أحكام شرعية

حكم الصلاة في حالة الإجهاض

حكم الصلاة في حالة الإجهاض

ذهب علماء الأمّة إلى أنّ إجهاض الجنين قبل أن يتبيّن فيه خلق الإنسان لا يمنع المرأة من الصلاة إلّا إذا وافق نزول الدم منها موعد الحيض عندها، وقد قدّر العلماء المدّة التي يتبيّن فيها خلق الإنسان في بطن أمّه بثمانين أو تسعين يوماً،[١] أمّا إذا أجهضت المرأة بعد أن تبيّن في جنينها خلق الإنسان؛ جرت عليها أحكام النّفاس التي تُعتبر كأحكام الحيض؛ فيما يحلّ ويحرم للمرأة الحائض وما يجب عليها من ترك الصلاة حتى تطهر،[٢][٣] وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-، حيث قالت: (كانت المرأةُ من نساءِ النبيِّ تَقعُدُ في النِّفاسِ أربعين ليلةً لا يَأمُرُها النبيُّ بقضاءِ صلاةِ النِّفاسِ).[٤][٥]

حكم الدم الذي تراه المرأة عند الإجهاض

اتّفق الفقهاء على أنّ الدم النازل أثناء وبعد إجهاض الجنين للحمل الذي لم يمضي عليه أكثر من أربعين يوماً ولم يتبيّن فيه خلق الإنسان ليس بدم نفاس،[٦][٧] وذلك لأنّ الإجهاض حدث قبل أن يُعلَم حال السَّقط؛ سواء كان دماً جامداً أو شيئاً من الكدرة والأخلاط الردية أو مخلوقاً، فلا تجري عليه أحكام الولادة،[٨] لِذا فإنّ حكم هذا الدم يكون وفق حاله من دم الاستحاضة أو الحيض،[٩][١٠] أمّا الدم النازل أثناء وبعد إجهاض الجنين الذي تبيّن فيه خلق الإنسان فهو دم نفاس باتّفاق الفقهاء،[٦][٧] وذلك لأنّ الإجهاض حدث بعد أن عُلِم حال السّقط من كونه مخلوقاً من ماء الرجل والمرأة، كما أنّ عدّة المرأة تنتهي بالسَّقط الذي تبيّن خَلْقَه باتّفاق الفقهاء، لِكونه حملا يندرج ضمن قوله -تعالى-: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ).[١١][٨]

أهمية المحافظة على الصلاة

تعدّ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وأوّل ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، لِذا كان لا بدّ من المحافظة عليها وعدم التّهاون فيها، لا سيما أنّ ذلك يعود على المؤمن بالخير العظيم في الدّارَيْن، فالمحافظة على الصلاة تُريح القلب وتُقِرّ العين، وتَجلب الرزق وتُوسّعه، وتُبعِد عن المعاصي والمنكرات، وتَكشف الهمّ والغمّ والكُرَب، وتَحفظ القلب من النفاق والشهوات والشبهات، وتُقبَل بها الأعمال، وتُحفَظ بها النعم والخير وتُدفَع بها النّقم والشرّ، وتُكفِّر الذنوب، وتُجمِّل الخُلْق وتُحسِّنه، وتُنمّي الإيمان وتزيده، وتُثبِّت العبد عند الفتن، وتزداد بها غيرة المؤمن على حرمات الله -تعالى-.[١٢]

المراجع

  1. “حكم الدم النازل بعد إجهاض جنين عمره شهر”، www.islamweb.net، 1-12-2009، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2020. بتصرّف.
  2. “هل الدم النازل بعد الإجهاض نفاس”، www.aliftaa.jo، 16-11-2015، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2020. بتصرّف.
  3. سعيد القحطاني (1431هـ – 2010م)، صلاة المؤمن (الطبعة الرابعة)، القصب – السعودية: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 94، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 201، حسن.
  5. فيصل المبارك (1419هـ – 1998م)، بستان الأحبار مختصر نيل الأوطار (الطبعة الأولى)، الرياض: دار إشبيليا، صفحة 137، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب كوكب عبيد (1406هـ – 1986م)، فقه العبادات على المذهب المالكي (الطبعة الأولى)، دمشق: مطبعة الإنشاء ، صفحة 102. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 10، جزء 152. بتصرّف.
  8. ^ أ ب نورة المطلق، ثبوت حكم دم النفاس في حالات الإجهاض، صفحة 7-14. بتصرّف.
  9. السرخسي (1414هـ – 1993م )، المبسوط، بيروت: دار المعرفة، صفحة 213، جزء 3. بتصرّف.
  10. الماوردي (1419هـ -1999م)، الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 437، جزء 1. بتصرّف.
  11. سورة الطلاق، آية: 4.
  12. “كلمات في الصلاة أهميتها والثمرات المترتبة على أدائها مع الجماعة”، www.ar.islamway.net، 28-4-2005، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حكم الصلاة في حالة الإجهاض

ذهب علماء الأمّة إلى أنّ إجهاض الجنين قبل أن يتبيّن فيه خلق الإنسان لا يمنع المرأة من الصلاة إلّا إذا وافق نزول الدم منها موعد الحيض عندها، وقد قدّر العلماء المدّة التي يتبيّن فيها خلق الإنسان في بطن أمّه بثمانين أو تسعين يوماً،[١] أمّا إذا أجهضت المرأة بعد أن تبيّن في جنينها خلق الإنسان؛ جرت عليها أحكام النّفاس التي تُعتبر كأحكام الحيض؛ فيما يحلّ ويحرم للمرأة الحائض وما يجب عليها من ترك الصلاة حتى تطهر،[٢][٣] وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-، حيث قالت: (كانت المرأةُ من نساءِ النبيِّ تَقعُدُ في النِّفاسِ أربعين ليلةً لا يَأمُرُها النبيُّ بقضاءِ صلاةِ النِّفاسِ).[٤][٥]

حكم الدم الذي تراه المرأة عند الإجهاض

اتّفق الفقهاء على أنّ الدم النازل أثناء وبعد إجهاض الجنين للحمل الذي لم يمضي عليه أكثر من أربعين يوماً ولم يتبيّن فيه خلق الإنسان ليس بدم نفاس،[٦][٧] وذلك لأنّ الإجهاض حدث قبل أن يُعلَم حال السَّقط؛ سواء كان دماً جامداً أو شيئاً من الكدرة والأخلاط الردية أو مخلوقاً، فلا تجري عليه أحكام الولادة،[٨] لِذا فإنّ حكم هذا الدم يكون وفق حاله من دم الاستحاضة أو الحيض،[٩][١٠] أمّا الدم النازل أثناء وبعد إجهاض الجنين الذي تبيّن فيه خلق الإنسان فهو دم نفاس باتّفاق الفقهاء،[٦][٧] وذلك لأنّ الإجهاض حدث بعد أن عُلِم حال السّقط من كونه مخلوقاً من ماء الرجل والمرأة، كما أنّ عدّة المرأة تنتهي بالسَّقط الذي تبيّن خَلْقَه باتّفاق الفقهاء، لِكونه حملا يندرج ضمن قوله -تعالى-: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ).[١١][٨]

أهمية المحافظة على الصلاة

تعدّ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وأوّل ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، لِذا كان لا بدّ من المحافظة عليها وعدم التّهاون فيها، لا سيما أنّ ذلك يعود على المؤمن بالخير العظيم في الدّارَيْن، فالمحافظة على الصلاة تُريح القلب وتُقِرّ العين، وتَجلب الرزق وتُوسّعه، وتُبعِد عن المعاصي والمنكرات، وتَكشف الهمّ والغمّ والكُرَب، وتَحفظ القلب من النفاق والشهوات والشبهات، وتُقبَل بها الأعمال، وتُحفَظ بها النعم والخير وتُدفَع بها النّقم والشرّ، وتُكفِّر الذنوب، وتُجمِّل الخُلْق وتُحسِّنه، وتُنمّي الإيمان وتزيده، وتُثبِّت العبد عند الفتن، وتزداد بها غيرة المؤمن على حرمات الله -تعالى-.[١٢]

المراجع

  1. “حكم الدم النازل بعد إجهاض جنين عمره شهر”، www.islamweb.net، 1-12-2009، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2020. بتصرّف.
  2. “هل الدم النازل بعد الإجهاض نفاس”، www.aliftaa.jo، 16-11-2015، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2020. بتصرّف.
  3. سعيد القحطاني (1431هـ – 2010م)، صلاة المؤمن (الطبعة الرابعة)، القصب – السعودية: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 94، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 201، حسن.
  5. فيصل المبارك (1419هـ – 1998م)، بستان الأحبار مختصر نيل الأوطار (الطبعة الأولى)، الرياض: دار إشبيليا، صفحة 137، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب كوكب عبيد (1406هـ – 1986م)، فقه العبادات على المذهب المالكي (الطبعة الأولى)، دمشق: مطبعة الإنشاء ، صفحة 102. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 10، جزء 152. بتصرّف.
  8. ^ أ ب نورة المطلق، ثبوت حكم دم النفاس في حالات الإجهاض، صفحة 7-14. بتصرّف.
  9. السرخسي (1414هـ – 1993م )، المبسوط، بيروت: دار المعرفة، صفحة 213، جزء 3. بتصرّف.
  10. الماوردي (1419هـ -1999م)، الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 437، جزء 1. بتصرّف.
  11. سورة الطلاق، آية: 4.
  12. “كلمات في الصلاة أهميتها والثمرات المترتبة على أدائها مع الجماعة”، www.ar.islamway.net، 28-4-2005، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى