إسلام

سبب نزول سورة العلق

سبب نزول سورة العلق

ما سبب نزول سورة العلق؟

سورة العلق فيها الإشارة إلى بدء الخلق وتكريم الإنسان بالعلم، وهي النّعمة والانطلاقة التي غيّرت مجرى التاريخ، إذ جاءت هذه الكلمات الأولى في مطلع هذه السورة المباركة، وتقسم سورة العلق من حيث التنزيل إلى مرحلتين:

  • المرحلة الأولى: الآيات (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[١] وسبب نزولها أنَّها كانت بداية الوحي السماوي، ونزول جبريل -عليه السلام- وتلقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأوّل كلام الله -تعالى-.[٢]
فعن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ* خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ* اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ).[٣]

  • المرحلة الثانية: الآيات (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَ* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَ* إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى…)،[٤] إلى آخر السورة، وسبب نزولها ما رواه ابن عباس حيث قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلّي فجاءَ أبو جهلٍ فقال ألم أنهكَ عن هذا، ألَمْ أنهكَ عن هذا، ألم أنهكَ عن هذا، فانصرفَ النبي صلى الله عليه وسلم فزبرهُ، فقال أبو جهلٍ إنّكَ لتعلمُ ما بها نادٍ أكثرَ منّي فأنزلَ اللهُ تباركَ وتعالى: فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة، قال ابن عباسٍ والله لو دعا ناديهِ لأخذتهُ زبانيةُ اللهِ).[٥]

سبب تسمية سورة العلق بهذا الاسم

العلقة هي: ” قطعة من دمٍ غليظ جامد، وهي طور من أطوار تكوين الجنين”،[٦] وقد تَسمَّت هذه السورة بهذ الاسم شأن كثير من السور التي تَسمَّت بمطلع آياتها،[٧] وتخصيص الذكر بالعلق؛ إشارة إلى هذه المعجزة الربانية في خلق الإنسان من شيء لا يكاد يُذكر وعلى أطوار متتابعة إلى أن أصبح إنساناً في أحسن تقويم.

أين نزلت سورة العلق؟

سورة العلق سورة مكيّة نزل مطلعها عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- متحنثاً في غار حراء، في جبل النور الواقع على بعد حوالي ميلين من مكة المكرمة.[٨]

مواضيع قد تهمك

ترتيب نزول سورة العلق

إنَّ مطلع سورة العلق من الآية 1-5؛ هو أوّل ما نزل من القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليهم وسلم-، وهذا ثابتٌ في الأحاديث الصحيحة،[٧] كما في حديث في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ).[٣]

دروس مستفادة من سورة العلق

لسورة العلق الكثير من الدروس المستفادة نذكر منها:[٩]

  • كرم الله -سبحانه وتعالى- العلي العظيم مالك الملك الذي لا يدرك سعة ملكه إلا هو أن اختار أحد مخلوقاته محط تنزل كلامته ومستودع حكمته.
  • على الإنسان أن يقابل هذا الكرم بالشكر؛ بأن يستقيم على منهجه -سبحانه- الذي تفضّل به عليه.
  • دور العزلة الإيمانية في تربية النفس، حيث تأخذها من شواغل الحياة وهموم الناس الصغيرة لتتفكر وتتدبَّر في الكون الواسع وتعود بزاد إيماني يظهر عليها وينعكس على من حولها.
  • أهمية القراءة في حياة الفرد والمجتمع ، وتخصيصها بأوّل وحي السماء لتذكر المسلم بأهميتها.
  • أهمية القلم في الإشارة إلى تدوين العلم وتقييد فوائدة.
  • قدرة الله -سبحانه وتعالى- بأن جعل العلقة الضعيفة الصغيرة تتحول إلى كائن مكرّم يتعلّم، وهذا من باب التشريف له ورفع قدره.
  • قد يتسبب المال في طغيان الإنسان وانحرافه عن جادة الصواب.
  • دوام الصراع بين الحق والباطل، والمدافعة المستمرة بين الفئة المؤمنة والفئة الكافرة في هذه الحياة الدنيا.
  • مهما بلغت قوّة أهل الباطل، وإيذائهم لأهل الحق، فإن المؤمن قوي بربِّه مطمئن لنصره -سبحانه وتعالى- .
  • الصلاة صلة بين العبد بربه والسجود سبيل القرب من الله -تعالى-.

المراجع

  1. سورة العلق، آية:1-5
  2. أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري (1999)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة 2)، صفحة 436، جزء 8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.
  4. سورة العلق، آية:6-19
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3349، حسن غريب صحيح.
  6. أحمد مختار عبد الحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة 1)، صفحة 539، جزء 2.
  7. ^ أ ب محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (1984)، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، تونس:الدار التونسية للنشر ، صفحة 433، جزء 30. بتصرّف.
  8. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة 1)، بيروت:دار الهلال، صفحة 55، جزء 1. بتصرّف.
  9. سيد قطب (2003)، في ظلال القرآن (الطبعة 32)، صفحة 3935-3939، جزء 6. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى