المتلازمات

جديد علاج متلازمة داون

علاج متلازمة داون

على الرّغم من عدم وجود علاج مُعين يُمكن استخدامه لعكس الاضطرابات الجينيّة التي تؤدّي إلى الإصابة بمتلازمة داون (بالإنجليزيّة: Down syndrome)، إلّا أنّه بالإمكان السّيطرة على العديد من الحالات الطبيّة والتطوريّة المُرتبطة بداون في سبيل تحسين جودة حياة المُصاب، وتعزيز تطوّره، بالإضافة إلى زيادة متوسّط العمر المتوقّع له؛[١] فالأشخاص المُصابين بمتلازمة داون يكونون أكثر عُرضة لاحتمالية تطوّر عدد من الحالات والمشاكل الصحيّة مقارنةً بالأشخاص غير المُصابين بهذه المتلازمة، وقد تحتاج العديد من الحالات الصحيّة المُرتبطة بهذه المتلازمة الحصول على الرّعاية الفوريّة بعد الولادة مباشرةً، أو العلاج العرضي خلال فترة الطفولة والمراهقة، أو العلاج طويل المدى خلال الحياة، وبجانب اعتماد العلاجات المُستخدمة على القوّة الشخصيّة للمُصاب والتقييدات فإنّها أيضًا تعتمد على الحاجات الجسديّة والعقليّة لكلّ فرد، ويتطلّب الأمر حصول المُصابين بهذه الحالة على العناية المُناسبة خلال عيشهم في المنزل والمجتمع.[٢]

يتمّ الاعتماد على فريق من المتخصصين الذين بما يُمكّن من تقديم العناية الطبيّة والمساعدة أيضاً على تطوير مهارات الطّفل قدر الإمكان، ويُساهم هؤلاء المُختصّين في تسخير المصادر المتوفّرة واتباع البرامج الخاصّة بالأطفال والبالغين الذين يُعانون من إعاقات أو صعوباتٍ مُعينة، وقد يتضمّن الفريق المختصّ برعاية مجموعة من الخبراء، بحيث يتمّ تقدير مدى الحاجة لكلٍّ منهم اعتماداً على الاحتياجات الخاصّة بالطّفل المُصاب بمتلازمة داون، وفيما يلي أبرز الخبراء والأطباء التي قد يكون هناك حاجة لهم:[٣][٣]

  • طبيب أطفال الرعاية الأوليّة؛ لتقديم الرعاية الروتينيّة لمرحلة الطفولة وتنسيقها.
  • طبيب قلب الأطفال.
  • طبيب أمراض الجهاز الهضميّ للأطفال.
  • طبيب غدد صمّاء أطفال.
  • طبيب اختصاص نمو الأطفال.
  • طبيب أعصاب الأطفال.
  • طبيب أطفال اختصاص أذن وأنف وحنجرة.
  • طبيب عيون للأطفال.
  • أخصائي سمع.
  • أخصائي نطق.
  • مُعالج طبيعي.
  • أخصائي العلاج الوظيفيّ.

قد تستلزم الخطّة العلاجية العديد من العلاجات المُتبعة خلال فترة حياة الطّفل المريض والتي تهدف إلى تعزير أفضل احتماليّة للتطوّر، والاستقلاليّة، والإنتاجيّة، ويتضمّن ذلك اتباع العلاج الجسديّ، وعلاج اللّغة والكلام، والعلاج المهنيّ، والعلاجات السلوكيّة والعاطفيّة، والعلاجات الدوائيّة والمكمّلات، بالإضافة إلى الاستعانة بالأجهزة المُساعدة وبعض العلاجات الجراحيّة؛ وسيتمّ بيان هذه العلاجات بشكلٍ مفصّلٍ.[٢]

العلاج الجسدي

يتضمّن العلاج الجسديّ (بالإنجليزيّة: Physical therapy) اتباع مجموعة من التمارين والأنشطة التي تُساهم في توجيه المهارات، وتحسين وضعيّة الجسم وتوازنه، وزيادة قوّة العضلات، ويُشار إلى أهمية هذا النّوع من العلاجات؛ وبخاصّة في المراحل الأولى من حياة الطّفل، إذ إنّه يلعب دورًا مهمًّا في بناء القدرات الجسديّة التي تُشكّل أساس لاكتساب المهارات الأخرى، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ امتلاك الطّفل الرضيع القدرة على الزّحف والالتفاف والوصول إلى الأشياء تعدّ أمور مهمّة في التعرّف على العالم المُحيط وكيفيّه التّفاعل معه، كما يُساعد المُعالج الجسديّ الأطفال الذين يُعانون من متلازمة داون على تعويض التحديات الجسديّة التي يُواجهونها كضعف العضلات بطرقٍ من شأنها المُساهمة في تقليل احتمالية المُعاناة من المشاكل طويلة الأمد، فعلى سبيل المثال قد يُساعد المُعالج الطفل على إنشاء نمط مشي فعّال بدلاً من النّمط الذي قد يُسبب ألم الأقدام.[٢]

علاج النطق

يمتلك الأطفال الذين يُعانون من متلازمة داون فم صغير الحجم ولسان مُتضّخم بشكلٍ قليلٍ، ويُلاحظ ذلك في أغلب من هم مُصابين بهذه المتلازمة، وقد يترتب على ذلك مواجهة صعوبة في التحدّث بشكلٍ واضحٍ، وقد تكون هذه المشاكل أكثر سوءًا لدى الأطفال الذين يُعانون من نقص توتر العضلات (بالإنجليزيّة: Hypotonia) نظرًا لأنّ هذه الحالة قد تؤثر في عضلات الوجه، ومن الجدير ذكره أنّ مُعاناة المُصابين بمُتلازمة داون من فقدان السّمع من شأنه التأثير في تطوّر النّطق، ولذلك فإنّ علاج النّطق (بالإنجليزيّة: Speech therapy) يهدف إلى تعليم الطفل المُصاب كيفيّة مواجهة هذه العقبات والتواصل مع الآخرين بوضوحٍ أكبرٍ، وبالإمكان تعليم الأطفال لغة الإشارة واستخدامها في تحقيق التواصل مع الآخرين.[٤]

العلاج الوظيفي

يُعاني العديد من الأطفال المُصابين بمتلازمة داون من صعوباتٍ مُرتبطة بالحركات الدقيقة، والمهارات الحركيّة الإجماليّة، والقضايا الحسيّة أيضاً، الأمر الذي يؤثّر في قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليوميّة، وهُنا تبرز الحاجة إلى العلاج الوظيفيّ (بالإنجليزيّة: Occupational therapy) الذي يُساهم في مُساعدة الأطفال على اكتساب المهارات الوظيفيّة التي يحتاجونها لتحقيق أقصى إمكانيات وقوّة في مراحل الحياة المُختلفة، وتتميّز جلسات العلاج الوظيفيّ بأنّها ممتعة ومبتكرة ومُحفّزة لنمو الطّفل الأمر الذي يُساهم في تطوير المهارات إلى جانب تعزيز الثقة بالنّفس،[٥] وتلعب دوراً مهمًّا في مساعدة الأفراد المُصابين وعائلاتهم خلال مراحل الحياة المُختلفة؛ منذ التّشخص مرورًا بمرحلة البلوغ وحتّى مراحل لاحقة، ويُمكن بيان دور العلاج الوظيفي في المراحل المُختلفة على النّحو الآتي:[٦]

  • خلال فترة الطفولة: يُقدّم المعالج الوظيفيّ المُساعدة للأمهات اللاتي يُعاني أطفالهنّ من متلازمة داون بشأن التغلّب على مشاكل تغذية الطّفل المُرتبطة بضعف عضلات الخدّ واللسان والشفاه، وقد يُركّز المعالج على إتّقان المهارات الحركيّة بما يُمكّن من تحقيق نوع من الاستقلال في مرحلة الطفولة المبكّرة، بالإضافة إلى اتّخاذ السّبل التي تُمكّن من التغلّب على مشكلة ضعف العضلات والأربطة الرخوة في المفاصل ومشاكل العجز البصريّ أو السّمعي.
  • خلال فترة المدرسة: يُساهم المُعالج في هذه الفترة في تنميّة مهارات الرعاية الذاتية والمهارات الحركيّة الإجماليّة والدّقيقة لدى الطفل المُصاب، بما يتضمّن تمكينة من مهارات بسيطة؛ كالقدرة على إقفال سحاب الإغلاق في السترة، واستخدام مقص الأظافر، وإتمام إجراءات الغرفة الصفيّة متعددة الخطوات لتسهيل مشاركة الطفل بالأنشطة المدرسيّة، كما يُساعد المُعالج الوظيفيّ الطفل في الغرفة الصفيّة عن طريق تحسين مهارات التواصل مع الآخرين عن طريق الكتابة اليدويّة أو الطّباعة أو استخدام لوحة المفاتيح، كما يُساهم في تسهيل قدرته على التكيّف مع الغرفة الصفيّة؛ كوضع المقاعد والكراسيّ للتمكّن من تحقيق أفضل أداء بناءً على القدرات الجسديّة للطفل.
  • خلال فترة البلوغ وبعدها: يُمكن أن يستفيد الأشخاص البالغين المُصابين بمتلازمة داون من العلاج الوظيفيّ عن طريق إيجاد فرصة وظيفية جيدة والاستمرار بالعمل، والمشاركة في الأنشطة الترفيهيّة للحفاظ على الصحّة، إضافةً إلى تعلّم مهارات العيش المُستقل.

