'); }
التعليم
التعليم أو التعلم هو المسؤول عن انتقال الأمم من الجهل إلى الحضارة، فبه ترتقي، وتنمو، وتتحضر، ويتمّ قياس مدى رقيّها بحساب نسبة متعلّميها، وهو العملية التي يتمّ من خلالها بناء شخصيه الفرد، وصقلها، وتخليصها من أميتها، كما يُعدّ ظاهرة قديمة عرفتها البشرية قبل التاريخ وقبل ظهور الكتابة، حيث كانوا يتعلّمون بالرواية الشفهيّة للقصص والأحداث المختلفة، ويتمّ نقلها من جيل إلى جيل، ومع مرور الزمن ومع تطوّر وتوسّع مدارك أصحاب الثقافات ظهر بشكل رسمي من خلال فتح المدارس التي كان أوّل ظهور لها في أثينا على يد أفلاطون، حتى انتقلت إلى مصر وفُتحت مكتبة في الإسكندرية.
يقسم التعليم إلى نوعين، النظامي الذي يُتّبع في المدارس، وغير النظامي الذي يمارس مع محو الأمية ممن لا يعرفون القراءة والكتابة، وبغضّ النظر عن نوعه فإنّه بحاجة لمجموعة من الشروط حتى يحقّق الأهداف المرجوّة منه، وهي موضوع مقالنا لهذا اليوم.
'); }
شروط التعليم
تقسم شروط التعليم إلى نوعين هما:
شروط تتعلق بشخصية المتعلم
تسمّى شروط ذاتية وهي:
- الدافعية: ويفسر هذا المفهوم بوجود حافز، أو رغبة، أو حاجة، أو اهتمام عند المتعلم نحو شيء ما، فيقوم بممارسة سلوك ويوجهه رغبة في التعليم مستعملاً مجموعة من الوسائل والإجراءات، مع المحافظة على الاستمرار في سلوكه دونما انقطاع، ويعد هذا الأمر مسؤولية يشترك فيها كل من المدرسة والبيت، وذلك من خلال استخدام أساليب مختلفة كأسلوب العقاب عن طريق التوبيخ غير المبالغ فيه، أو الثواب كإعطاء جوائز مادية، أو التعبير بكلمات المدح المشجعة، كما يمكن زيادتها من خلال تعريف المتعلم بالأهداف المبتغاة من الدروس بكتابتها على اللوح أو على أوراق، مما يجعل الطالب على دراية بها، فيزداد إصراراً وعزيمة على إنجازها وتحقيقها.
- النضج: ويعرف هذا المفهوم بأنه مجموعة من التغييرات الجسدية، والعصبية، والحسية التي تتحكم فيها الجينات الوراثة داخل كل كائن حي، وبهذا فإنه يقسم إلى جسمي وعقلي، ويعدّ من أهم العوامل التي يجب أن تتوفر لتحقيق هذه العملية، فاكتمال نمو كأعضاء النطق مثلاً أمراً ضرورياً للقدرة على نطق الحروف وتعلمها، وبهذا نستطيع القول بأنه كلما ازداد الإنسان نضجاً استطاع أن يحصل على كم أكبر من التعليم.
- الممارسة: وهي كل نشاط وسلوك يقوم به المتعلم ويمارسه فيظهر من خلاله نتائج تدلّ على حدوث التعلم، فلو أخذنا مسألة تعلم الطفل لعمليات الجمع، والطرح، والضرب، فهو لن يستطيع معرفة كيفية أدائها دون أن يجريها بنفسه من خلال اعتماده على كل ما تلقاه من معلمه، وكذلك السبّاح فلن يتقن السباحة إذا اعتمد على شرح المدرب دون النزول إلى الماء ومحاولة ممارستها، وبذلك فهي تعدّ من أهم شروط عملية التعلم؛ لما تثيره في النفس من دافعية.
شروط التعلم المادية
بالإضافة لكل ما سبق فإن هناك مجموعة من الشروط المادية والموضوعية التي تتعلق بطرق التعلم، والبيئة التعليمة، والتقنيات والوسائل والمنهج المستخدم في عملية التعليم.