'); }
اعتاد سارق عثر الحظ السطو على المنازل ليلاً، فكان كثير ما يعود خائبا وثملاً من عثراته المتكررة، ويجلس في إحدى المقاهي الشعبية حارقا نفسه ببعض (السجائر والنرجيلة) ودفتر الحساب المليء بالديون، وغالباً ما يكون وحيداً وشارد الذهن .. حتى سمع ذات يوم رجل عجوز يتحدث في المقهى عن كنز ما، قائلاً انه “يخرج الناس من الظلمات إلى النور” .
تتبع الرجل العجوز لبعض الأيام وقرر أن يسأله عن ذلك الكنز الذي تحدث عنه .. اخبره العجوز إن الكنز مخبه في مكتبة قديمة لا سبيل من الوصول إليه إلا بقراءة كل ما وجد فيها من الكتب! فالخارطة قد رسمت على صفحات متفرقة في بعض الكتب ، خرج السارق خائبا كعادته ظناً منه إن الرجل العجوز كان يسخر منه، وذات يوم قرر أن يسطو على المكتبة ليلاً ليستطلع الأمر لعل حاله يعتدل ويجد شيء مفيد، وفوجئ بمكتبة كبيرة مليئة بالكتب المغطاة بالغبار كما لو أنها لم ترفع منذ مئات السنين وقد عافاها الزمن، فانتابه اليأس مما رأى وعاد كعادته الى خيباته وايامه المريرة، وبعد عدة أيام وتفكير طويل قرر أن يدخل في هذه المغامرة ظناً منه بأنها قد تقطع سلسلة خيباته وسرقاته الفاشلة ليخرج بكنز ما يغير أحواله .
كان كل يوم يسطو على المكتبة ليلاً ليقرأ الكتب حتى مطلع الفجر ، وقد أستمر الحال لما يقارب السنتين، حتى تحولت غايته من البحث عن الكنز إلى حب القراءة والاستزادة بالمعلومات، وقرر أن يغير أسلوبه في الدخول للمكتبة اتياً متى يشاء بدل السطو والتخفي ليلاً عن طريق الإتصال بصاحب المكتبة واقناعه بإعادة فتحها و العمل فيها دون مقابل، ووافق صاحب المكتبة شريطة أن يعطيه نسبة من الأرباح .
'); }
أصبح السارق يعشق القراءة و الكتب بشكل كبير جداً بعد أن قضى أوقات طويلة بينها، ليأت اليوم الذي اكتشف فيه أن العلم و المعرفة هي الكنز الذي تحدث عنه الرجل العجوز، وأتت المفاجئة بعثوره على الكنز الحقيقي أيضاً، فأنفقه على بناء مكتبة عملاقة وغنية بالكتب النادرة .. وأصبح رجل حكيماً بعد أن كان سارق خائباً وألف كتابا بعنوان ” سطو على مكتبة ” تحدث فيه عن قصة حياته عندما كان سارق إلى أن أصبح ما هو عليه ليكون عبرة لغيره.