معارك و غزوات

جديد عدد الغزوات التى قادها الرسول بنفسه

عدد الغزوات التي قادها الرّسول بنفسه

تحمَل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مع المسلمين أذى المشركين واستهزائهم، وذاقوا أصنافاً من العذاب، حتّى اضطرهم الأمر إلى الهجرة وترك بلادهم وديارهم، واستمر بهم الحال هذا ثلاث عشرة سنة من عمر الدّعوة أمضوها في صبرٍ وثبات، إلى أن جاء الأمر الإلهي وتنزّلت أولى آيات الجهاد قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)[١] فتجهّز المسلمون للقتال وخاضوا معارك عديدة ضد المشركين قادهم فيها وتقدّمهم خير البشر وسيّد الأوّلين والآخرين،[٢] فكان عدد الغزوات التي خرج فيها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم سبعً وعشرين غزوة، شارك بنفسه صلّى الله عليه وسلّم في القتال في تسع منها: بدر، وَأحد، وَقُرَيْظَة، والمريسيع، وَالْخَنْدَق، وخيبر، وحنين، وَفتح مَكَّة، والطائف. كما ابْتَعَُ ما بين سبعٍ وأربعين إلى ستين بعثاً وسريّة. أبْلى الرّسول وصحابته بلاءً حسناً في تلك الغزوات حتّى دخل النّاس أفواجاً في دين الله.[٣]

غزوات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم

استخدم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في غزواته التي قادها شتّى أنواع الفنون القتاليّة والأساليب الحربيّة، فقد تنوّعت غزواته بين معارك غلب عليها طابع الدّفاع كغزوة بدر الكبرى والخندق وأُحد، ومعارك غلب عليها أسلوب المُطاردة والملاحقة لأعدائه كحمراء الأسد وذي قرد والسّويق، أمّا المعارك التي تميّزت بأسلوب الحصار فكانت بني قريظة وخيبر وبني قينقاع وبني النضير والطائف، واعتمد صلّى الله عليه وسلّم أسلوب الإغارة في غزوات ودان وبني سليم وذي أمر وبواط والعشيرة وبدر الأولى وبحران وبني المصطلق وبني لحيان والحديبية وذات الرقاع وبدر الآخرة ودومة الجندل، أمّا أسلوب الهجوم فقد اتّبعه في فتح مكة وغزوة حنين وتبوك.[٤]

عدد الغزوات التي قادها الرّسول وسجّلها القرآن

سجّل القرآن الكريم أحداث وأسماء عدد من الغزوات السّبعة وعشرين التي قادها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فبعضها ذُكرت أسماؤها بشكل صريح ومنها:[٥]

  • غزوة بدر الكبرى: ذكرت غزوة بدر الكبرى في سورة آل عمران في قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[٦]
  • غزوة الخندق: ذكرت غزوة الخندق في سورة الأحزاب (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَـذَا مَا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا).[٧]
  • غزوة حُنين: ذكرت غزوة حُنين في سورة التّوبة (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ).[٨]
  • غزوة تبوك: ذكرت غزوة تبوك في سورة التوبة.
  • غزوة أُحد: ذكرت غزوة أُحد في سورة آل عمران.
  • غزوة بني قينقاع: ذكرت غزوة بني قينقاع في سورة آل عمران: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المِهَادُ * قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ التَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ العَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ).[٩]
  • غزوة خيبر: ذكرت غزوة خيبر في سورة الفتح (وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).[١٠]
  • غزوة الطّائف: ذكرت غزوة الطّائف: في نفس السّورة في قوله تعالى: (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللهُ بِهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)[١١] على اختلاف أهل التفسير في ذلك.
ملاحظة: ومن الغزوات أخرى تحدّثت عنها آيات القرآن في مواضع متفرّقة: غزوة تبوك، وغزوة أُحد، وغزوة بني قينقاع، وغزوة خيبر، وغزوة الطائف.

المراجع

  1. سورة الحج، آية: 39.
  2. أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (1983 م)، الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (الطبعة الثانية )، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 265. بتصرّف.
  3. النمري، الحافظ يوسف بن البر (1403 هـ)، الدرر في اختصار المغازي والسير (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 95. بتصرّف.
  4. محمّد جمال الدّين محفوظ (19-4-2011)، “تحليل نوعي وكمي لغزوات النبي صلى الله عليه وسلم “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2017. بتصرّف.
  5. “الغزوات المذكورة في القرآن”، fatwa.islamweb.net، 28-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية: 123.
  7. سورة الأحزاب، آية: 22.
  8. سورة التّوبة ، آية: 25.
  9. سورة آل عمران، آية: 12-13.
  10. سورة الفتح، آية: 19.
  11. سورة الفتح، آية: 21.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى