أمراض معدية

طرق انتقال السل

طرق انتقال مرض السل

تؤثر بكتيريا السّل في أجزاءٍ عدّة من الجسم، وغالبًا ما تستقر البكتيريا في الرئتين بعد استنشاقها ثمّ تبدأ بالنمو، وقد تنتقل إلى أجزاء الجسم الأخرى عبر الدّم، وبشكلٍ عامّ يكون مرض السّل النشط مُعديًا في حال وجود البكتيريا في الرئتين أو الحلق، بحيث يُتيح ذلك نقلها للآخرين بسهولةٍ، أمّا إذا كانت هذه العدوى في أجزاء الجسم الأخرى؛ كالكلى أو العمود الفقري فإنّها تكون غير مُعديةٍ في أغلب الأوقات،[١] أمّا عن طرق انتقال العدوى بالسّل فتتمثّل بالتعرّض للهواء الملوّث برذاذ يحتوي على بكتيريا السّل، وبالتالي فإنّ هذه العدوى قد تحدث عن طريق العُطاس، أو السّعال،[٢] أو التحدّث، أو الغناء، أو الضّحك،[٣] وبناءً على ما سبق يُمكن القول بأنّ احتماليّة الإصابة بعدوى السّل ترتفع في حال وجود اتصال وثيق وطويل الأمد مع شخص مصاب بالسل النشط، كما يحدث في حالات الأفراد الذين يعيشون في نفس المنزل مع أحد أفراد العائلة أو الآخرين المُصابين بالمرض،[٢] حيث سيتعرّض الشّخص للعدوى ويلتقط المرض بسهولةٍ،[٤][٢] ومن الجدير ذكره أنّ عدوى السّل لا يُمكن لها الانتشار والانتقال للآخرين عن طريق التقبيل، أو مُشاركة الأدوات الشخصية؛ كفرشاة الأسنان، أو مشاركة الطعام والشراب، أو المصافحة بالأيدي، أو لمس مقاعد المرحاض أو أغطية الأسرة.[١]

وفقًا للدرسات فإنّ الأشخاص المُصابين بمرض السّل من شأنهم أن ينقلوا العدوى لعددٍ من الأشخاص يتراوح ما بين 5-15 شخص في السنة الواحدة؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الأعراض الأولية المرافقة للمرض تكون ذات شدّةٍ خفيفة لعدّة أشهر؛ الأمر الذي قد يتسبّب بنقل البكتيريا للآخرين دون إدراك الشخص إصابته الفعلية بالمرض وما يترتب على ذلك من تأخّر طلب العناية الطبية،[٥] ولحُسن الحظ، فإنّ احتمالية نقل العدوى للآخرين تنعدم لدى معظم المُصابين بالمرض بعد مرور أسبوعين على الأقل من تلقّي العلاج المُناسب.[٤]

نصائح للحد من انتقال السل

يُوصي الخبراء بلقاح السّل المعروف أيضًا بلُقاح عُصية كالميت غيران (بالإنجليزيّة: The bacillus Calmette-Guérin vaccine) واختصارًا (BCG) بهدف الوقاية من المرض للرضّع والأطفال والبالغون ممّن تقل أعمارهم عن 35 عام الذين يُعتبرون أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، ويؤخذ بالاعتبار أنّ إعطاء المطعوم قد يختلف وفقًا لجدول التطعيم الذي تعتمده الدولة،[٦] وبالإضافة إلى ذلك يُوجد العديد من الطرق التي يُمكن اتّباعها للحد من نقل المرض للآخرين في حالة الإصابة به، ونذكر من هذه النّصائح والإرشادات ما يأتي:[٧]

  • الالتزام بالأدوية العلاجية الموصى بها من قِبل الطبيب بشكلٍ تامٍ.
  • تغطية الفم باستخدام منديل عند العُطاس، أو السُعال، أو الضحك، ثمّ التخلّص من هذا المنديل عبر وضعه داخل كيس مغلق ورميه في سلّة المهملات.
  • الامتناع عن الذّهاب إلى المدرسة أو العمل، إلّا بعد موافقة الطبيب.
  • تجنّب التّواصل الوثيق مع الآخرين.
  • الالتزام بالنوم بغرفةٍ منفردة.
  • تهوية الغرفة باستمرار بهدف طرد الجراثيم منها، وبالتالي الحدّ من إصابة الآخرين بالعدوى.

ملخص حول مرض السل

يُعدّ مرض السُّل، أو الدّرن، أو التّدرّن (بالإنجليزيّة: Tuberculosis) أحد الأمراض المُعدية الخطيرة، ويعود سبب حدوثه إلى بكتيريا تُسمّى المُتَفَطِّرة السُلِّيّة (بالإنجليزيّة: Mycobacterium tuberculosis)، وعلى الرّغم من أنّ هذا المرض يؤثّر في الرئتين بشكلٍ رئيسي؛ إلّا أنّ هذه البكتيريا قد تُهاجم أجزاء أخرى من الجسم مُسبّبةً الإضرار بها.[٨][٩]

تتمثل الإصابة ببكتيريا السّل بحالتين رئيستين؛ وهما السّل النّشط (بالإنجليزية: Active TB) والسّل الكامن غير النّشط (بالإنجليزية: Latent TB)، وتختلف الحالتين عن بعضهما البعض بنواحي عدّة،[١٠] إذ تُشير حالة السّل الكامن إلى وجود البكتيريا المُسبّبة للمرض في الجسم، ولكنّها لا تنتقل للآخرين، ولا تظهر أعراض أو علامات المرض على الشخص،[١١] إذ لا تُسبب البكتيريا في حالات السّل الكامن أيّ أذىً لجسم المُصاب،[١٢] وعلى عكس السّل الكامن فإنّ مرض السّل النّشط يُمثل الحالة التي تنمو فيها بكتيريا السّل في الجسم، ويكون المُصاب بهذه العدوى قادراً على نقل المرض للآخرين بسهولة،[١٣] كما يُعاني المريض بالسّل النّشط من العديد من الأعراض؛ ومنها: ألم الصّدر، والسُعال القوي الذي يستمر لمدةٍ أطول من أسبوعين وقد يُصاحبه في بعض الأوقات خروج الدّم أو البلغم،[١٤] وتجدر الإشارة إلى اعتبار كلٍّ من السّل الكامن والسّل النّشط حالتين قابلتين للعلاج، ولكن في حال إبقاء حالة السّل الكامن دون علاج فإنّها قد تتطوّر للشكل النّشط الذي قد يترتب عليه العديد من المضاعفات في حال عدم تلقّي العلاج المناسب،[١١] وبشكلٍ عامّ لا تتطوّر حالة السّل النّشط لدى العديد من المُصابين بالسّل الكامن، ولكن يزداد خطر ذلك في بعض الحالات؛ كأولئك الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل المُصابين بفيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصارًا (HIV).[١١]

ولمعرفة المزيد عن مرض السلّ يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض الدرن).

فيديو عن أنواع السلّ

للتعرف على المزيد من المعلومات الهامة حول أنواع مرض السل شاهد هذا الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب “Tuberculosis(TB)”, www.cdc.gov,11-03-2016، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Dr Laurence Knott (05-07-2017), “patient.info”، patient.info, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  3. “Tuberculosis”, my.clevelandclinic.org,11-09-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب James McIntosh (23-01-2020), “All you need to know about tuberculosis (TB)”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  5. “Tuberculosis”, www.who.int,24-03-2020، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  6. “Tuberculosis (TB)”, www.nhs.uk,12-11-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  7. “Treating and Managing Tuberculosis”, www.lung.org, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  8. “Tuberculosis”, medlineplus.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  9. “Tuberculosis”, www.mayoclinic.org,30-01-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  10. “Latent TB Infection and TB Disease “, www.cdc.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Tuberculosis”, www.niaid.nih.gov,03-01-2020، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  12. “Tuberculosis Symptoms and Diagnosis”, www.lung.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  13. “Tuberculosis (TB)”, www.healthlinkbc.ca,30-07-2018، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  14. “Tuberculosis: Symptoms and treatment”, www.canada.ca,25-03-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

طرق انتقال مرض السل

تؤثر بكتيريا السّل في أجزاءٍ عدّة من الجسم، وغالبًا ما تستقر البكتيريا في الرئتين بعد استنشاقها ثمّ تبدأ بالنمو، وقد تنتقل إلى أجزاء الجسم الأخرى عبر الدّم، وبشكلٍ عامّ يكون مرض السّل النشط مُعديًا في حال وجود البكتيريا في الرئتين أو الحلق، بحيث يُتيح ذلك نقلها للآخرين بسهولةٍ، أمّا إذا كانت هذه العدوى في أجزاء الجسم الأخرى؛ كالكلى أو العمود الفقري فإنّها تكون غير مُعديةٍ في أغلب الأوقات،[١] أمّا عن طرق انتقال العدوى بالسّل فتتمثّل بالتعرّض للهواء الملوّث برذاذ يحتوي على بكتيريا السّل، وبالتالي فإنّ هذه العدوى قد تحدث عن طريق العُطاس، أو السّعال،[٢] أو التحدّث، أو الغناء، أو الضّحك،[٣] وبناءً على ما سبق يُمكن القول بأنّ احتماليّة الإصابة بعدوى السّل ترتفع في حال وجود اتصال وثيق وطويل الأمد مع شخص مصاب بالسل النشط، كما يحدث في حالات الأفراد الذين يعيشون في نفس المنزل مع أحد أفراد العائلة أو الآخرين المُصابين بالمرض،[٢] حيث سيتعرّض الشّخص للعدوى ويلتقط المرض بسهولةٍ،[٤][٢] ومن الجدير ذكره أنّ عدوى السّل لا يُمكن لها الانتشار والانتقال للآخرين عن طريق التقبيل، أو مُشاركة الأدوات الشخصية؛ كفرشاة الأسنان، أو مشاركة الطعام والشراب، أو المصافحة بالأيدي، أو لمس مقاعد المرحاض أو أغطية الأسرة.[١]

وفقًا للدرسات فإنّ الأشخاص المُصابين بمرض السّل من شأنهم أن ينقلوا العدوى لعددٍ من الأشخاص يتراوح ما بين 5-15 شخص في السنة الواحدة؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الأعراض الأولية المرافقة للمرض تكون ذات شدّةٍ خفيفة لعدّة أشهر؛ الأمر الذي قد يتسبّب بنقل البكتيريا للآخرين دون إدراك الشخص إصابته الفعلية بالمرض وما يترتب على ذلك من تأخّر طلب العناية الطبية،[٥] ولحُسن الحظ، فإنّ احتمالية نقل العدوى للآخرين تنعدم لدى معظم المُصابين بالمرض بعد مرور أسبوعين على الأقل من تلقّي العلاج المُناسب.[٤]

نصائح للحد من انتقال السل

يُوصي الخبراء بلقاح السّل المعروف أيضًا بلُقاح عُصية كالميت غيران (بالإنجليزيّة: The bacillus Calmette-Guérin vaccine) واختصارًا (BCG) بهدف الوقاية من المرض للرضّع والأطفال والبالغون ممّن تقل أعمارهم عن 35 عام الذين يُعتبرون أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، ويؤخذ بالاعتبار أنّ إعطاء المطعوم قد يختلف وفقًا لجدول التطعيم الذي تعتمده الدولة،[٦] وبالإضافة إلى ذلك يُوجد العديد من الطرق التي يُمكن اتّباعها للحد من نقل المرض للآخرين في حالة الإصابة به، ونذكر من هذه النّصائح والإرشادات ما يأتي:[٧]

  • الالتزام بالأدوية العلاجية الموصى بها من قِبل الطبيب بشكلٍ تامٍ.
  • تغطية الفم باستخدام منديل عند العُطاس، أو السُعال، أو الضحك، ثمّ التخلّص من هذا المنديل عبر وضعه داخل كيس مغلق ورميه في سلّة المهملات.
  • الامتناع عن الذّهاب إلى المدرسة أو العمل، إلّا بعد موافقة الطبيب.
  • تجنّب التّواصل الوثيق مع الآخرين.
  • الالتزام بالنوم بغرفةٍ منفردة.
  • تهوية الغرفة باستمرار بهدف طرد الجراثيم منها، وبالتالي الحدّ من إصابة الآخرين بالعدوى.

ملخص حول مرض السل

يُعدّ مرض السُّل، أو الدّرن، أو التّدرّن (بالإنجليزيّة: Tuberculosis) أحد الأمراض المُعدية الخطيرة، ويعود سبب حدوثه إلى بكتيريا تُسمّى المُتَفَطِّرة السُلِّيّة (بالإنجليزيّة: Mycobacterium tuberculosis)، وعلى الرّغم من أنّ هذا المرض يؤثّر في الرئتين بشكلٍ رئيسي؛ إلّا أنّ هذه البكتيريا قد تُهاجم أجزاء أخرى من الجسم مُسبّبةً الإضرار بها.[٨][٩]

تتمثل الإصابة ببكتيريا السّل بحالتين رئيستين؛ وهما السّل النّشط (بالإنجليزية: Active TB) والسّل الكامن غير النّشط (بالإنجليزية: Latent TB)، وتختلف الحالتين عن بعضهما البعض بنواحي عدّة،[١٠] إذ تُشير حالة السّل الكامن إلى وجود البكتيريا المُسبّبة للمرض في الجسم، ولكنّها لا تنتقل للآخرين، ولا تظهر أعراض أو علامات المرض على الشخص،[١١] إذ لا تُسبب البكتيريا في حالات السّل الكامن أيّ أذىً لجسم المُصاب،[١٢] وعلى عكس السّل الكامن فإنّ مرض السّل النّشط يُمثل الحالة التي تنمو فيها بكتيريا السّل في الجسم، ويكون المُصاب بهذه العدوى قادراً على نقل المرض للآخرين بسهولة،[١٣] كما يُعاني المريض بالسّل النّشط من العديد من الأعراض؛ ومنها: ألم الصّدر، والسُعال القوي الذي يستمر لمدةٍ أطول من أسبوعين وقد يُصاحبه في بعض الأوقات خروج الدّم أو البلغم،[١٤] وتجدر الإشارة إلى اعتبار كلٍّ من السّل الكامن والسّل النّشط حالتين قابلتين للعلاج، ولكن في حال إبقاء حالة السّل الكامن دون علاج فإنّها قد تتطوّر للشكل النّشط الذي قد يترتب عليه العديد من المضاعفات في حال عدم تلقّي العلاج المناسب،[١١] وبشكلٍ عامّ لا تتطوّر حالة السّل النّشط لدى العديد من المُصابين بالسّل الكامن، ولكن يزداد خطر ذلك في بعض الحالات؛ كأولئك الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل المُصابين بفيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصارًا (HIV).[١١]

ولمعرفة المزيد عن مرض السلّ يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض الدرن).

فيديو عن أنواع السلّ

للتعرف على المزيد من المعلومات الهامة حول أنواع مرض السل شاهد هذا الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب “Tuberculosis(TB)”, www.cdc.gov,11-03-2016، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Dr Laurence Knott (05-07-2017), “patient.info”، patient.info, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  3. “Tuberculosis”, my.clevelandclinic.org,11-09-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب James McIntosh (23-01-2020), “All you need to know about tuberculosis (TB)”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  5. “Tuberculosis”, www.who.int,24-03-2020، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  6. “Tuberculosis (TB)”, www.nhs.uk,12-11-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  7. “Treating and Managing Tuberculosis”, www.lung.org, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  8. “Tuberculosis”, medlineplus.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  9. “Tuberculosis”, www.mayoclinic.org,30-01-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  10. “Latent TB Infection and TB Disease “, www.cdc.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Tuberculosis”, www.niaid.nih.gov,03-01-2020، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  12. “Tuberculosis Symptoms and Diagnosis”, www.lung.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  13. “Tuberculosis (TB)”, www.healthlinkbc.ca,30-07-2018، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  14. “Tuberculosis: Symptoms and treatment”, www.canada.ca,25-03-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

طرق انتقال مرض السل

تؤثر بكتيريا السّل في أجزاءٍ عدّة من الجسم، وغالبًا ما تستقر البكتيريا في الرئتين بعد استنشاقها ثمّ تبدأ بالنمو، وقد تنتقل إلى أجزاء الجسم الأخرى عبر الدّم، وبشكلٍ عامّ يكون مرض السّل النشط مُعديًا في حال وجود البكتيريا في الرئتين أو الحلق، بحيث يُتيح ذلك نقلها للآخرين بسهولةٍ، أمّا إذا كانت هذه العدوى في أجزاء الجسم الأخرى؛ كالكلى أو العمود الفقري فإنّها تكون غير مُعديةٍ في أغلب الأوقات،[١] أمّا عن طرق انتقال العدوى بالسّل فتتمثّل بالتعرّض للهواء الملوّث برذاذ يحتوي على بكتيريا السّل، وبالتالي فإنّ هذه العدوى قد تحدث عن طريق العُطاس، أو السّعال،[٢] أو التحدّث، أو الغناء، أو الضّحك،[٣] وبناءً على ما سبق يُمكن القول بأنّ احتماليّة الإصابة بعدوى السّل ترتفع في حال وجود اتصال وثيق وطويل الأمد مع شخص مصاب بالسل النشط، كما يحدث في حالات الأفراد الذين يعيشون في نفس المنزل مع أحد أفراد العائلة أو الآخرين المُصابين بالمرض،[٢] حيث سيتعرّض الشّخص للعدوى ويلتقط المرض بسهولةٍ،[٤][٢] ومن الجدير ذكره أنّ عدوى السّل لا يُمكن لها الانتشار والانتقال للآخرين عن طريق التقبيل، أو مُشاركة الأدوات الشخصية؛ كفرشاة الأسنان، أو مشاركة الطعام والشراب، أو المصافحة بالأيدي، أو لمس مقاعد المرحاض أو أغطية الأسرة.[١]

وفقًا للدرسات فإنّ الأشخاص المُصابين بمرض السّل من شأنهم أن ينقلوا العدوى لعددٍ من الأشخاص يتراوح ما بين 5-15 شخص في السنة الواحدة؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الأعراض الأولية المرافقة للمرض تكون ذات شدّةٍ خفيفة لعدّة أشهر؛ الأمر الذي قد يتسبّب بنقل البكتيريا للآخرين دون إدراك الشخص إصابته الفعلية بالمرض وما يترتب على ذلك من تأخّر طلب العناية الطبية،[٥] ولحُسن الحظ، فإنّ احتمالية نقل العدوى للآخرين تنعدم لدى معظم المُصابين بالمرض بعد مرور أسبوعين على الأقل من تلقّي العلاج المُناسب.[٤]

نصائح للحد من انتقال السل

يُوصي الخبراء بلقاح السّل المعروف أيضًا بلُقاح عُصية كالميت غيران (بالإنجليزيّة: The bacillus Calmette-Guérin vaccine) واختصارًا (BCG) بهدف الوقاية من المرض للرضّع والأطفال والبالغون ممّن تقل أعمارهم عن 35 عام الذين يُعتبرون أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، ويؤخذ بالاعتبار أنّ إعطاء المطعوم قد يختلف وفقًا لجدول التطعيم الذي تعتمده الدولة،[٦] وبالإضافة إلى ذلك يُوجد العديد من الطرق التي يُمكن اتّباعها للحد من نقل المرض للآخرين في حالة الإصابة به، ونذكر من هذه النّصائح والإرشادات ما يأتي:[٧]

  • الالتزام بالأدوية العلاجية الموصى بها من قِبل الطبيب بشكلٍ تامٍ.
  • تغطية الفم باستخدام منديل عند العُطاس، أو السُعال، أو الضحك، ثمّ التخلّص من هذا المنديل عبر وضعه داخل كيس مغلق ورميه في سلّة المهملات.
  • الامتناع عن الذّهاب إلى المدرسة أو العمل، إلّا بعد موافقة الطبيب.
  • تجنّب التّواصل الوثيق مع الآخرين.
  • الالتزام بالنوم بغرفةٍ منفردة.
  • تهوية الغرفة باستمرار بهدف طرد الجراثيم منها، وبالتالي الحدّ من إصابة الآخرين بالعدوى.

ملخص حول مرض السل

يُعدّ مرض السُّل، أو الدّرن، أو التّدرّن (بالإنجليزيّة: Tuberculosis) أحد الأمراض المُعدية الخطيرة، ويعود سبب حدوثه إلى بكتيريا تُسمّى المُتَفَطِّرة السُلِّيّة (بالإنجليزيّة: Mycobacterium tuberculosis)، وعلى الرّغم من أنّ هذا المرض يؤثّر في الرئتين بشكلٍ رئيسي؛ إلّا أنّ هذه البكتيريا قد تُهاجم أجزاء أخرى من الجسم مُسبّبةً الإضرار بها.[٨][٩]

تتمثل الإصابة ببكتيريا السّل بحالتين رئيستين؛ وهما السّل النّشط (بالإنجليزية: Active TB) والسّل الكامن غير النّشط (بالإنجليزية: Latent TB)، وتختلف الحالتين عن بعضهما البعض بنواحي عدّة،[١٠] إذ تُشير حالة السّل الكامن إلى وجود البكتيريا المُسبّبة للمرض في الجسم، ولكنّها لا تنتقل للآخرين، ولا تظهر أعراض أو علامات المرض على الشخص،[١١] إذ لا تُسبب البكتيريا في حالات السّل الكامن أيّ أذىً لجسم المُصاب،[١٢] وعلى عكس السّل الكامن فإنّ مرض السّل النّشط يُمثل الحالة التي تنمو فيها بكتيريا السّل في الجسم، ويكون المُصاب بهذه العدوى قادراً على نقل المرض للآخرين بسهولة،[١٣] كما يُعاني المريض بالسّل النّشط من العديد من الأعراض؛ ومنها: ألم الصّدر، والسُعال القوي الذي يستمر لمدةٍ أطول من أسبوعين وقد يُصاحبه في بعض الأوقات خروج الدّم أو البلغم،[١٤] وتجدر الإشارة إلى اعتبار كلٍّ من السّل الكامن والسّل النّشط حالتين قابلتين للعلاج، ولكن في حال إبقاء حالة السّل الكامن دون علاج فإنّها قد تتطوّر للشكل النّشط الذي قد يترتب عليه العديد من المضاعفات في حال عدم تلقّي العلاج المناسب،[١١] وبشكلٍ عامّ لا تتطوّر حالة السّل النّشط لدى العديد من المُصابين بالسّل الكامن، ولكن يزداد خطر ذلك في بعض الحالات؛ كأولئك الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل المُصابين بفيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصارًا (HIV).[١١]

ولمعرفة المزيد عن مرض السلّ يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض الدرن).

فيديو عن أنواع السلّ

للتعرف على المزيد من المعلومات الهامة حول أنواع مرض السل شاهد هذا الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب “Tuberculosis(TB)”, www.cdc.gov,11-03-2016، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Dr Laurence Knott (05-07-2017), “patient.info”، patient.info, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  3. “Tuberculosis”, my.clevelandclinic.org,11-09-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب James McIntosh (23-01-2020), “All you need to know about tuberculosis (TB)”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  5. “Tuberculosis”, www.who.int,24-03-2020، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  6. “Tuberculosis (TB)”, www.nhs.uk,12-11-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  7. “Treating and Managing Tuberculosis”, www.lung.org, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  8. “Tuberculosis”, medlineplus.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  9. “Tuberculosis”, www.mayoclinic.org,30-01-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  10. “Latent TB Infection and TB Disease “, www.cdc.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Tuberculosis”, www.niaid.nih.gov,03-01-2020، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  12. “Tuberculosis Symptoms and Diagnosis”, www.lung.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  13. “Tuberculosis (TB)”, www.healthlinkbc.ca,30-07-2018، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  14. “Tuberculosis: Symptoms and treatment”, www.canada.ca,25-03-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

طرق انتقال مرض السل

تؤثر بكتيريا السّل في أجزاءٍ عدّة من الجسم، وغالبًا ما تستقر البكتيريا في الرئتين بعد استنشاقها ثمّ تبدأ بالنمو، وقد تنتقل إلى أجزاء الجسم الأخرى عبر الدّم، وبشكلٍ عامّ يكون مرض السّل النشط مُعديًا في حال وجود البكتيريا في الرئتين أو الحلق، بحيث يُتيح ذلك نقلها للآخرين بسهولةٍ، أمّا إذا كانت هذه العدوى في أجزاء الجسم الأخرى؛ كالكلى أو العمود الفقري فإنّها تكون غير مُعديةٍ في أغلب الأوقات،[١] أمّا عن طرق انتقال العدوى بالسّل فتتمثّل بالتعرّض للهواء الملوّث برذاذ يحتوي على بكتيريا السّل، وبالتالي فإنّ هذه العدوى قد تحدث عن طريق العُطاس، أو السّعال،[٢] أو التحدّث، أو الغناء، أو الضّحك،[٣] وبناءً على ما سبق يُمكن القول بأنّ احتماليّة الإصابة بعدوى السّل ترتفع في حال وجود اتصال وثيق وطويل الأمد مع شخص مصاب بالسل النشط، كما يحدث في حالات الأفراد الذين يعيشون في نفس المنزل مع أحد أفراد العائلة أو الآخرين المُصابين بالمرض،[٢] حيث سيتعرّض الشّخص للعدوى ويلتقط المرض بسهولةٍ،[٤][٢] ومن الجدير ذكره أنّ عدوى السّل لا يُمكن لها الانتشار والانتقال للآخرين عن طريق التقبيل، أو مُشاركة الأدوات الشخصية؛ كفرشاة الأسنان، أو مشاركة الطعام والشراب، أو المصافحة بالأيدي، أو لمس مقاعد المرحاض أو أغطية الأسرة.[١]

وفقًا للدرسات فإنّ الأشخاص المُصابين بمرض السّل من شأنهم أن ينقلوا العدوى لعددٍ من الأشخاص يتراوح ما بين 5-15 شخص في السنة الواحدة؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الأعراض الأولية المرافقة للمرض تكون ذات شدّةٍ خفيفة لعدّة أشهر؛ الأمر الذي قد يتسبّب بنقل البكتيريا للآخرين دون إدراك الشخص إصابته الفعلية بالمرض وما يترتب على ذلك من تأخّر طلب العناية الطبية،[٥] ولحُسن الحظ، فإنّ احتمالية نقل العدوى للآخرين تنعدم لدى معظم المُصابين بالمرض بعد مرور أسبوعين على الأقل من تلقّي العلاج المُناسب.[٤]

نصائح للحد من انتقال السل

يُوصي الخبراء بلقاح السّل المعروف أيضًا بلُقاح عُصية كالميت غيران (بالإنجليزيّة: The bacillus Calmette-Guérin vaccine) واختصارًا (BCG) بهدف الوقاية من المرض للرضّع والأطفال والبالغون ممّن تقل أعمارهم عن 35 عام الذين يُعتبرون أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، ويؤخذ بالاعتبار أنّ إعطاء المطعوم قد يختلف وفقًا لجدول التطعيم الذي تعتمده الدولة،[٦] وبالإضافة إلى ذلك يُوجد العديد من الطرق التي يُمكن اتّباعها للحد من نقل المرض للآخرين في حالة الإصابة به، ونذكر من هذه النّصائح والإرشادات ما يأتي:[٧]

  • الالتزام بالأدوية العلاجية الموصى بها من قِبل الطبيب بشكلٍ تامٍ.
  • تغطية الفم باستخدام منديل عند العُطاس، أو السُعال، أو الضحك، ثمّ التخلّص من هذا المنديل عبر وضعه داخل كيس مغلق ورميه في سلّة المهملات.
  • الامتناع عن الذّهاب إلى المدرسة أو العمل، إلّا بعد موافقة الطبيب.
  • تجنّب التّواصل الوثيق مع الآخرين.
  • الالتزام بالنوم بغرفةٍ منفردة.
  • تهوية الغرفة باستمرار بهدف طرد الجراثيم منها، وبالتالي الحدّ من إصابة الآخرين بالعدوى.

ملخص حول مرض السل

يُعدّ مرض السُّل، أو الدّرن، أو التّدرّن (بالإنجليزيّة: Tuberculosis) أحد الأمراض المُعدية الخطيرة، ويعود سبب حدوثه إلى بكتيريا تُسمّى المُتَفَطِّرة السُلِّيّة (بالإنجليزيّة: Mycobacterium tuberculosis)، وعلى الرّغم من أنّ هذا المرض يؤثّر في الرئتين بشكلٍ رئيسي؛ إلّا أنّ هذه البكتيريا قد تُهاجم أجزاء أخرى من الجسم مُسبّبةً الإضرار بها.[٨][٩]

تتمثل الإصابة ببكتيريا السّل بحالتين رئيستين؛ وهما السّل النّشط (بالإنجليزية: Active TB) والسّل الكامن غير النّشط (بالإنجليزية: Latent TB)، وتختلف الحالتين عن بعضهما البعض بنواحي عدّة،[١٠] إذ تُشير حالة السّل الكامن إلى وجود البكتيريا المُسبّبة للمرض في الجسم، ولكنّها لا تنتقل للآخرين، ولا تظهر أعراض أو علامات المرض على الشخص،[١١] إذ لا تُسبب البكتيريا في حالات السّل الكامن أيّ أذىً لجسم المُصاب،[١٢] وعلى عكس السّل الكامن فإنّ مرض السّل النّشط يُمثل الحالة التي تنمو فيها بكتيريا السّل في الجسم، ويكون المُصاب بهذه العدوى قادراً على نقل المرض للآخرين بسهولة،[١٣] كما يُعاني المريض بالسّل النّشط من العديد من الأعراض؛ ومنها: ألم الصّدر، والسُعال القوي الذي يستمر لمدةٍ أطول من أسبوعين وقد يُصاحبه في بعض الأوقات خروج الدّم أو البلغم،[١٤] وتجدر الإشارة إلى اعتبار كلٍّ من السّل الكامن والسّل النّشط حالتين قابلتين للعلاج، ولكن في حال إبقاء حالة السّل الكامن دون علاج فإنّها قد تتطوّر للشكل النّشط الذي قد يترتب عليه العديد من المضاعفات في حال عدم تلقّي العلاج المناسب،[١١] وبشكلٍ عامّ لا تتطوّر حالة السّل النّشط لدى العديد من المُصابين بالسّل الكامن، ولكن يزداد خطر ذلك في بعض الحالات؛ كأولئك الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل المُصابين بفيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصارًا (HIV).[١١]

ولمعرفة المزيد عن مرض السلّ يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض الدرن).

فيديو عن أنواع السلّ

للتعرف على المزيد من المعلومات الهامة حول أنواع مرض السل شاهد هذا الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب “Tuberculosis(TB)”, www.cdc.gov,11-03-2016، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Dr Laurence Knott (05-07-2017), “patient.info”، patient.info, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  3. “Tuberculosis”, my.clevelandclinic.org,11-09-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب James McIntosh (23-01-2020), “All you need to know about tuberculosis (TB)”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  5. “Tuberculosis”, www.who.int,24-03-2020، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  6. “Tuberculosis (TB)”, www.nhs.uk,12-11-2019، Retrieved 07-05-2020. Edited.
  7. “Treating and Managing Tuberculosis”, www.lung.org, Retrieved 07-05-2020. Edited.
  8. “Tuberculosis”, medlineplus.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  9. “Tuberculosis”, www.mayoclinic.org,30-01-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  10. “Latent TB Infection and TB Disease “, www.cdc.gov, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Tuberculosis”, www.niaid.nih.gov,03-01-2020، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  12. “Tuberculosis Symptoms and Diagnosis”, www.lung.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  13. “Tuberculosis (TB)”, www.healthlinkbc.ca,30-07-2018، Retrieved 06-05-2020. Edited.
  14. “Tuberculosis: Symptoms and treatment”, www.canada.ca,25-03-2019، Retrieved 06-05-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى