فقهاء وأئمة

تعريف بالإمام البخاري

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

اترك تعليقاً

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

اترك تعليقاً

تعريف بالإمام البخاري

الإمام البُخاريّ هو مُحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفيّ البُخاريّ، ويُكنى بأبي عبد الله، وسُميّ الجعفي بذلك؛ لأن جده المُغيرة كان مجوسياً وأسلم على يد شخص يُسمى اليمان وكان جُعفياً فانتسب إليه، وُلد البُخاريّ في يوم الجُمعة الثالث عشر من شهر شوال في السنة مئة وأربعة وتسعين، ورحل في طلب العلم وهو ابن العاشرة إلى جميع الأمصار، وسمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص، وكان عند كتابته للحديث يُصلي ركعتين، ثُمّ يضعُهُ في كتابه، وبلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان حافِظاً، وذكروا أمامَه لاختباره مئة حديثٍ مقلوبة السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها التي ذُكرت بها، وتوفي سنة مئتين وستةٍ وخمسين، وكان عُمُره يقارب الاثنتين وستين سنة، ولم يترُك أولاداً ذُكوراً بعده.[١]

نسب الإمام البخاري ونشأته

يُنسب الإمام البُخاريّ إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بَردِزبة، وكان بَردِزبة فارسياً، ثُمّ أسلم على يد المُغيرة، وأتى على بُخارى فَنُسب إليها؛ لأنهم كانوا ينسبون الشخص إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما جده إبراهيم فلا توجد عنه معلومات، وأمّا والدُه إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد تعرض له ابن حبان في مصنفه المسمى بالثِقات، واشتهر بحرصه على المال الحلال حتى نُقِل أنه لا يُعلم في ماله شيئاً من الحرام أو فيه شُبهة، ولمّا توفي كان ابنه مُحمد صغيراً[٢].

حج البخاري مع أُمّه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة؛ لِطلب العلم، وأُلهم طلب الحديث وحفظه وهو لا يزال صغيراً في الكُتّاب، وكان يصحّحُ لبعض أهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل في طلب العلم إلى الشام، ومصر، والجزيرة العربيّة، والبصرة، والحِجاز، والكوفة، وبغداد[٢]، وكانت نشأة الإمام البُخاريّ في أُسرةٍ مُتديِّنة، غنيّة، وكانت أُمّه من أهل الكرامة والولاية، وروي أن مُحمداً ابنها فقد بصره وهو صغير، فدعت الله -تعالى- بإن يُرجع له بصره، فاستجاب الله -تعالى- لها.[٣]

سيرة الإمام البخاري وأخلاقه

أثنى على الإمام البُخاريّ الكثير من المُحدثين ومن أئمة الإسلام، واعترفوا له بالفضل في علم الرجال وعلم علل الحديث، فقد قال عنه عمرو بن علي الفلاس: حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث، وأرشد إسحاق بن راهويه تلامذته للكتابةِ عن البخاري، وكان عُلماءُ مكة يصفونه بإنه إمامُهم وفقيهُهُم[٤] .

كما أنه جمع بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة؛ فهو كثير التلاوة والصلاة، وخاصةً في رمضان؛ فقد كان يختم فيه القُرآن مرةً كُل نهار، ويختمه في الليل كُل ثلاثِ ليالٍ في قيامه بعد التراويح، وكان إذا عَرَض له شيءٌ في الصلاة لا يقطعها حتى يُتمَّها، ولشدة وَرَعه كان يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغْتبتُ أحداً، بالإضافة إلى أنَّه كان مُستجاب الدعوة، فدعا أن يموت بعد أن ضاقت عليه الأرض، فمات بعدها بشهر، واشتُهر بالكرم وكثرة الإنفاق على الفُقراء والمساكين[٤]، وعُرِف بعزة نفسه، وعفة يده، وكان مُرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدا، وكان دائِم التعليم بالنهار، والتهجُد بالليل، وكان يكتسب المال عن طريق المُضاربة بما ورثه عن أبيه من مال؛ كي يتفرغ لتعلُّم الحديث والسُنة، وكان بعيداً عن حُبِّ المال، مُتَّصفاً بالإيثار، كثير التمسُّك بِالسُنّة، بعيداً عن مُجالسة الأُمراء، وقال عنه قُتيبة بن سعيد: أنه كعُمر بن الخطاب في الصحابة.[٥]

مكانة الإمام البخاري في علم الحديث

كان الإمام البُخاريّ مُشتهراً بِالذكاء بين الناس، وامتُحن بمئة من الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة، وعلَّق الحافظ ابن حجر على ذلك: وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائِها، ثُمّ أعادها بالصحيح، وتناول العُلماء كتابه صحيح البخاري بالشرح والتعليق، الذي كان المجال العلميّ الذي يظهر فيه الاهتمام بالكُتب في تلك العُصور، وعلامةُ نجاحٍ له، وخاصةً بعد أن اعترفوا أنه أصح الكتب بعد القُرآن الكريم، وقد بلغت الشُروحات والتعليقات عليه قُرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر[٦].

وكان من أشهر الشُروحات على كتابه، كتاب فتح الباريّ للحافظ ابن حجر العسقلانيّ، وكتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي[٧]، وعوْن الباري شرح التجريد الصريح مؤلفه صديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي[٨]، وفي ذلك دليلٌ على جُهد الأُمة البذول في خدمة كتاب صحيح البخاري وحرصهم على العلم، والفِكر، وحُب الأمة لنبيها وآثاره، وكشفت مصنفات البخاري ومن أهمها الصحيح عن فقهه وعمل على استنتاج الفوائد من الأحاديث ورتب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد، ونوّع في ذكر الحديث الواحد في أبواب مختلفة بناء على المواضيع التي يشير إليها الحديث الواحد[٩][٦]

ومن مُصنّفات الإمام البُخاريّ غير كتابه الجامع الصحيح كلاً من الكتب الآتية: الأدب المُفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير والصغير والأوسط، والضعفاء الصغير، والمسند والتفسير والجامع الكبير، وخلق أفعال العباد، والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل، وبر الوالدين، وأسماء الصحابة، والوحدان، والهبة، والمبسوط، والعلل، والكنى، والفوائد، والاعتقاد أو السنة، والسنن في الفقه، وأخبار الصفات، وقضايا الصحابة والتابعين، والأشربة.[١٠]

المراجع

  1. محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير (2012)، التَّحبير لإيضَاح مَعَاني التَّيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 97-98، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال الدين القاسمي (1992)، حياة البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار النفائس ، صفحة 13-15. بتصرّف.
  3. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 56-57، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو بكر كافي (2000)، منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها ( من خلال الجامع الصحيح ) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 47-48. بتصرّف.
  5. ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد (2008)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، دمشق: دار النوادر، صفحة 60-61، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أبو الحسن علي الندوي (1993)، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وكتابه صحيح البخاري، الهند: المطبعة الندوية، صفحة 11-16. بتصرّف.
  7. خلدون الأحدب ، التصنيف في السنة النبوية، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 86.
  8. محمد صالح المنجد (2009 )، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1695، جزء 7.
  9. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 1119، جزء 1.
  10. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 264. بتصرّف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى