عدد سور طِوال المُفَصَل
جاء في الحديث الّذي رواه أوس قال: (فسألنا أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين أصبحنا، قال: قلنا كيف تُحزِّبون القرآنَ؟ قالوا: نُحزِّبُه ثلاثَ سوَرٍ، وخمسَ سوَرٍ، وسبعَ سوَرٍ، وتسعَ سوَرٍ، وإحدَى عشرةَ سورةً، وثلاثَ عشرةَ سورةً، وحزبَ المُفصَّلِ من ق حتَّى يختِمَ).[١] يُنهي هذا الحديث الخلاف بين العلماء في أوّل المُفَصّل ويشير إلى أنّ أوّله هو سورة ق.[٢] فيكون عدد سور المفصل خمس وستّون سورة من ق إلى آخر المصحف.[٣] وبناء على ذلك تكون سور طوال المفصل من ق إلى عمّ كما أَوْرَدَ السّيوطي في الاتقان.[٤] وإذا تتبّعنا هذه السّور في المصحف الشّريف نجد أنّ أسماءها على التّريب: ق، الذّاريات، الطّور، النّجم، القمر، الرّحمن، الواقعة، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصّف، الجمعة، المنافقون، التّغابن، الطّلاق، التّحريم، الملك، القلم، الحاقّة، المعارج، نوح، الجن، المزّمل، المدّثر، القيامة، الإنسان، المرسلات، النّبأ وهي سورة عمّ آخر سورة من طوال المفصّل.[٥]
المُفَصّل من سُور القرآن
بما أنّ المُفَصّل من القرآن يضمّ قِصار السّور فكَثُرَتْ الفواصل بينها بالبسملة لذلك سُمّي بالمفصل، وقيل لأنّه يحتوي على القليل من المنسوخ، ولهذا سّمّي بالمُحْكَم[٦]. قسّمه العلماء إلى ثلاثة أقسام:[٧]
- طوال المُفَصّل: يبدأ من سورة ق وقيل من الحُجرات إلى سورة عمَّ يتساءلون أو البروج.
- أوسط المُفصّل: من سورة عمّ أو البروج إلى سورة الضّحى.
- قِصار المُفَصّل: هو من الضّحى إلى سورة النّاس آخر المصحف الشّريف.
سُوَر القرآن
رُتِّبَت آيات القرآن سُورًا لتكون موضوعاتها أرسخ في ذهن القارئ فهمًا واستيعابًا وأكثر تشويقًا له فتبعث في نفسه النّشاط والهمّة للاستمرار والتّواصل في دراسته وتحصيل موضوعاته.[٢]
السّورة في اللغة قد تكون مشتقّة من السّور لأنّها تجمع الآيات وتُحيط بها، أو من التَّسَوُّر لارتفاع شأنها ومنزلتها ومنزلة من يقرأها، وهي تُطلقُ أيضا على المنزلة الرّفيعة العالية. أمّا اصطلاحًا، فهي طائفة من آيات القرآن الكريم لكلّ منها بداية ونهاية. وقسّم العلماء سور القرآن من حيث أنّها طويلة وقصيرة إلى أربعة أقسام وهي:[٢]
- الطِوال: لطولها وعددها سبعة: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، وبراءة.
- المِئون: كلّ سورة منها تزيد آياتها أو تقارب المائة، وتأتي بعد السّور الطِوال من سورة يونس إلى سورة الحُجرات أو سورة ق.[٨]
- المثاني: تأتي بعد المئين وهي تُثَنّى أكثر ممّا تُثّنّى الطِوال والمئون، وتُثنى فيها قصص القرآن والقرآن كلّه مثاني.[٦] وآياتها دون المئين وفوق المفصل.[٩]
- المُفَصّل: تأتي بعد المثاني من قصار السّور. جُمعت هذه الأقسام في الحديث الصّحيح: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ).[١٠]
المراجع
- ↑ رواه ابن كثير، في فضائل القرآن، عن أوس بن حذيفة الثقفي، الصفحة أو الرقم: 148. خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
- ^ أ ب ت محمد بكر اسماعيل (1999م)، دراسات في علوم القرآن (الطبعة الثّانية)، صفحة 58-56. بتصرّف.
- ↑ ماجد بن عبد الرّحمن البلوشي، “أحزاب القرآن”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2017. بتصرّف.
- ↑ “المفصل من القرآن”، إسلام ويب، 8-12-2001، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2017. بتصرّف.
- ↑ “فهرس السّور”، المصحف الإلكتروني.
- ^ أ ب الشّيخ اسماعيل الشّرقاوي (14-5-2013)، “معنى الطوال والمثاني والمفصل والمئين”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2017. بتصرّف.
- ↑ أحمد عمر أبو شوفة (2003م)، المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة، ليبيا: دار الكتب الوطنيّة، صفحة 195. بتصرّف.
- ↑ “شرح حديثين في فضل القرآن الكريم”، إسلام ويب، 31-3-2013، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2017. بتصرّف.
- ↑ “تقسيم سور القرآن”، إسلام ويب، 24-9-2016، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2017. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في بداية السول في تفضيل الرسول، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، الصفحة أو الرقم: 59، خلاصة حكم المحدث : صحيح.