'); }
الزواج
الزواج لغويّاً يعني اقتران شيءٍ بآخر وارتباطه به بعد أن كان كلّ واحدٍ منهما مُنفصلاً عن الآخر ويُشكّل كياناً خاصاً به، إلا أنّ مصطلح الزواج يُستخدم حَصريّاً للدلالة على زواج رجلٍ من امرأةٍ على سبيل الدوام والاستمرار بهدف تكوين أسرةٍ. الزّواج شرعاً عبارةٌ عن حلّ استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر طلباً للنسل والذريّة على الوجه المشروع.
الحكمة من الزواج
يُحقّق الزّواج أغراضاً مُتعدّدةً للطرفين الذكر والأنثى غير قضاء الشهوة لكلٍّ منهما؛ بل إنّ هناك أغراضاً أخرى يُحقّقها الزواج ترتبط بالمجتمع وصلاحيته، نذكر من هذه الأغراض ما يلي:
'); }
- الزواج رابطةٌ روحيةٌ بين الزوجين تعتمد على المودّة والرحمة؛ فتكون الزوجة أمينةً على سرّ زوجها، ويؤنس كلٌّ منهما الآخر ويُعينه على تحمّل أعباء الحياة حلوها ومرّها؛ حيث قال سبحانه وتعالى: (ومن آياته أن خَلَق لكم من أنفسكم أزواجاً لتَسكنوا إليها، وجَعَل بينكم مودّةً ورحمةً) [الروم:21]؛ فقد وَصَف الله عز وجل العلاقة القائمة بين الزوجين وصفاً دقيقاً في هذه الآية، وإذا انتفت هذه الخاصية بين الزوجين وأصبحت الحياة بينهم صعبة والتفاهم مستحيلاً أجاز لهما الشرع أن يَفترقا بالطلاق.
- الزواج هو الطريقة الشرعيّة والصحيحة التي تنظّم وتحمي النسل حفاظاً على استمرار النوع البشريّ؛ حيث قال نبيّنا الكريم صلى الله عليه وسلم بما معناه تزوّجوا الودود الولود فإنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة، كما أنّ الزواج يُحافظ على الأنساب؛ فبغير الزّواج الشرعي تنتشر الفاحشة بين الناس وتختلط الأنساب فلا يَعرف الأخ أخته ولا الأب ابنته ممّا يتسبّب بنشوء مُشكلاتٍ اجتماعيةٍ كبيرةٍ ويُصبح المجتمع
مُفكّكاً تكثر به حالات الانحراف عند الشباب، وما نراه في بعض المجتمعات من انتشار الأمراض الجنسية هو خير دليل على أهميّة الزواج .
- الزواج يؤدّي إلى تكوين أسرةٍ، والأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع؛ فكما أنّ الخلية هي وحدة البناء الأولى في الجسم فإنّ الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فعندما تكون الأسرة صالحةً ناتجةً عن زواجٍ صالحٍ يصلح المجتمع بأكمله.
الزواج فرض على المسلم القادر
تتغير صفة الزواج حسب الحالة التي يكون عليها الشخص؛ فيصحّ الزواج فرضاً على الشاب المسلم إذا كان قادراً على الإنفاق على بيته وأسرته من حيث نفقات الزواج وعدم زواجه يوقعه في الزّنا، فترك الزنا فرضٌ وترك الزواج يوقع فيه لذلك يُصبح الزواج فرضاً. هناك حالاتٌ يصبح بها الزّواج حراماً، وهذه الحالات هي: إذا كان المكلّف غير قادرٍ على مطالب الزواج المالية، أو كان الشاب مَريضاً مَرَضاً يمنعه من التعامل مع الناس، أو كان متيقّناً أنّه سيظلم زوجته وبزواجه يُلحق الضّرر بها؛ ففي هذه الحالة يُصبح الزواج حراماً.