شهر رمضان

علامات ليلة القدر الصحيحة

علامات ليلة القَدر الصحيحة

ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي:

  • تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؛[١][٢] والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.[٣]
  • تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٤][٥] وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).[٦][٧]
  • تكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).[٨][٧]
  • يُكرم الله تعالى بعض عباده بإحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”؛ لِما روته عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٩][١٠]

للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضل ليلة القدر وعلاماتها)).

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم؛ إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها،[١١] وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً، وهذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٢]

فضل ليلة القدر

ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-،[١٣] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها، وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: “الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر”،[١٤] وممّا يزيد هذه الليلة فضلاً أنّها باقية إلى قيام الساعة، وهي تختصّ ببعض الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:[١٥]

  • نزول سورة كاملة في فضلها، وقد سُمِّيت باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[١٦]
  • اعتبارها ليلة سلام وأمان؛ فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١٧]
  • قيام ليلها ابتغاء وجه الله -تعالى- سببٌ لغفران ما تقدَّم من ذنوب العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٨]

للمزيد من فضائل ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضائل ليلة القدر)).

للمزيد من التفاصيل حول ليلة القدر الاطّلاع على المقالات الآتية:

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 762، صحيح.
  2. عَبدالله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 99، جزء 3. بتصرّف.
  3. : محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار السلام، صفحة 302، جزء 9. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 4-5.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003 )، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة : المكتبة التوفيقية، صفحة 150، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة ، الصفحة أو الرقم: 7708، حسن.
  7. ^ أ ب “علامات ليلة القدر”، www.islamstory.com، 9-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513 ، حسن صحيح.
  10. عمر بن محمد العويضي(1433 هـ)، إطلالة البدر بفضائل وأسرار ليلة القدر (الطبعة الأولى)، صفحة 92-94. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي آبادي (1415 هـ )، عون المعبود شرح سنن أبي داود (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 177-178، جزء 4. بتصرّف.
  12. خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، الصوم جنة، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  13. عَبد الله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض : مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 96، جزء 3. بتصرّف.
  14. السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت: دار الفكر، صفحة 568، جزء 8. بتصرّف.
  15. عبدالله بن أحمد الحويل، “50 فائدة عن (ليلة القدر)”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  16. سورة القدر، آية: 3.
  17. سورة القدر، آية: 5.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

علامات ليلة القَدر الصحيحة

ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي:

  • تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؛[١][٢] والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.[٣]
  • تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٤][٥] وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).[٦][٧]
  • تكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).[٨][٧]
  • يُكرم الله تعالى بعض عباده بإحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”؛ لِما روته عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٩][١٠]

للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضل ليلة القدر وعلاماتها)).

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم؛ إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها،[١١] وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً، وهذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٢]

فضل ليلة القدر

ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-،[١٣] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها، وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: “الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر”،[١٤] وممّا يزيد هذه الليلة فضلاً أنّها باقية إلى قيام الساعة، وهي تختصّ ببعض الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:[١٥]

  • نزول سورة كاملة في فضلها، وقد سُمِّيت باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[١٦]
  • اعتبارها ليلة سلام وأمان؛ فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١٧]
  • قيام ليلها ابتغاء وجه الله -تعالى- سببٌ لغفران ما تقدَّم من ذنوب العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٨]

للمزيد من فضائل ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضائل ليلة القدر)).

للمزيد من التفاصيل حول ليلة القدر الاطّلاع على المقالات الآتية:

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 762، صحيح.
  2. عَبدالله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 99، جزء 3. بتصرّف.
  3. : محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار السلام، صفحة 302، جزء 9. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 4-5.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003 )، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة : المكتبة التوفيقية، صفحة 150، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة ، الصفحة أو الرقم: 7708، حسن.
  7. ^ أ ب “علامات ليلة القدر”، www.islamstory.com، 9-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513 ، حسن صحيح.
  10. عمر بن محمد العويضي(1433 هـ)، إطلالة البدر بفضائل وأسرار ليلة القدر (الطبعة الأولى)، صفحة 92-94. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي آبادي (1415 هـ )، عون المعبود شرح سنن أبي داود (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 177-178، جزء 4. بتصرّف.
  12. خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، الصوم جنة، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  13. عَبد الله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض : مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 96، جزء 3. بتصرّف.
  14. السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت: دار الفكر، صفحة 568، جزء 8. بتصرّف.
  15. عبدالله بن أحمد الحويل، “50 فائدة عن (ليلة القدر)”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  16. سورة القدر، آية: 3.
  17. سورة القدر، آية: 5.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

علامات ليلة القَدر الصحيحة

ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي:

  • تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؛[١][٢] والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.[٣]
  • تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٤][٥] وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).[٦][٧]
  • تكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).[٨][٧]
  • يُكرم الله تعالى بعض عباده بإحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”؛ لِما روته عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٩][١٠]

للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضل ليلة القدر وعلاماتها)).

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم؛ إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها،[١١] وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً، وهذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٢]

فضل ليلة القدر

ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-،[١٣] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها، وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: “الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر”،[١٤] وممّا يزيد هذه الليلة فضلاً أنّها باقية إلى قيام الساعة، وهي تختصّ ببعض الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:[١٥]

  • نزول سورة كاملة في فضلها، وقد سُمِّيت باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[١٦]
  • اعتبارها ليلة سلام وأمان؛ فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١٧]
  • قيام ليلها ابتغاء وجه الله -تعالى- سببٌ لغفران ما تقدَّم من ذنوب العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٨]

للمزيد من فضائل ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضائل ليلة القدر)).

للمزيد من التفاصيل حول ليلة القدر الاطّلاع على المقالات الآتية:

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 762، صحيح.
  2. عَبدالله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 99، جزء 3. بتصرّف.
  3. : محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار السلام، صفحة 302، جزء 9. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 4-5.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003 )، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة : المكتبة التوفيقية، صفحة 150، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة ، الصفحة أو الرقم: 7708، حسن.
  7. ^ أ ب “علامات ليلة القدر”، www.islamstory.com، 9-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513 ، حسن صحيح.
  10. عمر بن محمد العويضي(1433 هـ)، إطلالة البدر بفضائل وأسرار ليلة القدر (الطبعة الأولى)، صفحة 92-94. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي آبادي (1415 هـ )، عون المعبود شرح سنن أبي داود (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 177-178، جزء 4. بتصرّف.
  12. خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، الصوم جنة، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  13. عَبد الله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض : مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 96، جزء 3. بتصرّف.
  14. السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت: دار الفكر، صفحة 568، جزء 8. بتصرّف.
  15. عبدالله بن أحمد الحويل، “50 فائدة عن (ليلة القدر)”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  16. سورة القدر، آية: 3.
  17. سورة القدر، آية: 5.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

علامات ليلة القَدر الصحيحة

ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي:

  • تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؛[١][٢] والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.[٣]
  • تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٤][٥] وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).[٦][٧]
  • تكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).[٨][٧]
  • يُكرم الله تعالى بعض عباده بإحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”؛ لِما روته عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٩][١٠]

للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضل ليلة القدر وعلاماتها)).

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم؛ إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها،[١١] وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً، وهذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٢]

فضل ليلة القدر

ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-،[١٣] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها، وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: “الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر”،[١٤] وممّا يزيد هذه الليلة فضلاً أنّها باقية إلى قيام الساعة، وهي تختصّ ببعض الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:[١٥]

  • نزول سورة كاملة في فضلها، وقد سُمِّيت باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[١٦]
  • اعتبارها ليلة سلام وأمان؛ فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١٧]
  • قيام ليلها ابتغاء وجه الله -تعالى- سببٌ لغفران ما تقدَّم من ذنوب العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٨]

للمزيد من فضائل ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضائل ليلة القدر)).

للمزيد من التفاصيل حول ليلة القدر الاطّلاع على المقالات الآتية:

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 762، صحيح.
  2. عَبدالله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 99، جزء 3. بتصرّف.
  3. : محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار السلام، صفحة 302، جزء 9. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 4-5.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003 )، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة : المكتبة التوفيقية، صفحة 150، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة ، الصفحة أو الرقم: 7708، حسن.
  7. ^ أ ب “علامات ليلة القدر”، www.islamstory.com، 9-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513 ، حسن صحيح.
  10. عمر بن محمد العويضي(1433 هـ)، إطلالة البدر بفضائل وأسرار ليلة القدر (الطبعة الأولى)، صفحة 92-94. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي آبادي (1415 هـ )، عون المعبود شرح سنن أبي داود (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 177-178، جزء 4. بتصرّف.
  12. خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، الصوم جنة، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  13. عَبد الله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض : مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 96، جزء 3. بتصرّف.
  14. السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت: دار الفكر، صفحة 568، جزء 8. بتصرّف.
  15. عبدالله بن أحمد الحويل، “50 فائدة عن (ليلة القدر)”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  16. سورة القدر، آية: 3.
  17. سورة القدر، آية: 5.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

علامات ليلة القَدر الصحيحة

ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي:

  • تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؛[١][٢] والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.[٣]
  • تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٤][٥] وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).[٦][٧]
  • تكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).[٨][٧]
  • يُكرم الله تعالى بعض عباده بإحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”؛ لِما روته عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٩][١٠]

للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضل ليلة القدر وعلاماتها)).

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم؛ إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها،[١١] وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً، وهذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٢]

فضل ليلة القدر

ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-،[١٣] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها، وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: “الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر”،[١٤] وممّا يزيد هذه الليلة فضلاً أنّها باقية إلى قيام الساعة، وهي تختصّ ببعض الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:[١٥]

  • نزول سورة كاملة في فضلها، وقد سُمِّيت باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[١٦]
  • اعتبارها ليلة سلام وأمان؛ فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١٧]
  • قيام ليلها ابتغاء وجه الله -تعالى- سببٌ لغفران ما تقدَّم من ذنوب العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٨]

للمزيد من فضائل ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضائل ليلة القدر)).

للمزيد من التفاصيل حول ليلة القدر الاطّلاع على المقالات الآتية:

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 762، صحيح.
  2. عَبدالله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 99، جزء 3. بتصرّف.
  3. : محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار السلام، صفحة 302، جزء 9. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 4-5.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003 )، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة : المكتبة التوفيقية، صفحة 150، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة ، الصفحة أو الرقم: 7708، حسن.
  7. ^ أ ب “علامات ليلة القدر”، www.islamstory.com، 9-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513 ، حسن صحيح.
  10. عمر بن محمد العويضي(1433 هـ)، إطلالة البدر بفضائل وأسرار ليلة القدر (الطبعة الأولى)، صفحة 92-94. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي آبادي (1415 هـ )، عون المعبود شرح سنن أبي داود (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 177-178، جزء 4. بتصرّف.
  12. خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، الصوم جنة، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  13. عَبد الله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض : مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 96، جزء 3. بتصرّف.
  14. السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت: دار الفكر، صفحة 568، جزء 8. بتصرّف.
  15. عبدالله بن أحمد الحويل، “50 فائدة عن (ليلة القدر)”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  16. سورة القدر، آية: 3.
  17. سورة القدر، آية: 5.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

علامات ليلة القَدر الصحيحة

ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي:

  • تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؛[١][٢] والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.[٣]
  • تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٤][٥] وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).[٦][٧]
  • تكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).[٨][٧]
  • يُكرم الله تعالى بعض عباده بإحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”؛ لِما روته عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٩][١٠]

للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضل ليلة القدر وعلاماتها)).

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم؛ إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها،[١١] وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً، وهذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٢]

فضل ليلة القدر

ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-،[١٣] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها، وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: “الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر”،[١٤] وممّا يزيد هذه الليلة فضلاً أنّها باقية إلى قيام الساعة، وهي تختصّ ببعض الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:[١٥]

  • نزول سورة كاملة في فضلها، وقد سُمِّيت باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[١٦]
  • اعتبارها ليلة سلام وأمان؛ فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١٧]
  • قيام ليلها ابتغاء وجه الله -تعالى- سببٌ لغفران ما تقدَّم من ذنوب العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٨]

للمزيد من فضائل ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضائل ليلة القدر)).

للمزيد من التفاصيل حول ليلة القدر الاطّلاع على المقالات الآتية:

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 762، صحيح.
  2. عَبدالله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 99، جزء 3. بتصرّف.
  3. : محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار السلام، صفحة 302، جزء 9. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 4-5.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003 )، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة : المكتبة التوفيقية، صفحة 150، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة ، الصفحة أو الرقم: 7708، حسن.
  7. ^ أ ب “علامات ليلة القدر”، www.islamstory.com، 9-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513 ، حسن صحيح.
  10. عمر بن محمد العويضي(1433 هـ)، إطلالة البدر بفضائل وأسرار ليلة القدر (الطبعة الأولى)، صفحة 92-94. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي آبادي (1415 هـ )، عون المعبود شرح سنن أبي داود (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 177-178، جزء 4. بتصرّف.
  12. خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، الصوم جنة، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  13. عَبد الله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض : مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 96، جزء 3. بتصرّف.
  14. السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت: دار الفكر، صفحة 568، جزء 8. بتصرّف.
  15. عبدالله بن أحمد الحويل، “50 فائدة عن (ليلة القدر)”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  16. سورة القدر، آية: 3.
  17. سورة القدر، آية: 5.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

علامات ليلة القَدر الصحيحة

ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي:

  • تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)؛[١][٢] والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.[٣]
  • تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[٤][٥] وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).[٦][٧]
  • تكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).[٨][٧]
  • يُكرم الله تعالى بعض عباده بإحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”؛ لِما روته عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[٩][١٠]

للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضل ليلة القدر وعلاماتها)).

الفائدة من معرفة علامات ليلة القدر

معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل السّعد إلى قلب المسلم؛ إذ يُسَنُّ له إحياء ليلة القدر بالطاعات، ويُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر المسلم بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها،[١١] وفي معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً، وهذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[١٢]

فضل ليلة القدر

ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-،[١٣] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها، وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: “الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر”،[١٤] وممّا يزيد هذه الليلة فضلاً أنّها باقية إلى قيام الساعة، وهي تختصّ ببعض الخصائص والفضائل، منها ما يأتي:[١٥]

  • نزول سورة كاملة في فضلها، وقد سُمِّيت باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام-، ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).[١٦]
  • اعتبارها ليلة سلام وأمان؛ فالله لا يُقدّر فيها إلّا السلامة، قال -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[١٧]
  • قيام ليلها ابتغاء وجه الله -تعالى- سببٌ لغفران ما تقدَّم من ذنوب العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١٨]

للمزيد من فضائل ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: ((فضائل ليلة القدر)).

للمزيد من التفاصيل حول ليلة القدر الاطّلاع على المقالات الآتية:

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 762، صحيح.
  2. عَبدالله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 99، جزء 3. بتصرّف.
  3. : محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة دار السلام، صفحة 302، جزء 9. بتصرّف.
  4. سورة القدر، آية: 4-5.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003 )، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة : المكتبة التوفيقية، صفحة 150، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن واثلة ، الصفحة أو الرقم: 7708، حسن.
  7. ^ أ ب “علامات ليلة القدر”، www.islamstory.com، 9-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
  9. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513 ، حسن صحيح.
  10. عمر بن محمد العويضي(1433 هـ)، إطلالة البدر بفضائل وأسرار ليلة القدر (الطبعة الأولى)، صفحة 92-94. بتصرّف.
  11. محمد أشرف بن أمير بن علي آبادي (1415 هـ )، عون المعبود شرح سنن أبي داود (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 177-178، جزء 4. بتصرّف.
  12. خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، الصوم جنة، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  13. عَبد الله بن محمد الطيّار (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض : مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 96، جزء 3. بتصرّف.
  14. السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت: دار الفكر، صفحة 568، جزء 8. بتصرّف.
  15. عبدالله بن أحمد الحويل، “50 فائدة عن (ليلة القدر)”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2020. بتصرّف.
  16. سورة القدر، آية: 3.
  17. سورة القدر، آية: 5.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى