محتويات
'); }
صلاة التهجد
التهجد في الّلغة من هجد، وتهجّد، وهجدته بمعنى أنمته، وكذلك بمعنى أيقظته، وهو الاستيقاظ بعد الرقود من أجل الصلاة وقد أصبح اسم للصلاة؛ لأنّ المصلي يتنبه من نومه لأدائها، وهي من صلوات النفل التي حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أدائها، كما أنه حثّ أصحابه على أدائها وذلك لما فيها من فضائل وفوائد عظيمة تعود على المسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ) [حاشية بلوغ المرام لابن باز]، والوتر: هي صلاة التهجد.
حكم صلاة التهجد
اختلف العلماء في حكم صلاة التهجد فقد انقسموا إلى قسمين: منهم من رأى أنّها سنة مؤكدة، كالمذهب الحنبلي، والشافعي، والمالكي، حيث ذهبوا إلى وجوب المحافظة عليها، ولكن إذا تركها المسلم فإنّه لا يأثم على ذلك لأنّها غير مفروضة، أما القسم الآخر: وهم أصحاب المذهب الحنفي ذهبوا إلى أن صلاة التهجد واجبة، وقد احتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: (فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة) [رواه البخاري]، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها في حله وترحاله، ومن ذلك قول ابن عمر رضي الله عنهما : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتِر على راحلته) [رواه مسلم]، وهذا يرجّح قول المذهب الأول الذين قالوا بأنّها سنة مؤكدة غير مفروضة، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يؤدّي الصلاة المفروضة على الراحلة.
'); }
عدد ركعات التهجد
اختلف أهل العلم في تحديد عدد ركعات صلاة التهجد، وخاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلاها مرةً أحدى عشرة ركعةً، ومرةً ثلاثة عشر ركعة، وقد اتفق العلماء على أن أقلها ركعتين وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدُكم من الليلِ ، فلْيَفْتَتِحْ صلاتَه بركعتَينِ خَفيفَتَينِ) [رواه مسلم]، وقد اختلف العلماء في تحديد الحد الأقصى من ركعاتها، فقد قال المذهب الحنفي أنّ أقصى ركعاته ثمانية، أما المذهب الشافعي فقد قال أنه لا حصر لعدد ركعاتها وهو ما ذهب إليه الحنابلة أيضاً، أما المالكية فقد ذهبت إلى القول بأنّ أكثرها عشرة ركعات أو اثنتا عشرة ركعة وبعدها يُوتر المصلي بركعة واحدة.
وقت صلاة التهجد
يبدأ وقت صلاة التهجد بعد انتهاء صلاة العشاء، وحتى وقت طلوع الفجر، وأفضل الأوقات لأدائها يكون في ثلث الليل الأخير، وإذا لم تتيسر الصلاة في هذا الوقت يصح الصلاة في أول الليل قبل النوم، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم دليلاً صريحاً على أنّ تأخير الصلاة إلى الثلث الأخير من الليل أفضل، حيث قال: (من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) [رواه مسلم].
كيفية أدء صلاة التهجد
- يجب على المصلي التطهّر بالوضوء لأداء صلاة التهجد.
- يستطيع أن يصلي العدد الذي يريده ويسلم في كل ركعتين، ومن ثم يُوتر بركعة واحدة، وذلك كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنه يستطيع أن يُوتر بثلاث، وذلك بأن يصلي الثلاث ركعات في تشهد واحد وتسليم واحد، أو أن يصلي ركعتين ويتشهد ويسلم ويصلي الركعة الثالثة ويتشهد ويسلم فيها، وقد يُوتر المصلي بخمس يصليها جميعاً ويتشهد في الركعة الأخيرة ويسلم، وقد يُوتر سبع فيصليها جميعها ويتشهد في الركعة السابعة ويسلم، وقد يُوتر تسع يتشهد في الركعة الثامنة ولا يسلم ثمّ يقوم ويأتي الركعة التاسعة ويسلّم فيها، أمّا إذا أوتر في إحدى عشرة ركعة فإنّه يصليها ركعتين، ركعتين ومن ثم يُوتر في واحدة.