الحمى وإرتفاع الحرارة

ارتفاع الحرارة عند الرضع

ارتفاع الحرارة عند الرضع

يختلف المدى الطبيعي لدرجة حرارة الطّفل باختلاف عمره، وبشكلٍ عامّ يُمكن اعتبار درجة حرارة الأطفال الرّضع الذين تقلّ أعمارهم عن سنتين طبيعية إذ تراوحت بين 36.6-38 درجة مئوية عن أخذ القراءة عن طريق فتحة الشرج، وفي حديثي الولادة فإنّ متوسط درجة الحرارة الطبيعية تبلغ 37.5 درجة مئوية،[١] وبناءً على ذلك فإنّ الحمّى (بالإنجليزية: Fever) تحدث عند ارتفاع درجة الحرارة الشرجية للطفل الرضيع لتتجاوز 38 درجة مئوية،[٢] ويُعتبر قياس درجة الحرارة باستخدام ميزان الحرارة الطريقة الأمثل للتأكد من حدوث ارتفاع في حرارة الطفل أم لا.[٣]

ولمعرفة المزيد عن درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية يمكن قراءة المقال الآتي: (كم درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية).

هل ارتفاع الحرارة عند الرضع خطيرة؟

بشكلٍ عامّ تُعدّ الحمّى غير مؤذية، فقد تكون دلالةً على أنّ الجسم يُحارب عدوى أو مرض ما، ويُمكن اعتبارها علامةً جيدة على أنّ الجهاز المناعي للطفل يعمل بشكلٍ جيد وأنّ الجسم يسعى للتّعافي من الحالة الكامنة وراء ذلك، وبالرغم من ذلك، ويُعتبر الكشف عن سبب إصابة الطفل بالحمى أمرًا مهمًّا، وذلك بهدف تخفيف الانزعاج الذي قد يشعر بهِ الطفل، والحدّ من حدوث المُضاعفات التي قد تترتب على الحمّى،[٤] وفي هذا السّياق يُشار إلى احتمالية مُعاناة الطّفل من النوبة الحموية (بالإنجليزية: Febrile seizure) نتيجة الإصابة بالحمّى؛ وتتمثل هذه الحالة بحدوث نوباتٍ تشنّجية ناجمة عن إخلال النّشاط الكهربائي في الخلايا العصبية في الدماغ،[٥] وفي أغلب الحالات تحدث النوبة الحموية خلال 24 ساعة من بدء الحمّى،[٦] ووفقًا لدراسةٍ نشرتها مجلة “Korean J Pediatr” عام 2014م فإنّ النوبة الحموية تحدث لدى ما نسبته 2-5% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات.[٧]

كيفية قياس الحرارة عند الرضع

إنّ لمس جبين الطفل للكشف عن ارتفاع درجة حرارته وسيلة غير دقيقة ولا يمكن الوثوق بها، لهذا السبب يُعتبر استخدام ميزان الحرارة من أفضل الطرق المُتاحة لقياس درجة حرارة الطفل الرضيع، وتتوفر عدة أنواع من موازين الحرارة؛ منها الرقمي والزئبقي، وموازين حرارة اللهايّة، وشرائط قياس درجة الحرارة، ويُنصح بتجنّب استخدام موازين حرارة اللهاية، ولصقات قياس درجة الحرارة لأنها تعدّ غير دقيقة، كما يجب التنويه إلى أنّ مادة الزئبق الموجودة داخل ميزان الحرارة الزئبقي تعدّ مادة سامة ويُمكن أن تؤثر بشكلٍ سلبي في الطفل الرضيع في حال تعرض ميزان الحرارة للكسر؛ لذلك ينصح بتجنّب استخدامه أيضاً، ويُمكن الاستعاضه عنه بموازين الحرارة الرقمية فهي آمنة أكثر.[٨]

هُناك العديد من الأنواع المختلفة لموازين الحرارة الرقمية تبعًا لموضِع أخذ القراءة، ومنها ميزان الحرارة الفمويّ، أو الإبطيّ، أو الشرجي، كما تتوفر أيضًا موازين الحرارة الرقمية في الأذن، وموازين الحرارة الرقمية عبر الشريان الصدغي،[٩] وحول الأخير منها فهو يتألف من ماسح للأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي في جبهة الطفل،[٨] ويُمكن القول بأنّ قراءة الحرارة الشرجية تُعتبر الأدق، ويُمكن أخذُها بسهولةٍ في حالات الأطفال الرضّع، وعند قياس درجة الحرارة الشرجية باستخدام الميزان المُخصّص لذلك يجب في البداية التأكد من نظافة ميزان الحرارة، ويُنصح بغسله بالماء والصابون أو مسحه باستخدام الكحول، ومن ثمّ يتمّ وضع الطفل على بطنه أو ظهره مع ثني أرجله باتجاه الصدر، يلي ذلك وضع القليل من الفازلين حول بصيلة ميزان الحرارة ومن ثمّ إدخالها بلطف في الفتحة الشرجية للطّفل، مع الحرص على تثبيت الميزان الرقمي في موضِعه لمدّة دقيقتين إلى أن يتمّ سماع صوت صفير، بعدها يتمّ إخراج ميزان الحرارة برفق وقراءة درجة الحرارة،[١٠] ويُمكن اعتبار الطفل الرضيع مُصابًا بالحمّى إذا تجاوزت درجة حرارته الشرجية 38 درجة مئوية، أو إذا تجاوزت الحرارة الإبطية 37.2 درجة مئوية، أو إذا تجاوزت الفموية 37.7 درجة مئوية، ولا تُعتبر الفموية دقيقة في الأطفال الرضع.[١]

أعراض ارتفاع الحرارة عند الرضع

قد يُعاني الأطفال الرُضّع من ظهور العديد من الأعراض عند إصابتهم بالحُمّى، وتتضمن الأعراض: فرط التعرق، واحمرار البشرة، والشعور بسخونة الجلد عند لمسه، والشعور بالعطش أكثر من الطبيعي، وفي بعض الأحيان قد يبدو الأطفال بصحةٍ جيدة ولا تظهر لديهم أعراض حتى مع ارتفاع درجة حرارة أجسادهم، وقد يُعاني الطفل الرضيع من أعراضٍ أخرى إلى جانب الحمّى ترتبط بالمُسبّب، مثل: التهاب الحلق، أو آلام الأذن أو المعدة، أو ظهور طفح جلدي.[١١]

أسباب ارتفاع الحرارة عند الرضع

كما ذكرنا سابقاً فإن الحمّى لا تُعدّ مرضًا بحدّ ذاتها، ولكنها قد تكون علامة أو عَرَض لحالةٍ طبيعة أو لمشكلةٍ صحيةٍ مُعينة، ويُمكن بيان أبرز أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع فيما يأتي:[١٢]

  • ارتداء الكثير من الملابس: في الكثير من الأحيان قد يعاني الأطفال الرضع، وخاصة حديثي الولادة، من ارتفاع درجة حرارة أجسادهم بسبب الإفراط في ارتداء الملابس أو بسبب وجودهم في بيئةٍ ذات درجة حرارة مُرتفعة، نظرًا لعدم مقدرة أجسامهم على تنظيم درجة الحرارة كما هو الحال في أجسام البالغين.
  • الحصول على المطاعيم: يُمكن أن يصاب الأطفال بحمّى خفيفة مُباشرةً بعد تلقي المطاعيم (بالإنجليزية:Vaccine).
  • التسنين: (بالإنجليزية: Teething)، يُمكن أن يتسبّب نمو الأسنان لدى الأطفال بارتفاعٍ خفيف في درجة حرارة الجسم، وقد لا يكون هو المُسبّب وراء ذلك إذا كانت درجة حرارة الطفل أعلى من 37.8 درجة مئوية.
  • العدوى: (بالإنجليزية: Infection)، تكون معظم حالات الحمى ناتجة في الغالب عن إصابة الطفل بعدوى أو مرضٍ ما، ومن الجدير بالذكر أنّ ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكلٍ عامّ يُساعد على مكافحة العدوى عن طريق تحفيز آليات الدفاع الطبيعي لمقاومة العدوى،[١٢] وقد تكون العدوى إمّا فيروسية؛ كنزلات البرد أو عدوى في الجهاز الهضمي، وإمّا بكتيرية، مثل التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، أو بعض التهابات الأذن والحلق، أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب ارتفاع الحرارة عند الرضع يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم عندالرضع).

إرشادات للتعامل مع ارتفاع الحرارة عند الرضع

ينبغي مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت الحمّى لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن شهر واحد، أمّا الأطفال الأكبر سنًا فيُمكن اتباع بعض الإجراءات والنّصائح للتعامل مع ارتفاع الحرارة، ومنها ما يأتي:[٢][١٣]

  • تطبيق كمادات دافئة على جبين الطفل.
  • التخفيف من ملابس الطفل، والاكتفاء بإلباسه طبقة خفيفة من الملابس.
  • وضع الطفل في مغطس ماء فاتر، فقد يُساعد ذلك على خفض درجة حرارته، ويجب التحقق دائمًا من درجة حرارة الماء عبر تجربتها على المعصم قبل وضع الطّفل بالماء.
  • إعطاء الطفل كمية كافية من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم نتيجة الحرارة ولوقايته من الجفاف، وتتضمّن أعراض الجفاف: بكاء الرضيع بدون دموع، أو جفاف الفم، أو تبلّل الحفاظات بشكلٍ أقلّ من المُعتاد، ومن الضروري تقديم السّوائل المُناسبة لعمر الطفل؛ مثل حليب الثدي أو الحليب الصناعي، أو الماء، أو محلول الكهارل (بالإنجليزية: Electrolyte solution).
  • تجنب إيقاظ الطّفل أثناء نومه لإعطائه الأدوية الخافضة للحرارة.[١]
  • مراقبة مستوى نشاط الطفل ومدى الراحة العامّة التي يُظهرها.[١]
  • تجنّب إرسال الطّفل الرضيع إلى الحضانة أو اصطحابه إلى الأماكن التي قد يكون فيها أطفال آخرين أو أشخاص مُعرضين للعدوى، تجنّبًا لنقل العدوى إليهم.[١]

خفض حرارة الطفل الرضيع

يُمكن اللجوء إلى إعطاء الطفل الأدوية الخافضة للحرارة بعد استشارة الطبيب في حال عانى الطفل من الانزعاج بسبب الحمى، ويتمّ عادةً إعطاء الطفل دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) في هذه الحالة، مع الحرص على تجنّب استخدام الآيبوبروفين للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر أو للأطفال الُمصابين بالجفاف أو التقيؤ المستمر، وهناك العديد من النصائح التي يجدُر اتباعها عند استخدام الأدوية الخافضة للحرارة، وفيما يلي بيان لأبرزها:[١٣]

  • ينبغي تجنب إعطاء الطّفل أدوية السعال ونزلات البرد التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها، ذلك أنّها قد تحتوي على مادة الآيبوبروفين أو الباراسيتامول وبالتالي يمكن تعريض الطفل لخطر جرعة أعلى من تلك الموصى بها، كما أنّ معظم الأطباء لا ينصحون بهذه المنتجات للأطفال الرضع وصغار السنّ.
  • تعتمد الجرعة المناسبة من هذه الأدوية على وزن الطفل، لذا يُنصح باستخدم جهاز القياس الذي يأتي مع الدواء لإعطاء الطفل الجرعة الصحيحة تمامًا من الدواء.
  • يجب الالتزام بالجرعات المقررة وعدم إعطاء الطفل جرعة من الدواء أعلى من تلك الموصى بها.
  • ينصح بعدم استخدام الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أبداً للأطفال، إذ إنّه قد يزيد من خطر إصابتهم بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome)، وهي عبارة عن متلازمة نادرة لكنّها خطيرة ومن شأنها التسبّب بالوفاة إذا ما أُصيب بها الطّفل.

ولمعرفة المزيد عن كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع يمكن قراءة المقال الآتي: (كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع).

دواعي مراجعة الطبيب

هُناك العديد من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور في حال الإصابة بالحمّى، ومن هذه الحالات ما يأتي:[١][٨]

  • ارتفاع درجة حرارة الطفل لتتجاوز 40 درجة مئوية.
  • استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة دون ظهور أيّ أعراض أخرى.
  • عدم انخفاض درجة حرارة الرضيع بالرغم من إعطائه دواء خافض للحرارة.
  • معاناة الطفل من ضعف المناعة.
  • ظهور مؤشرات إصابة الطّفل بالجفاف.
  • عدم تحسن الطفل خلال يوم أو يومين حتى بالرغم من استخدامه المضادات الحيوية في حال وصفها الطبيب.
  • ظهور علامات الخمول أو المرض الشديد على الرضيع.
  • مُعاناة الطفل من ضيق التنفس.
  • نعاس الطفل الشديد.
  • امتناع الطفل عن الحصول على حاجته من الغذاء.
  • حالات تكرار التقيؤ، أو استمرار الإسهال.
  • ظهور علامات تصلّب الرقبة، أو الصُداع المُستمر.
  • شعور الطّفل بألم.

هُناك حالات تستدعي مراجعة الطوارئ؛ ومنها ارتفاع درجة حرارة الطفل لتبلغ 41.7 درجة مئوية أو أكثر، أو إذا كان الطفل حديث الولادة، أو في حال معاناة الطفل من نوبةٍ تشنجيةٍ لأول مرة، أو عند استمرار نوبة التشنجات لأكثر من 15 دقيقة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ “What to know about fever in babies”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Fever in Babies”, www.webmd.com, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  3. “How to take your baby’s temperature”, www.nhs.uk, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  4. “Signs and Symptoms of Fever”, www.healthychildren.org, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  5. “Febrile Seizures”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  6. “Febrile seizures: an overview”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  7. “Febrile seizures”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Fever in babies”, www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  9. “Thermometers: Understand the options”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  10. “Fever in Babies”, www.webmd.com, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  11. “Fever and Your Child”, madisonpediatric.com, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب Joanne Murren-Boezem, MD, “Fevers”، kidshealth.org, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  13. ^ أ ب Karen Miles, Dawn Rosenberg, M.D (4-2-2020), “Fever and your baby or child”، www.babycenter.com, Retrieved 16-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

ارتفاع الحرارة عند الرضع

يختلف المدى الطبيعي لدرجة حرارة الطّفل باختلاف عمره، وبشكلٍ عامّ يُمكن اعتبار درجة حرارة الأطفال الرّضع الذين تقلّ أعمارهم عن سنتين طبيعية إذ تراوحت بين 36.6-38 درجة مئوية عن أخذ القراءة عن طريق فتحة الشرج، وفي حديثي الولادة فإنّ متوسط درجة الحرارة الطبيعية تبلغ 37.5 درجة مئوية،[١] وبناءً على ذلك فإنّ الحمّى (بالإنجليزية: Fever) تحدث عند ارتفاع درجة الحرارة الشرجية للطفل الرضيع لتتجاوز 38 درجة مئوية،[٢] ويُعتبر قياس درجة الحرارة باستخدام ميزان الحرارة الطريقة الأمثل للتأكد من حدوث ارتفاع في حرارة الطفل أم لا.[٣]

ولمعرفة المزيد عن درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية يمكن قراءة المقال الآتي: (كم درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية).

هل ارتفاع الحرارة عند الرضع خطيرة؟

بشكلٍ عامّ تُعدّ الحمّى غير مؤذية، فقد تكون دلالةً على أنّ الجسم يُحارب عدوى أو مرض ما، ويُمكن اعتبارها علامةً جيدة على أنّ الجهاز المناعي للطفل يعمل بشكلٍ جيد وأنّ الجسم يسعى للتّعافي من الحالة الكامنة وراء ذلك، وبالرغم من ذلك، ويُعتبر الكشف عن سبب إصابة الطفل بالحمى أمرًا مهمًّا، وذلك بهدف تخفيف الانزعاج الذي قد يشعر بهِ الطفل، والحدّ من حدوث المُضاعفات التي قد تترتب على الحمّى،[٤] وفي هذا السّياق يُشار إلى احتمالية مُعاناة الطّفل من النوبة الحموية (بالإنجليزية: Febrile seizure) نتيجة الإصابة بالحمّى؛ وتتمثل هذه الحالة بحدوث نوباتٍ تشنّجية ناجمة عن إخلال النّشاط الكهربائي في الخلايا العصبية في الدماغ،[٥] وفي أغلب الحالات تحدث النوبة الحموية خلال 24 ساعة من بدء الحمّى،[٦] ووفقًا لدراسةٍ نشرتها مجلة “Korean J Pediatr” عام 2014م فإنّ النوبة الحموية تحدث لدى ما نسبته 2-5% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات.[٧]

كيفية قياس الحرارة عند الرضع

إنّ لمس جبين الطفل للكشف عن ارتفاع درجة حرارته وسيلة غير دقيقة ولا يمكن الوثوق بها، لهذا السبب يُعتبر استخدام ميزان الحرارة من أفضل الطرق المُتاحة لقياس درجة حرارة الطفل الرضيع، وتتوفر عدة أنواع من موازين الحرارة؛ منها الرقمي والزئبقي، وموازين حرارة اللهايّة، وشرائط قياس درجة الحرارة، ويُنصح بتجنّب استخدام موازين حرارة اللهاية، ولصقات قياس درجة الحرارة لأنها تعدّ غير دقيقة، كما يجب التنويه إلى أنّ مادة الزئبق الموجودة داخل ميزان الحرارة الزئبقي تعدّ مادة سامة ويُمكن أن تؤثر بشكلٍ سلبي في الطفل الرضيع في حال تعرض ميزان الحرارة للكسر؛ لذلك ينصح بتجنّب استخدامه أيضاً، ويُمكن الاستعاضه عنه بموازين الحرارة الرقمية فهي آمنة أكثر.[٨]

هُناك العديد من الأنواع المختلفة لموازين الحرارة الرقمية تبعًا لموضِع أخذ القراءة، ومنها ميزان الحرارة الفمويّ، أو الإبطيّ، أو الشرجي، كما تتوفر أيضًا موازين الحرارة الرقمية في الأذن، وموازين الحرارة الرقمية عبر الشريان الصدغي،[٩] وحول الأخير منها فهو يتألف من ماسح للأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي في جبهة الطفل،[٨] ويُمكن القول بأنّ قراءة الحرارة الشرجية تُعتبر الأدق، ويُمكن أخذُها بسهولةٍ في حالات الأطفال الرضّع، وعند قياس درجة الحرارة الشرجية باستخدام الميزان المُخصّص لذلك يجب في البداية التأكد من نظافة ميزان الحرارة، ويُنصح بغسله بالماء والصابون أو مسحه باستخدام الكحول، ومن ثمّ يتمّ وضع الطفل على بطنه أو ظهره مع ثني أرجله باتجاه الصدر، يلي ذلك وضع القليل من الفازلين حول بصيلة ميزان الحرارة ومن ثمّ إدخالها بلطف في الفتحة الشرجية للطّفل، مع الحرص على تثبيت الميزان الرقمي في موضِعه لمدّة دقيقتين إلى أن يتمّ سماع صوت صفير، بعدها يتمّ إخراج ميزان الحرارة برفق وقراءة درجة الحرارة،[١٠] ويُمكن اعتبار الطفل الرضيع مُصابًا بالحمّى إذا تجاوزت درجة حرارته الشرجية 38 درجة مئوية، أو إذا تجاوزت الحرارة الإبطية 37.2 درجة مئوية، أو إذا تجاوزت الفموية 37.7 درجة مئوية، ولا تُعتبر الفموية دقيقة في الأطفال الرضع.[١]

أعراض ارتفاع الحرارة عند الرضع

قد يُعاني الأطفال الرُضّع من ظهور العديد من الأعراض عند إصابتهم بالحُمّى، وتتضمن الأعراض: فرط التعرق، واحمرار البشرة، والشعور بسخونة الجلد عند لمسه، والشعور بالعطش أكثر من الطبيعي، وفي بعض الأحيان قد يبدو الأطفال بصحةٍ جيدة ولا تظهر لديهم أعراض حتى مع ارتفاع درجة حرارة أجسادهم، وقد يُعاني الطفل الرضيع من أعراضٍ أخرى إلى جانب الحمّى ترتبط بالمُسبّب، مثل: التهاب الحلق، أو آلام الأذن أو المعدة، أو ظهور طفح جلدي.[١١]

أسباب ارتفاع الحرارة عند الرضع

كما ذكرنا سابقاً فإن الحمّى لا تُعدّ مرضًا بحدّ ذاتها، ولكنها قد تكون علامة أو عَرَض لحالةٍ طبيعة أو لمشكلةٍ صحيةٍ مُعينة، ويُمكن بيان أبرز أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع فيما يأتي:[١٢]

  • ارتداء الكثير من الملابس: في الكثير من الأحيان قد يعاني الأطفال الرضع، وخاصة حديثي الولادة، من ارتفاع درجة حرارة أجسادهم بسبب الإفراط في ارتداء الملابس أو بسبب وجودهم في بيئةٍ ذات درجة حرارة مُرتفعة، نظرًا لعدم مقدرة أجسامهم على تنظيم درجة الحرارة كما هو الحال في أجسام البالغين.
  • الحصول على المطاعيم: يُمكن أن يصاب الأطفال بحمّى خفيفة مُباشرةً بعد تلقي المطاعيم (بالإنجليزية:Vaccine).
  • التسنين: (بالإنجليزية: Teething)، يُمكن أن يتسبّب نمو الأسنان لدى الأطفال بارتفاعٍ خفيف في درجة حرارة الجسم، وقد لا يكون هو المُسبّب وراء ذلك إذا كانت درجة حرارة الطفل أعلى من 37.8 درجة مئوية.
  • العدوى: (بالإنجليزية: Infection)، تكون معظم حالات الحمى ناتجة في الغالب عن إصابة الطفل بعدوى أو مرضٍ ما، ومن الجدير بالذكر أنّ ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكلٍ عامّ يُساعد على مكافحة العدوى عن طريق تحفيز آليات الدفاع الطبيعي لمقاومة العدوى،[١٢] وقد تكون العدوى إمّا فيروسية؛ كنزلات البرد أو عدوى في الجهاز الهضمي، وإمّا بكتيرية، مثل التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، أو بعض التهابات الأذن والحلق، أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب ارتفاع الحرارة عند الرضع يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم عندالرضع).

إرشادات للتعامل مع ارتفاع الحرارة عند الرضع

ينبغي مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت الحمّى لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن شهر واحد، أمّا الأطفال الأكبر سنًا فيُمكن اتباع بعض الإجراءات والنّصائح للتعامل مع ارتفاع الحرارة، ومنها ما يأتي:[٢][١٣]

  • تطبيق كمادات دافئة على جبين الطفل.
  • التخفيف من ملابس الطفل، والاكتفاء بإلباسه طبقة خفيفة من الملابس.
  • وضع الطفل في مغطس ماء فاتر، فقد يُساعد ذلك على خفض درجة حرارته، ويجب التحقق دائمًا من درجة حرارة الماء عبر تجربتها على المعصم قبل وضع الطّفل بالماء.
  • إعطاء الطفل كمية كافية من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم نتيجة الحرارة ولوقايته من الجفاف، وتتضمّن أعراض الجفاف: بكاء الرضيع بدون دموع، أو جفاف الفم، أو تبلّل الحفاظات بشكلٍ أقلّ من المُعتاد، ومن الضروري تقديم السّوائل المُناسبة لعمر الطفل؛ مثل حليب الثدي أو الحليب الصناعي، أو الماء، أو محلول الكهارل (بالإنجليزية: Electrolyte solution).
  • تجنب إيقاظ الطّفل أثناء نومه لإعطائه الأدوية الخافضة للحرارة.[١]
  • مراقبة مستوى نشاط الطفل ومدى الراحة العامّة التي يُظهرها.[١]
  • تجنّب إرسال الطّفل الرضيع إلى الحضانة أو اصطحابه إلى الأماكن التي قد يكون فيها أطفال آخرين أو أشخاص مُعرضين للعدوى، تجنّبًا لنقل العدوى إليهم.[١]

خفض حرارة الطفل الرضيع

يُمكن اللجوء إلى إعطاء الطفل الأدوية الخافضة للحرارة بعد استشارة الطبيب في حال عانى الطفل من الانزعاج بسبب الحمى، ويتمّ عادةً إعطاء الطفل دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) في هذه الحالة، مع الحرص على تجنّب استخدام الآيبوبروفين للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر أو للأطفال الُمصابين بالجفاف أو التقيؤ المستمر، وهناك العديد من النصائح التي يجدُر اتباعها عند استخدام الأدوية الخافضة للحرارة، وفيما يلي بيان لأبرزها:[١٣]

  • ينبغي تجنب إعطاء الطّفل أدوية السعال ونزلات البرد التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها، ذلك أنّها قد تحتوي على مادة الآيبوبروفين أو الباراسيتامول وبالتالي يمكن تعريض الطفل لخطر جرعة أعلى من تلك الموصى بها، كما أنّ معظم الأطباء لا ينصحون بهذه المنتجات للأطفال الرضع وصغار السنّ.
  • تعتمد الجرعة المناسبة من هذه الأدوية على وزن الطفل، لذا يُنصح باستخدم جهاز القياس الذي يأتي مع الدواء لإعطاء الطفل الجرعة الصحيحة تمامًا من الدواء.
  • يجب الالتزام بالجرعات المقررة وعدم إعطاء الطفل جرعة من الدواء أعلى من تلك الموصى بها.
  • ينصح بعدم استخدام الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أبداً للأطفال، إذ إنّه قد يزيد من خطر إصابتهم بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome)، وهي عبارة عن متلازمة نادرة لكنّها خطيرة ومن شأنها التسبّب بالوفاة إذا ما أُصيب بها الطّفل.

ولمعرفة المزيد عن كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع يمكن قراءة المقال الآتي: (كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع).

دواعي مراجعة الطبيب

هُناك العديد من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور في حال الإصابة بالحمّى، ومن هذه الحالات ما يأتي:[١][٨]

  • ارتفاع درجة حرارة الطفل لتتجاوز 40 درجة مئوية.
  • استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة دون ظهور أيّ أعراض أخرى.
  • عدم انخفاض درجة حرارة الرضيع بالرغم من إعطائه دواء خافض للحرارة.
  • معاناة الطفل من ضعف المناعة.
  • ظهور مؤشرات إصابة الطّفل بالجفاف.
  • عدم تحسن الطفل خلال يوم أو يومين حتى بالرغم من استخدامه المضادات الحيوية في حال وصفها الطبيب.
  • ظهور علامات الخمول أو المرض الشديد على الرضيع.
  • مُعاناة الطفل من ضيق التنفس.
  • نعاس الطفل الشديد.
  • امتناع الطفل عن الحصول على حاجته من الغذاء.
  • حالات تكرار التقيؤ، أو استمرار الإسهال.
  • ظهور علامات تصلّب الرقبة، أو الصُداع المُستمر.
  • شعور الطّفل بألم.

هُناك حالات تستدعي مراجعة الطوارئ؛ ومنها ارتفاع درجة حرارة الطفل لتبلغ 41.7 درجة مئوية أو أكثر، أو إذا كان الطفل حديث الولادة، أو في حال معاناة الطفل من نوبةٍ تشنجيةٍ لأول مرة، أو عند استمرار نوبة التشنجات لأكثر من 15 دقيقة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ “What to know about fever in babies”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Fever in Babies”, www.webmd.com, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  3. “How to take your baby’s temperature”, www.nhs.uk, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  4. “Signs and Symptoms of Fever”, www.healthychildren.org, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  5. “Febrile Seizures”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  6. “Febrile seizures: an overview”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  7. “Febrile seizures”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Fever in babies”, www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  9. “Thermometers: Understand the options”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  10. “Fever in Babies”, www.webmd.com, Retrieved 24-04-2020. Edited.
  11. “Fever and Your Child”, madisonpediatric.com, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب Joanne Murren-Boezem, MD, “Fevers”، kidshealth.org, Retrieved 16-3-2020. Edited.
  13. ^ أ ب Karen Miles, Dawn Rosenberg, M.D (4-2-2020), “Fever and your baby or child”، www.babycenter.com, Retrieved 16-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى