبيا خبز العيد المُسمى بغروم يمضرز عند أهل نفوسة وطرابلس، وهي عادة قديمة في ليبيا ما زال الليبيون من أصول أمازيغيّة يحرصون عليها إلى الوقت الحالي، وهو عبارة عن رقائق من فطائر تُحضّر من دقيق القمح، أما اليوم فتُحضرها النساء الليبيات من دقيق الذرة، ويُضاف إليه الماء والقليل من الملح، ويتم عجن الخليط وتقسيمه إلى كرات متوسطة الحجم تُفرد على شكل رقائق دائريّة ثمّ تُطهى في الفرن التقليدي، وبعدها تُخرج من الفرن، وتُفتّت وهي ساخنة إلى قطع صغيرة، وتُخلط بالسكر وزيت الزيتون، ثمّ تُقدّم في أواني من الفخار.