محتويات
من هو عمر بن عبد العزيز؟
عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الثامن من بني أمية، اشتهر بعدله ورده للمظالم، لذا لقبوه بخامس الخلفاء الراشدين لتشابه صفاته وحكمه بحكم الخلفاء الراشدين، تولى الخلافة في سنة 99هـ، وذلك بعد الخلافة الراشدة بنحو ستين عاماً، وكان قبل الخلافة واليًا على المدينة المنورة والحجاز وأميرًا للحج طوال فترة ولايته، وكذلك شغل منصب وزير سليمان بن عبد الملك، قبل أن يستخلفه على المسلمين.[١]
اسم ونسب عمر بن عبد العزيز
هوَ عُمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، فهوَ من قُريش وبالأخص من بني أُميّة، هذا نسبهُ من جِهة والده، أمّا من جهة الأُم فأمُه هي أمَ عاصم بنت عاصم بن عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنهُ- وأرضاه، فهيَ حفيدة الخليفة العادل الفاروق عُمر -رضيَ الله عنه- وأنجبت الخليفة العادل عُمر بن عبد العزيز، وأمّها – أي أُم عاصم- وهي جدّة عُمر بن عبد العزيز فهي الفتاة التي سمعها عُمر بن الخطّاب أمير المؤمنين ذاتَ يوم حينَ كانَ يتفقّد نواحي المدينة، وهيَ تُخالف أُمّها في طلبها منها أن تخلطَ الماءَ باللبن، فزوّجها عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- لابنه عاصم لِما رأى منها من الورع والتقوى، لِذا يتّضحُ مدى نقاء النسب وطُهر الحسب لعُمر بن عبد العزيز رحمهُ الله.[٢][٣]
نبذة عن سيرة عمر بن عبد العزيز
ولد عمر بن عبد العزيز في سنة 61هـ بالمدينة المنورة، عند أخواله من آل عمر بن الخطاب، وقد نشأ وتعلم في المدينة المنورة، إذ كان يتردد على عبدالله بن عمر رضي الله عنه ويتعلم منه تفسير القرآن والحديث، وقد أعجب ابن عمر بذكاء وفطنة عمر بن عبد العزيز، لذلك طلب من والده الذي كان واليًا على مصر في ذلك الوقت أن يبقيه عنده ليتعلم، فوافقه عبد العزيز بن مروان، وأعجبه ما بلغه عن ابنه، لذلك وصى به أخاه عبد الملك.[٤]
بقي عمر في المدينة المنورة يتعلم على يد كبار العلماء والفقهاء، ومنهم صالح بن كياس، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله أحد الفقهاء السبعة للمدينة المنورة، بعد وفاة والده كفله عمه عبد الملك، وقربه منه وعلمه السياسة وحسن التدبير، وزوجه ابنته فاطمة.[٤]
تولى عمر بن عبد العزيز ولاية المدينة المنورة والحجاز في العام 87 للهجرة، وذلك بعد وفاة عمه وتلوي ابن عمه الوليد بن عبد الملك الخلافة، ولما حضر إلى المدينة المنورة قام بإنشاء مجلس للشورى فيه فقهاء المدينة السبعة، بالإضافة إلى أعيان من أهل المدينة، ولم يخرج عن أمه في شيء، وعرف عن عمر أنه كان يبحث ليلًا ونهارًا عن الفقراء والمحتاجين في المدينة، وذلك لسد حاجاتهم ورد كرامتهم، وكذلك قام بإغلاق دور الشراب والمجون، ومن أهم الأمور التي قام بها أثناء ولايته، هي توسعة المسجد النبوي الشريف، ورفع المآذن عليه وتجويف محرابه.[٤]
عزل عمر بن عبد العزيز عن ولاية المدينة المنورة في زمن الوليد بن عبد الملك، وذلك بعد تحريض من الحجاج الذي كان واليًا على العراق، فخرج من المدينة المنورة إلى الشام، وهو يبكي خشية أن يصدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها، كما ينفي الكير خبث الحديد، بقي عمر في الشام دون منصب، حتى تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة، بقربه منه وجعله في بلاطة وزير ومستشار، وقد أوصى سليمان بخلافة عمر من بعده.[٤]
خلافة عمر بن عبد العزيز
لم تكن فترة خلافة عمر بن عبد العزيز طويلة، إذ لم تستمر سوى من العام 99هـ إلى 101هـ، ولكن كان لها وزن كبير في تاريخ الأمة الإسلامية، إذ سار على نهج الخلفاء الراشدين، وتحرى نشر العدل، وإقامة الحق بالكتاب والسنة، وتفعيل أمر الشورى، وعرف عن عمر أنه زاهد، فقد عاش متقشفًا رغم أنه ورث عن والده المال الكثير، ولكن ما كان منه إلا أن وضعه في بيت مال المسلمين.[٤]
أهم ملامح شخصيّة عمر بن عبد العزيز
عُرِف عُمر بن عبد العزيز -رحمهُ الله تعالى- بتقواه وورعه الشديد وخُصوصاً، حينَ تولّى خِلافة المُسلمين، وقد اشتهر عنهُ -رحمه الله- كثرة اهتمامه بالعِلم، وخُصوصاً علم الحديث النبويّ الشريف؛ فهوَ من الحافظين لحديث رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم، وقد نهلَ من العِلم في نشأته في المدينة المنوّرة، وكانَ عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- قد رأى في المنام أنَّ أحداً من ولده أو ذريّته سيملأ الأرض عدلاً، ومن علامات هذا الرجل أنَّ في وجهه أثراً، وبالفعل فقد أحدثت إحدى الخيل التي كانَت في إسطبل أبيه في مصر شجّاً في وجهه، فما رأى أبوه هذا الشجّ استبشرَ خيراً لما يعلمهُ من قولِ عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنهُ- في صفة العادل من ذريّته.[١]
وفاة عمر بن عبد العزيز
توفي عمر بن عبد العزيز مسمومًا في الرابع والعشرين من رجب عام 101هـ، وقد كان عمره حينها 39 عاماً فقط.[٤]
المراجع
- ^ أ ب “عمر بن عبد العزيز زاهد العلماء وعادل الأمراء”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/4/2024. بتصرّف.
- ↑ الذهبي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 114. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد الحكم الفقيه، كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز، صفحة 24. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح “عمر بن عبد العزيز .. الأموي الراشد (ذكرى وفاته: 24 من رجب 101هـ) “، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 29/4/2024. بتصرّف.