محتويات
'); }
حقوق الوالدين
إنّ للوالدين حقّاً عظيماً على أبنائهم، فهما من قاما بتربيتهم، ورعايتهم، والإنفاق عليهم، والأمّ هي من سهرت الليالي الطوال من أجل راحة أبنائها، ومن تعبت في تربيتهم، ومن كانت تفضّلهم حتّى على نفسها، والأمّ هي الوحيدة التي قد تنسى الدّعاء لنفسها على ان تقوم بالدّعاء لأبنائها، وأمّا الأب فهو من يعمل ليلاً ونهاراً، ويسعى بكلّ الدّروب وشتّى الطرق لتوفير حياة كريمة لأبنائه، ليستطيع أن يعيلهم، ويلبي رغباتهم ومتطلباتهم، وبالتالي كان من الواجب على الأبناء برّهم، وإعطاؤهم حقوقهم.
حقوق الوالدين على الأبناء
إنّ من أهمّ حقوق الوالدين على أبنائهما، ما يلي: (1)
'); }
- طاعة أوامرهما واجتناب معصيتهما: فإنّه من الواجب على الإنسان المسلم أن يطيع والديه، وأن يقوم بتقديم طاعتهما على طاعة أيّ كان من البشر، وذلك في حال لم يأمراه بأمر فيه معصية لله ورسوله – صلّى الله عليه وسلّم – إلا في حالة الزّوجة؛ فإنّها تقدّم على طاعة والديها طاعة زوجها.
- الإحسان إليهما: وذلك عن طريق القول والفعل، وفي أوجه الإحسان المختلفة جميعها.
- خفض الجناح: وذلك من خلال التذلل لهما، والتّواضع أمامهما، وطمأنتهما.
- الابتعاد عن زجرهما: وذلك من خلال الكلام معهما بلين، والتلطف عند مخاطبتهما، والحذر من نهرهما، أو رفع الصّوت عليهما.
- الإصغاء إليهما: وذلك عن طريق مقابلتهما ببشاشة عند تحدثهما، وعدم مقاطعة حديثهما، والحذر من اتهامهما بالكذب، أو ردّ حديثهما.
- الفرح بأوامرهما: وعدم التضجّر والتأفف في وجههما، وذلك لقوله تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) سورة الإسراء،23 .
- التطلق لهما: وذلك من خلال مقابلتهما بالوجه البشوش والتّرحاب بهما، والابتعاد عن العبوس وتقطيب الجبين والحاجبين.
- التودد لهما والتحبّب إليهما: مثل البدأ بالسلام عليهما، وتقبيل أيديهما ورأسيهما، والإفساح لهما في المجالس، وعدم الأكل من الطعام قبلهما، والمشي خلفهما في النّهار وأمامها في الليل، خاصّةً إذا كان الطريق مظلماً أو وعراً.
- الجلوس أمامهما بكلّ أدب واحترام: وذلك من خلال الجلوس بجلسة مناسبة، والابتعاد عمّا يمكن أن يشعرهما بالإهانة بأيّ شكل من الأشكال، مثل مدّ الرّجلين، أو رفع الصّوت بالقهقهة في حضرتهما، أو الاضطجاع، أو التعرّي، أو عمل أيّ شيء من المنكرات أمامهما، أو غير هذه الأمور ممّا يُنافي كمال الأدب معهما.
- تجنّب التمنّن عليهما: وذلك أنّ المنّة تهدم كلّ صنائع المعروف، وهي كذلك من مساوئ الأخلاق، وهي تزداد قبحاً عندما تكون في حقّ الوالدين.
- تقديم حقّ الأم: فعلى المسلم أن يقدّم برّ الأم، والإحسان إليها، والعطف عليها، على برّ الأب والإحسان إليه، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – فقال: مَن أَحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي؟ قال: أمُّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أبوك) رواه مسلم .
- البعد عن إزعاجهما: سواءً أكانا نائمين، أو من خلال إزعاجهما عن طريق الجلبة ورفع الصّوت، أو إخبارهما الأخبار المحزنة، أو غير ذلك من أشكال الإزعاج.
- تجنّب الشّجار أو إثارة الجدل أمامهما: وذلك من خلال الحرص على حلّ المشكلات العائليّة بعيداً عن أعينهما.
- تلبية ندائهما بسرعة: سواءً أكان الإنسان مشغولاً أم غير مشغول، فإنّه من اللائق بالولد أن يجيب والديه في حال سماعه لندائهما.
- إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين: فإنّه يجدر بالأبناء أن يقوموا بذلك لإصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين، وأن يحرصوا على أن يقرّبوا وجهات النّظر بينهما في حال اختلفا.
- الاستئذان في حال الدّخول عليهما: فربّما كانا في حالة لا يرغبان أن يراهما أحد عليها.
- تذكيرهما بالله دائماً: وذلك من خلال تعليمهما كلّ ما يجهلانه من أمور الدّين، وأمرهما بعمل المعروف، ونهيهما عن عمل المنكر، ويجب أن يراعى أن يكون ذلك بمنتهى اللطف، والإشفاق، والشّفافية، والصّبر عليهما في حال لم يقبلا ذلك.
- الاستئذان منهما، والاستنارة برأيهما: وذلك في كلّ أمور الحياة، مثل: الذّهاب مع الأصحاب في رحلة، أو السّفر إلى خارج البلاد للدراسة ونحوها، أو الذّهاب للجهاد، أو في حال الخروج من المنزل والسّكن خارجه، فإن أعطياه الإذن وإلا فإنّه يترك هذا الأمر، خاصّةً إذا كان رأيهما أصحّ، أو صدر عن علم أو إدراك.
- الحفاظ على سمعتهما: وذلك من خلال الاختلاط بالصحبة الصّالحة، والابتعاد عمّا سوا ذلك، وتجنّب أماكن الشّبهات.
- الابتعاد عن لومهما أو تقريعهما: وذلك في حال صدر منهما أيّ عمل لا يرضي ابنهما، مثل تقصيرهما في التّربية، أو تذكيرهما بأمور لا يحبّان سماعها.
- عمل الأمور التي تدخل السّعادة على قلبيهما: مثل رعاية الإخوة، أو صلة الأرحام، أو عمل الإصلاحات في المنزل أو المزرعة، أو المبادرة بإعطائهما الهدايا، أو غير ذلك ممّا يدخل الفرح والسّرور على قلبيهما.
- فهم طبيعتهما والتعامل نعهما بما يقتضيه ذلك: ففي حال كان واحد منهما غضوباً أو فظّاً، أو كان لديه أيّ صفة من الصّفات التي لا يحبّذ وجودها في الإنسان، كان الأجدر بالابن أن يتفهّم طبيعتهما، ويتعامل معهما كما ينبغي.
- الإكثار من الدّعاء والاستغفار لهما في حياتهما: وذلك لقوله سبحانه وتعالى:” (وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) سورة الإسراء،24 ، وقوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) سورة نوح، 28 .
- برّهما بعد موتهما: وهذا يدلّ على عظم حقّ الوالدين، واتساع رحمة ربّ العالمين، بأن يكون برّ الوالدين غير منقطع حتّى بعد موتهما، فإذا قصّر الإنسان في أيّ حقّ من حقوق والديه وهما على قيد الحياة، ندم على تفريطه وتضييعه لذلك بعد موتهما، وتمنّى عودتهما إلى الحياة الدّنيا، ليعمل لهما صالحاً غير الذي كان يعمل.
أهمية بر الوالدين
إنّ لبرّ الوالدين أهميّةً كبيرةً في الإسلام، ويتضح ذلك من خلال ما يلي: (2)
- قرن الله سبحانه وتعالى حقّ الوالدين والإحسان إليهما بعبادته، وقرن شكرهما بشكره سبحانه وتعالى، لأنّه هو وحده الخالق، وهو الذي جعل الوالدين السّبب الظاهر لوجود الولد، وهذا دليل على شدّة وتأكيد حقّهما والإحسان إليهما، وذلك من خلال القول والفعل، لأنّهما أحبّا الولد وأحسنا إليه حال ضعفه وصغره، وبالتالي يقتضي تأكّد الحقّ ووجوب البرّ بهما، وتحريم أدنى وأقلّ مراتب الأذى لهما، ومن ذلك التضجّر، أو التأفّف من خدمتهما، أو زجرهما بصوت مرتفع، أو نفض اليد عليهما.
كما أنّ حقّ الوالدين قد جاء في آيات كثيرة مقروناً بعبادة الله عزّ وجل، منها قوله سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) سورة النساء، 36 ، وقوله سبحانه وتعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) سورة الأنعام، 151 ، وقوله عزّ وجلّ: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) سورة الإسراء،23 ، وقوله عزّ وجلّ: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) سورة لقمان، 14 .
- برّ الوالدين أفضل عند الله من الجهاد، وهو أعلى مراتب الجهاد في سبيل الله تعالى، وذلك لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (جاء رجل إلى النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – يستأذنه في الجهاد، فقال: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)، وفي لفظ لمسلم: (أقبل رجل إلى نبي الله – صلّى الله عليه وسلّم – فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله، قال: فهل من والديك أحدٌ حيٌّ؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: تبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما).
وقد قال ابن حجر: أي إن كان لك أبوان فبالغ جهدك في برّهما والإحسان إليهما؛ فإنّ ذلك يقوم مقام الجهاد؛ لأنّ المراد هنا بالجهاد في الوالدين هو بذل الوسع، والطاقة، والجهد في الإحسان إليهما، ولأهميّة هذا الأمر عند العلماء فقد أقرّوا أنّه لا يجوز الخروج للجهاد إلا بعد أخذ إذن الوالدين، وذلك شريطة أن يكونا من المسلمين، والسّبب في ذلك أنّ برّهما فرض عين، بينما الجهاد فرض كفاية، فإن أمر بالجهاد وأصبح فرض عين فلا إذن حين إذن، لأنّ الجهاد أصبح حينها فرضاً على جميع المسلمين.
- برّ الوالدين من الاعمال التي تقرّب إلى الجنّة، وهو من أحبّ الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى بعد الصّلاة، والتي تعدّ من أعظم دعائم الإسلام، وذلك لأنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم أخبر بذلك ورتّبه بثمّ، والتي تمنح معنى التّرتيب والمهلة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألتُ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – أيُّ العَمَلِ أفضل؟ قال: الصّلاةُ لوقتها، قال: قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: ثمّ برّ الوالدين، قال: قلت: ثمّ أيٌّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله ، حدّثني بهنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – ولو استزدته لزادني) رواه مسلم .
- برّ الوالدين سبب من أسباب رضى الله عزّ وجلّ، فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (رضى الرّب في رضى الوالد، وسخط الرّب في سخط الوالد) رواه الألباني .
- برّ الوالدين سبب من أسباب دخول الجنّة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول: الوالد أوسط أبواب الجنّة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه) رواه الترمذي ، وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنهما، أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – فقالَ: (يا رسولَ اللهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها، فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها) رواه الألباني .
- دعوة الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – على من لم يبرّ والديه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (رَغِمَ أنْفُهُ، ثمّ رَغم أنفه، ثمّ رغم أنفه، قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر: أحَدَهُما، أو كليهما، ثمّ لم يدخل الجنّة) رواه مسلم
وقد قال الإمام القرطبي في ذلك: وهذا دعاء مؤكّد على من قصَّر في برّ أبويه، ويحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون معناه: صرعه الله لأنفه فأهلكه، وهذا إنّما يكون في حقّ من لم يقم بما يجب عليه من برّهما. وثانيهما: أن يكون معناه: أذله الله؛ لأنّ من ألصق أنفه – الذي هو أشرف أعضاء الوجه – بالتّراب – الذي هو موطئ الأقدام وأخسّ الأشياء – فقد انتهى من الذُّل إلى الغاية القصوى، وهذا يصلح أن يدعى به على من فرَّط في متأكدات المندوبات، ويصلح لمن فرّط في الواجبات، وهو الظاهر، وتخصيصه عند الكبر بالذكر – وإن كان برّهما واجباً على كلّ حال – إنّما كان ذلك لشدّة حاجتهما إليه؛ ولضعفهما عن القيام بكثير من مصالحهما، فيبادر الولد اغتنام فرصة برّهما؛ لئلا تفوته بموتهما، فيندم على ذلك.
وقد بيَّن رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – بماذا يمكن أن يجزي الولد والده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا يجزي ولدٌ والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه) رواه مسلم ، وعن أبي بردة أنّه شهد ابن عمر رضي الله عنهما، ورجل يمانيّاً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:
إنّي لها بعيرها المذلل
إن أُذعرت ركابها لم أذعر.
ثمّ قال: يا ابن عمر، أتُراني جزيتها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة.
- برّ الوالدين من أقرب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، أنّه أتاه رجلٌ فقال: (إنّي خطبت امرأة فأبت أن تنْكِحَني، وخطبها غيري فأحبّت أن تَنكِحَهُ، فَغِرْتُ عليها فقتلتُها، فهل لي من توبةٍ؟ قال: أُمُّك حيَّةٌ؟ قال: لا، قال: تبْ إلى الله عزّ وجلّ، وتقرَّب إليه ما استطعت. قال عطاء بن يسار: فذهبت فسألت ابن عباس: لِمَ سألتَهُ عن حياة أمّه؟ فقال: إنّي لا أعلم عملاً أقرب إلى الله تعالى من بِرِّ الوالدة) رواه الألباني .
- لين الكلام مع الوالدين من أسباب دخول الجنّة، وذلك لقول ابن عمر رضي الله عنهما لرجل أصاب ذنوباً، وذكرها لابن عمر، فقال له ابن عمر: ليست هذه من الكبائر. ثمّ قال ابن عمر رضي الله عنهما عن الكبائر: (الكبائر تسع: الإشراك بالله، وقتل نسمة، والفرار من الزّحف، وقذف المحصنة، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، وإلحاد في المسجد، والذي يستسخر، وبكاء الوالدين من العقوق، قلت: أي والله، قال: أحيّ والدك؟ قلت: عندي أمّي، قال: فوالله لو ألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلنّ الجنّة ما اجتنبت الكبائر) رواه الألباني .
أنواع بر الوالدين بعد موتهما
هناك الكثير من أنواع البرّ التي يمكن للإنسان أن يوصل بها والديه بعد موتهما، ومنها: (2)
- الإكثار من الاستغفار لهما: وذلك لقوله سبحانه وتعالى في ذكره دعاء إبراهيم: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم، 40-41 .
- الدّعاء لهما: وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) رواه مسلم .
- قضاء الدّين عنهما: وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (نفس المؤمن معلقة بدَينه، حتّى يقضى عنه) رواه الترمذي ، ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين) رواه الألباني .
- قضاء ما عليهما من النّذور: مثل نذر الصّيام، أو نذر الحجّ أو العمرة، أو غير ذلك ممّا يمكن النّيابة فيه.
- قضاء ما عليهما من الكفّارات: مثل كفّارة اليمين، وكفّارة قتل الخطأ، وغير ذلك، وذلك لدخول هذه الواجبات في قوله – صلّى الله عليه وسلّم – في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: (أنَّ امرأةً رَكِبتِ البَحرَ فنذرَت، إنِ اللهُ تبارَكَ وتعالى أنجاها أن تَصومَ شَهْرًا، فأنجاها اللهُ عزَّ وجلَّ، فلَم تَصُمْ حتَّى ماتَت، فجاءَتْ قَرابةٌ لَها إمَّا أُختَها أو ابنتَها إلى النَّبيِّ – صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ – فذَكَرَت ذلِكَ لهُ، فقالَ: أرأيتَكِ لَو كانَ علَيها دَينٌ كُنتِ تَقضينَهُ؟ قالَت: نعَم. قال: فدَينُ اللَّهِ أحقُّ أن يُقضَى، فَاقضِ عَن أمِّكِ) رواه الألباني .
- قضاء صيام الفرض من رمضان عنهما: وذلك لقوله – صلّى الله عليه وسلّم – في حديث عائشة رضي الله عنها: (من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه) رواه البخاري .
- صلة الرّحم التي لا توصل إلا بهما: وذلك لحديث أبي بردة رضي الله عنه قال: (قدمْتُ المدينةَ، فأتاني عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، فقال: أتدري لم أتيتُكَ؟ قال: قلتُ: لا. قال: سمعتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – يقولُ: من أَحَبَّ أن يَصِلَ أباهُ في قبرِهِ، فليَصِلْ إخوانَ أبيهِ بعدَهُ، وإنّهُ كان بينَ أبي عمرَ وبينَ أبيكَ إِخاءٌ ووُدٌّ، فأحببتُ أن أَصِلَ ذاكَ قال: سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول: من أحبّ أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده، وإنّه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءٌ ووُدٌّ، فأحببت أن أصل ذاك) موارد الظمآن .
- إكرام أصدقائهما من بعدهما: وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنّه قال: (إنّ أبرَّ البر صلةُ الولدِ أهلَ وُدِّ أبيه “، رواه مسلم، وإذا كان الإحسان إلى الميت من خلا الإحسان إلى أصدقائه، فالوالد والوالدة أولى بهذا الإحسان بعد موتهما، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:” ما غرتُ على نساءِ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – إلا على خديجةَ. وإنّي لم أُدركها. قالت: وكان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – إذا ذبح الشاةَ فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاءِ خديجةَ، قالت: فأغضبتُه يومًا، فقلتُ: خديجةُ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنّي قد رُزِقْتُ حُبَّها) رواه مسلم .
- التصدّق عنهما: وذلك لحديث سعد بن عبادة رضي الله عنه، أنّ أمّه توفيت، فقال: (يا رسولَ اللهِ، إنَّ أمي تُوفيتْ وأنا غائبٌ عنها، أينفعها شيٌء إن تصدَّقتُ بهِ عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أُشْهِدُكَ أنَّ حائطي المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عليها) رواه البخاري .
المراجع
(1) بتصرّف عن كتاب عقوق الوالدين: أسبابه – مظاهره – سبل العلاج/ محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد/ موقع وزارة الأوقاف السعودية.
(2) بتصرّف عن كتاب بر الوالدين/ د. سعيد بن وهف القحطاني/ مطبعة سفير- الرياض/ الجزء الأول.
فيديو تعريفي عن فضل الوالدين
للتعرف أكثر عن هذا الموضوع شاهد الفيديو التالي