محتويات
علاج نقص هرمون النمو عند البالغين بتعويض النقص
يُمكن علاج حالة نقص هرمون النمو عند البالغين (بالإنجليزية: Adult-onset growth hormone deficiency) بنجاح باستخدام العلاج بهرمون النّمو البديل (بالإنجليزية: Growth hormone replacement therapy)،[١] إذ يصِف الطبيب حقن هرمون النّمو البديل بجرعاتٍ يومية بُمجرد تأكيد إصابة الشخص بنقص هرمون النمو عند البالغين، ومن الجدير ذكره أنّه بإمكان الشخص حقن هذا الدواء بنفسه، أو الاستعانة بأحد أفراد أسرته لحقن الجرعة، وسيتمّ لاحقًا بيان جميع النّواحي المُتعلّقة بأخذ هذا النّوع من العلاجات،[٢] ويُشار إلى امتلاك العلاج بهرمون النمو البديل تأثيراتٍ عدّة مُفيدة للمريض بشكلٍ مُستمر، وحول تأثيرات العلاج بهرمون النّمو البديل فيُشار إلى أنّه يعمل على تحسين الصّحة العامّة للشخص وبالتالي تحسين جودة حياته وقدرته على الإنتاج، كما يلعب هذا النّوع من العلاجات دورًا في تقليل إجمالي الدهون في الجسم؛ وخاصّة الدهون الموجودة حول منطقة البطن، ويُساهم أيضًا في زيادة كتلة الجسم الإجمالية دون دهون وكذلك زيادة كتلة عضلاته، وهذا بحدّ ذاته يلعب دورًا في تحسين قوّة الجسم وقدرته على تحمّل التمارين الرياضيّة، ومن شأنه تحسين اللياقة البدنية للشخص، ذلك أنّ العلاج بهرمون النّمو البديل يرتبط جزئيًّا بتحسين وظيفة القلب،[٣] كما يُساهم أيضًا في تحسين جودة النّوم، بحيث يُصبح الشخص قادرًا على النّوم بعمق لساعاتٍ أطول مع انخفاض عدد مرات استيقاظه أثناء نومه،[٤] ومن الجدير ذكره أنّ فعاليّة العلاج بهرمون النمو البديل في تحسين مكوّنات الجسم تلعب دورًا في تقليل احتمالية تطوّر مرض السّكري مستقبلًا، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ هذا النّوع من العلاجات من شأنه تحسين مستويات الدهون في الدم وإبقائها بمعدلاتٍ طبيعيّة إلى حدٍّ ما، خاصّة عند استخدامه إلى جانب دواء الستاتين (بالإنجليزيّة: Statin)، ويتمثل ذلك بتحقيق انخفاض في مستويات الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار المعروف بالبروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein).[٥]
جرعة العلاج ومدته
كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الطبيب يصِف هرمون النمو البديل بعد تشخيص إصابة الفرد بنقص هرمون النمو عند البالغين، بحيث يصِف هذا العلاج بجرعةٍ مُنخفضة، ومن ثمّ تتمّ زيادة الجرعة بشكلٍ تدريجيّ إلى أن يتمّ الوصول إلى الجرعة المداومة (بالإنجليزية: Maintenance Dose) النّهائية، أيّ الجرعة الأنسب للحفاظ على مستويات الهرمون ضمن المدى المُقرر لذلك، ومن الجدير ذكره أنّ الطبيب سيتابع المريض بشكلٍ دوري على مدى فتراتٍ تتراوح عادةً بين شهر إلى شهرين للاطمئنان على حالة المريض وتقييم استجابته للعلاج، كما تتضمّن الزيارات الدورية الحصول على عينة دم من المريض وإخضاعها للفحص المخبري الذي يكشف عن تركيز عامل النمو شبيه الإنسولين-1 فيها بما يُمكّن من تعديل جرعة الدواء، ومحاولة الوصول إلى الجرعة الصحيحة والمُلائمة للمريض،[٦][٧] وقد يتضمّن ذلك زيادة الجرعة أو تقليلها، أو إيقاف تناول الدواء،[٨] وعليه يُمكن القول بأنّ جرعة هرمون النمو البديل التي يصِفها الطبيب تُحسب بناءً على استجابة المريض ونتائج اختبارات الدم المُجراة،[٥] ومن الجدير ذكره أنّ الدواء يُعطى لعدّة سنوات في الغالب، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ الزيارات الدورية للطبيب تستلزم إجراء مجموعة من الفحوصات الأخرى إلى جانب فحص الكشف عن مستوى هرمون عامل النمو شبيه الإنسولين-1، ومن الأمثلة على الفحوصات الأخرى المُجراة في هذه الحالة فحص مستويات الكوليسترول، ومستويات السكر في الدم، وكثافة العظام، ويكون الهدف منها الاطمئنان على صحّة المريض وتأثيرات العلاج الأخرى.[٨]
طريقة أخذ الدواء
يُفضل المرضى في العادة أخذ الأدوية على هيئة حبوب فموية أكثر من الأشكال الصيدلانية الأخرى لنواحٍ عدّة من بينها سهولة الاستخدام، ولكن هُناك بعض الأدوية التي لا يُمكن إعطاؤها عن طريق الفم؛ مثل هرمون النمو البديل، إذ يتوفر هذا النّوع من العلاجات على هيئة حقن فقط، أمّا عن سبب عدم توافره على هيئة حبوب فموية فيُعزى ذلك إلى أنّ المعدة تهضمه قبل أن يتمّ امتصاصه إلى مجرى الدم،[٥] وقد تمّ تطوير نوع من هرمون النمو يُعرف بهرمون النمو البشري المؤتلف (بالإنجليزيّة: Recombinant human GH)، والذي يُعطى عن طريق حقنِه تحت الجلد مرة واحدة بشكلٍ يومي، ويُمكن القول بأنّ طريقة إعطائه تتشابه إلى حدٍّ ما مع الطريقة التي يُعطى فيها الإنسولين لمرضى السّكري،[٩] وحول مناطق الجسم التي يُفضل حقن هرمون النمو البديل فيها فهي عديدة؛ ومنها البطن، والفخذ، والأرداف، ويجدُر التنبيه إلى أهمية تناوب مواضِع الحقن، أيّ محاولة تجنّب تكرار الحقن في نفس الموضع مراتٍ متتابعة، إذ إنّ ذلك من شأنه التسبّب بأعراضٍ جانبية موضعية؛ مثل الالتهاب الموضعي وحدوث الضمور الشحمي (بالإنجليزية: Lipoatrophy)،[٧] ومن الجدير ذكره أنّ الإبر والمحاقن كانت تُستخدم في السابق لإعطاء هرمون النّمو البديل، أمّا حاليًا فتتوفر العديد من الأجهزة سهلة الاستخدام على هيئة قلم والتي يُمكن الاستعانة بها لأخذ هرمون النمو البديل بدقة وسهولة، إذ إنّ الإبرة الموجودة في القلم لا تكون ظاهرة للعيان، وهذا ما يُجنّب المريض التأثير النفسي السلبي لذلك، وفي هذا السّياق يُشار إلى أهمية التخلّص من الإبرة ورميها في حاوية الأدوات الحادّة المُخصّصة لذلك وليس في سلّة المُهملات العادية.[٥]
الآثار الجانبية
كما هو الحال مع الأدوية الأخرى، فقد يترتب على العلاج بهرمون النمو البديل حدوث بعض الآثار الجانبية، ويُعتبر أكثرها شيوعًا التأثيرات الضارة المُرتبطة باحتباس السوائل في الجسم، بما في ذلك الشعور غير العادي بالمذل أو الخدران (بالإنجليزية: Paresthesia)، أو تصلّب المفاصل، أو الوذمة المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral edema)، أو ألم المفاصل أو العضلات، أو متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal tunnel syndrome)، أو ارتفاع ضغط الدم، ومن الجدير ذكره أنّ معظم هذه الآثار الجانبية تتحسّن وتقلّ شدّتها مع تقليل جرعة هرمون النمو البديل، مع التأكيد على أهمية أنّ الآثار الجانبية ليست مدعاة للامتناع عن أخذ الدواء، بل إنّ استخدامها وفقًا لإرشادات الطبيب وتعليماته من شأنه التقليل من احتمالية حدوث الآثار الجانبية قدر الإمكان، وعليه يجدُر التنبيه إلى ضرورة تجنّب إيقاف الدواء أو تغيير جرعته إلّا إذا أشار الطبيب بذلك، وهُناك بعض العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر المُعاناة من هذه الآثار الجانبية والتي تؤخذ بعين الاعتبار؛ مثل الجنس الأنثوي، والتقدّم في العمر، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم،[١٠] ويجدُر طمأنة المريض إلى أنّ استخدام الشخص البالغ لهرمون النمو لا يؤدي إلى نموّه مرةً أخرى.[٢]
في هذا السّياق يُشار إلى أنّ الدراسات المُجراة حول علاج كبار السّن الأصحاء بهرمون النمو البديل كان حجمُها صغيرًا نسبيًّا كما أجريت خلال مدة قصيرة من الزمن، لذلك لا توجد معلومات مؤكدة تدعم طبيعة الآثار الجانبية طويلة المدى التي قد تنتج عن هذا النّوع من العلاجات،[١١] وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب إعطاء هرمون النمو البديل للمرضى الذي يُعانون من سرطانات أو أورام نشِطة، وأولئك اللذين يُعانون من مُضاعفاتٍ ناتجة عن الخضوع لجراحة القلب المفتوح أو جراحة البطن، والأشخاص اللذين يُعانون من إصاباتٍ عدّة ناتجة عن التعرّض لحادث كبير أو الذين يعانون من اضطراباتٍ في عملية التنفس، وقد يؤثر تناول هرمون النمو البديل على طريقة استخدام الجسم لهرمون الإنسولين، لذلك يجدُر بمرضى السّكري مراقبة مستويات السكر في الدم بشكلٍ مُستمر والمُتابعة مع أطبائهم لاتخاذ الإجراء المُلائم في حال حدوث أيّ تغييرات تستدعي التدخل الطبي.[٢]
متابعة المريض
بُمجرد الوصول إلى جرعة المداومة يجدُر إطالة فترة المُتابعة لتُصبح كلّ ستة أشهر، ويتضمّن ذلك إجراء تقييم سريري، وتقييم الآثار الجانبية، ومستوى عامل النمو شبيه الإنسولين-1 في المصل، ومستوى السكر الصيامي (بالإنجليزية: Fasting blood sugar)، ومستويات الدهون في الدم، ومن الجدير ذكره ضرورة إجراء مراقبة لوظائف الغدة الدرقية والكظرية بشكلٍ منتظم حتّى وإن كانت طبيعية قبل البدء بالعلاج بهرمون النمو البديل؛ نظرًا لأنّ العلاج بهرمون النمو البديل من شأنه التسبّب بتقليل مستويات الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) وهرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) الحرّ في المصل،[١٠] ويُشار إلى أنّه يستلزم إخضاع الشخص للتصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) بشكلٍ سنوي في الحالات التي يكون فيها نقص هرمون النمو عند البالغين مُرتبطًا بالإصابة بورم النّخامية،[٢] وعند المتابعة يجدُر أخذ الاعتبارات التالية في الحسبان:[١٠]
- المرضى الذين يتبعون العلاج بهرمونات الدرقية أو الكظرية البديلة بالتّزامن مع هرمون النمو البديل: فقد يتطلّب الأمر تعديل جرعات هرمونات الدرقية أو الكظرية البديلة بعد البدء بالعلاج بهرمون النمو البديل.
- المرضى اللذين يستخدمون العلاج بالتستوستيرون البديل بالتّزامن مع هرمون النمو البديل: إذ قد يستلزم الأمر خفض الجُرعات المُستخدمة من هرمون النمو البديل؛ ذلك أنّ هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) من شأنه تعزيز تأثير هرمون النمو، وقد يترتب على ذلك زيادة شدّة الأعراض الجانبية التي قد يُسبّبها هرمون النمو البديل.
- النّساء اللاتي يستخدمن العلاج بالإستروجين البديل بالتّزامن مع هرمون النمو البديل: إذ إنّ استخدام الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الفموي يستلزم الحصول على جرعات أعلى من هرمون النمو البديل في حال الحاجة له، أمّا مستحضرات الإستروجين المُستخدمة عبر الجلد فقد لا تستلزم تعديلًا على جرعات هرمون النمو البديل.
طرق أخرى لعلاج نقص هرمون النمو عند البالغين
قد تستلزم بعض حالات نقص هرمون النمو عند البالغين اتباع علاجات أخرى ويكون ذلك تبعًا للمُسبّب الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، ففي حالات الإصابة بورم النّخامية فقد تكون هُناك حاجة إلى الخضوع لعملية جراحيّة أو العلاج الإشعاعي، وقد يتطلّب الأمر أخذ هرمونات الغدة النّخامية بهدف السّيطرة على الغدّة التي لا تعمل بنحوٍ صحيح،[٨] وهُناك العديد من الإجراءات وأنماط الحياة التي يجدُر بالمريض اتباعها؛ بما في ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم، واتباع نظام غذائي صحّي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كما يجدُر بالطبيب توجيه المريض لجعل العلاج جزءًا من ممارسات الحياة اليومية.[١٢]
المراجع
- ↑ “Adult-onset growth hormone deficiency”, www.yourhormones.info, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Adult Growth Hormone Deficiency”, www.cedars-sinai.edu, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ↑ “Adult Growth Hormone Deficiency”, pituitary.org, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ↑ “Therapeutic Benefits of Growth Hormone Replacement”, www.medscape.org, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Adult Growth Hormone Deficiency”, www.magicfoundation.org, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ↑ “Adult Growth Hormone Deficiency – Treatment”, www.pituitarysociety.org, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ^ أ ب “recombinant growth hormone”, www.vanderbilthealth.com, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت “What do growth hormone injections do?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ↑ “Treatment for Adult Growth Hormone Deficiency”, stanfordhealthcare.org, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Growth Hormone Deficiency in Adults Treatment & Management”, emedicine.medscape.com, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ↑ “Human growth hormone (HGH): Does it slow aging?”, www.mayoclinic.org, Retrieved March 16, 2020. Edited.
- ↑ “Human growth hormone (HGH): Does it slow aging?”, www.endocrineweb.com, Retrieved March 16, 2020. Edited.