محتويات
'); }
علاج نقص المناعة عند الأطفال
ختلف علاج مرض نقص المناعة عند الأطفال باختلاف نوعه، وحالة الطفل الصحيّة، ولفهم العلاج لا بُدّ من بيان أنّ اضطرابات نقص المناعة (بالإنجليزية: Immunodeficiency Disorders) نوعان؛ اضطراب المناعة الأوّلي (بالإنجليزية: Primary Immunodeficiency Disorder) وهو الذي يولد مع الشخص بحيث يعاني من عيوبٍ خَلقية في جهاز المناعة، واضطراب المناعة المكتسبة أو الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Immunodeficiency Disorder) وهو النوع الأكثر شيوعًا والذي ينتج عن حالاتٍ مرضية أو التعرض لبعض السموم في وقت لاحق من الولادة.[١][٢]
علاج نقص المناعة الأولي عند الأطفال
يختلف علاج نقص المناعة الأولي عند الأطفال بناءً على طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه المريض بحسب ما يراه الطبيب المختص مناسبًا،[٢] حيث تشمل الخيارات العلاجية: الوقاية من العدوى وعلاجها، وتقوية جهاز المناعة، وعلاج السبب الكامن وراء اضطراب المناعة، ويُشار أنّ بعض حالات اضطراب المناعة الأولية تكون مرتبطةً بأحد الأمراض الخطيرة كالسرطان، واضطراب المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Disorders) وهي أيضًا تتطلبُ العلاج.[٣]
'); }
التحكم بالعدوى
يمكن التحكم بالعدوى (بالإنجليزية: Infection) كما يأتي:
- علاج العدوى: يعتمد اختيار الدواء المناسب لعلاج العدوى على نوع الميكروب المُسبب لها؛ فإذا كان بكتيريا فإنّ المضادات الحيوية هي الخيار الأمثل لعلاجه، وقد يتطلّب العلاج أخذ الدواء لفترةٍ أطول من المعتاد، وفي الحالات التي لا تُشفى من المضادات الحيوية قد تحتاج لدخول المستشفى، واستخدام المضادات الحيوية الوريدية، وتوصف المضادات الحيوية حالما تظهر إحدى العلامات الدالّة على العدوى مثل الحمى، وأحيانًا قبل إجراء التدخلات الطبية التي قد تتضمن وصول البكتيريا إلى مجرى الدم مثل الإجراءات الطبية للأسنان والجراحات عامةً، وأمّا العدوى الفيروسية فتُعالج بمضادات الفيروسات، وذلك بمجرّد ظهور أولى علامات العدوى الفيروسية على الأشخاص المصابين باضطراب نقص المناعة،[٤][٥] وأمّا العدوى الفطرية فتُعالج بمضادات الفطريات.[٦]
- ‘علاج الأعراض: تساعد الأدوية التي تنتمي إلى بعض المجموعات الدوائية على تخفيف الأعراض المرافقة للعدوى مثل الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة للألم كالآيبوبروفين، ومزيلات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) لتخفيف احتقان الجيوب الأنفية، والأدوية المقشّعة للبلغم والمستخدمة في التخلص من المخاط الموجود في الشعب الهوائية.[٤]
تقوية جهاز المناعة
يمكن تقوية المناعة من خلال استخدام أيّ من العلاجات الآتية:[٧]
- العلاج باستخدام الجلوبيولين المناعي: (بالإنجليزية: Immunoglobulin Therapy) يعتمد العلاج بالجلوبيولين المناعي على استخدام الحقن المحتوية على بروتينات الأجسام المضادة التي يحتاجها جهاز المناعة لمحاربة العدوى، بحيث تُحقنُ مباشرةً بالوريد كل بضعة أسابيع، أو تحت الجلد مرة أو مرتين في الأسبوع.
- العلاج بالإنترفيرون غاما: (بالإنجليزية: Interferon-Gamma Therapy) يمكن تعريف الإنترفيرونات على أنّها مواد طبيعية تنشط الخلايا المناعية وتحارب الفيروسات، وأما إنترفيرون غاما فهو مادّة مصنّعة تُستخدم في علاج مرض الورم الحبيبي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Granulomatous Disease) الذي يعدّ أحد أشكال نقص المناعة الأولي، ويُعطى إنترفيرون غاما على هيئة حقنة في الفخذ أو الذراع ثلاث مرات أسبوعيًّا.
- عوامل النمو: (بالإنجليزية: Growth Factors) يمكن استخدامها لعلاج حالة نقص المناعة الناتج عن نقص بعض أنواع خلايا الدم البيضاء، حيث تساعد عوامل النمو على رفع عدد خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن تقوية الجهاز المناعي.
الوقاية من العدوى
فيما يأتي بعض النصائح لتجنّب العدوى والوقاية منها قدر المستطاع:
- اتباع نظام غذاء صحّي: وذلك من خلال تجنّب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا لاحتمالية احتوائها على البكتيريا، وشرب المياه المفلترة أو المعبأة في زجاجات، والحفاظ على النظافة الشخصية، وتجنب التعرض للعدوى، وقد تبرز الحاجة إلى زيارة أخصائي التغذية لمعرفة الأطعمة ذات العناصر الغذائية المهمة لصحّة الطفل والتأكد من حصول الطفل عليها.[٨][٩]
- العلاج الطبيعي: يساهم العلاج الطبيعي في الحفاظ على قوة العضلات واللياقة البدنية، وممارسة بعض المهام بالتعاون مع معالج اللياقة البدنية.[٨]
- اللقاحات: في الوضع الطبيعي وعند الحصول على جرعة من لقاح، فإنّ ذلك يحفز تكوّن الأجسام المضادة للميكروبات التي يقي اللقاح منها، لذا في حالات اضطراب نقص المناعة والتي لا يتأثر فيها تكوين الأجسام المضادة فإنّ إعطاء اللقاحات يرفع المناعة، أمّا إذا كان الاضطراب يؤثر في تكوين الأجسام المضادة، فإنّ الحصول على اللقاح قد يتسبب بالمرض بدلًا من إنتاج الأجسام المضادة،[٥] وعلى أية حال فإنّ الأطفال المصابين بنقص المناعة الأولي قد لا يتمكنون من الحصول على اللقاحات التي تحتوي الفيروسات الحيّة مثل لقاح شلل الأطفال الفموي (بالإنجليزية: Polio vaccine)، ولقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Measles-Mumps-Rubella Vaccine).[١٠]
- قد يحتاج البعض أخذ المضادات الحيوية على المدى الطويل، مثلًا لمنع الإصابة بالتهاباتٍ تنفسية وحدوث ضرر دائمٍ للرئتين أو الأذنين.[١٠]
تصحيح نقص المناعة
من الخيارات التي تساعد على تعديل أو تصحيح نقص المناعة ما يأتي:
زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم (HSCT)
تُعرف زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة الدم (بالإنجليزية: Hematopoietic Stem Cell Transplantation) بأنها عملية تشمل نقل خلايا جذعية طبيعية من المُتبرِّع إلى الشخص المصاب بنقص المناعة، مما يمنحه جهازًا مناعيًّا طبيعيًّا، وتؤخذ الخلايا الجذعية من نخاع العظم أو من مشيمة الولادة والتي يحتفظ بها في بنك دم الحبل السري، ويُشار أنّ هذه العملية توفّر حلًّا دائمًا للعديد من اضطرابات نقص المناعة التي تهدد الحياة، ويُشترط أن يكون لدى المتبرع بالخلايا الجذعية أنسجة مطابقة بيولوجيًّا لأنسجة الشخص المُتبرع له، إلّا أنّ بعض حالات الزراعة قد تفشل على الرغم من التطابق الجيد، ومن الجدير ذكره أنّ العلاج بزراعة الخلايا الجذعية عادةً ما يتطلب استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي قبل إتمام الزراعة لتدمير الخلايا المناعية العاملة، ومما يجعل متلقي الزراعة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.[٧]
العلاج الجيني
يمكن للعلاج الجيني علاج بعض الاضطرابات الوراثية، حيث يُدرجُ جينٌ طبيعيٌ لخلايا الشخص المصاب باضطراب وراثي معيّن، مما يصحح الخلل الجيني المسبب للاضطراب.[٥]
علاج نقص المناعة الثانوي عند الأطفال
تتسبب العديد من المشاكل الصحية بإضعاف الجهاز المناعي، والإصابة باضطرابات المناعة التي تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وقد تكون هذه المشاكل الصحية المسببة لضعف المناعة موجودة عند الولادة، وقد تحدث لاحقًا بسبب العوامل البيئية، ومن أبرز هذه المشاكل الصحية ما يأتي:[١١]
- أنواع معينة من السرطان.
- سوء التغذية.
- التهاب الكبد الفيروسي.
نقص المناعة الناتج عن الأدوية
يتسبب أخذ الأدوية المثبطة لجهاز المناعة بزيادة فرصة الإصابة بالعدوى، لذا يحتاج المرضى الذين يأخذون هذه الأدوية لفترات طويلة مراقبة دقيقة لاكتشاف أي عدوى محتملة الحدوث وعلاجها فور اكتشافها.[١٢]
فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز
تؤدي الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، واختصارًا HIV، إلى تدمير خلايا الدم البيضاء، وفي حال تركه دون علاج فإنّه يتسبب بالإيدز أو ما يُعرف بمتلازمة نقص المناعة المكتسب (بالإنجليزية: Acquired Immunodeficiency Syndrome)، اختصارًا AIDS، مما يؤدي بالنتيجة إلى إلحاق الضرر الجسيم بجهاز المناعة،[١٣] وفيما يتعلق بعلاج فيروس نقص المناعة البشرية فتستخدم الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (بالإنجليزية: Antiretroviral Medications) والتي توقف تكاثر الفيروس في الجسم، وتمنع المزيد من الضرر، مما يعطي فرصة لجهاز المناعة لإصلاح نفسه، وعادةً ما تُستخدم عدة أنواع من هذه الأدوية في العلاج، وقد تكون محضّرة على شكل حبة واحدة تحتوي على عدد من الأدوية، وذلك لأنّ فيروس نقص المناعة البشرية من المحتمل أن يكون سريع التكيّف ويقاوم العلاج بسرعة.[١٤]
الورم الخبيث وعلاجه
يعتبر سرطان الغدد الليمفاوية للخلايا البائية (بالإنجليزية: B-cell Lymphoma) من الأمثلة على الأورام الخبيثة، والخلايا البائية هي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء التي تحارب الجراثيم التي يتعرّض لها الجسم، ولكنّ إصابة هذه الخلايا بالسرطان يجعل منها خلايا غير طبيعية لا تستطيع حماية الجسم، وعند استخدام علاجات سرطان الغدد الليمفاوية، كزراعة الخلايا الجذعية والعلاج الكيماوي، فإنّها تدمّر الخلايا البائية وجزءًا من نخاع العظم المسؤول عن تصنيع خلايا مناعية جديدة، مما يؤدي إلى تناقص التعداد العام للخلايا المناعية المحاربة للجراثيم، وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لمنع الإصابة بالمرض ريثما يتعافى الجهاز المناعي ويستعيد قدرته مجددًا خلال الأشهر القادمة.[١٥]
سوء التغذية
تلعب التغذية الجيدة والصحيحة دورًا في تحسين صحّة كل من الأم والرضيع أو الطفل، ودعم الجهاز المناعي وتقويته لديهما، إذ إنّ سوء التغذية يؤثر في جميع أجهزة الجسم، بما فيها تراجع كفاءة الجهاز المناعي في مكافحة العدوى، ويزيد من فرص التعرض للمرض ويزيد من مضاعفاته حال حدوثه.[١٦][١٧]
نصائح وإرشادات للأهل
بالإضافة إلى ما تمّ ذكره سابقًا من إجراءات علاجية وإرشادية لرفع مناعة الطفل، فإنّه يجب على الوالدين وفي حال كان الطفل يعاني من اضطراب نقص المناعة الأولي حماية صغيرهم من العدوى، وذلك من خلال اتباع الإجراءات الآتية:[١٨]
- التأكد من حصول الطفل على ساعات الكافية من النوم بما يتناسب مع عمره، والحفاظ على نظام النوم بشكل جيد.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالأمراض مثل نزلات البرد، وتجنب التجمعات الكبيرة قدر الإمكان.
- متابعة النظافة الشخصية للطفل من غسل لليدين بشكل متكرر، وتنظيف الأسنان مرتين يوميًّا.
- المتابعة مع الطبيب والحصول على النصائح المتعلقة بحماية صحة الطفل.
المراجع
- ↑ “Immunodeficiencies”, www.mottchildren.org, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب “Immune Deficiency Disorders (Pediatric)”, www.columbiadoctors.org, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “Primary immunodeficiency”, www.mayoclinic.org,Jan 30, 2020، Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب “Primary immunodeficiency”, www.nchmd.org,1/30/2020، Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت James Fernandez (Dec 2019), “Overview of Immunodeficiency Disorders”، www.merckmanuals.com, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “Primary Immunodeficiency Diseases (PIDs)”, www.rileychildrens.org, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب “Primary immunodeficiency”, www.mayoclinic.org,Jan. 30, 2020، Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب “Primary Immunodeficiency Diseases”, www.dukehealth.org,01/22/2018، Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “Treatments for Primary Immunodeficiency in Children”, www.childrenshospital.org, Retrieved 28-11-2020. Edited.
- ^ أ ب “Primary immunodeficiency”, www.stclair.org,30-1-2020، Retrieved 28-12-2020.
- ↑ Shilpa Amin, M.D., CAQ, FAAFP (June 3, 2020), “How to stay healthy with a weak immune system”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ Minesh Khatri, MD (May 16, 2019), “What Are Immune Deficiency Disorders?”، www.webmd.com, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “Immune System and Disorders”, Www.medlineplus.gov, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “HIV and AIDS”, www.nhs.uk,3 April 2018، Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ Gabriela Pichardo (December 16, 2020), “B-Cell Lymphoma: Protect Your Immune System”، www.webmd.com, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “Introduction to Malnutrition”, www.bapen.org.uk,20 September 2018، Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “Nutrition”, www.who.int, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ “Primary Immunodeficiency Disorders (Immune Deficiency)”, www.lifespan.org, Retrieved 22/12/2020. Edited.