الاستشارة الغذائية

يميل الأطفال المصابين بمتلازمة داون إلى أن يكونوا من ذوي الوزن الزائد؛ ويُعزى ذلك إلى أنّ أجسادهم تحرق السّعرات الحرارية بصورةٍ أبطىء مُقارنةً بالأطفال غير المُصابين بمُتلازمة داون، إضافةً إلى أنّ إصابتهم ببعض المشاكل الصّحية المُرتبطة بهذه المتلازمة قد تحول دون قدرتهم على المُشاركة بالأنشطة الجسديّة المنتظمة، وهُنا يتجسّد دور أخصائيّ التّغذية في وضع خطّة لنظام غذائيّ مُناسب وتقديم الأفكار المُفيدة المُرتبطة بهذه الخطّة.[٧]

العلاج السلوكي

يُساهم العلاج السلوكيّ (بالإنجليزيّة: Behavioral therapy) في مساعدة الطفل المُصاب بمُتلازمة داون على التأقّلم مع حالته، وفهم المشاعر والسلوكيات المعقدة أيضاً؛ فقد يُصاب مرضى متلازمة داون بالإحباط الأمر الذي قد يؤدّي إلى تطوّر السلوكيات القهرية لديهم، كما تزداد احتماليّة إصابتهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (بالإنجليزية: Attention deficit hyperactivity disorder) والمشاكل النفسية الأخرى، وبالتّالي يستلزم الأمر المُتابعة مع أخصائيّ الصحة النفسيّة.[٨]

العلاج التعليمي

يتمثل العلاج التعليمي (بالإنجليزيّة: Educational therapy) بالاستعانة بالمُعلم ليقوم بالتعامل مع الطفل المُصاب بمتلازمة داون بشكلٍ مباشرٍ خارج المدرسة، ويُغطّي هذا المفهوم العديد من المُختصين؛ ويتضمّن ذلك أخصائيّو القراءة المعنين بالتّعامل مع الأطفال الذين يُعانون من حالة فرط الحركة وتشتت الانتباه أو المُختصين بمساعدة الطفل على تعلّم مهارات الدراسة والتنظيم، كما يُساعد المعالجين التعليميين أيضاً في بناء المهارات الأكاديميّة للطفل وتعزيز مفهموم الثّقة بالنّفس لديه، وقد يكون هذا المعالج أيّاً من الآتي:[٩]

  • معلمو التعليم العام أو الخاص.
  • أخصائي القراءة أو الرياضيات.
  • أخصائيّ اجتماعيّ.
  • أخصائي نطق.
  • مُستشارون في مجالاتٍ مُعينة حاصلين على شهاداتٍ إضافيّة.

قد يتمّ تزويد المعالجين التّعليميّن ببرامج تتمّ إدارتها من قِبل بعض المنظمات والأنظمة المدرسيّة المحليّة في العديد من دول العالم، وتجدُر الإشارة إلى توعية الأهل والمعلميّن بأنّه لا يوجد نهج تعليمي مُعين يُناسب جميع الأطفال؛ فقد يُناسب العديد من الأطفال المُصابين بمتلازمة داون قضاء بعض الوقت في غرف التّعليم المدرسية مع الأفراد الآخرين غير المُصابين بهذه المتلازمة، في حين أنّ البعض منهم يحتاج إلى الخضوع لجلساتٍ أصغر ذات دعمٍ فرديٍ أكبر.[١٠]

علاج الحالات المرضية المرتبطة بمتلازمة داون

قد لا يتعرّض العديد من الأطفال المُصابين بمتلازمة داون للإصابة بالحالات المرضيّة التي سيتمّ بيانُها لاحقًا، ولكن في حالة المُعاناة منها فيُمكن اتباع الخطط العلاجية التي تُمكّن من السّيطرة عليها، وفيما يلي بيان لأبرز هذه المشاكل الصّحية وحلولها:[١١]

مشاكل السمع

تتطلّب حالات الإصابة بمتلازمة داون على وجه الخصوص مراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة بشكلٍ مُنتظم، فقد يُعاني العديد من هؤلاء الأطفال من فقدان السّمع في إحدى الأذنين أو كليهما، وإنّ اكتشاف وجود أيٍّ من هذه المشاكل في وقتٍ مبكّرٍ من شأنه السّيطرة على الحالة بشكلٍ أفضل، وقد يُعاني بعضهم من مشاكل السّمع نتيجةً لتراكم السوائل في الأذن، وقد يُلجأ لتقنية أنابيب الأذن في بعض الحالات، خاصّة عند الإصابة بأشكال عدّة من عدوى الأذن بشكلٍ مُستمر،[١١] وتتميّز أنابيب الأذن هذه بأنّها تُشبه في شكلها جزءًا من قشّة شراب صغيرة جداً؛ حيثُ إنّها مستديرة وفارغة من الدّاخل وتكون عادةً مصنوعة من المعدن أو البلاستيك، وبعض هذه الأنابيب مُخصصّة للاستخدام على المدى القصير؛ بحيث تبقى في الأذن لمدّةٍ تتراوح ما بين 6 أشهر إلى 18 شهر، بحيث تسقط من تلقاء ذاتها وتخرج من الأذن بعد ذلك، أمّا البعض الآخر فمُصمّم للبقاء مدّة أطول؛ وقد يسقط هذا النّوع بمفرده أو قد يستلزم الاستعانة بالطبيب لإخراجها من الأذن، وفي سياق الحديث حول آلية تركيب أنابيب الأذن فيقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة في طبلة الأذن وإدخال الأنبوب فيها بما يُتيح للهواء الدخول إلى الأذن الوسطى، وتبدو هذه الأنابيب على هيئة نوافذ صغيرة للأذن تسمح بتدفّق الهواء إلى الأذن الأمر الذي يسُاعد على الحفاظ على الضغط وتحسين تصريف سوائل الأذن، وعليه لن تتراكم السوائل والبكتيريا في الأذن، وبعد سقوط هذه الأنابيب أو إزالتها فإنّ الفتحة التي تمّ تشكيلها في طبلة الأذن ستختفي من تلقاء نفسها في غالب الأحيان.[١٢]

مشاكل الرؤية

وفقاً للأكاديميّة الأمريكيّة لطب العيون (بالإنجليزية: American Academy of Ophthalmology) فيجدُر بالأطفال المُصابين بمتلازمة داون الخضوع لفحص العين عند بلوغهم الشهر السّادس من العمر، ومن ثمّ الخضوع لذلك بشكلٍ دوري كلّ سنة أو سنتين وذلك استنادًا إلى توصيّات الطبيب، أمّا البالغون فيجدُر بهم الخضوع لفحص العين المنتظم كل سنتين أو أكثر وذلك بحسب توصيات مقدّم الرعاية الصحيّة،[١٣] ومن الجدير ذكره احتمالية مُعاناة العديد من مرضى متلازمة داون من العديد من اضطرابات الرؤية والتي سيتمّ التطرق لها لاحقًا، وقد تتحسّن حالة الشخص باتباع الطرق العلاجية التي يُوصي بها الطبيب، وقد يتضمّن ذلك استخدام النّظارات الطبيّة، أو الخضوع لجراحاتٍ مُعينة، أو أنواع أخرى من العلاجات،[١٤] وفيما يأتي ذكر لأبرز هذه المشاكل:[١٤]

  • الخطأ الانكساري: (بالإنجليزية: Refractory errors)، على الرّغم من احتمالية تعرّض عامّة النّاس لأخطاء الانكسار؛ كطول النّظر (بالإنجليزية: Farsightedness) أو قصره (بالإنجليزية: Nearsightedness) إلّا أنّ الأطفال المُصابين بمتلازمة داون أكثر عُرضة لتطوّر هذه الحالات، وقد تُعالج هذه المشكلة عن طريق استخدام النّظارات الطبيّة التي من شأنها العمل على تصحيح هذه الأخطاء وتحسين الرؤية، ومن الجدير ذكره أنّ التشخيص المُبكر لهذه المشاكل ينعكس إيجابًا على النّتائج.
  • بقع بروشفيلد: (بالإنجليزية: Brushfield spots)، تتمثل هذه الحالة بتطوّر بُقع بيضاء في القزحيّة التي تُشكّل الجزء الملوّن من العين؛ إلّا أنّ هذه البقع لا تؤثّر في القدرة على الرؤية.
  • اضطرابات القناة الدمعيّة: (بالإنجليزية: Tear duct abnormalities)، وتُعتبر هذه الاضطرابات شائعة لدى الأطفال المُصابين بمتلازمة داون، وقد يترتب على ذلك زيادة إفراز الدّموع أو خروج إفرازات أخرى من العين؛ خاصّة في حالة مُعاناة الطّفل من نزلات البرد، ويُمكن العمل على فتح القناة الدمعية وتقليل الإفرازات عن طريق تدليك المساحة بين الأنف والعين عدّة مرّات في اليوم الواحد، وقد يتمّ اللجوء للجراحة في بعض الحالات؛ خاصّة في حال استمرار هذه المُشكلة أو تسبّبها بالإزعاج للشخص.
  • إعتام عدسة العين: (بالإنجليزية: Cataracts)، تزددا احتماليّة الإصابة المُبكرة بإعتام عدسة العين لدى الأطفال المُصابين بمتلازمة داون، وتُعدّ الجراحة طريقة فعّالة في الغالب لاستبدال العدسة وتحسين القدرة على الرؤية.

مشاكل القلب

في الحقيقة، يجدُر بالأهل التوجّه مع أبنائهم المُصابين بمُتلازمة داون إلى الطبيب المعني بالكشف عن أمراض قلب الأطفال خلال أول شهرين من حياة الطفل، نظرًا لاحتمالية تطوّر أمراض القلب لدى هذه الفئة من الأشخاص، وينطوي على ذلك إخضاع الطّفل لأنواع مُعينة من الفحوصات؛ من بينها تخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram)؛ ويعتمد هذا الإجراء على استخدام الموجات الصوتية بهدف الكشف عن بُنية القلب وقدرته على القيام بوظائفه، وفي حال الكشف عن وجود أيّ عيوب أو مشاكل في القلب فيستلزم الأمر إخضاع المريض للعلاجات المُلائمة،[١٤] وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ علاج مشاكل القلب التي يُعاني منها الطّفل يعتمد على طبيعة الحالة وشدّتها، إذ إنّ بعض الحالات الخفيفة منها قد لا تستلزم الخضوع لأيّ نوعٍ من العلاجات، أمّا الحالات الأخرى فقد تستلزم الخضوع لعلاجات مُختلفة؛ مثل الأدوية، أو الجراحة، أو الإجراءات التدخّلية (بالإنجليزية: Interventional procedures).[١٠]

العدوى

يُعتبر الأطفال المصابون بمتلازمة داون أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض والأنواع المُختلفة من العدوى مُقارنةً بغيرهم، ويُعزى ذلك إلى ضعف الجهاز المناعيّ لديهم، وقد يترتب على ذلك زيادة تعرّضهم لنزلات البرد، وعدوى الجيوب والأذن بشكلٍ متكررٍ، ومن الجدير ذكره أهمية علاج هذه الحالات بطريقة مُناسبة وفي أوقت وقتٍ مُبكر تجنّبًا للمُضاعفات وتطوّر العدوى المُزمنة، ومن الجدير ذكره عدم وجود علاج تامّ لحالة ضعف المناعة؛ إلّا أنّ هُناك عدّة إجراءات يُمكن اتباعُها بهدف تعزيز مناعة الطّفل؛ ومن بينها تلقي المطاعيم المُناسبة.[١١][١٥]

المشاكل الصحية الأخرى

قد يُعاني العديد من الأطفال المُصابين من الاضطرابات الصحية الأخرى التي قد تستلزم علاجاتٍ دوائية؛ ومنها اضطرابات النّوبات (بالإنجليزية: Seizure disorders) وقصور الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وابيضاض الدَّم أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وقد تستلزم حالاتٍ أخرى الخضوع للعمليات الجراحية؛ ومنها اضطرابات الجزء العلويّ من الرّقبة ومشاكل المعدة، وعليه يُمكن القول بأنّ العلاجات المُتّبعة تكون بالاعتماد على طبيعة الحالة الصحيّة التي يُعاني منها الطّفل.[١٠]

الأدوات المساعدة لمرضى داون

ينصح المُختصّين باستخدام أدوات مُعينة لمُساعدة الطّفل المُصاب بمُتلازمة داون على العمل بشكلٍ أفضلٍ، وتُعزّز قدرته على التعلّم وإنجاز المهمّات بصورةٍ أسهل، ومن الجدير ذكره أنّ الأدوات المُساعدة تتضمّن في تعريفها أيّ نوعٍ من المواد، أو الأدوات، أو المعدّات، أو التقنيّات التي تُساهم في تحقيق الأهداف التي تمّت الإشارة إليها، وقد يتمثل ذلك باستخدام أقلام رصاص مُعينة مطوّرة بما يُتيح الكتابة بشكلٍ أسهل، أو الاستعانة بجهاز الحاسوب اللوحيّ الذي يسمح للطفل بالتواصل مع الآخرين، أو أجهزة تضخيم الصّوت المُستخدمة للتغلّب على مشاكل السّمع، أو العكّازات التي قد تُساعده على الحركة.[٨][٢]

نصائح لاندماج مرضى داون في المجتمع

فيما يتعلّق بالأطفال المُصابين بُمتلازمة داون فيجدُر بالأهل اتباعهم بمرامج التدخّل المُخصّصة لهذه الفئة من الأشخاص، وقد تختلف هذه البرامج باختلاف البلد، وبشكلٍ عامّ تعمل هذه البرامج على تعزيز وتطوير المهارات الحركية، واللغوية، والاجتماعية، ومهارات المساعدة الذاتية للأطفال الرّضع وصغار السنّ المُصابين بالمتلازمة في سنٍ مبكرٍ؛ أيّ الثالثة من العمر، وقد يترتب على هذه البرامج أهمية حضور الحصص المنتظمة ودروس التعليم الخاصّ أو كليهما اعتمادًا على حاجة الطّفل، كما يجدُر تعاون المدُرسين مع الأهل لفهم واختيار الطريقة المثلى مع مُزوّد الرعاية الصحيّة للمريض، وفي هذا السّياق قد ينصح البعض بالتعرّف على مجموعات الدعم أو العائلات التي تتضمّن أفراد مُصابين بمتلازمة داون في سبيل الاستفادة من الخبرات وتقديم الدعم المُناسب للطّفل،[٣] وتجدر الإشارة إلى الفوائد والمُتعة التي يُمكن تحقيقها من إشراك المُصابين بمتلازمة داون في الأنشطة الاجتماعيّة والتّرفيهيّة؛ بما في ذلك الأنشطة التي تُقام في الحدائق والمنتزهات، والفِرق الرياضيّة،[١٦] كما تجدُر مراقبة تطوّر هؤلاء الأطفال ونموّهم؛ وقد يتضمّن ذلك زيارة طبيب الأسنان عند تطوّر أسنانهم للحصول على فحوصات الأسنان المنتظمة.[١٧]

يجدُر أيضًا تشجيع الطّفل على الاستقلاليّة؛ فعلى الرّغم من أنّ قدرات الطفل المُصاب بمتلازمة داون قد تكون أقلّ مقارنةً بالأطفال غير المُصابين بهذه المُتلازمة، إلّا أنّ حصولهم على الدّعم وإتقانهم لبعض الممارسات التي من شأنها مُساعدتهم على تأدية بعض المهام؛ كالحِفاظ على النّظافة، وارتداء الملابس، والطّهي، وغسل الملابس، ومن الجدير ذكره إمكانية الكشف عن فرص الحياة، والعمل، والتواصل، والأنشطة الترفيهيّة الخاصّة بالطفل قبل أن يُغادر المدرسة، ومن الجدير بالذكر السّؤال حول الفُرص المُتاحة لمرضى متلازمة داون من برامحٍ وورشات مُقدّمة لهم بعض إنهاء المرحلة الثانوية،[١٦] ويتضمّن ذلك برامج التدريب المهني، كما تلعب المؤسسات دورًا في تقييم وتدريب مرضى متلازمة داون للحصول على الوظائف التي تتناسب مع مهاراتهم الأقوى، الأمر الذي يساعدهم على الاستقلالية بأقصى إمكانيات مُتاحة،[٧] ومن الجدير ذكره أنّ العديد من البالغين المُصابين بهذه المتلازمة يحصلون على عمل ويُحققون استقلاليّة في حياتهم، ويلعب دورًا في ذلك فهم المتلازمة واتباع العلاجات التي تُمكّن من السّيطرة على الحالة والمشاكل الصحية المُترتبة عليها والتي قد تُعيق سير حياتهم.[١٨]

توقعات سير حالات الإصابة بمتلازمة داون

يُساهم الحصول على الرعاية الصحيّة المناسبة في وقتٍ مُبكر في حماية الأشخاص المصابون بمتلازمة داون من معظم المخاطر الصحيّة المرتبطة بالمتلازمة وذلك باتباع التطوّرات العلاجيّة الحديثة؛[١٨] والحصول على الرعاية المُناسبة بالإضافة للدّعم والتعليم ، إذ إنّ لذلك دور في عيش حياة سعيدة وفعّالة ولأطول مُدّة زمنية ممكنة، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ العديد من مرضى مُتلازمة داون يعيشون حتّى عمر الستون أو أكثر من ذلك،[١٩] وفيما يتعلّق بصحّة هؤلاء الأفراد فيُمكن تقييمها ومتابعتها عن طريق إجراء فحوصات روتينيّة، وفي حال الكشف عن وجود مشاكل صحيّة مُعينة فيجدُر اتخاذ السّبل التي تُمكّن من التحكّم بها والسّيطرة عليها، كما يجدُر مناقشة المخاوف والأمور المُسبّبة للقلق حيال هذه الاضطرابات مع الطبيب.[٢٠]

المراجع

  1. “Down Syndrome”, www.drugs.com,17-07-2017، Retrieved 09-03-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “What are common treatments for Down syndrome?”, www.nichd.nih.gov,31-01-2017، Retrieved 09-03-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت “Down syndrome”, www.mayoclinic.org,08-03-2018، Retrieved 09-03-2020. Edited.
  4. Kathleen Fergus (17-07-2019), “Treatments for Down Syndrome”، www.verywellhealth.com, Retrieved 09-03-2020. Edited.
  5. “Occupational Therapy”, www.downsyndromecentre.ie, Retrieved 09-03-2020. Edited.
  6. Stephanie Yamkovenko, “The Role of OT With Persons With Down Syndrome”، www.aota.org, Retrieved 09-03-2020. Edited.
  7. ^ أ ب “Down Syndrome: Training and Therapy for Young People”, healthy.kaiserpermanente.org,21-08-2019، Retrieved 09-03-2020. Edited.
  8. ^ أ ب “Down Syndrome”, familydoctor.org,19-11-2019، Retrieved 09-03-2020. Edited.
  9. “Educational Therapy: What You Need to Know”, www.understood.org, Retrieved 23-03-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت “Down Syndrome | Diagnosis & Treatment”, www.childrenshospital.org, Retrieved 09-03-2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “What Are the Treatments for Down Syndrome?”, www.webmd.com, Retrieved 09-03-2020. Edited.
  12. “Why Does My Child Need Tubes for Ear Infections?”, www.webmd.com, Retrieve d 11-03-2020. Edited.
  13. ” Down Syndrome and the Eyes”, www.kadrmaseyecare.com,10-01-2019، Retrieved 11-03-2020. Edited.
  14. ^ أ ب ت “Down Syndrome (Trisomy 21) in Children”, urmc.rochester.edu, Retrieved 11-03-2020. Edited.
  15. “About Down Syndrome”, www.genome.gov,29-06-2017، Retrieved 11-03-2020. Edited.
  16. ^ أ ب “Down syndrome”, www.drugs.com,27-02-2020، Retrieved 11-03-2020. Edited.
  17. Dr Colin Tidy (04-10-2016), “Down’s Syndrome”، patient.info, Retrieved 11-03-2020. Edited.
  18. ^ أ ب “Down Syndrome”, medbroadcast.com, Retrieved 11-03-2020. Edited.
  19. “Down Syndrome: Outlook / Prognosis”, my.clevelandclinic.org,13-06-2018، Retrieved 11-03-2020. Edited.
  20. “Down Syndrome”, www.healthlinkbc.ca,05-11-2019، Retrieved 11-03-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى