محتويات
السعال الجاف
يتعرض الإنسان لوعكاتٍ صحيةٍ متعددةٍ؛ وذلك نتيجةً لتعرضه للعديد من العوامل التي تؤثر على صحته ونشاطاته؛ وبالتالي الشعور بالاستياء لمثل هذه الوعكات الصحية، ولعل أكثرها إزعاجاً هو السعال، لما يصاحبه من ألمٍ في الحلق وغيره، حيث إنه من الممكن أن يكون السعال صدرياً، بمعنى أنه مصاحب للبلغم، فيسبب السعال للتخلص من هذا البلغم، أو أن يكون هذا السعال جافاً، بمعنى أنه على شكل دغدغةٍ في الحلق تتسبب في السعال، وقد يستغرق التخلص من السعال مدة من الزمن، قد تصل إلى أسبوعين، ولكن يمكن علاجه بالطب البديل( باستخدام الأعشاب)، بدلاً من اللجوء إلى تناول الأدوية المختلفة.
والسعال عملية تحدث لا إرادياً نتيجةً التعرض لمهيجاتٍ معينةٍ؛ مثل التعرض لنزلات البرد، وتعامل الجسم معها على أنها جسمٌ غريبٌ، فيقوم العقل بإعطاء الأوامر للتخلص من هذه الجسم الغريب، وبالتالي تفريغ هذه المهيجات والأجسام الغريبة، وتنظيف الحلق منها ومن الغبار والمخاط وغيرها.
أما السعال الجافّ فهو عبارة عن نوعٍ من أنواع السعال، ولكن هذا النوع من السعال لا يكون مصحوباً بالمخاط، وينتج من وجود التهاب بالمجرى الهوائي والجهاز التنفسي، قد يكون نتيجةً لاستنشاق شيءٍ معينٍ يسبب الإزعاج مثل الدخان أو الغبار، أو نتيجةً لتعرض الجسم للحساسية، أو لأنواع مختلفة من الالتهابات الفيروسية، مما يشكل في بعض الأحيان خطراً على حياة الأشخاص، والتسبب بحدوث بعض الأمراض القاتلة مثل سرطان الرئة.
أسباب السعال الجاف
من الممكن أن يكون سبب السعال الجافّ التعرض لنزلات البرد في المنطقة العليا من مجرى الهواء، ولكن إذا كان قوياً قد يتسبب بخروج البلغم من الرئتين، ولكنه لا يدوم طويلاً، فقد يمتد لفترة نصف شهرٍ، أما إذا تعدى فترة الشهر؛ فهنا يجب الرجوع للطبيب المختص، والخضوع للتشخيص اللازم؛ حتى لا يكون هناك تهديداً للحياة، وفيما يلي عرضٌ لأهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث السعال الجاف:
التنقيط الأنفي الخلفي
تتمثل مشكلة التنقيط الأنفيّ الخلفيّ (بالإنجليزية: Postnasal drip) بزيادة إنتاج السائل المخاطيّ في الأنف نتيجة فرط التحفيز الناجم عن الحساسيّة أو العدوى، ممّا يؤدي إلى سيلان المخاط من الأنف إلى الحلق، والذي بدوره يؤدي إلى إثارة الأعصاب خلف الحلق وحدوث الكحّة الجافة، ويمكن التخفيف من الكحّة في هذه الحالة من خلال ترطيب الأنف ببخار الماء، أو الاستحمام بالماء الحار أو غسل الأنف.[١]
الارتجاع المعدي المريئي
يصاحب الإصابة بالارتجاع المعديّ المريئيّ (بالإنجليزية: GERD) كحّة جافّة ناجمة عن تهيّج المريء بسبب وصول حمض المعدة إليه، كما يصاحب هذه الحالة عدد من الأعراض الأخرى مثل حرقة المعدة، وألم الصدر، والتهاب الحلق المزمن، ويمكن التخفيف من هذه المشكلة من خلال عمل بعض التغييرات على نمط الحياة، واستخدام بعض الأدوية التي تساعد على خفض نسبة الحموضة.[١]
كحة ما بعد العدوى
يحدث هذا النوع من الكحّة بعد الشفاء من بعض أنواع العدوى في الجهاز التنفسيّ في بعض الحالات، وقد تستمرّ الكحّة الجافّة لفترة طويلة في هذه الحالة إذ قد تزيد عن ثلاثة أسابيع، ويصاحب هذه الحالة تهيّج مستمر في الحلق، ويقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات التشخيصيّة للتأكد من عدم ارتباط الكحّة بأحد المشاكل الصحيّة الأخرى، وتحديد العلاج المناسب للحالة.[٢]
مرض الربو
لا يعاني جميع الأشخاص المصابون بمرض الربو (بالإنجليزية: Asthma) من الكحّة الجافّة، إلّا أنّها تُعدّ أحد الأعراض الرئيسيّة للأشخاص الذي يعانون من نوع محدّد من مرض الربو يُعرَف بالربو السعاليّ (بالإنجليزية: Cough-variant asthma)، وقد تتحفّز الكحّة الجافّة في هذه الحالة نتيجة التعرّض لبعض المهيجات مثل التدخين والهواء البارد.[٢]
السعال الديكي
تُسبّب الإصابة بالسعال الديكيّ (بالإنجليزية: Whooping cough) كحّة شديدة وجافّة، وهو من الأمراض شديدة العدوى، وبسبب حصول معظم الأطفال على التطعيم المضادّ لعدوى السعال الديكيّ انخفضت نسبة الإصابة بهذا المرض بشكلٍ كبير، إلّا أنّ نسبة الإصابة بالعدوى تكون أعلى لدى الأطفال قبل الحصول على التطعيم والأشخاص البالغين الذين انخفضت مناعة أجسامهم ضدّ المرض.[١]
الأسباب الأخرى
هناك العديد من الأسباب والمشاكل الصحيّة الأخرى التي قد تكون مصحوبة بالكحّة الجافة، ومنها الآتي:[٣]
- التدخين.
- حساسيّة الأنف.
- انقطاع النفس النوميّ الانسدادي (بالإنجليزية: Obstructive sleep apnoea).
- التهاب الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngitis).
- استنشاق جسم غريب.
- المرض الرئويّ الخلاليّ (بالإنجليزية: Interstitial lung disease).
- استخدام بعض الأدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitor).
- سرطان الرئة.
- فشل القلب.
- الانصمام الرئويّ (بالإنجليزية: Pulmonary embolism).
أعراض السعال الجاف
- احتقان وسيلان في الأنف.
- احتقان مزعج في الحلق.
- تورم في الحلق نتيجة لحدوث تورم في الغدد الليمفاوية.
- صدور أصوات تشبه الصفير.
- الشعور بالغثيان.
- ظهور أعراض مختلفة تشبه التعرض للإنفلونزا.
- التقيؤ.
- حدوث نزيف للثة.
- التعب والإرهاق.
علاج السعال الجاف
- نظام العلاج بالمناعة الذاتية: وذلك من خلال تعزيز المناعة بالجسم؛ من أجل مقاومة السعال الجاف، دون الحاجة لتناول الأدوية، فمثلاً تعرض الجسم للبرد أحياناً يزيد من دفاع الجسم؛ وبالتالي تعزيز المناعة، أما عند تناول دواءٍ معين مثل مضاد السعال؛ فقد يعمل على الحد من المناعة التي يبنيها الجسم ضد السعال، فعند التعرّض للسعال الجاف يُفضّل عدم تناول هذا النوع من المضاد لمدة 7 إلى 10 أيام، إلا بشكلٍ قليل في الليل مثلاً، أما في حال استمرت هذه الحالة لأكثر من نصف شهر إلى شهر؛ فهنا من الضروري مراجعة الطبيب لتجنب تفاقم الحالة.
- العلاجات المنزلية: من خلال شرب كميات وفيرة من المياه الدافئة، والمشروبات الساخنة، وتناول العسل المخلوط بالليمون والماء الدافئ لثلاث مرات يومياً، إضافةً للغرغرة؛ لما لها من فائدة في تخفيف حدّة السعال؛ من خلال خلط الملح بالماء الدافئ، أو ماء السبانخ، كما يمكن تناول الزنجبيل المعدّل بالعسل والماء الدافئ، أو الزنجبيل الخام، وتناول الحليب بالعسل قبل النوم، إضافة إلى الكركم مع العسل.
- العلاج بالأعشاب: من خلال تناول الأعشاب والنباتات التي تعمل على التخفيف من حدة السعال الجاف ومن أهمها:
- العرقسوس: حيث إنّه يعمل على تقليل التهيّج في مجرى التنفس، والحلق، وتخفيف الاحتقان.
- الزعتر: من خلال غليه بالماء؛ حيث يعمل على التّقليل من احتقان الحلق.
- الزنجبيل: من خلال مضغه كما هو، أو تقطيعه ومضغه، أو من خلال تعديله باستخدام العسل.
المراجع
- ^ أ ب ت Corinne O’Keefe Osborn, “What Causes a Dry Cough”، www.healthline.com, Retrieved 27-3-2019. Edited.
- ^ أ ب Rochel Maday, “Dry Cough Symptoms, Causes & Common Questions”، www.buoyhealth.com, Retrieved 27-3-2019. Edited.
- ↑ “Cough: dry cough”, www.mydr.com.au, Retrieved 27-3-2019. Edited.