فقهاء وأئمة

جديد الإتقان في علوم القرآن

مؤلف كتاب الإتقان في علوم القرآن

مؤلّف كتاب الإتقان في علوم القرآن هو الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد السيوطي، والمشتهر بابن الأسيوطي، ولد سنّة ثمانمئة وتسعة وأربعين للهجرة في القاهرة، وتتلمذ على يد عدد من العلماء وأخذ عنهم العلم؛ كالبلقيني، والشرف المناوي، والشمس السخاوي، والبرهان البقاعي وغيرهم من أهل العلم، وقد بدأت مسيرته العلميّة وهو في سنٍّ صغيره مما أتاح له أن ينهلّ من العلم ويكثر من التأليف، فألّف ما يقارب الستة مئة مؤلف بين ورقات ورسائل موّزعة على مجلّدات.[١] وقد نشأ يتيماً وحفظ القرآن الكريم وهو دون الثمان سنوات، ثم حفظ عدد من المتون والأصول؛ كالعمدة، وألفية ابن مالك، والفقه والأصول، ثم بدأ طلب العلم كالفقه والنحو؛ فتتلمذ على يد العلماء والشيوخ، فأخذ الفرائض عن الشيخ شهاب الدين الشارمساحي.[٢]

خرج من تحت يدي السيوطي عدد من الطلّاب النجباء الذين أصبحوا علماء ومؤلفين؛ أبرزهم شمس الدين الداودي مؤلّف كتاب طبقات المفسرين، والذي ساعده شيخه السيوطي في كتابته، وشمس الدين بن طولون مؤلّف كتاب مفاكهة الخلان، وشمس الدين الشامي مؤلّف كتاب السيرة الشامية، وومنهم أيضاً المؤرخ الكبير ابن إياس مؤلّف كتاب بدائع الزهور، وتوفي الإمام السيوطي في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى في العام التسمعمئة والحادي عشر من الهجرة، وله من العمر إحدى وستين سنة.[٣]

كتاب الإتقان في علوم القرآن

يعتبر كتاب الإتقان في علوم القرآن واحد من أهمّ المراجع وأقدمها التي كتبت في البحث في علوم القرآن، استهلّ كاتبه مقدمة الكتاب في الحديث عن فضل القرآن وعظمته، ومن استغرابه من عدم كتابة الذين سبقوه من العلماء في علوم القرآن،[٤] وهذا الكتاب واحد من أهمّ المراجع التي يُرجع إليها في فهم القرآن، فقد جمع فيه السيوطي علوم القرآن، ثمّ نقلَ أقوال من سبقوه من العلماء في الأبواب الخاصة بكلّ علم، وهو في كلّ باب يذكر الكتب المصنفة فيه، ويورد آراء العلماء وأقوالهم في موطنها المناسب، فتميّز هذا الكتاب بالشمول والاستيعاب، حيث اعتنى الإمام السيوطي في تنقيح الكتاب وتهذيبه ثم جعله مقدمة لتفسيره الذي كتبه وهو مجمع البحرين ومطلع البدرين،[٥]

اشتمل كتاب الإتقان في علوم القرآن على عدد من المباحث منها: أسباب النزول، ومواطن النزول، والوقائع والأحداث المتعلقة بنزول الآيات، وروايات القرآن وأسانيدها، والقراءات، وأحكام التجويد، وألفاظ القرآن، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصّل، وأحكام القرآن، وغيرها من الأبواب، وهو في كلّ باب يمثّل بآيات ويعدد الشروط.[٦]

طريقة المؤلف في تصنيف الإتقان في علوم القرآن

الطريقة التي اتبعها السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، أنّه يبدأ أولاً بذكر عنوان الموضوع، ثم من صنّف فيه من العلماء، ثم يذكر أهميّة دراسة الموضوع وفائدته، ثم يذكر مسائله، ويورد الأدلة والاستشهادات عليه من القرآن او السنّة أو أقوال العلماء، وهذا من أكثر ما امتاز به الكتاب، حيث أكثر من النقل عن الكتب التي لم تصل إلى غيره وإلى من بعده، ككتب الجعبري، والباقلاني والكيا هراس وغيرهم، إلّا أنّه وقع خطأ أُخذ عليه، أنّه كان يورد الكثير من الأحاديث التي لم تثبت صحتها عند المحدثين، والكثير من الروايات ضعيفة الإسناد.[٧]

بعض أقوال العلماء عن المؤلف

أثنى العديد من العلماء على الإمام السيوطي بما هو أهلّ له، فقد ورد عن تلميذه الداوودي أنّه عاصر شيخه وقد كان يؤلف ويحرر في اليوم الواحد ثلاث كراريس، وفي ذات الزقت كان يملي على الطلاب الحديث، ويجيبهم عن استفسارتهم، كما كان يوصف بأنّه من أعلم الناس في زمانه في الحديث؛ بسنده ومتنه ورجالاته وقدرته على استنباط الأحكام منه، وكان يحفظ مئتي ألف حديث،[٨] وقد عُرف يغزارة علمه، وكان له باع في علوم العلوم والتفسير والحديث، وفي علوم اللغة كالنحو والبيان والبديع والمعاني كما وصف هو نفسه، بالإضافة إلى معرفته وتبّحره في أصول الفقه، والجدل، والتصريف، والقراءات، والطب، واللإنشاء، والمنطق والحساب وغيرها من العلوم.[٩]

المراجع

  1. عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي، ذيل طبقات الحفاظ، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 223. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي (2004)، تاريخ الخلفاء (الطبعة الأولى)، مكة: مكتبة مصطفى الباز، صفحة 5. بتصرّف.
  3. “المفسر جلال الدين السيوطي”، islamstory.com، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
  4. سعيد حوّى (1994)، الأساس في السنة وفقهها- العبادات في الإسلام (الطبعة الأولى)، مصر: دار السلام، صفحة 1659، جزء 4. بتصرّف.
  5. محمد فاروق النبهان (2005)، المدخل إلى علوم القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، حلب: دار عالم القرآن، صفحة 60-61. بتصرّف.
  6. ” ملخص عن كتاب الإتقان في علوم القرآن “، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2020. بتصرّف.
  7. محمد فاورق نبهان (2005)، المدخل إلى علوم القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، حلب: دار عالم القرآن، صفحة 61. بتصرّف.
  8. شهاب الدين محمد بن أحمد الخُوَيِّي الشافعي (2015)، كتاب نظم علوم الحديث، أقصى الأمل والسول في علم حديث الرسول، صفحة 36، جزء 1. بتصرّف.
  9. “جلال الدين السيوطي .. المحدث الموسوعي”، www.islamweb.net، 1-7-2012، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى