'); }
ماهية علم الاجتماع
يعد علم الاجتماع أحد العلوم الإنسانية التي تهدف لدراسة حياة البشر الاجتماعية والتفاعلات بين الجماعات داخل المجموعات، ويهتم بسلوك الأفراد حيث يختلف سلوك الناس في الموقف الواحد ويعكس سلوك الفرد الصفات التي يتميز بها، وهو العلم الذي يعالج المشاكل الاجتماعية ويسلط الضوء عليها، مثل انحراف الأطفال وضرب الزوجة والإدمان على المخدرات وغيرها، وتوضيح طرق الوقاية والعلاج، وتعميق الفهم للواقع المعاش داخل المجتمع، وتحليل أسباب المشكلات والأعراض.
طرق تدريس علم الاجتماع
ويعد أوغست كونت مؤسس علم الاجتماع، ويؤكّد أن الانسان اجتماعيٌ بطبعه، بالإضافة إلى عالم الاجتماع الفرنسي دوركهايم وهو أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث، وهو أوّل من اكتشف خصوصية الظاهرة الاجتماعية فقد رأى بأن نشأة علم الاجتماع تبدأ من المجتمع الذي هو الأهم والذي يفرض قيمةً على الفرد وغيرهما كثير، ويرتكز علم الاجتماع على ثلاثة محاور، هي المجتمعات والنظم الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية، وتتم دراسة هذه المحاور بعدة أساليب وطرق منها النزول إلى الميدان، الأمر الذي يزيد من وعي الفرد بمشاكل مجتمعة من خلال قربه من الحدث بشكلٍ مباشر بالإضافة إلى توسيع مداركه وثقافته، فالمدرس الذي يكثف من نزول تلامذته إلى ميادين تكثر فيها الأحداث يعدّ أستاذاً ناجحاً.
'); }
كما أنّ الأستاذ الذي يؤكّد على ضرورة الفهم والتحليل لا الحفظ هو أستاذ يخطو بتلاميذه نحو الإبداع في هذا المجال، كما أن مشاهدة الأفلام ذات الطبيعة المشابهة لموضوعات الدراسة تعمق من فهم النصوص، وتكاد تكون قريبةً من التطبيق، فتنتقل النصوص بجمودها إلى واقع يشاهده الطالب أمامه والذي يكون في الأساس محاكاةً لواقعٍ قريبٍ يعيشه هو ومن حوله، بالإضافة إلى إقامة وعقد الندوات ذات الصلة بطبيعة الأحداث ومشاكل المجتمع لمحاولة تحليلها والوقاية منها وعلاجها، فالندوات تعدّ بيئةً ملائمةً ومهمةً لتفعيل ثقافة الحوار والتفاعل والمداخلات والأسئلة والنقاش فهذا من شأنه بناء شخصيات الأفراد وتبادل الخبرات وتعميقها وتقوية الشخصيات، وتعمق ثقافة احترام الآخرين والمختلفين.
شخصية مدرس علم الاجتماع
وعلى المدرس أن يكون قوي الشخصية وقيادياً، فهو في صدد تعليم تلاميذه كيف يكونون قادرين على رصد المشكلات في مجتمعاتهم وإيجاد حلولَ واقعيةٍ لها، وذلك يتم بوجود الحضور والقوة في الشخصية، كما أنّ عليه أن يمتلك خبرةً واسعةً في المجال ليفيد طلابه، وأيضاً أن يكون اجتماعياً لا منعزلاً عن أفراد مجتمعه وواقعه، وأن يكون متحدّثاً ذا ألفاظٍ قويةٍ وأفكاره مهمةٌ وإبداعية، بالإضافة إلى الثقافة الواسعة والمتنوعة في المجال نفسه وفي شتّى المجالات الأخرى، فهذا كفيلٌ بأن يكون قدوةً يحتذي طلابه بها وينال إعجابهم، ويجدر بالذكر أن دارسي علم الاجتماع يستطيعون العمل في عدة مجالات منها: التقسيم الطبقي الاجتماعي، والتعليم وعلم النفس الاجتماعي، والأدوار والعلاقات الإنسانية، وعلم الإجرام والتنظيم الاجتماعي، والتغيير الاجتماعي وغيرها.